الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن الوكيل
(1)
هو محمد بن عمر بن المرحل المعروف بابن الوكيل الدمياطى، ولد بدمياط سنة 665 وانتقل مع أبيه إلى دمشق، ونشأ بها، وتولى التدريس فى غير مدرسة هناك، ثم انتقل إلى القاهرة، وأسند إليه التدريس بها فى زاوية الشافعى والمشهد الحسينى والمدرسة الناصرية إلى أن توفى سنة 716. ويقول السبكى: كان إماما كبيرا بارعا فى مشهد الشافعى يضرب به المثل فى البحث نظارا مفرط الذكاء عجيب الحافظة. وبجانب ما كان يحفظ من كتب الفقه والحديث النبوى كان يحفظ مقامات الحريرى وديوان المتنبى، ويشيد مترجموه بما كان له من شعر ورباعيات وموشحات.
وكانت له مشاركة فى الشعر الشعبى: الزجل والبلاليق التى تدور فى الهزل. ومن قوله فى إحدى موشحاته:
ما أخجل قدّه غصون البان
…
بين الورق
إلا وسبا المها مع الغزلانى
…
حسن الحدق
الصحة والسقام فى مقلته
…
والجنّة والجحيم فى وجنته
ما أبدع معنى لاح فى صورته
…
كالورد حواه ناعم الرّيحان
بالطّلّ سقى
والقدّ يميل ميلة الأغصان
…
للمعتنق
أحيا وأموت فى هواه كمدا
…
من مات جوى فى حبّه قد سعدا
يا عاذل لا أترك وجدى أبدا
وقد استخدم ابن الوكيل فى هذه الموشحة وزن الرباعيات، ليدل على قدرته فى ضبط النغم واللحن، وأنه لا يقل عن المحّار الحلبى معاصره الذى حاكاه فيها وفى وزنها إبداعا وافتنانا.
(1) راجع ترجمة ابن الوكيل فى الفوات 2/ 500 والوافى بالوفيات 4/ 264 والنجوم الزاهرة 9/ 233 وشذرات الذهب 6/ 40 والدرر الكامنة لابن حجر 4/ 234 وحسن المحاضرة 1/ 419 والبداية والنهاية 14/ 80 وطبقات الشافعية للسبكى 9/ 253 والبدر الطالع 2/ 233 وعقود اللآل فى الموشحات والأزجال للنواجى (انظر الفهرس).