الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المذكور ، كما فعل البيهقى ، لأن الجمع ممكن بحمله على الجهرية كما سبق ، والأمر المتقدم صريح فى مشروعية القراءة فى السرية دون الجهرية ، فاتفقا ولم يختلفا. والله الموفق.
(504) - (حديث: " أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى بأصحابه إلى سترة ، ولم يأمرهم أن يستتروا بشىء ، لأن سترة الإمام سترة لمن خلفه
" (ص 121) .
* صحيح.
أخرجه البخارى (1/135) ومسلم (2/55) وأبو عوانة (2/48/ـ 49) وأبو داود (687) وابن ماجه (1304 و1305) والبيهقى (2/269) وأحمد (2/142) عن عبد الله بن عمر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلى إليها ، والناس وراءه ، وكان يفعل ذلك فى السفر ، فمن ثم اتخذها الأمراء ".
واللفظ للبخارى وترجم له بقوله: " باب سترة الإمام سترة لمن خلفه ".
وليس عند أبى عوانة وابن ماجه قوله: " وكان يفعل ذلك فى السفر ". وجعلا ما بعده من قول نافع ، فهو مدرج فى الحديث.
وزاد ابن ماجه فى رواية: " وذلك أن المصلى كان فضاء ليس فيه شىء يستتر به "
وإسناده صحيح.
(505) - حديث الحسن عن سمرة:" أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يسكت سكتتين إذا استفتح وإذا فرغ من القراءة كلها ". وفى رواية: " سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة غيرالمغضوب عليهم ولا الضالين
" رواه أبو داود (ص 126) .
* ضعيف.
أخرجه أبو داود (777 ـ 780) من طرق ستة عن الحسن به. وقد اختلفوا عليه.
الأول: أشعث عن الحسن به. بلفظ الكتاب.
أخرجه أبو داود (778) ، وعلقه البيهقى (2/196) .
الثانى: قتادة ، وقد اضطرب فى روايته وهى من طريق سعيد بن أبى عروبة عنه ، فقال يزيد بن زريع حدثنا سعيد به بلفظ:" أن سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا ، فحدث سمرة بن جندب أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين: سكتة إذا كبر - الحديث مثل رواية الكتاب الثانية - فحفظ ذلك سمرة ، وأنكر عليه عمران بن حصين ، فكتبا فى ذلك إلى أبى بن كعب ، وكان فى كتابه إليهما أو فى رده عليهما: أن سمرة قد حفظ ".
أخرجه أبو داود (779) وعنه البيهقى.
وأخرجه البخارى فى " جزء القراءة "(ص 23) عن يزيد نحوه بلفظ: " وسكتة إذا فرغ من قراءته ".
وكذلك رواه عبد الأعلى عن سعيد ، إلا أنه زاد:" ثم قال بعد ذلك (يعنى قتادة) : وإذا قال: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ، وكان يعجبه إذا فرغ من القراءة أن يسكت حتى يتراد إليه نفسه " أخرجه أبو داود (780) والترمذى (2/31) وابن ماجه (844)، وقال الترمذى:" حديث حسن ".
قلت: وفيه نظر لما سيأتى عن الدارقطنى.
وقد تابعه مكى بن إبراهيم عن سعيد به. عند البيهقى.
فهذه الرواية صريحة فى أن قتادة كان فى أول الأمر يقول: " إذا فرغ من قراءته "
، ثم قال بعد: " إذا قال غير المغضوب
…
" والرواية الأولى أولى لموافقتها لرواية أشعب ورواية حميد ، وهى:
الثالث: حميد عن الحسن به بلفظ: " كان للنبى صلى الله عليه وسلم سكتتان: سكتة حين يكبر ، وسكته حين يفرغ من قراءته ، فأنكر ذلك عمران بن حصين
…
" الحديث.
أخرجه البخارى فى جزئه والدارمى (283) وأحمد (5/15 و20 ، 21) وابن أبى شيبة (1/117/2) .
الرابع: يونس بن عبيد ، وقد اختلف عليه على وجوه (1) :
أـ فقال إسماعيل عنه مثل رواية حميد بلفظ:" وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب وسكتة عند الركوع ".
أخرجه أبو داود (777) وعنه البيهقى ، وابن ماجه (845) وأحمد (5/21) والدارقطنى (128) .
ب ـ وقال يزيد بن زريع عنه بلفظ: " وإذا فرغ من قراءة السورة سكت هنية ".
أخرجه أحمد (5/11 و23) .
ج ـ وقال هشيم عن يونس بلفظ: " وإذا قال (ولا الضالين) سكت أيضاً هنيهة "
. أخرجه أحمد (5/23) والدارقطنى.
(1) وقول ابن القيم في رسالة الصلاة: أنه لم يختلف عليه فيه ، خطأ كما سنرى.
وأرجح هذه الروايات عن يونس هى الأولى لمتابعة الرواية الثانية. واتفاق إسماعيل ـ وهو ابن علية - ويزيد بن زريع عليها.
الخامس: منصور بن المعتمر عن الحسن مثل رواية هشيم عن يونس.
أخرجه أحمد (5/23) مقروناً برواية يونس من طريق هشيم عنهما.
السادس: عمرو عن الحسن قال: " كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سكتات: إذا افتتح التكبير ، حتى يقرأ الحمد ، وإذا فرغ من الحمد حتى يقرأ السورة ، وإذا فرغ من السورة حتى يركع ".
أخرجه ابن أبى شيبة (1/117/2) : حدثنا حفص عن عمرو
…
قلت: وحفص هو ابن غياث وهو ثقة ، وأما عمرو ، فهو إما ابن ميمون الجزرى الرقى وهو ثقة أيضاً ، وإما عمرو بن عبيد المعتزلى المشهور وهو ضعيف متهم بالكذب وخاصة على الحسن البصرى ، وهذا هو الذى يترجح عندى أنه ابن عبيد ، لأن مثل هذه الرواية به أليق ، وهو بها ألصق لما فيها من شذوذ ومخالفة لرواية الجماعة عن الحسن من جهة الإرسال وجعل السكتات اثنتين والله أعلم.
وإذا اتضحت هذه الطرق الست وألفاظها ، فأرجحها هو اللفظ الأول (وإذا فرغ من القراءة كلها) لاتفاق أشعث وحميد عليها ، دون أن يختلف عليهما فيه ، وأما الألفاظ الأخرى فقد اختلف فيها على رواتها عن الحسن غير رواية المعتمر فهى مرجوحة ، للاختلاف أو التفرد. وأيضاً فإن اللفظ الأول فيه زيادة على الروايات التى اقتصرت على ذكر الفاتحة فقط ، وهى زيادة من ثقة فيجب قبولها كما هو مقرر فى " مصطلح الحديث " ، فهو مرجح آخر ، وبالله التوفيق.
على أن الحديث معلول ، لأن الطرق كلها تدور على الحسن البصرى ، وقد قال الدارقطنى عقب الحديث: