الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على قسم سطيف من نوميديا، وان القسمين الاولين جعلتا مستعمرة رومانية، وان مملكة مصانسيس منحت لستيوس، وان قسم سطيف الحق بموريطانيا الشرقية، ومراده انه اضيف لبوغيد على ما يفسره قوله في موضع آخر. واذن فقسم سطيف هو المراد من نوميديا الغربية. وفي غروت: ان بوكوس الثاني أخذ موريطانيا السطيفية.
في هذه الاقوال ضرب من الاجمال لم نجد ما يفسره من الانقال. ولكن إذا استعنا بالمفسر على المبهم سهل علينا فهم بعض ما لم نفهم. ذلك ان مستعمرة الرومان قد علمت انها تشمل قالمة وعنابة. فتكون هاتان العمالتان حد نوميديا الوسطى غربا، وان مستعمرة ستيوس قد علمت حدودها ايضا. فما بقي من نوميديا غربا قسم بين الاخوين بوكوس وبوغيد. وهو ما عبر عنه غروت بموريطانيا السطيفية. وعبر عنه مرسيي مرة بقسم سطيف، واخرى بالقسم الغربي لنوميديا. ويكون قول غروت؛ بوكوس أخذ موريطانيا السطيفية لا يعني به جميعها. هذا ما امكننا فهمه من ذلك الاجمال والاضطراب بعد العجز عن ايجاد شرحه في أي كتاب ..
كان قيصر يريد اسقاط الجمهورية. فكان الجمهوريون ضده. فبعد ما غلبوا بايطاليا ثم أفريقية ذهب من بقي منهم الى اسبانيا ومعهم من امراء البربر عرابيون ابن مصانسيس. فذهب قيصر الى حربهم. وبقي برغيد معينا له هنالك أيضا. ووقعت حروب بينه وبين الجمهوريين من شيعة بمبيوس. واخيرا انتصر عليهم في منده من بلاد اسبانيا سنة (45). وتوفي بوغيد سنة (44).
23 - عرابيون
عرابيون هو ابن مصانسيس. لما قسم قيصر مملكتي والده ويوبا
على ما سبق بيانه ذهب هو الى الاندلس. وبها شيعة بمبيوس. فجمع هنالك جيشا من اللصوص واشتغل بالحرابه زمنا. ثم ازداد جيشه قوة وازداد هو مهابة. فقاتل قيصر هنالك.
وفي سنة (44) توفي قيصر وبوغيد عدوا أبيه. فرأى أن الوقت مناسب لاسترجاع مملكتة والده. فعاد الى وطنه بمن معه من الجنود. وجمع اليه شيعته من النوميديين. وبعث منهم بطائفة الى بمبيوس الصغير ليعلهم حسب الانظمة الرومانية. ومن غير شك ان النوميديين استبشروا، بعوده اليهم لانهم صاروا تحت اجانب عنهم في الوطن او في الجنس والوطن جميعا.
خلف بوغيد ابنه بوكوس الثالث. ورأى عرابيون ما له من الجنود، فعزم على حرب بوكوس لينتزع منه نوميديا السطيفية (1). وكان بوكوس غربيا عن محكوميه فاستنجد بوكتافيوس المستب برومة بعد قيصر. فلم ينجده لاشتغاله بتثبيت قدمه برومة.
تحارب الملكان البربريان، فكانت الخيبة نصيب بوكوس. واسترد عرابيون منه نوميديا السطيفية. وبقي له ستيوس. فدبر له مكيدة نجح فيها فقضى على حياة هذا الايطالي المتملك على البربر. واسترجع بذلك جميع ما كان يملكه ابوه. ولكثرة الفتن برومة بين الجمهوريين والقيصريين ذهب دم ستيوس هدرا. ولم يتوجه على عرابيون من الرومان ادنى بحث او مسؤلية.
في هذه المدة كان الوالي بأفريقية القديمة كورنفسيوس. واعطيت نوميديا الحديثة لوكتافيوس. فوجه اليها عامله سيكتيوس. وطمع في الاستيلاء على أفريقية القديمة أيضا. فوقعت الحرب بين الوالي
(1) نوميديا السطيفية هي المعبر عنها أحيانا بموريطانيا السطيفية.
والعامل. وخاطب كلاهما عرابيون مستنجدا به. فتريث في الاجابة مفكرا في أي الرجلين أوفق بسياسته. ثم رأى ان الاصلح له اجابة وكتافيوس فانضم له.
وبينما كورنفسيوس محاصر لقرطة اذ بلغه ان عرابيون انتصر لوكتافيوس. ففشل وغادر قرطة فارا الى ولايته. ولحقه عرابيون. وتلقاه سيكستيوس شرقا. فانحصر بين عدوين. وأمعن عرابيون في جنوده قتلا. فلم ينج منهم الا القليل.
دخل بعد هذا الانتصار سيكستيوس افريقية. وعاد عرابيون الى مملكته بغنائم قيّمة. وقد يكون توسع في نوميديا الحديثة. وفي سنة (43) اصطلح وكتافيوس وانطونيوس. وتشكلت حكومة رومة من رؤساء ثلاثة. هذان الاثنان ولبيدس. وبقيت افريقية تحت وكتافيوس ولكنه عزل سيكستيوس وعوضه بفانغو.
وفي سنة (42) اقتسم الرؤساء الثلاثة المملكة الرومانية من جديد. فاخذ انطونيوس افريقية الاصلية. واخذ وكتافيوس نوميديا والجهات الغربية. فكلف سيكستيوس بالنيابة عن انطونيوس في افريقية، وفانغو بالنيابة عن وكتافيوس في نوميديا الحديثة.
ولسوء ادارة فانغو ثارت عليه البربر وامدهم عرابيون. ولكن فانغو انتصر عليهم ففر عرابيون الى سيكستيوس. وطلب منه فانغو تسليمه فلم يسلمه. فهجم على افريقية وعاث فيها فسادا. فدافعه سيكستيوس، واعانه عرابيون والنوميديون، فكانت الهزيمة على فانغو.
وبعد هذا خدع سيكستيوس عرابيون وقتله غيلة. فمن المؤرخين من قال: قتله لانه كان قد أعان وكتافيوس على انطونيوس، ومنهم من قال: لانه كان يخشى نفوذه ويغار منه. وليس الجمع بين الامرين بمعتذر.