الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن مكاسبهم الابل وهي معروفة قديما بآسيا. ولكنها لم تدخل الوطن البربري الا حوالي سنة 66 (ق. م) قال ابن خلدون: وهي من مكاسب أهل النجعة منهم شان العرب.
وكانت لهم معرفة بالصناعات المعدنية وزراعة الحبوب، فكانوا يزرعون الفول. قال بيروني: ويظهر ان أصله من ارض البربر. ويزرعون الشعير، وهو أكثر فلاحتهم، والقمح وحبوبا أخرى. قال بيروني: ولا نعلم أهذه الحبوب محلية ام مجلوبة؟ وكان بوطنهم العنب والزيتون، ولكنه طبيعي غير مغروس.
وصنعوا من المعادن ما كانوا يصنعونه من الحجارة وبذلك سقطت الصناعة الحجرية الا بدواخل الوطن فقد عاشت وترقت حتى صارت في غاية الاتقان.
واتفقت كلمة من وقفنا على كلامهم من المؤرخين ان البربر لم يتعلموا الغراسة الا من الفينيقيين. اما الفلاحة واستخراج المعادن فقد قال اغسال: ان البربر تعلموهما من قدماء المصريين وسكان جزر البحر الابيض المتوسط. كانوا اولا يقتنون مصنوعات هذه الامم ويستوردونها ثم تولوا صناعتها بانفسهم.
7 - نظام المجتمع البربري
كان البربر مقتنعين- منذ نزلوا ليبية- في حياتهم بما منحتهم الطبيعة من خصب اراضيهم التي كانت - على كثرتهم ووفور عدد قبائلهم- تفي بحاجتهم وحاجة حيواناتهم. فلم يكن لهم من غرض في استعمار وطن آخر، ولا بلغ بهم الجشع ان يسفكوا دماء محترمة، ويصبغوا بلونها القاني ترابا تنبسط نفوسهم من بعد للتمتع فوقه بخيراته وجهود ابنائه المظلومين. وانما كانت تقع منهم بعضهم على بعض هجومات
اما لصيانة حرمة انتهكت واما لدالة الشرف حيث يكون منهم ذو عزة بعشيرته فيريد ان يفرض سيادته على جيرانه. وهي سيادة ادبية شرفية غير مشوبة بطمع في مغرم او انتزاع ارض.
لذلك لم يكن لهم في القديم ملوك عظام ودول فخام وانما كان منهم امراء على قبائل وسادات على عشائر.
وكانت السلطة المنزلية بيد الرجل ولذلك كانت انسابهم تابعة لآبائهم لا لامهاتهم، وروى هيرودوتس (1) - على ما ذكر الكعاك- ان نظام الامومة كان أيضا حالة من حالات المجتمع البربري. تكون السلطة فيه للام، والاب غير معترف به شرعا والابناء تابعون لخالهم في الميراث، وعى هذه الرواية يكون البربر اسبق الامم الى الاعتراف بحرية المرأة. ويؤيدها ان ابن خلدون ذكر قبائل منهم تنتسب الى امهاتها. وذكر رين قبائل عبر عنها بأولاد امهاتهم. وقد بقي أثر ذلك اليوم عند "اليقاشين"، فانهم اذا حسبوا لمريض او غيره توصلا للغيب عدوا حروف اسمه واسم امه دون أبيه. وكذلك إذا رقوا لاحد رقيتهم كتبوا بها اسمه واسم امه لا ابيه.
ونحن- إذا أيدنا وجود نظام الامومة قديما- لا نريد انه عام بين البربر بل خاص ببعض الاوساط ونظام الابوة هو الغالب.
قال مرسيي: " ومن غير شك ان لكل قبيلة قوانين تخضع لها. ولم يزل أثرها الى اليوم في وطن القبائل ".
وقال أغسال ويؤخذ من الكتابات الحجرية الاثرية ان فراعنة مصر كانت لهم علاقات بالليبيين وكان الليبيون ينتهزون فرصة ضعف الفراعنة ليغيروا على سواحل النيل ويملؤا ايديهم من الغنائم. واحيانا يكونون
(1) مؤرخ يوناني شهير يلقبونه شيخ التاريخ وأبا التاريخ عاش قبل الميلاد بنحو 450 سنة.