الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبى هريرة.
أخرجه أحمد (2/290) ، وإسناده حسن.
(503) - (قال ابن مسعود: " وددت أن الذى يقرأ خلف الإمام ملىء فوه تراباً
".
* موقوف
. وهو بهذا اللفظ فى مصنف ابن أبى شيبة (1/150/1) من طريقين عن الأسود بن يزيد قوله. وهو عنه صحيح.
وأخرجه الطحاوى (1/129) من قول ابن مسعود بلفظ: " ليت الذى
…
" والباقى مثله سواء.
وإسناده ضعيف ، فيه حديج بن معاوية وهو ضعيف كما قال النسائى وغيره. عن أبى إسحاق وهو السبيعى وكان اختلط.
وروى الإمام محمد فى " الآثار "(ص 100) والطحاوى بسند صحيح عن علقمة بن قيس قال: " لأن أعض على جمرة أحب إلى من أن أقرأ خلف الإمام ".
قلت: وعلقمة والأسود بن يزيد من الذى تفقهوا على ابن مسعود رضى الله عنه ، فلعلهما تلقيا ذلك عنه ، فإن ثبت ذلك ، فهو دليل على صحته عن ابن مسعود ، وإن كان إسناده عنه ضعيفاً ، كما رأيت.
وقال الإمام محمد (101) : أخبرنا داود بن قيس الفراء المدنى: أخبرنى بعض ولد سعد بن أبى وقاص أنه ذكر له أن سعداً قال:
" وددت أن الذى يقرأ خلف الإمام فى فيه جمرة ".
ورواه ابن أبى شيبة (1/149/2) حدثنا وكيع عن داود بن قيس عن ابن نجار عن سعد به. فسمى ولد سعد بن نجار.
قلت: وهو مجهول لا يعرف وقد علقه البخارى فى جزء القراءة (5) وقال:
" وهذا مرسل ، وابن نجار لم يعرف ولا سمى ، ولا يجوز لأحد أن يقول: فى فىّالقارىء خلف الإمام جمرة ، لأن الجمرة من عذاب الله ، وقال النبى صلى الله عليه وسلم: لا تعذبوا بعذاب الله ، ولا ينبغى لأحد أن يتوهم ذلك على سعد مع إرساله وضعفه ".
وروى البخارى تعليقاً فى جزئه (ص 5) والدارقطنى فى سننه (126) من طريق على بن صالح عن ابن الأصبهانى عن المختار بن عبد الله بن أبى ليلى عن أبيه قال: قال على رضى الله عنه ، " من قرأ خلف الإمام فقد أخطأ الفطرة ".
وقال البخارى: " لا يصح ، لأنه لا يعرف المختار ، ولا يدرى أنه سمعه من أبيه أم لا ، وأبوه من على ، ولا يحتج أهل الحديث بمثله ، وحديث الزهرى (1) عن عبد الله بن أبى رافع عن أبيه أولى وأصح ".
قلت: لكن على بن صالح وهو ابن حى الهمدانى قد خولف فيه ، فقال ابن أبى شيبة (1/149/2) : أخبرنا محمد بن سليمان الأصبهانى عن عبد الرحمن بن الأصبهانى عن ابن أبى ليلى عن على به.
وهذا سند جيد ليس فيه المختار ولا أبوه ، فإن ابن أبى ليلى فى هذه الطريق هو عبد الرحمن بن أبى ليلى التابعى الجليل سمع من على رضى الله عنه ، سمع منه ابن الأصبهانى كما فى ترجمة هذا الأخير ، ويؤيده أن الدارقطنى أخرجه (126) من طريق عبد العزيز بن محمد حدثنا قيس عن عبد الرحمن بن الأصبهانى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى به.
وقيس هو ابن الربيع وهو صدوق. وكذا محمد بن سليمان الأصبهانى وهما وإن كان فيهما ضعف من قبل حفظهما فأحدهما يقوى الآخر كما هو مقرر فى المصطلح.
ولذلك قال ابن التركمانى (2/168) فى هذا الوجه: " لا بأس به ".
وهذا القول من على رضى الله عنه ينبغى حمله على القراءة خلف الإمام فى
(1) سيأتي قريباً
الجهرية دون السرية ، وذلك لأمرين:
الأول: أن القراءة فى الجهرية خلفه هو الذى يتنافى مع الفطرة لأنه لا يعقل البتة أن يجهر الإمام ، وينشغل المأموم بالقراءة عن الإصغاء والاستماع إليه ، وقد تنبه لهذا الشافعية وغيرهم فقالوا بالقراءة فى سكتات الإمام ، ولما وجدوا أن ذلك لا يمكن ولا يحصل الغرض من التدبر فى القراءة ، قالوا بالسكتة الطويلة عقب الفاتحة بقدر ما يقرؤها المؤتم ، وهذا مع أنه لا أصل له فى الشرع
لأن حديث السكتة ضعيف ومضطرب كما سيأتى فليس فيه هذه السكتة الطويلة!
الثانى: أنه قد صح عن على رضى الله عنه أنه كان يقرأ فى السرية ، فقد روى ابن أبى شيبة (1/148/2) والدارقطنى (ص 122) وكذا البيهقى (2/168) واللفظ له عن الزهرى عن عبيد الله بن أبى رافع عن على أنه:" كان يأمر أو يحث أن يقرأ خلف الإمام فى الظهر والعصر فى الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة ، وفى الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب ".
وقال الدارقطنى: " وهذا إسناد صحيح ".
قلت: وزاد بعض الرواة فيه: " عن أبيه عن على ". وكذلك علقه البخارى كما تقدم. لكن قال البيهقى: " الأصح الرواية الأولى ، وسماع عبيد الله بن أبى رافع عن على رضى الله عنه ثابت ، وكان كاتباً له ".
قلت: فإذا ثبت هذا الأمر عن على رضى الله عنه ، فلا يجوز أن ينسب إليه القول بنفى مشروعية القراءة وراء الإمام مطلقاً فى السرية أو الجهرية ، بناء على قوله المتقدم " من قرأ خلف الإمام فقد أخطأ الفطرة " كما صنع ابن عبد البر فى " التمهيد " على ما نقله ابن التركمانى عنه (2/169) وأقره طبعاً تبعاً لمذهبه! كما لا يجوز أن يتخذ هذا الأمر الثابت عنه دليلاً على ضعف قوله