الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي السباق أن يكون المحلل يكافئ فرسُه فرسَهما ورميه رميهما.
وذكروا المماثلة في ضمان الأموال بالغَصْب والإتلاف، فإذا كان المال مثلها وهو المكيل والموزون ضُمِنَ بمثله، وفي غيرِه خلاف. وكذلك في الربا العلةُ التماثلُ في المشهور عندنا، فلا تُباع المثليات وهي المكيل والموزون إلا مثلاً بمثلٍ.
وقالت عائشة: مثلي يَغارُ على مِثلك يا رسول الله!
(1)
.
وقال حسان بن ثابت:
أتهجوه ولستَ له بِمثْلٍ
…
فشرُّكما لخيرِكما فِداءُ
(2)
[كل] هذا يدلُّ على أن
الأجسام ليست متماثلةً
في الكتاب والسنة ولغة العرب، وأن الهواء ليس مثل النار، ولا النبات مثل الحيوان، وأن ما اصطلح عليه بعضُ المتكلمين إما أن يكون فاسدًا في المعنى، وإما أن يكون اصطلاحًا ليس هو لغة العرب، ف
لا يجوز حملُ نصوص الكتاب والسنة وكلام السلف على اصطلاحٍ حادثٍ
مخالفٍ لاصطلاحهم.
ويُعرف بهذا أن تسميتهم مُثبتةَ الصفاتِ مشبِّهةً أو مُمثِّلةً إنما على ما حَدُّوا به التماثل و ......
(3)
في الحدود التي خرجوا بها عن حدودها
(1)
أخرجه مسلم (2815) عن عائشة.
(2)
بعده بياض بقدر أربعة أسطر. والبيت في ديوان حسان (ص 160) ط. سيد حنفي حسنين.
(3)
هنا كلمة مطموسة.
في الكتاب والسنة وكلام السلف والعرب. وحينئذٍ فلابدَّ .......
(1)
في نصوص الكتاب والسنة، فلا يصف [الله إلّا] باسم ليس في الشرع ما يذمه، فإن الذي حمدُه زَينٌ وذمُّه شَيْنٌ هو الله
(2)
........
وقوله في حديث الصورة: "لا يقولن أحدُكم: قبَّحَ اللهُ وجهَك ووجهَ من أشبَهَ وجهَك"
(3)
يدل على أنه ليس ممتنعًا من كل وجهٍ كما هو قول .........
(4)
.
(1)
كلمة مطموسة.
(2)
كما في الحديث الذي أخرجه أحمد (3/ 488، 6/ 394) عن الأقرع بن حابس، وإسناده ضعيف لانقطاعه. وله شاهد من حديث البراء بن عازب أخرجه الترمذي (3267) والنسائي في الكبرى (11515)، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(3)
أخرجه أحمد (2/ 251، 434) والحميدي في مسنده (1120) والبخاري في الأدب المفرد (172) عن أبي هريرة. وإسناده قوي.
(4)
كلمات مطموسة في مواضع النقط.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا [إله إلّا الله وحده لا شريك] له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسولُه، صلى الله [عليه وعلى آله وسلم].
أصل كلّي جامعٌ أول آخر، قال الله تعالى لرسوله:{قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158]. أمره أن يُخبر في هذه الآية أنه رسول الله ملكِ العالمين إلى الناس جميعًا، الذي لا إله إلا هو، وأمر بالإيمان به وبرسوله الذي يؤمن بالله وبكلماته، وذلك يَعُمُّ الكلماتِ الكونية والشرعية.
وقد تضمنت هذه الآية أصلَي الإسلام، وهي شهادة أن لا إله إلّا الله وشهادة أن محمدًا رسولُ الله، وقد قال تعالى:{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 7]، وقال:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} ، ثم قال:{وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 8، 9]. وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة:
(1)
كتب المؤلف فوقه: "تلو التي تُشبهها أولها: قاعدة العلم الإلهي".
21]، فأمر بعبادة الله تعالى، ثم قال:{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} [البقرة: 23]، فأمر بالإيمان بالرسول، وقال تعالى:{فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [هود: 14]، فبيَّن أن عجزهم عن معارضة القرآن يُقرِّر العلم بالرسالة وبالوحدانية.
وهذان العلمان هما أصل الدين: العلمُ بأن ما أنزل بعلم الله، والعلم بأن لا إله إلّا هو. ثم قال:{فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} إذ الإسلام نتيجة ذلك، وهو الشهادة بأن لا إله إلا الله، وأن الذي جاء به محمدٌ هو منزلٌ بعلم الله، وهذا استفهام إنكار يقال لما ......
(1)
حجته من طلب وخبر.
وهذا مما تواترت به السنةُ تواترًا أبلغ من جميع التواترات، وانعقد عليه إجماع الأمة المعلومُ بالاضطرار بين عامِّها وخاصِّها، ففي الصحيحين
(2)
عن معاذ بن [جبل أن] رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثَه إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قومًا أهلَ كتابٍ [فليكنْ أوّ] لَ ما تدعوهم إليه شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأَعْلِمْهم أن الله افترضَ عليهم خمس صلوات" الحديثَ.
وفيهما
(3)
عن أبي هريرة وابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرتُ أن أقاتل الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"،
(1)
هنا كلمة مبتورة.
(2)
البخاري (1496) ومسلم (19).
(3)
البخاري (25، 7284) ومسلم (21، 22).
وفي حديث ابن عمر: "ويقيموا الصلاةَ ويُؤتوا الزكاةَ، فإذا فعلوا ذلك عَصَموا مني دماءَهم وأموالَهم إلّا بحقِّها، وحسابُهم على الله". وفي حديث أنس
(1)
: "حتى يؤمنوا بالله وبما جئتُ به".
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد وأهل السنن
(2)
عن معاذ: "رأسُ الأمر الإسلام، وعَمودُه الصلاة، وذِروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيل الله". وهذا اللفظ أجود من اللفظ الذي يقال فيه: "رأسُ الأمر وعمودُه وذروة سنامه الجهادُ".
وفي حديث عكرمة بن أبي جهل
(3)
لما أسلم أنه قال له: علِّمني ما أقوله، فقال:"يا عكرمة، قل: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"، فقال، فأعادها عليه.
ولهذا كانت الشهادتان ركنًا في شعار الإسلام الذي هو الأذان والإقامة، وفي تشهد الصلاة التي هي عماد الدين، وفي الخطب جميعها. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داود
(4)
عن أبي هريرة
(1)
أخرجه البخاري (392) وأحمد (3/ 199، 224) وغيرهما، ولكن ليس فيه هذا اللفظ، وهو عند مسلم (21) من حديث أبي هريرة.
(2)
أخرجه أحمد (5/ 231) والترمذي (2616) والنسائي في الكبرى (11394) وابن ماجه (3973) عن معاذ بن جبل. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(3)
أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 242).
(4)
برقم (4841). وأخرجه أيضًا أحمد (2/ 302، 343) والترمذي (1106) وقال: هذا حديث حسن غريب. وصححه الألباني (2796، 2797).
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل خطبة ليس فيها تشهُّدٌ فهي كاليد الجذماء" قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وفي المسند
(1)
في حديث الأسود أن الله قال له: " [{وَرَفَعْنَا لَكَ] ذِكْرَكَ}، فلا أُذكر إلّا ذُكِرْتَ معي، ولا يصح لأمتك الخطبة و [الصلاة إلّا بشهادة] أنك عبدي ورسولي".
وهي مشروعة عند انقضاء الطهارة، فمن قالها [فُتِحت له] أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيِّهما شاء
(2)
.
والخطبة تعُمُّ خُطبَ الجُمَع التي هي أعياد أهل الإسلام الأسبوعية، وتعمُّ خُطبَ الأعياد الحـ[ولية] كعيد الفطر والأضحى، وخُطبَ الحج، والخطبَ العارضة، مقرونةً بالصلاة كخطبة الاستسقاء، أو مفردةً عن الصلاة كخطب الأئمة والعلماء وذوي الحاجات في مخاطبة بعضهم بعضًا في أمور الدين والدنيا، كما قال ابن مسعود في الحديث الذي رواه أبو داود
(3)
عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا [تشهد] قال:
(1)
لم أجده في المسند، وأخرج الطبري في تفسيره (24/ 494، 495) وابن حبان (3382) عن أبي سعيد الخدري نحوه، وإسناده ضعيف. وانظر الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب في: الدر المنثور (15/ 497 ــ 500).
(2)
أخرجه مسلم (234) عن عقبة بن عامر.
(3)
برقم (1097). وفي إسناده عبد ربه بن أبي يزيد وأبو عياض المدني، وهما مجهولان. ولكن للحديث طرق يقوى بها. انظر "خطبة الحاجة" للألباني.
"الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضِلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، من يُطع الله ورسوله فقد رَشَد، ومَن يَعصِهما فإنه لا يَضُرُّ إلا نفسه ولا يضرُّ اللهَ شيئًا".
وروى أحمد وأهل السنن
(1)
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة: "الحمد لله، نستعينُه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني محمدًا عبده ورسوله" ويقرأ ثلاث آيات {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
وهذه خطبة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب بها في الجمعة، وخطب بها لما جاءه المتطبِّبُ ضِمَاد الأزدي، فروى مسلم في صحيحه
(2)
عن ابن عباس أن ضِمادًا قدمَ مكةَ وكان من أزد شَنُوءةَ، وكان يَرقِيْ من هذه الريح، فسَمِعَ سُفهاءَ [من أهل] مكة يقولون: إن محمدًا مجنون، فقال: لو أني رأيتُ هذا [الرجل] لعل الله يَشفِيه على
(1)
أخرجه أحمد (1/ 392، 393) والترمذي (1105) والنسائي (3/ 104، 105، 6/ 89) وابن ماجه (1892) عن ابن مسعود. وقال الترمذي: حديث حسن، وصححه الحاكم (2/ 182، 183)، وهو كما قال.
(2)
برقم (868).