الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطريق واحد [1] طريقى شهر بن حوشب فهى تقوى هذه ، وأما الطرق الأخرى فلا يمكن القول فيها أنه يقوى بعضها بعضا ، لأن جميعها متحدة العلة وهى سقوط تابعيها منها ويجوز أن يكون واحدا ، وعليه فهى حينئذ فى حكم الطريق الواحد ، ويجوز أن يكون التابعى مجهولا ، والله أعلم.
وخلاصة القول: أنه لا يمكن القول بصحة شىء من الحديث إلا هذا القدر الذى أورده المصنف لمجيئه من طريقين متصلين يقوى أحدهما الآخر ، والله أعلم.
(414) - (قال أبو الدرداء: " العالم والمتعلم فى الأجر سواء ، وسائر الناس همج لا خير فيهم
" (ص 106) .
* موقوف.
وقد روى مرفوعا عن أبى الدرداء وغيره.
أما الموقوف فأخرجه ابن عبد البر فى " جامع بيان العلم وفضله "(1/27) من طريق خالد بن معدان قال: قال أبو الدرداء ، فذكره إلا أنه قال:" فى الخير شريكان " بدل " فى الأجر سواء ".
وهذا سند ضعيف لانقطاعه ، قال الإمام أحمد " خالد بن معدان لم يسمع من أبى الدرداء ".
ثم رواه ابن عبد البر (1/28) وكذا الدارمى (1/79 ، 95) من طريق سالم بن أبى الجعد عن أبى الدرداء به دون قوله " همج ".
ورجاله ثقات لكنه منقطع أيضا فإن سالما لم يدرك أبا الدرداء كما قال أبو حاتم.
وأما المرفوع فروى عن أبى الدرداء وأبى سعيد وعبد الله بن مسعود وأبى أمامة وابن عباس.
1 ـ أما حديث أبى الدرداء فهو من طريق معاوية بن يحيى عن يونس بن ميسرة
عن أبى إدريس الخولانى عنه مرفوعا به إلا أنه قال: " فيه " بدل " فيهم ".
أخرجه القضاعى فى " مسند الشهاب "(ق 18/2) وكذا الطبرانى فى الكبير كما فى " مجمع الزوائد " وقال: (1/122) :
" وفيه معاوية بن يحيى الصدفى قال ابن معين: هالك ليس بشىء ".
وأما حديث أبى سعيد فهو من طريق عبد الملك بن حبيب المصيصى أخبرنا ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عنه مرفوعا.
أخرجه ابن عبد البر (2/27) وقال: " هكذا رواه عبد الملك بن حبيب المصيصى عن ابن المبارك مسندا ، ورواه عبد الله بن عثمان عن ابن المبارك عن ثور عن خالد بن معدان من قول أبى الدرداء ".
قلت: وهو منقطع بين ابن معدان وأبى الدرداء ، وهذا فيه المصيصى وهو مجهول الحال ، روى عنه جماعة ولم يوثقه أحد.
3 ـ وأما حديث ابن مسعود ، فهو من طريق سليمان بن داود الشاذكونى حدثنا الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبى وائل عنه.
أخرجه الطبرانى فى " الكبير "(3/79/1) وعنه أبو نعيم فى " الحلية "(1/376) .
قلت: وهذا إسناد واه جدا ، الربيع بن بدر متروك والشاذكونى كذبه غير واحد من الأئمة.
والحديث قال الهيثمى: " رواه الطبرانى فى " الأوسط " و" الكبير " وفى سند الأوسط نهشل بن سعيد ، وفى الآخر الربيع بن بدر وهما كذابان ".
كذا قال: ولا أعلم أحدا نسب الربيع هذا إلى الكذب ، فلعله أراد الشاذكونى فسها وكتب الربيع بن بدر ، والله أعلم.