الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويشتمل على الحضنة من جهتها الغربية، ثم يذهب الى قرب سور الغزلان جنوبا، ويمر ببوغار وتيهرت وتلمسان وللامغنية.
وقد يكون للحرس الروماني نقط حربية خلف الحدود، وقد تقدموا بها في بعض الجهات الى الصحراء حتى أن منها ما كان على الاغواط بثلاثين ميلا.
ولم يدخل الرومان الصحراء الا في عمالة قسنطينة دخلوها من ناحية أوراس. أما عمالتا الجزائر ووهران فليس للرومان فيهما الا الجهات التلية المعبر عنها بموويطانيا القيصرية، وبقيت الصحراء في منجاة من تسلط الرومان. ذلك لانهم أولا ليسوا بأمة صحراوية حتى يقدروا على فتح الصحراء أو تشتد رغبتهم في فتحها، وثانيا لم تكن الجهات التلية خالصة لهم فلم يكونوا مطمئنين منها حتى يغرروا بانفسهم في الصحراء.
9 - جند الاحتلال
اعتمدت رومة في فتح الشمال الأفريقي على ثلاثة أشياء:
1 -
السياسة الملعونة: فقد كانت تذكي نار المنافسة بين ملوك البربر، وتعمل لتفرقة المملكة الواحدة بين الامراء المتنافسين، واضعاف الغيرة القومية بمحاربة ابطالها.
2 -
الاستعانة ببعض البربر ضد الآخر: فان سياستها لما راجت على بعض رجال البربر من ملوك وأمراء صاروا يخدمونها ويعينونها على اعدائها أحباء الاستقلال. وكلما أرادت رومة رجلا بربريا يخدم مصالحها لم تعدمه، لان الشعوب لا تخلو من خونة. فكان لرومة ملوك وأمراء بربريون مصافون لها أو مغترون بسياستها أو خائفون
من عظمتها. وقد استفادت رومة من سياستها تلك واعانة بعض البربر لها فوائد لا تقدر الجيوش الجرارة على تحقيقها، بيد أنها لم تفز بها الا بعد أزمان لان مطامعها في الجزائر ابتدأت منذ عصر مصينيسا ولم تستول عليها ذلك الاستيلاء المثقوب الا بعد بطليموس.
3 -
الجند الروماني: فان رومة مهما اضطرت للحرب جاءت بجنودها والجندي الروماني معروف باخلاص الطاعة والصبر على الاتعاب. ولم تحتج رومة في فتح الوطن البربري الى جيوش كثيرة لانها لم تجد أمامها جيشا منظما تنظيم جيشها الا في حرب زامة وحروب يوغورطة وتقفاريناص.
ولم تكن لتأمن وثورات البربر لا سيما واستيلاؤها على الوطن الجزائري غير عام ولا ثابت الاركان. فاتخذت حامية بتبسة تراقب البروقنصلية (تونس) ونوميديا (قسنطينة)، وحامية لمراقبة موريطانيا الشرقية (الجزائر ووهران) وموريطانية الغربية (مراكش).
أما حامية تبسة فتدعى "الفرقة الثالثة الاغسطية" نسبة الى اغسطس قيصر. وكان بها ستة آلاف جندي وفي رواية (5500) وهذه هي الفرقة الكبرى وهناك فرق أخرى مشاة وفرسان يبلغ جميعها نحو ثلاثة عشر الفا، وهذه الفرق مدد لتلك الفرقة.
وتلك الفرقة الثالثة رومانية من خيرة جنود رومة، وبها كثير من الغاليا، وبعد حين صار الرومان يعلمون البربر ويجندونهم. ومنذ الثلث الثاني من القرن الثاني استغنت رومة بجنود البربر عن جلب الجنود من الخارج الى الفرقة الثالثة، فصارت هذه الفرقة متركبة من جنود البربر وابناء قدماء الجنود الرومانية.
واما الفرق الصغيرة فكانت ايضا تجلب من الخارج، وبقي الامر كذلك حتى بعد دخول البربر في الفرقة الثالثة.
وفي سنة (122) نقل الامبراطور هدريان مركز الفرقة الثالثة من تبسة الى لمبس. وفي أيام ديوقلطيانس صارت لمبس قاعدة عسكرية للجنوب النوميدي.
وبطول عهد هذه الفرقة ودخول البربر فيها وكثرة الاضطرابات برومة نقصت طاعتها لرومة، وقد تعارض في امبراطورية بعض، وتؤيد بعضا. والغيت سنة (238) وعوضت بالفرقة الثانية والعسرين.
وأما حامية الموريطانيين فكان عددها نحو خمسة عشر الفا. وهي من البربر المخلصين لرومة.
فمجموع جيش الاحتلال بتونس والجزائر ومراكش نحو (34000) ليس به من الجنود الرومانية غير نحو (8000).
الجنود الرومانية تحارب وقت الحرب وتشتغل بالفلاحة حين السلم. يسمح القانون الروماني للجندي بالزواج، وكانت لهم مرتبات حسنة. والمتقاعد يعطى كفايته ويسكن قرب المركز الذي كان به، ويمنح اراضي وحيوانات يقوم بخدمتها، ويعفى من الضرائب لكن بشرط أن يحل أحد من أبنائه محله.
وبهذه الطريقة أصبحت الحدود عبارة عن مستعمرات من الجند تحول دون غارات الهاجمين. وكان خط الحدود مقسما إلى أقسام كل قسم تحت حراسة ضابط.
وفي حوالي سنة (200) اذن الامبراطور سبتمس سورس للجنود