الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهو كافر، وإن لم يستحل ذلك فقد اختُلف في كفره، وهو مستحقٌّ للعقوبة الغليظة، لكن إن كان قادرًا على الاغتسال بالماء اغتسل، وإن كان عادمًا للماء، أو يخاف الضرر باستعماله لمرض أو خوف بردٍ تيمَّمَ
(1)
. وإن تعذَّر الغسل والتيمّم صلى بلا غسل ولا تيمّم ــ في أظهر أقوال العلماء ــ ولا إعادة عليه.
فصل
* وأما السؤال عن
مَلك
(2)
الموت، هل يُؤتَى به يوم القيامة ويُذْبح أم لا
؟
الجواب: أنه قد ثبت في الصّحاح
(3)
: «أنه يُؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيقال: يا أهل الجنة. فيشْرَئبُّون
(4)
وينظرون، ويا أهل النار. فيشْرَئبُّون وينظرون، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت. فيُذبح بين الجنة والنار، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، وذلك قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ
(1)
(ف) زاد: «وصلى» .
(2)
كذا في السؤال.
(3)
أخرجه البخاري (4730)، ومسلم (2849) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. ووقع في الأصل:«بلا موت» في الموضعين، والمثبت من الصحيح.
(4)
كأن رسمها في الأصل: «فيشيرون» . ومثله في الموضع الثاني، والمثبت من مصادر الحديث.
الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39].
ولكن هذا [ق 53] مما استشكله كثير من الناس، وقالوا: الموت عَرَض، والأعراض لا تنقلب أجسامًا، قالوا: لأن الأجناس لا تنقلب، فلا تنقلب الحركة طعمًا، والطعم لونًا، ولكن الأجسام في قولهم جنسٌ واحدٌ، فلهذا ينقلب بعضها إلى بعض، كانقلاب الماء ملحًا ورمادًا، قالوا: وإنما تتبدَّل
(1)
الأعراض، وأما الأجسام فهي مركبة عندهم من جواهر منفردة متماثلة.
وأنكر ذلك على هؤلاء غيرُهم، وقال: ما ذكرتموه خطأ في المعقول والمنقول، فإنّ الصواب أن الأجسام أجناس مختلفة كالأعراض، وليس حقيقة الذوات كحقيقة الماء، وأن الله سبحانه يقلب الجنس إلى الجنس الآخر؛ كما يقلب الهواء ماء، والماء هواء، والنار هواء، والهواء نارًا، والتراب ماء، والماء ترابًا، وكما يقلب المنيّ عَلَقة، والعَلَقة مُضْغة، والمضغة عظامًا، وكما يقلب الحبة شجرة، وكما يقلب ما يخرج من الشجر ثمرًا. فهو سبحانه يخلق من الأعراض أجسامًا كما ورد بذلك النصوص في مواضع، كقوله عليه السلام: «اقرؤوا القرآن، اقرؤوا البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو
(2)
(1)
الأصل: «تقيدل» .
(2)
سقطت «أو» من الأصل.
غيايتان أو فِرْقان من طير صوافّ يحاجّان عن صاحبهما»
(1)
.
وقال: «إنّ لسبحان الله، والحمد، لله ولا إله إلا الله، والله
(2)
أكبر، دويًّا عند العرش تذكُر صاحبَها»
(3)
.
(4)
.
وقد قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].
وهذا باب متسع، يتسع
(5)
الكلام فيه، قد بُسط في موضع آخر.
(1)
أخرجه مسلم (804) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.
(2)
سقطت من الأصل.
(3)
أخرجه أحمد (18362)، وابن ماجه (3809)، والحاكم:(1/ 500) وصححه على شرط مسلم. والبزار: (8/ 199)، وأبو نعيم في «الحلية»:(4/ 269) وغيرهم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما. وإسناد أحمد صحيح. انظر حاشية «المسند» : (30/ 312 ــ 313).
(4)
أخرجاه، وتقدم تخريجه.
(5)
كذا قرأتها.