الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوجه الى أفريقية. شعر به الاسطول القرطاجني فتبعه. ولكن لم يدركه. قضى أغاثوقليس في سيره ستة ايام. ونزل بأفريقية. واحرق أسطوله لئلا يطمع جيشه في العودة الى صقلية. وذلك سنة (310) وهكذا سيفعل طارق بن زياد بعد عشرة قرون. بقي هملكار محاصرا لسرقوسة وفي سنة (309) الزمه السرقوسيون برفع الحصار عن مدينتهم. وفي العام التالي حاول الاستيلاء على سرقوسة، فلم ينجح. وأسره الاغريقيون، ومات معذبا. أما أغاثوقليس فانه نجح في افريقية وخضعت له مدن كثيرة، وبلغ ابواب قرطاجنة وشدد عليها الحصار.
ولما رأى أغاثوقليس انه تمكنت قدمه بأفريقية ارتحل عنها سنة (306) الى صقلية. وترك ولده بافريقية. فتنفس القرطاجنيون وصاروا يحاصرون الاغريق في المدن التي احتلوها. فعاد أغاثوقليس. ولكن النصر لا يكون دائما حليف الفاتح. فذاق مرارة سوء الحظ في هذا العود. وعاد الى صقلية يتعثر في اذيال الخيبة. ومكن سلطته بسرقوسة. وتوفى سنة (289).
وبارتحال أغاثوقايس عن أفريقية للمرة الاولى انتهت حروب صقلية.
ب - الحروب البونيقية
قرطاجنة دولة بحرية لها أسطول عظيم. وأبناؤها قليلو الغناء في الحرب. فكانت تعتمد في حروبها على الاجانب.
ورومة دولة برية لا اسطول لها. ولكن لها من أبنائها جيش قوي الايمان بمحبة الوطن. ولذلك كان النجاح في الحروب البونيقية للثانية على الاولى.
ابتدأ النزاع بين هاتين الدولتين على البحر الابيض المتوسط.
وفي سنة (348) عقدتا اتفاقا يمنع رومة من التجارة مع أفريقية، ويحدد لها في البحر حدودا لا تتجاوزها.
ولما توفي أغاثوقليس بقيت صقلية في فوضى دامت عشر سنين. وطمعت قرطاجنة خلالها باعادتها اليها. فاستدعى السرقوسيون الملك بيروس ليحفظهم منها. فلبى طلبهم. ووقعت بينه وبين قرطاجنة معارك لم ينجح فيها. فماد الى ايطاليا سنة (276).
وكانت رومة تخشى بيروس. فعقدت مع قرطاجنة محالفة دفاعية تسنلزم اعانة احدى الدولتين للاخرى في أي حرب دخلت فيها. وغرضهما الاتحاد ضد بيروس. وفي سنة (272) توفي هذا الملك. فتنفست رومة. ونقصت لديها أهمية المحالفة.
رجعت صقلية الى الفوضى بعد خروج بيروس منها. وكان بها جنود مرتزقة بعضهم من عهد أغاثوقليس، وبعضهم خلفهم بها بيروس. فانقسموا أحزابا. وعين السرقوسيون منهم ييرو رئيسا عليهم. فحارب قرطاجنة سبع سنوات. وكان أعظم الاحزاب مقيما بمسينا. ولقب هذا الحزب نفسه " جنود المريخ " وهو إله الحرب. وبلغ من عظمته أن خشيته اليونان وصقلية والرومان والقرطاجنيون.
وفي سنة (268) ساءت حالة المريخيين. ورأوا لزوم خضوعهم لرومة أو لقرطاجنة. وافترقوا لذلك فرقتين. وقدمت الطائفة المتشيعة لرومة مطلبها لمجلس الشيوخ. فقبلوه واعتمدوه سببا للدخول في محاربة قرطاجنة التي لا ترضى بتسليم صقلية. فوقعت الحرب بين الدولتين. ودامت سنين كثيرة. وهي المعروفة بالحروب البونيقية.