الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* مسألة: في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أيتهنَّ أفضل؟ وهل فاطمة مثلهنَّ في الفضل؟ وما
سببُ حياء الملائكة من عثمان
رضي الله عنه؟
الجواب: أفضلُ نساء هذه الأمة: خديجة، وفاطمة، وعائشة
(1)
. وقد تنازع الناسُ في أفضلهنَّ، وكثيرٌ من أهل العلم فضَّلوا عائشة
(2)
؛ لما ثبت في الصَّحيح من حديث أبي موسى وحديث أنس رضي الله عنهما أنه [صلى الله عليه وسلم] قال: "فضلُ عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
(3)
.
وأما عثمان، فكان في نفسه حَيِيًّا، فاستحيَت منه الملائكة؛ لأن الجزاء من جنس العمل
(4)
. والله أعلم.
*
…
*
…
*
(1)
انظر: "مجموع الفتاوى"(4/ 393، 394)، و"بدائع الفوائد"(1104)، وفي "جلاء الأفهام"(263) سؤال ابن القيم لشيخه عن هذه المسألة وجوابه.
(2)
انظر: "منهاج السنة"(4/ 301 - 308).
(3)
أخرجه البخاري (3411، 3770)، ومسلم (2431، 2446).
(4)
انظر: شرح البخاري لابن بطال (2/ 34).
* مسألة: هل صحَّ عن إدريس النبيِّ عليه الصلاة والسلام أنه خَطَّ في الرَّمل، وتكلَّم فيه؟ وهل الاشتغال به حلالٌ أم لا؟
الجواب: هذا الخطُّ الذي يخطُّه الناسُ في الرَّمل ونحوه لم يصحَّ عن إدريس ولا غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وليس الاشتغالُ به واستخراجُ المغيَّب منه
(1)
مما أَذِن فيه الله ورسوله، بل هو من جنس الاستقسام بالأزلام، والله أعلم
(2)
.
*
…
*
…
*
(1)
الأصل: "فيه"، والوجه ما أثبت.
(2)
لم أجد لشيخ الإسلام كلامًا في هذه المسألة سوى هذا الموضع. وانظر: "مسائل أبي الوليد ابن رشد"(1/ 204 - 214).
* مسألة: في رجلٍ قال: إن أولياء الله الأبرار يقولون للشيء: كن، فيكون بإذن الله. فهل لهذا صحة؟
الجواب: من قال: إن غير الله إذا أراد شيئًا قال له: كن، فيكون، فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قُتِل. [وليس] أحدٌ في الدنيا
(1)
يحصلُ له كلُّ ما يريد، ولو كان من كان. وأما في الآخرة فيُعطى المؤمنُ كلَّ ما يشتهي، وإذا اشتهى شيئًا حصل له ذلك بقدرة الله.
ويُذْكَر في الإسرائيليات: "يقول الحقُّ عز وجل: يا عبدي، إني أقول للشيء: كن، فيكون. فإن أطعتني جعلتك تقول للشيء: كن، فيكون"
(2)
، وهذا ليس له إسنادٌ يُعتمَدُ عليه. وإن لم يُرِد به قائلُه أن الله يعطيه ما يريده في الآخرة وإلا كان قوله مردودًا عليه، والله أعلم.
(1)
الأصل: "لاحد في كتاب". ثم ضرب الناسخ على "كتاب" وألحق "الدنيا". والمثبت أشبه بأسلوب المصنف. والعبارة في "مختصر الفتاوى المصرية"(587): "وليس كل ما يريده ابن آدم يحصل له ولو كان من كان".
(2)
الخبر في "رسائل إخوان الصفا"(1/ 298)، ولم أقف عليه مسندًا. وأورد ابن عربي نحوه في "الفتوحات المكية"(3/ 295) في أهل الجنة، كما ذكره شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى"(4/ 377)، وسياق كلامه هناك أن ذلك إنما هو في الآخرة، كما هو صريح قوله هنا.
فصلٌ
في تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}