المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مطلب قصة سراقة بن مالك الجشعمي حين الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم: - بيان المعاني - جـ ٤

[ملا حويش]

فهرس الكتاب

- ‌[الجزء الرابع]

- ‌تفسير سورة فصلت عدد 11- 61- 41

- ‌مطلب خلق السموات والأرض وما فيها ولماذا كان في ستة ايام وفي خلق آدم:

- ‌مطلب قول رسول قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم وما رد عليه به حضرة الرسول والأيام النحسات:

- ‌مطلب معنى الهداية وما قيل فيها وشهادة الأعضاء وكلام ذويها:

- ‌مطلب ما للمؤمنين المستقيمين عند الله ومراتب الدعوة إلى الله ودفع الشر بالحسنة:

- ‌مطلب في النزغ وسجود التلاوة وعهد الله في حفظ القرآن:

- ‌مطلب القرآن هدى لأناس ضلال الآخرين بآن واحد، وعدم جواز نسبة الظلم إلى الله تعالى:

- ‌تفسير سورة الشورى عدد 12- 62 و 42

- ‌مطلب تسمية مكة أم القرى وقوله ليس كمثله شيء وإقامة الدين وعدم التفرقة فيه ومقاليد السموات:

- ‌مطلب في الاستقامة والمراد بالميزان وآل البيت وعدم أخذ الأجرة على تعليم الدين:

- ‌مطلب بسط الرزق وضيقه والتوبة وشروطها والحديث الجامع ونسبة الخير والشر:

- ‌مطلب أرجى آية في القرآن والقول بالتناسخ والتقمص وفي معجزات القرآن وبيان الفواحش والكبائر:

- ‌مطلب أنواع التوالد وأقسام الوحي ومن كلم الله من رسله ورآه:

- ‌تفسير سورة الزخرف عدد 13- 63 و 43

- ‌مطلب نعمة المطر ونعمة الدواب والأنعام وما يقال عند السفر والرجوع منه:

- ‌مطلب هو ان الدنيا عند الله وأهل الله وتناكر القرينين يوم القيامة والإشارة بأن الخلافة القريش وما نزل في بيت المقدس:

- ‌مطلب الآية المدنية وإهلاك فرعون ونزول عيسى عليه السلام وما نزل في عبد الله بن الزبعرى:

- ‌مطلب في عيسى عليه السلام أيضا وفي الصحبة وماهيتها ووصف الجنة وهل فيها توالد أم لا:

- ‌تفسير سورة الدخان عدد 24- 64- 24

- ‌مطلب في ليلة القدر وليلة النصف من شعبان وفضل الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأعمال:

- ‌مطلب آية الدخان والمراد ببكاء السماء والأرض ونبذة من قصة موسى مع قومه وألقاب الملوك وقصة تبّع:

- ‌مطلب دعاء أبي جهل في الدنيا ومأواه في الآخرة ونعيم الجنة ومعنى الموتة الأولى:

- ‌تفسير سورة الجاثية عدد 15- 65- 45

- ‌مطلب تفنيد مذهب القدرية وذم اتباع الهوى وأقوال حكيمة، والدهر:

- ‌تفسير سورة الأحقاف عدد 16- 66- 46

- ‌مطلب عدم سماع دعاء الكفرة من قبل أوثانهم وتفتيده وتبرؤ الرسول صلى الله عليه وسلم من علم الغيب وإسلام عبد الله بن سلام:

- ‌مطلب فيما اختص به أبو بكر ورد عائشة على مروان ومعرفة الراهب:

- ‌مطلب فى قوله (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ) الدنيا وكيفية إهلاك قوم عاد:

- ‌مطلب تكليف الجن ودخولهم في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأولي العزم من الرسل:

- ‌تفسير سورة الذاريات عدد 17- 67- 51

- ‌مطلب قيام الليل وتقسيم الأعمال والصدقات والتهجد وآيات الله في سمائه وأرضه:

- ‌مطلب في الرزق وأنواعه وحكاية الأصمعي، وفي ضيف إبراهيم عليه السلام:

- ‌تفسير سورة الغاشية عدد 18- 68- 88

- ‌مطلب في الإبل وما ينبغي أن يعتبر به، والتحاشي عن نقل ما يكذبه العامة:

- ‌تفسير سورة الكهف عدد 19- 69- 18

- ‌مطلب قصة أهل الكهف ومن التوكل حمل الزاد والنفقة، وخطيب أهل الكهف:

- ‌مطلب أسماء أهل الكهف وقول في الاستثناء وقول أبو يوسف فيه والملك الصالح في قصة أهل الكهف:

- ‌مطلب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بملازمة الفقراء المؤمنين والإعراض عن الكفرة مهما كانوا، وقصة أصحاب الجنة:

- ‌مطلب مثل الدنيا وتمثيل الأعمال بمكانها وزمانها ونطقها يوم القيامة كما في السينما:

- ‌مطلب إبليس من الجن لا من الملائكة وانواع ذريته وما جاء فيهم من الأخبار:

- ‌مطلب قصة موسى عليه السلام مع الخضر رضي الله عنه:

- ‌مطلب عدم جواز القراءة بما يخالف ما عليه المصاحف والقول في نبوة الخضر وولايته وحياته ومماته:

- ‌مطلب من هو ذو القرنين وسيرته وأعماله والآيات المدنيات:

- ‌مطلب أن ذا القرنين ليس اسمه إسكندر وليس بالمقدوني ولا اليوناني ولا الروماني وإنما هو ذو القرنين:

- ‌تفسير سورة النحل عدد 20- 70- 16

- ‌مطلب جواز أكل لحوم الخيل وتعداد نعم الله على خلقه:

- ‌مطلب لا جرم ولفظها وإعرابها وقدم لسان العرب وتبلبل الألسن وذم الكبر:

- ‌مطلب التوفيق بين الآيات والحديث بسبب الأعمال وفي آيات الصفات:

- ‌مطلب التعويض الثاني بالهجرة وعدم الأخذ بالحديث إذا عارض القرآن:

- ‌مطلب من أنواع السجود لله وتطاول العرب لاتخاذ الملائكة آلهة:

- ‌مطلب جواز تذكير اسم الجمع وشبهه وكيفية هضم الطعام وصيرورة اللبن في الضرع والدم في الكبد والطحال وغيرها:

- ‌مطلب في السكر ما هو وما يخرج من النحل من العسل وأقسام الوحي:

- ‌مطلب أجمع آية في القرآن وما قاله ابن عباس لمن سب عليا وما قاله العباس رضي الله عنهم وفي العهود:

- ‌مطلب في الكفر تضية، والكذب والأخذ بالرخصة تارة وبالعزيمة أخرى، والتعويض للهجرة ثالثا

- ‌مطلب في ضرب المثل وبيان القوية وعظيم فضل الله على عباده:

- ‌مطلب يوم الجمعة والآيات المدنيات وكيفية الإرشاد والنصح والمجادلة وما يتعلق فيهما:

- ‌تفسير سورة نوح عدد 21- 71- 77

- ‌مطلب أطوار الإنسان رباني عبدة الأوثان وعذاب القبر:

- ‌تفسير سورة ابراهيم عدد 22- 72- 14

- ‌مطلب النهي عن الانتساب لما بعد عدنان ومحاورة الكفرة وسؤال الملكين في القبر:

- ‌مطلب في الخلة ونفعها وضرها وعدم إحصاء نعم الله على عباده، وظلم الإنسان نفسه:

- ‌مطلب في الغفلة والقلب والشكوى وفتح لام كي وكسرها والقراءة الواردة فيها وعدم صحة الحكايتين في هذه الآية:

- ‌تفسير سورة الأنبياء عدد 23 و 73- 21

- ‌مطلب وصف الكفرة كلام الله والنزل عليه ومعنى اللهو وكلمة لا يفترون:

- ‌مطلب برهان التمانع ومعنى فساد السموات والأرض وما يتعلق بهما:

- ‌مطلب في الأفلاك وما يتعلق بها، وبحث في الشماتة، وما قيل في وزن الأعمال والإخبار بالغيب:

- ‌مطلب إلقاء إبراهيم في النار وماذا قال لربه وملائكته وفي مدح الشام:

- ‌مطلب أن الجمع ما فوق الاثنين، وأحكام داود وسليمان، والبساط وسيره وما يتعلق بذلك:

- ‌مطلب قصة أيوب عليه السلام ومن تسمى باسمين من الأنبياء عليهم السلام:

- ‌مطلب إخساء عبد الله بن الزبعرى وجماعته، ومن كان كافرا في أصل الخلقة:

- ‌تفسير سورة المؤمنين عدد 24- 74 و 23

- ‌مطلب مراتب الخلق، وتعداد نعم الله على خلقه:

- ‌مطلب هجرة مريم بعيسى عليهما السلام إلى مصر، وأن الذي أمر الله به الأنبياء أمر به المؤمنين، وأن أصول الدين متساوية:

- ‌مطلب توبيخ الكفرة على الطعن بحضرة الرسول مع علمهم بكماله وشرفه وخطبة أبي طالب:

- ‌مطلب إصابة قريش بالقحط ثلاث مرات، واعترافهم بقدرة الله وإصرارهم على عبادة غيره، ومتعلقات برهان التمانع:

- ‌مطلب في التقاطع وعدم الالتفات إلى الأقارب والأحباب والمحبة النافعة وغيرها:

- ‌تفسير سورة السجدة عدد 25 و 75- 32

- ‌مطلب في أهل الفترة من هم، ونسبة أيام الآخرة لأيام الدنيا

- ‌مطلب الآيات المدنيات، وقيام الليل، والحديث الجامع، وأحاديث لها صلة بهذا البحث:

- ‌تفسير سورة الطور عدد 26- 76- 52

- ‌مطلب من معجزات القرآن الإخبار عن طبقات الأرض، وعن النسبة المسماة ميكروب:

- ‌مطلب الحجج العشر وعذاب القبر وبحث في قيام الليل والإخبار بالغيب وما يقال عند القيام من المجلس:

- ‌تفسير سورة الملك عدد 27- 77- 65

- ‌مطلب في إمكان القدرة وفوائد الكواكب:

- ‌مطلب تبرؤ الرسول عن علم الغيب وأمر الرسول بسؤال الكفرة:

- ‌تفسير سورة الحاقة عدد 28 و 78- 69

- ‌مطلب في اهوال القيامة، وإعطاء الكتب، وحال أهلها:

- ‌تفسير سورة المعارج عدد 29 و 79 و 70

- ‌مطلب اليوم مقداره خمسين ألف سنة ما هو وما هي:

- ‌تفسير سورة النبأ عدد 30- 80- 78

- ‌تفسير سورة النازعات عدد 31- 71- 79

- ‌مطلب المياه كلها من الأرض وذم الهوى وانقسام الخلق إلى قسمين والسؤال عن الساعة:

- ‌تفسير سورة الانفطار عدد 32- 82

- ‌مطلب في الحفظة الكرام وعددهم، وبحث في الشفاعة وسلمان بن عبد الله:

- ‌تفسير سورة الانشقاق عدد 33- 83 و 84

- ‌تفسير سورة الروم عدد 34- 84- 30

- ‌مطلب قد يكون العاقل أبله في بعض الأمور، وغلب الروم الفرس:

- ‌مطلب مآخذ الصلوات الخمس وفضل التسبيح ودلائل القدرة على البعث:

- ‌مطلب جواز الشوكة إلا لله ومعنى الفطرة للخلق وكل إنسان يولد عليها:

- ‌مطلب ما قاله البلخي للبخاري وحق القريب على قريبه والولي وما شابهه:

- ‌مطلب ظهور الفساد في البر والبحر، والبشارة لحضرة الرسول بالظفر والنصر وعسى أن تكون لامته من بعده:

- ‌مطلب في سماع الموتى وتلقين الميت في قبره وإعادة روحه إليه والأحاديث الواردة بذلك:

- ‌مطلب في أدوار الخلقة والجناس وحقيقة أفعال وفعائل وأنواع الكفر والجهل:

- ‌تفسير سورة العنكبوت عدد 35 و 85 و 29

- ‌مطلب لا بدّ من اقتران الإيمان بالعمل الصالح:

- ‌مطلب برّ الوالدين وما وقع لسعد بن أبي وقاص مع أمه، وأبي بكر مع ولده، وعياش وأخويه أولاد أسماء بنت محرمة:

- ‌مطلب تعويض الهجرة لسيدنا محمد وهجرة ابراهيم وإسماعيل ولوط عليهم الصلاة والسلام وسببها

- ‌مطلب تحريم اللواطة وجزاء فاهلها ومخازي قوم لوط والهجرة الشريفة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌مطلب في العنكبوت وأنواع العبادة والصلاة وفوائدها والذكر

- ‌مطلب هل تعلم النبي صلى الله عليه وسلم الكتابة والقراءة أم لا، والنهي عن قراءة الكتب القديمة:

- ‌مطلب في الهجرة واستحبابها لسلامة الدين وما جاء فيها من الآيات والأخبار وهي تسعة أنواع:

- ‌مطلب حقارة الدنيا والتعريض للجهاد:

- ‌تفسير سورة المطففين عدد 36- 86- 83

- ‌مطلب التطفيف في الكيل والوزن والذراع، والحكم الشرعي فيها:

- ‌مطلب القراءات السبع، ورؤية الله في الآخرة، والقيام للزائر:

- ‌مطلب مقام الأبرار والفجار، وشراب كل منهما، والجنة والنار:

- ‌مطلب معني ثوب وفضل الفقر والفقراء وما يتعلق بهم:

- ‌مطلب بقية قصة الهجرة وفضل أبي بكر الصديق وجوار ابن الدغنة له:

- ‌مطلب قصة سراقة بن مالك الجشعمي حين الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الفصل: ‌مطلب قصة سراقة بن مالك الجشعمي حين الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(الخرّيت الماهر في الدلالة) قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي (أي أخذ نصيبا من حلفهم وعهدهم) وهو على دين كفار قريش، فآمناه ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال، فأتاهما صبح ثلاث، فارتحلا، وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الديلي، فأخذ بهم طريق الساحل، وفي هذا قال الأبو صيري ينعى حال قريش وقبح صنيعهم مع حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم:

ويح قوم جفوا نبيا بأرض

ألفته ضبابها والضباء

أخرجوه منها وآواه غار

وحمته حمامة ورقاء

وجفوه وحن جذع إليه

وقلوه ووده الغرباء

وكفته بنسجها عنكبوت

ما كفته الحمامة الحصداء

واختفى منهم على قرب مرآ

هـ من شدة الظهور الخفاء

الأبيات من قصيدته التي قل أن توجد قصيدة مدح يبلاغتها وجمعها للمعاني، ولهذا قالوا ما مدح خير البرية بأحسن من البراءة والهمزية، وكلاهما له رحمه الله.

‌مطلب قصة سراقة بن مالك الجشعمي حين الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال ابن شهاب فأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة ابن مالك بن جشعم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن مالك بن جشعم يقول: جاءنا رسول كفار قريش لما هاجر رسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومعه صديقه رضي الله عنه، يخبرنا أنهم أرسلوا في أثرهما الرسل، وبئوا العيون، ونصوا الأشراك، وأقاموا الأرصاد ليحولوا دون هجرته، فلم يظفروا به، وأنهم جعلوا جائزة قدرها مئة ناقة لمن يقتل أحدهما أو يأسره، ومئتان لمن يقتلهما أو يأتي بهما، قال سراقة فيلنا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس، فقال يا سراقة إني قد رأيت أسودة بالساحل (أي أشخاصا) أراهما محمدا وأصحابه، قال سراقة فعرفت أنهم هم، فقلت له إنهم ليسوا هم، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا يبتغون ضالة لهم، ثم لبنت في المجلس ساعة، ثم قمت، فدخلت البيت فأمرت جاريتي أن تخرج الفرس وراء الأكمة (هي التل المرتفع) فتحبسها علي، وأخذت رمحي، فخرجت من ظهر البيت كي لا يراني أحد، لأختص

ص: 529

بتلك الجائزة دون قسيم أو شريك، قال فخططت بزجه الأرض، وخفضت عاليه، حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تضرب بي (تعدو عدوا دون الإسراع) ، ثم صرت أشتد في أثرهم حتى دنوت منهم، فعثرت فرسي، فخررت عنها، فقمت وأهويت بيدي إلى كنانتي (الجعبة التي فيها السهام) فاستخرجت منها الأزلام (الأقداح التي كانوا يتفاءلون بها) فاستقسمت بها أضرهم أم لا، فخرج الذي أكره، فركبت فرسي وعصيت الأزلام، فلا زالت تضرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات يمينا وشمالا، وإذ ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها ثم زجرتها فلم تكد تخرج يديها فنهضت، فلما استوت قائمة إذا الأثر بين يديها غثان (غبار) ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام ثانيا فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم ان سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رأيت أن الخوف دخل أبا بكر، ولكن الرسول ثابت فؤاده، ولما تاديت بالأمان ترجلت خشية أن يصيب فرسي ما أصابها قبل، حتى إني خشيت على نفسي أن يصيبها ما أصاب فرسي، فقلت له يا رسول الله إن قومك قد جعلوا فيك وفي صاحبك الدية، وإنهم يريدون قتلكما وإني راجع رادهم عنك، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزأني (لم يأخذا مني شيئا) ولم يسألاني إلا أن قالا أخف عنا ما استطعت، فقلت يا رسول الله أدع الله أن يطلق لي جوادي ولك عهد وميثاق أن أرجع وأردّ عنك، واكتب لي كتاب أمن بأنك إذا أظهرك الله وملكت رقاب الناس وجئتك أن تكرمني، فقال صلى الله عليه وسلم اللهم إن كان صادقا فيما يقول فأطلق له جواده، وأمر عامر بن فهيرة أن يكتب لي العهد، فأبيت إلا أن يكون الكاتب أبا بكر، فأمره، فكتب له رقعة من أديم ما أراد من العهد، أمانا له عند ظهور أمره. وهذا مما يؤيد عدم معرفته صلى الله عليه وسلم الكتابة كما ذكرنا في الآية 48 من سورة العنكبوت المارة، قال ثم عرضت عليه ثانيا أن يتزود من مالي ما شاء فقال يا سراقة إذا لم ترغب في دين الإسلام فإني لا أرغب في إبلك ومواشيك، فقلت مرني بما شئت، فقال لا تترك أحدا يلحتنا، وقال كيف بك يا سرافة إذا

ص: 530

تسورت بسواري كسرى؟ فقلت متعجبا كسرى بن هرمز؟ قال نعم، فرجعت ومضى رسول الله ومن معه لجهة المدينة، قال سراقة ولما عدت إلى مكة اجتمع إليّ الناس يسألونني عما حدث لي مع رسول الله، فأنكرت أولا رؤيته بتاتا، ولكنهم عادوا علي واستخبروني فأخبرت أبا جهل بما حدث فلامني على ما كان مني، فأنشدته معتذرا بما ألقى الله على قلبي ولساني فقلت:

أبا حكم والله لو كنت شاهدا

لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه

علمت ولم تشكك بأن محمدا

رسول ببرهان فمن ذا يقاومه

قالوا ولما كان عام الفتح وكان رسول الله عائدا من غزوة حنين بالجعرانة، إذا بصائح يصيح يا رسول الله، حتى أنخرط في كتيبة الأنصار وهو ينادي يا رسول أنا سراقة بن مالك، وهذا كتاب عهدي منك، فقال صلى الله عليه وسلم أدنوه، فهذا اليوم يرى وفاء، وقال له إن وعد الحرّ دين، فأسلم وحسن إسلامه وحظي بسواري كسرى زمن خلافة ابن الخطاب، وأخبر بأن هذا مما أخبره محمد صلى الله عليه وسلم بهما عام الهجرة.

فهي من معجزاته صلى الله عليه وسلم. قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب من المسلمين، كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة (أرض ذات حجارة خارج المدينة فينتظرونه حتى يردّهم حر الظهيرة، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على ظهر أطم من آطامهم (أشرف على بناء مرتفع من أبنيتهم) لأمر ينظر إليه، فبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي نفسه أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرونه، قال فثار المسلمون إلى السلاح وظهروا يتلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين غرة ربيع الأول سنة 54 أربع وخمسين من ميلاده الشريف، الثالث عشر من البعثة المقدسة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام أبو بكر للناس يتلقاهم ويصرفهم والتي صامت، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم يعرف رسول

ص: 531

الله يحيي أبا بكر لأنه هو الذي يتلقاهم ويصافحهم ويجلسهم مجالسهم، ويقصد بذلك عدم تكليف حضرة الرسول واحتراما وتكريما لمقامه، فظنوا أنه هو الرسول، ولما قربت الشمس من مجلسهما ورأى أبو بكر أن الشمس أصابت حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم قام فظلل عليه بردائه، فعرف الناس كلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذاك، فلبث صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أخبر الله عنه بأنه أسس على التقوى في الآية 110 من سورة التوبة في ج 3، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم ركب راحلته فسار والناس تمشي خلفه حتى بركت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم الآن بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين وكان مريدا للتمر (بيدر التمر) وهو ملك لسهل وسهيل غلامين يتيمين في حجر سعد بن زرارة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته: هذا إن شاء الله المنزل، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمريد ليتخذه مسجدا، فقالا بل نهيه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة، حتى ابتاعه منهما بما أرضاهما، ثم بناه مسجدا، وطفق رسول الله ينقل مع أصحابه اللين والتراب ويعين أصحابه في بنائه، وكان يقول أثناء شغله معهم:

هذي الحمال لا حمال خيبر

هذا أبرّ ربنا وأطهر

يعني بذلك أن الحجارة التي تحملها لبناء المسجد أفضل عند الله تعالى مما يحمل من خيبر من المال والميرة وغيرها من أنواع التجارة، وفي رواية بالجيم من التجميل أو من الجمال وعليه يكون المعنى أن ما تحمله الجمال من خيبر مما هو جميل بنفسه أو أن الجمال فقط وهي الإبل ليست بشيء بالنسبة لما هم فيه من بناء المسجد الشريف والرواية الأولى أشهر، قالوا وكان يقول صلى الله عليه وسلم:

اللهم إن الأجر أجر الآخرة

فارحم الأنصار والمهاجرة

وقيل إنه تمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسمّه، قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله تمثل بيت شعر تام غير هذا البيت، وهو من الرجز ولا يسمى الرجز شعرا، وقد ذكرنا ما يتعلق بهذا في الآية 68 من سورة الشعراء والآية 70 من سورة يس في ج 1، أخرجه البخاري، وقد أخرج الدارقطني وابن

ص: 532

شاهين وابن مردويه وغيرهم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه أنت صاحبي في الغار وأنت رفيقي على الحوض. وأخرج ابن عساكر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وأبي هريرة مثله، وأخرج هود ابن عدي عن طريق الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان هل قلت في أبي بكر شيئا؟ قال نعم، قال قل، فقال رضي الله عنه من جملة ما قال في حقه:

وثاني اثنين في الغار المنيف وقد

طاف العدوّ به إذ صاعد الجبلا

وكان حب رسول الله قد علموا

من البرية لم يعدل به رجلا

فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه، ثم قال صدقت يا حسان هو كما قلت، وقال بعضهم إن شبان قريش ذهبوا نحو الغار بأسلحتهم حتى كانوا عنه قدر أربعين ذراعا فتقدم أحدهم وهو أمية بن خلف فقال إن عليه لعنكبوتا قبل ميلاد محمد، فانصرفوا، وزاد البيهقي في الدلائل أن أبا بكر صار يمشي مرة عن يساره، ومرة عن يمينه، وانه قال لحضرة الرسول لا آمن عليك وان محمدا صلى الله عليه وسلم صار يمشي على أطراف أصابعه حتى حقيت رجلاه، فلما رأى ذلك أبو بكر حمله على كاهله وجعل يشتد به حتى فم الغار، قالوا وجرح صبع أبي بكر أثناء كله الغار، فجعل يمسح الدم ويقول:

ما أنت إلا أصبح دميت

وفي سبيل الله ما لقيت

وذهب الذين كانوا في طلبه صفر الأكف سود الوجوه، وصار له بعض من كان عليه، وهذا أول خير من فضائل الهجرة، إذ صاروا يتلاومون على فعلهم الذي سبب هجرته عنهم فقد أخرج ابن سعد وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر التفت أبو بكر، فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال يا نبي الله هذا فارس قد لحق ربنا، فقال صلى الله عليه وسلم اللهم اصرعه، فصرع عن فرسه، فقال يا رسول الله مرني بما شئت، قال تقف مكانك لا تتركنّ أحدا يلحق بنا، فكان أول النهار جاهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر النهار مسلحة له، وكان هذا الفارس سراقة المار ذكره في الحديث الأول الذي رواه البخاري. وصح من حديث الشيخين وغيرهما أن القوم طلبوا رسول

ص: 533

الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وقال أبو بكر ولم يدركنا إلا سراقة على فرس له، فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا، فقال لا تحزن إن الله معنا كما أشار الله بهذا في الآية 42 من سورة التوبة في ج 3، حتى إذا دنا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة، قلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت، قال لم تبك؟ قلت أما والله ما أبكي على نفسي ولكن أبكي عليك، فدعا عليه الصلاة والسلام، وقال اللهم اكفناه بما شئت، فساخت فرسه إلى بطنها في أرض جلدة (قوية) ووثب عنها، وفي رواية: قال اللهم اكفناه بما شئت وكيف شئت، فساخت قوائم فرسه في الأرض ولم تقو على مغادرتها فهال الأمر سرافة وانخلع قلبه فزعا وهلعا، فترجل خشية أن يصيبه ما أصاب فرسه، ونادى الأمان يا محمد أنظرني أكلمك، أنا لك نافع غير ضار، وقال يا محمد إن هذا عملك فادع ربك أن ينجيني مما أنا فيه، فو الله لأعمين على من ورائي من الطلب، واني راجع رادهم عنك، وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي رغنمي في موقع كذا وكذا فخذ منها حاجتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي فيها، ودعا له، فانطلق راجعا إلى مكة وقال ما قال كما مر آنفا، ورجع إلى أصحابه من بقية الطلب، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة. الحديث. قالوا وكان في استقبال الرسول جماعة من أهل المدينة غير المهاجرين، وكان معهم الفتيات يفتين فرحا باستقباله صلى الله عليه وسلم، ومن جملة ما نقل عن أناشيدهن:

أقبل البدر علينا من ثبات الوداع

وجب الشكر علينا ما دعى لله داع

ومنهن من قلن:

نحن بنات من بني النجار

يا حبذا محمد من جار

ويضربن بالدف ويظهرن معالم الفرح والسرور بقدومه بما جرت عليه عادتهم رضي الله عنهن وأرضاهن، فيظهر من هذه المعجزات التي أظهرها الله على يدي رسوله في مكة وآخرها قضية سرافة أن حضرة الرسول لم يهجر بلده مكة وقومه وعشيرته فيها عن ضعف أو خوف، كيف وقد أخبره الله تعالى في إنزال العذاب فيهم مرارا فلم يفعل لشدة حرصه على إسلامهم، وكان يجابه ربه بقوله اللهم اهد

ص: 534

قومي فإنهم لا يعلمون، وإنما كانت هجرته هذه اتباعا لأمر الله تعالى وتقديره الأزلي في ذلك، وكان فيها الخير والبركة وعلو الكلمة وشرف السمعة، وان قومه بعد رجوعهم من طلبه وسماعهم قول سراقة وما جرى له معه، راجعوا أنفسهم ورأوا أنهم مقصرون تجاهه، وانشقوا في الرأي وأوقعوا اللوم على الذين قرورا قتله في دار الندوة حتى نشأ عنه تركه إياهم وصاروا يمحصون أقواله ويفندون أفعاله، فلم يروا منها ما يوجب النقد أو النفع الخاص أو الضرر لأحد، أو أن ذلك لطلب الرياسة أو المال أو غيره، وإنما يدعو لتوحيد الله، وهذا شيء لم يألفوه من قبل ولم يتلقوا شيئا منه عن آبائهم فخالقوه، ويدعو للاعتراف بالبعث بعد الموت وهو لا تقبله عقولهم، وان هذين الأمرين ما كان أحد منهم يقسر على الاعتراف بهما، وإنما على طريق النصح والإرشاد وليس إلا، لذلك تيقنوا ان سقط في أيديهم وندموا على ما فعلوا وعنقوا غيرهم عليه، وقالوا إنه سيجد في المدينة أنصارا وأعوانا ربما أنّهم سيهاجموكم في عقر داركم هذه، وقد أوقع الله الرعب في قلوبهم وصاروا يترقبون خوف الكرة عليهم بمن دان بدينه، وكان ذلك، إذ أظهره الله عليهم وأتم أمره فيهم، كما سيأتي في قصة الفتح إن شاء الله تعالى عند تفسير الآية الأولى من سورة الفتح في ج 3، هذا وما ذكرناه من الأحاديث هو خلاصة ما جاء في الهجرة وسببها وكيفيتها، ومن أراد التفصيل فعليه بمراجعة سيرة ابن هشام والسيرة الحلبية، ففيهما الكفاية. ومما تقدم تبين لك أيها القارئ عظيم فضل سيدنا علي كرم الله وجهه، لأنه هادى بنفسه الكريمة في طاعة ابن عمه محمد صلى الله عليه وسلم حينما دعاه حالة إحاطة شبان قريش بداره وأخبره بما قصدوه من قتله، وقال له أنت تنام في مكاني في بيتي وتبقى لتؤدي الأمانات وغيرها كما مر آنفا، فلم يتلكأ وقبل عن طيب نفس ورضى قلب، فتركه صلى الله عليه وسلم على فراشه وخرج على الصورة المارة، وحثا على رءوس شبان قريش التراب ولم يحسوا به. هذا وان ما قاله بعض المتنطعين من ان رسول الله هاجر مكرها وخشية من القتل قول لا قيمة له، كيف وقد تعهد الله له بالنصر وحماه من مواقف الكفر كلها طيلة ثلاث عشرة سنة في مكة، وقد خيره الله في إهلاك أهلها فأبى عليهم وسأل ربه هدايتهم، وانه خرج من

ص: 535

بين شبان قريش الذين كانوا سالين سيوفهم ليقتلوه عند خروجه فلم يتعرض له أحد منهم لأنه بحجاب من الله تعالى الذي معه في كل أحواله، ولكن ما كانت الهجرة إلا تنفيذا لما هو في علم الله ولأن خير الإسلام وأهل مكة متوقف عليها، راجع الآية 103 من آل عمران ج 3، كما أن ما قاله بعض من لا خلاق له في الدنيا ولا نصيب في الآخرة ولا حظ له عند الله تعالى من أن حضرة الرسول إنما استخلف عينا على فراشه ليقتله شبان قريش المحيطون بداره ويتخلص منه، وان سبب مصاحبة أبي بكر له ليكيده به، ما هو إلا قول زور وكذب وافتراء وبهت غني عن الرد، إذ لا يصدقه عاقل ولا يقول به جاهل كيف وهو ابن عمه ووزيره ووصيه وصهره وسيفه وعدته للنوازل، وهو منه بمنزلة هرون من موسى، قاتل الله صاحب هذا القيل ومن يصغي إليه، وما هو إلا ناشىء عن محض عداء وخالص فتنه من قلب ضال ولسان مضل، أبعده الله في الدنيا عن الصواب، وشدد له في الآخرة العذاب، وأهانه بالهوان يوم المعاد (ومن يضلل الله فماله من هاد) . هذا والله أعلم وأستغفر الله العظيم.

ثم الجزء الثاني من هذا التفسير المبارك، وهو يحتوي على ست وثلاثين سورة من القرآن العظيم، أو لها يونس وآخرها المطففين، وقد أثبتناها بحسب نزولها الذي استفرق ثلاث سنين وسبعة أشهر وثلاثة عشر يوما، وذلك من 27 رجب سنة 10 من البعثة إلى ربيع الأول سنة 13 منها، فيكون مدة نزول القسم المكي من القرآن العظيم عدا الآيات المدنيات منه اثنتي عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما، وثلاثة أيام، باعتبار أول النزول في 17 رمضان سنة 41 من ميلاده الشريف والأظهر في 22 منه. ويليه القسم المدني أوله سورة البقرة، وآخره سورة النصر.

والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا. وقد وقع الفراغ منه يوم السبت 1 رجب سنة 1357 الموافق 25 آب سنة 1938 وبهذا التاريخ نفسه صار البدء بالجزء الثالث، ومن الله العناية والتوفيق، والهداية إلى أقوم طريق، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.

الفقير إليه عبد القادر ملا حويش الغازي

ص: 536