الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم كانت مقبرة عظمتهم ومدفن مجدهم بما جرته عليها حروبها مع الجمهورية الرومانية التي انتهت بتخريبها سنة (146) ق. م.
يقال: ان اسم قرطاجنة بالفينيقية " قرت حدشت " ومعنى هذا العلم: القرية الحديثة.
اما تاريخ تأسيسها وتعيين مؤسسها فقضية كثر حولها الخلاف واضطربت فيها الروايات، ذكر البكري:" ان الذي بنى قرطاجنة ديدون الملك زمن داوود عليه السلام "(1) وعليه يكون مؤسسها رجلاً وتأسيسها في القرن الحادي عشر (ق. م) لان داوود كان بين سنتي (1055 - 1014) وفي ابن خلدون- نقلا عن المورخ الروماني هروشيوش-: ان بناءها كان على يد ديدن بن أليثا، وانه من نسل عيصو بن اسحا. ومن المؤرخين من يقول أسسها الطبقة العليا من الفينيقيين.
واكثرهم على أن التأسيس كان سنة (814) وقيل سنة (813) وقيل سنة (880)، على أن المؤسس امرأة تدعى " عليسة ديدون "، وعليسة علمها الشخصي، وديدون وصف لها معناه الفارة.
وسياقة خبرها: انها من بيت ملك وتزوجت بكاهن مشهور، ولها أخ. ولما توفي ابوهما ورثا ملكه. فعدا اخوها على زوجها وقتله طمعا في كنوزه النفيسة وامواله الطائلة. ولكن عليسة احتفظت باموال زوجها وفرت بها الى ليبية فاشترت من البربر مكان قرطاجنة وأسستها.
4 - ممتلكات قرطاجنة بالجزائر
عرفت ان الفينيقيين امة تجارية بحرية، فلم يحملها على دخول
(1) المغرب ص41.
المغرب الطمع في انتزاعه من يد أهله والاستبداد عليهم في وطنهم. ولذلك لم تملك منه غير السواحل اللازمة لحياة بحريتها. وأسست بها مدنا لترويج بضائعها بين الاهالي. واقامت حينا من الدهر جارة للبربر تستخدمهم في مدنها بأجور يرضونها. وتستألف امراءهم بالأموال خوفا من غاراتهم.
ولما تأسست قرطاجنة اقتطع الفينيقيون من داخل الوطن البربري قطعة استوطنوها ودخل اهلها تحت طاعتهم. واطلق على هذا القسم اسم " ليبيا فينيقيا " وعرف الفينيقيون الذين به باسم البونيقيين.
ومن مدن الفينيقين بالساحل الجزائري: هبون (بونة)، روسفاد (السكيكدة)، شولو (القل)، اجلجلي (جيجل)، صلداي (بجاية) روسوقورو (تاقصبت او دلس او تقزيزن)، رسجونيا (مطيفو)، اقسيوم (الجزائر)، تباسا، يول (شرشال)، صيعة (ارشقول على الظاهر).
ولم يتجاوز البونيقيون السواحل الى دواخل الجزائر الا في الجهة الشرقية حيث كانت نوميديا الشرقية تحت حمايتهم- باشرف معنى الحماية- ومن مدن هذا القسم: تغاست- Thagaste (سوق اهراس) مدوروس- Madoure - (مداوروش)، تيفيست- Thèvesté -" تبسة".
ولهذا القسم الداخل تحت أشراف قرطاجنة حدود تفصله عن ليبيا فينيقيا وتلك الحدود خنادق تعرف بالخنادق الفينيقية.
وبلغت حماية قرطاجنة في الشمال الشرقي لنوميديا الى رأس بوقرعون "ناحية القل" وجهة ميلة. ومن المحقق ان قرطاجنة لم تدخل تبسة " بالجنوب الشرقي النوميدي" الا سنة 250 (ق. م) ولم تبق بها الا خمسين سنة.