الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشباب ينصرفون عن تلاوة القرآن، وعن التغني به إلى التغني بالأناشيد التي يسمونها بالأناشيد الدينية أو الإسلامية.
(رحلة النور: 44 ب/00: 39: 48)
حكم التلفزيون
مداخلة: موضوع التلفزيون في البيت، أنا أشاهد بعض الناس يحاربوا هذه الشغلة، أنا شخصياً انظر إلى أن تحريمها ليس مستندًا إلى أسس دينية صحيحة، يعني: إن التلفزيون صحيح يأتوا لك بأفلام ليست جيدة وهكذا، إذا أنا مسلم صحيح مابتفرج على هذه الشغلات مثلاً يأتوا بها مثلاً برامج دينية نتفرج عليها برامج ثقافية نتفرج عليها، الشغلة ممكن إنها تخليني في وقت غير الصلاة .... أتفرج عليها، فما هو وجه الحرام فيها؟
[هنا نقاش يراجع له الأصل المسموع]
الشيخ: أنا بدي أسأل الدكتور الآن سؤال لأنه ما جاوب معي في موضوع مقطوع فيه عند علماء المسلمين: أن كل شيء إما حرام أو حلال، ما في هذا إشكال، هذا ما يقبل الجدل، لكن لعله بطريقة أخرى ممكن نتقارب قليلاً، هل كل ما يعرض في التلفزيون يضر؟
مداخلة: لا.
الشيخ: طيب، هل كل ما يعرض في التلفزيون يفيد؟
مداخلة: لا
الشيخ: طيب، هل في بعض ما يعرض في التلفزيون ما يفيد؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هل في بعض ما يعرض في التلفزيون مضر؟
مداخلة: في مضر نعم.
الشيخ: الحمد لله إن الدكتور أعطاني جواب السؤال، لكن أحفظ الآن جوابك، في شيء يعرض في التلفزيون اتفقنا أنه مضر؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا المضر حلال أو حرام؟
مداخلة: المضر حرام.
الشيخ: إذاً شفت حالك كيف اتناقضت أنت، من ساعة تكلمني تقول لي: ليس ضروري هذا نضعه في باب حلال أو حرام، الآن عرفت معي تماماً، وهذه حقيقة لا تقبل الجدل أن في أشياء تعرض في التلفزيون مضرة، هذا المضر حرام يا أخي ليس مباح ليس حلال، ما دام أنت الآن وأنا أرجوك ولا تؤاخذني لأنه أبو أحمد يعرفني أنه أنا رجل صريح.
مداخلة: تفضل تفضل.
الشيخ: وصراحتي هي التي تفيدني وتفيد غيري، عرفت كيف، أنت الآن دخلتنا ولا مؤاخذة في جدل يسموه قديماً جدل بيزنطي
مداخلة: نعم.
الشيخ: شايف كيف، قعدت تجادلني ساعة أنه ما هو ضروري أننا نضعه في باب حلال وحرام، لكن الآن دورت عليك، لفيت ودورت، أنا أحكي بصراحة، قلت لك: في شيء مضر، إي نعم في شيء مضر، طيب هذا المضر حلال أو حرام، قلت: والله حرام، إذاً لماذا قاعد تجادلني هيك ساعة ليس ضروري نضعه في باب .. قلنا لك يا أخي: ما يصير في الشرع إلا يكون حلال أو حرام، بعدين إذا كان حلال، لها أقسام ثانية ما لنا فيها؛ لأنه يكفينا نحن هذه النقطة حلال أو حرام.
الآن أنا الحقيقة فهمت منك بأول كلامك شيء تمنيت أنك توافقيني عليه؛ لأنه هو العقل، لكن آسف أنك ما وافقت إلا أخيراً، فهمت منك أن في شيء يعرض على التلفزيون حرام، وعبارة اتفقنا عليها آنفاً يعني شيء مضر، شايف، فأردت أن أمشي معك خطوة للتلاقي، حتى ما نكون مع الجماعة الذين يقولون: إن التلفزيون حرام، ولا مع الجماعة الذين يقولون: إن التلفزيون حلال، وإنما كما قال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143].
الآن أنا أقول شيء ما يقبل الجدل: هذا اللسان الذي أنا أتكلم به الكلام حرام أو حلال؟
مداخلة: الكلام؟
الشيخ: آه. تحريكي لهذا اللسان يساوي كلام.
مداخلة: حسب الكلام الذي سوف تحكيه.
الشيخ: هذا الذي أريده منك، حسب الكلام.
إذاً: إذا خرج من الفم كلام مفيد فهو خير، وإن خرج من هذا الفم كلام مضر فهو شر، صحيح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب، هذا الجهاز المسجلة وذاك الجهاز الذي هو الراديو، وباقي الجهاز الثالث الذي هو التلفزيون، صنعهم صنع لساني بس الفرق هذا خلق الله وهذا صنع البشر، فاهم كيف، فهذا اللسان الذي هو من خلق الله وهو خلق الإنسان في أحسن تقويم، في أحسن صورة، إذا استعمل النعمة الإنسان فيما ينفع فقد استعمله فيما خلق له، وإذا استعمله في الشر فقد استعمله فيما لم يخلق له، أيضاً هذه الأجهزة كلها التي يعني ربنا عز وجل امتن بها على عباده في هذا العصر يقال فيها ما يقال في هذا اللسان، أي: كلها أجهزة وكلها وسائل تؤدي إلى غايات، إن
كانت الغايات هذه شريفة فاستعمالها شريف، والعكس بالعكس، اليوم السيارة أليست نعمة من النعم؟ بلا شك، لكن إن لقطتها من أجل أن تذهب بها إلى المسجد أو تذهب بها إلى مكة لعمرة أو لحج فأنت استعملت هذه الوسيلة في الخير، لكن إن أنت لقطتها من أجل أن تذهب إلى البارات إلى الملاهي إلى السينمات إلى آخره فقد استعمل هذه النعمة فيما لم تخلق له، وهذه قضايا لا أظن تحتاج إلى نقاش، أليس كذلك؟
نرجع الآن التلفزيون، التلفزيون حينما يعرض فيه نساء كاسيات عاريات أو عاريات بالمرة، هذا يضر أو يفيد؟
مداخلة: يضر.
الشيخ: أنت بقى هذيك الساعة لما قلت إنه خيال، هذه أشكلت علي، لكن ما دام اعتقدت معي أنه مضر خلاص بقى اسحب لي كلمة الخيال.
مداخلة: لا، ما هو ما يصير الواحد يمسك على الكلمة إن هذا فيه ضرر، أنا ممكن هذه الشغلة تضرني لكن تفيد واحد ثاني، فهمت كيف، ليس معناها أنه أنا الذي أشوفه يضرني .. ، وغيري يشوف هذه الصورة يكون مبسوط.
الشيخ: يعني كونه مبسوط يعني صار حلال؟
مداخلة: ما قلت أنا أنه حلال.
الشيخ: يعني أنا لما ألاقي جميلة في الطريق انبسط تماماً يعني صار حلال؟
مداخلة: أنت نظرت لهذا على انه حرام.
الشيخ: طبعاً.
مداخلة: أنا بالنسبة لي ممكن شغلة تضرني أنظر إليها أنها ضرر غيري يشوفها فائدة.
الشيخ: يا حبيبي أنا أتيتك بمثال: أنا نظرت إلى امرأة جميلة في الطريق وكيفت وانسريت تماماً، معليش؟
مداخلة: في ضرر عليك؟
الشيخ: كيف يعني، هذه كلمة خطيرة دكتور.
مداخلة: أنا أقصد من الناحية الطبية يعني شو ضررها عليَّ.
الشيخ: أنت الآن بتحكي بصفتك طبيب، أم بصفتك مسلم؟
مداخلة: أنا لما تأتيني تقول لي: هذا يضر وهذا ينفع، أنا آخذها من ناحية الطب ما هو الذي يضر وما هو الذي ينفع.
الشيخ: لا ما يجوز، هلَّا أنت بالمقياس الطبي أنت عليم بكل أجزاء الطب؟
مداخلة: لا طبعاً.
الشيخ: فإذن أنت مع كونك طبيب ما تستطيع أن تقول: هذا طباً يضر وهذا ينفع، لماذا؟ لأن الطب اختصاصاته فروع كثيرة وكثيرة جداً، وأنت لك اختصاص في زاوية من زوايا الطب، تقدر تقول: هذا ينفع أو يضر، لكن أكثر الأشياء أنت مع كونك طبيب ما تقدر تحكم فيها أنها تنفع أو تضر.
فإذاً: ما هو موقفك حينئذ، أليس تخضع لطبيب مختص؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب، فلماذا أنت الآن لا تخضع في مسألة هي حرام أو حلال في الشرع، وتريد أن تنظر إليها بمنظارك الضيق، اسمح لي، نصف الكلام ما عليه جواب، بمنظارك الضيق أو بصفتك كونك طبيب ومختص في جانب من الطب هذا، لماذا هذه النظرة الضيقة .. هذا خطأ؟
مداخلة: ليس هكذا، نحن أخذنا كلمة تضر أو كلمة تنفع
…
ما هو معنى تضر وما هو معنى تنفع؟
الشيخ: الله يعينني وإياك يا دكتور.
مداخلة: هل كلامي غير مضبوط؟
الشيخ: ما هو مضبوط.
مداخلة: ما هو معنى تضر ..
الشيخ: ما مضبوط، أنا سوف أسألك سؤال الآن على المقياس هذا.
مداخلة: تفضل.
الشيخ: إذا امرأة خرجت إلى قارعة الطريق وهي كما يقال: ربي كما خلقتني، ونظرت أنت إليها، يجوز أو لا يجوز؟
مداخلة: أنظر إليها؟
مداخلة: لا ما يجوز.
الشيخ: ما يجوز، لماذا؟
مداخلة: لان ربي نهاني عن هذا.
الشيخ: نهاك عبثاً؟
مداخلة: لا ليس عبثاً.
الشيخ: في ضرر؟
مداخلة: في ضرر.
الشيخ: ما هو الضرر؟
مداخلة: خدش الحياء ..
الشيخ: وهل هذا داخل في الطب شيء؟
الشيخ: الضرر هذا الذي تحكي عنه يخدش في الحياء داخل في الطب؟
الشيخ: هاه، هذه أريد منك أن تحفظها، لماذا أنت تعرج على موضوع في ناحية
مرتبطة بالطب، وفي ناحية أخرى ما تربطها بالطب؟
أنا الآن أريد أن أتخذ موقفك، أنا الآن أريد أن أتخذ موقفك، وأنت إذا يطلع في يدك بتتخذ موقفي، أنا أقول لك الآن: ما هو الضرر طبياً في نظرتي أنا إلى هذه المرأة العارية؟
مداخلة: يعني ليس هناك ضرر ....
الشيخ: هذا هو، هذا موقفك أنت بارك الله فيك، لما تكون أنت نظرتك للصورة التي تعرض في التلفزيون ما هو الضرر فيها، لما تنظر إليها ضرر مادي، أي: ضرر طبي أنت متمرن عليه، لما أعطيتك مثال المرأة العارية ما وسعك إلا أن ترجع إلى فطرتك وتقول: هذا فيه ضرر، ما هو الضرر؟ لخصنا الموضوع أن الضرر ليس ضرر طبي ضرر خلقي هكذا نقول عنه، صح أو لا؟
إذاً: أرجوك ما تعالج المواضيع كلها بالمنظار وتنظر إليها بالمنظار الطبي، في شيء له علاقة بالأخلاق، في شيء له علاقة بالاقتصاد، في شيء له علاقة بالاجتماع، فالإسلام جمع فأوعى، فما يجوز لنا أن ننظر إلى الأمور، كل أمر نعالجه معالجة مادية طبيبة، ما هو ضرره.
هذا الحقيقة يفتح لنا موضوع له علاقة بأصل من أصول الشريعة، في الشريعة قاعدة تسمى باب: سد الذرائع، المقصود بهذا الباب: هو ابتعاد الإنسان عن شيء لو اقترب منه ما يضره، لكن يخشى أنه إذا جاوز هذا الشيء يصير ضرر، أوضح مثال: إشارات المرور، والخطوط التي توضع في تنظيم السير، هذه كلها داخلة في هذا الباب في الشرع باب سد الذريعة، مثلاً أنا أعطيك مثال شرعي: يقول الرسول عليه السلام: «ما أسكر كثيره قليله حرام» ، لا بد أن هذا الحديث بلغك أو قرأته، لو في قعر هذا الكأس فيه قليل من الخمر ما يجوز أنا أن أشربه؛ مع أنه لو سألنا من الناحية الطبية: ما هو الذي سيفعله فيَّ هذا القليل، أو هذه القطرة من الخمر؟ ما تعمل شيء، لكن هذه القطرة يجوز تتلوها قطرة ثانية، والفنجان يجوز يتلوه فنجان
ثاني، وهكذا، وأنت تعرف من الناحية الاجتماعية كما قال الشاعر العربي القديم:
وما معظم النار إلا من مستصغر الشرر
هاه، أول ما تبدأ النار من ماذا؟ من سجارة الإنسان يضعها في مكان لا ينتبه ولا ينام في قش يبدأ يلتهب يلتهب يحرق البيت ويحرق البيوت في هذه البلد بكلها.
وما معظم النار إلا من مستصغر الشرر
كذلك قال عليه السلام: «ما أسكر قليله فكثيره حرام» ؛ لأن الإنسان ما يصل بطبيعته إلى الشر الأكبر إلا بالشر الصغير.
يعني: هذا رفقاء السوء لما بيجلبوا الإنسان الذي لسه طاهر نظيف، لما بيجلبوه لمجالس الخمر لكونه ما يشرب، من أجلنا، وكذا، يا أخي شفطة، ما الذي سوف تعمل معك، ما تسوي معك شيء، من أجل خاطرنا، بيورطوه فيشرب أول مصة ثاني مصة ثانية ثالثة، وإذا به صار منهم وفيهم، أليس هذا مشاهداً دكتور؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا اسمه: باب: سد الذرائع، فالشرع يقول: يمنعك من الشر الصغير حتى ما يوصلك للشر الكبير.
في الحديث الصحيح قال عليه السلام: «إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه، -وهنا الشاهد- ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» .
(الهدى والنور / 207/ 06: 13: 00)