الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رسول الله قد سمعناك تقول فى الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ، ورأيناك بسطت يدك؟ قال:" إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله فى وجهى ، فقلت أعوذ بالله منك ، ثلاث مرات ، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله ، لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة " ـ والسياق لمسلم - والزيادة للنسائى والبيهقى.
(392) - (حديث جابر مرفوعا: " القهقهة تنقض الصلاة ولا تنقض الوضوء
". رواه الدارقطنى (ص 100) .
* موقوف.
وإنما أخرجه الدارقطنى فى سننه (ص 63) عن محمد بن يزيد بن سنان حدثنا أبى يزيد بن سنان حدثنا سليمان الأعمش عن أبى سفيان عن جابر مرفوعا بلفظ: " من ضحك منكم فى صلاته فليتوضأ ثم يعيد الصلاة ". وقال: " قال لنا أبو بكر النيسابورى: هذا حديث منكر ، فلا يصح والصحيح عن جابر خلافه ".
قال الدارقطنى: " يزيد بن سنان ضعيف ، ويكنى بأبى فروة الرهاوى ، وابنه ضعيف أيضا ، وقد وهم فى هذا الحديث فى موضعين: أحدهما فى رفعه إياه إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، والآخر فى لفظه ، والصحيح عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر من قوله: " من ضحك فى الصلاة أعاد الصلاة ، ولم يعد الوضوء ".
وكذلك رواه عن الأعمش جماعة من الرفعاء الثقات ، منهم سفيان الثورى وأبو معاوية الضرير ووكيع وعبد الله بن داود الخريبى وعمر بن على المقدمى وغيرهم. وكذلك رواه شعبة وابن جريج عن يزيد أبى خالد عن أبى سفيان عن جابر ".
ثم ساق أسانيده عنهم عن الأعمش وعن يزيد أبى خالد كلاهما عن أبى
سفيان به موقوفا.
وقد رواه ابن أبى شيبة فى " المصنف "(1/154/2) : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش به.
ثم رواه الدارقطنى (ص 63) والبيهقى (2/251) من طريق سفيان الثورى عن أبى الزبير عن جابر قال: " التبسم لا يقطع الصلاة ، ولكن القرقرة ".
وقال الدارقطنى والبيهقى: " رفعه ثابت بن محمد عن سفيان - زاد البيهقى: وهم وهم منه - ".
ثم ساقه هو ، والطبرانى فى " المعجم الصغير " (ص 208) وابن عدى فى " الكامل " (ق 46/2) وأبو نعيم فى " تاريخ أصبهان " (1/86) والخطيب فى " تاريخه " (11/345) عن ثابت بن محمد الزاهد حدثنا سفيان الثورى عن أبى الزبير عن جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" لا يقطع الصلاة الكشر ، ولكن يقطعها القرقرة ".
وقال ابن عدى: " لا أعلم هذا الحديث إلا من رواية ثابت عن الثورى ولعله شبه على ثابت ، فلعل الحديث كان عنده عن العزرمى [1] عن أبى الزبير ، والعزرمى [2] يحتمل لضعفه فشبه عليه ، فضم إليه الثورى فحمل حديث العرزمى على حديث الثورى ، وهذا ما أتى به عن الثورى بهذا الإسناد غير ثابت ".
وقال الطبرانى: " لم يروه مرفوعا عن سفيان إلا ثابت ، وحدثناه الدبرى عن عبد الرزاق عن الثورى موقوفا ، وحدثناه محمد بن جعفر بن أعين حدثنا............. (بياض فى الأصل)
" عن الثورى موقوفا ".
وقال الخطيب: " رفعه لا يثبت ".
قلت: ثابت هذا مختلف فيه قال أبو حاتم: " صدوق " ووثقه مطين ، وقال ابن عدى:" كان خيرا فاضلا وهو عندى ممن لا يتعمد الكذب ، ولعله يخطىء".
وقال الدارقطنى: " ليس بالقوى ، لا يضبط ، وهو يخطىء فى أحاديث كثيرة ".
قلت: ومن الغرائب أن البخارى أورده فى " الضعفاء " ، ومع ذلك روى عنه فى " الصحيح " ، روى له حديثين فى الهبة والتوحيد.
قال الحافظ فى " مقدمة الفتح "(ص 392) : " لم يتفرد بهما ".
فلعله يشير بذلك إلى أنه روى له متابعة لا محتجا به ، وهو اللائق به ، والله أعلم.
وأما متابعة عبد الزراق له كما رواه الطبرانى ففى الطريق إليه الدبرى واسمه
إسحاق بن إبراهيم ، قال الذهبى:" روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة ، فوقع التردد فيها هل هى منه فانفرد بها ، وهى معروفة مما تفرد به عبد الرزاق ".
فالحديث منكر بهذا الإسناد ، والله أعلم.
وفى الباب عن أبى العالية قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بأصحابه فجاء رجل ضرير البصر ، فوقع فى بئر فى المسجد ، فضحك بعض أصحابه فلما انصرف أمر من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة ".
أخرجه ابن أبى شيبة فى " المصنف "(1/154/2) والدارقطنى (ص 60 ـ 63) من طرق كثيرة عن أبى العالية به.
قلت: وهو مرسل ، وقد رواه بعضهم عن أبى العالية عن رجل من الأنصار " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى
…
" الحديث ولكنه شاذ أو منكر لمخالفته الثقات الذين رووه مرسلا ، على أنه لم يصرح أن الرجل الأنصارى صحابى.
ثم ساق الدارقطنى له طرق أخرى عن أبى العالية مرسلا ثم قال:
" رجعت هذه الأسانيد كلها التى قدمت ذكرها فى هذا إلى أبى العالية الرياحى ، وأبو العالية ، فأرسل الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم ولم يسم بينه وبينه رجلا سمعه منه عنه. وقد روى عاصم الأحول عن محمد بن سيرين ـ وكان عالما بأبى العالية وبالحسن - فقال: لا تأخذوا بمراسيل الحسن وأبى العالية فإنهما لا يباليان عمن أخذا حديثهما ".
وفى " التلخيص " لابن حجر (ص 42) : " وروى ابن عدى عن أحمد بن حنبل قال: ليس فى الضحك حديث صحيح ، وحديث الأعمى الذى وقع فى البئر مداره على أبى العالية وقد اضطرب عليه فيه.
وقد استوفى البيهقى الكلام عليه فى " الخلافيات " ، وجمع أبو يعلى الخليلى طرقه فى جزء مفرد ".
قلت: وللحديث طرق كثيرة أخرى وكلها معلولة ليس فيها ما يحتج به ، وقد ساقها الدارقطنى فى سننه (59 ـ 64) والزيلعى فى " نصب الراية لأحاديث الهداية "(1/47 ـ 54) وبينا عللها ، وجمع ذلك كله العلامة أبو الحسنات اللكنوى فى رسالته " الهسهسة ينقض الوضوء بالقهقهة ".
(فائدة) روى ابن عدى فى ترجمة الحسن بن زياد اللؤلؤى (ق 89/1 ـ 2) بسند صحيح عن الشافعى قال: " قال لى الفضل بن الربيع: أنا أشتهى أن أسمع مناظرتك مع اللؤلؤى ، قال: فقلت له: ليس هناك ، قال: فقال: أنا أشتهى ذلك ، قال: فقلت له: متى شئت ، قال: فأرسل إلى ، فحضرنى رجل ممن كان يقول بقولهم ثم رجع إلى قولى ، فاستتبعته وأرسل إلى اللؤلؤى فجاء ، فأتينا بالطعام فأكلنا ، ولم يأكل اللؤلؤى ، فلما غلسنا أيدينا قال له الرجل الذى كان معى: ما تقول فى رجل قذف محصنة فى الصلاة؟ قال: بطلت صلاته ، قال: فما بال الطهارة؟ قال: بحالها ، قال: فقال له: فما تقول فيمن ضحك فى الصلاة؟ قال بطلت صلاته وطهارته ، قال: فقال له: فقذف المحصنات أيسر من الضحك فى الصلاة؟ ! قال: فأخذ اللؤلؤى نعله وقام: قال: فقلت للفضل: قد قلت لك أنه ليس هناك! ".