الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم إسقاط الجنين المشوه
مداخلة: فيه عندي مشكلة شخصية تصادَف زوجتي حامل بالخمسة شهور ونصف، الأطباء يجمعوا على أن الطفل في رحمها مشوه، ودرجة التشويه فيه عالية جداً لدرجة أن الأطراف نبتت براعم فما أعرف ما الحكم .. الأطباء يقولون أن رأيي أن ينزل خوفاً من ضرر الأم النفسي والصحى، كون الطفل مش طبيعي في الرحم ..
الشيخ: هي زوجتك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: لك منها أولاد سابقاً؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: كم؟
مداخلة: عندي بنت والحمد لله سليمة معافة.
الشيخ: وزوجتك إن شاء الله ملتزمة؟
مداخلة: كيف ملتزمة؟
الشيخ: يعني متدينة؟
مداخلة: نعم والحمد لله.
الشيخ: متدينة، طبعاً أنا حينما أسأل هذا السؤال أولاً هو أني لأتمكن من إعطاء الجواب الشرعي، وثانياً لا أعني بالالتزام مجرد الصلاة والصيام فهل هي مؤمنة بقضاء الله وقدره وأن كل قضاء الله عز وجل بالنسبة للمؤمن خير؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: إذا كان هكذا فإذاً ليس لك حاجة إلى سؤال الطبيب، إذا كان كذلك
أنت لست بحاجة إلى سؤال الطبيب وأنت انقل إلى زوجتك الحديث النبوي التالي وهو قوله عليه الصلاة والسلام: عجب لأمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء حمد الله وشكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، فأمر المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن .. هذا شيء.
الشيء الثاني الأطباء قسمان من حيث التدين منهم المتدين الذي يخشى الله ويخاف منه أنه يتقدم بعملية جراحية فيها قضاء على النفس ربنا عز وجل تفرد بتخليقها في بطن أمه كما يشاء سبحانه وتعالى، فهو يخشى أن يتقدم إلى مثل هذا العمل لأنه مؤمن كما قلنا آنفاً بقضاء الله وقدره، بينما بعض الأطباء الآخرين لا يلتفتوا إلى مثل هذه القضايا إطلاقاً خلاص الجنين مشوه فلا يجوز أن يكون مثله على وجه الأرض، هذا أولاً الأطباء قسمناهم إلى قسمين متدينين يخافون الله ولا يتقدمون إلى قتل النفس ولو أنها بعد لم تأتي إلى الحياة الدنيا، ثانياً وهذا شيء أظن كلنا نشترك في معرفته ليسوا كلهم سواء في العلم فقد يحكم أحدهم بأن هذا مشوه وقد يحكم آخر لا هذا ليس مشوه وقد يقول مشوه لكن تشويه بسيط مثل ما قلت أنت عن ذاك الولد أو البنت قلت لي بنت؟
مداخلة: طفلة نعم.
الشيخ: طفلة، فهم إذاً لا يجوز نحن أن نعتقد أنهم حينما يحكمون والجنين في بطن أمه ليس كما لو كان قد ولدته أمه وأصبح مشاهداً بالعين المجردة دون هذه المناظير العلمية التي توصل العلم إليها اليوم، باختصار فيه شيء ظني وفيه شيء قطعي فيما يتعلق بالداخل، الآن مثلاً أنك سمعت مثلاً أنهم يتمكنون من معرفة الجنين هل هو ذكر أم أنثى .. نعم لكن هذا ليس يقيناً هذا يمكن أن يكون عندهم غلبة ظن أو ما عنده غلبة ظن، فكون الجنين الآن إذا قالوا أنه مشوه وأنه له كذا وكذا كما وصفت آنفاً هذا أولاً يمكن أن يكون ظن وليس يقيناً، ثانياً هذا الولد الذي هو لا يزال جنيناً في بطن الزوجة كم الحمل فيه؟
مداخلة: خمسة شهور ونصف.
الشيخ: خمسة شهور، لا يزال قدام تخلق هذا الجنين كم شهر؟ ثلاثة أشهر ونصف يخلق الله ما لا تعلمون، في هذه الشهور والنصف يخلق الله ما لا تعلمون، ثم الجنين له حركات يعني حي.
مداخلة: القلب والنبض بس فقط لا غير، لكن [لا يوجد] حركات بالأطراف؛ لأن الأطراف ليست موجودة داخلية فكيف يتحرك؟
الشيخ: ما فيه رجلين؟
مداخلة: ما فيه لا رجلين ولا يدين براعم فقط.
مداخلة: أستاذنا الشيخ أنا عندي قصة شبيهة به ..
الشيخ: تفضل.
مداخلة: قصة حقيقية صحيحة حتى سجلت في مجلة البيان أحد الإخوان صاحبها وكتبها.
الشيخ: نستفيدها.
مداخلة: القصة الأطباء هذه حصلت في أوروبا خلال الفحص بعد المولود خمسة ستة أشهر قال له: ولدك ليس له أطراف عبارة عن قطعة لحم فنصحوه أنه يجهض زوجته فلأن الرجل كان مؤمناً له تقوى فقال: هذا خلق الله وما ينبغي لي أن أقتله.
الشيخ: جميل.
مداخلة: فصبر مع أنه كان حسب من القصة تقول أن الأطباء والممرضين نصحوا زوجه حتى كادوا أن يجهضوا الزوجة بغياب ..
الشيخ: برغم أنفه يعني بدون علمه.
مداخلة: لأنه يقيناً عندهم أن الطفل عبارة عن كتلة لحم، فعند الولادة وإذا
المولودة طفلة طلعت طبيعية بأطراف كاملة، العلة كانت أنه لها شعر طويل يغطي جسمها كلها فما رؤي منها لا أطراف ولا شيء، فكان شعرها هو الذي كسى الطفلة.
الشيخ: الله أكبر فلذلك أخي هذه القصة تأيد أن حكم النظر ليس قطعياً .. ليس قطعياً.
مداخلة: لكن هذا الإشكال إذا مثلاً حكموا الأطباء على ظهور هذا الجنين [أنه مشوه فأثر] هذا الخبر على المرأة، الأم.
الشيخ: هذا سؤال أنت توجهه ابتداءاً من عندك أم هو له علاقة بسؤال الأخ؟
مداخلة: لا وله علاقة بحادث آخر قبل الولادة قالوا: أنها مشوهة ورأسها له ثعبان وأطرافها كذا، وقالوا: لا بد من ..
الشيخ: طيب ما علاقة ذلك بصحة الوالدة؟
مداخلة: يقولوا أنه يؤثر على صحة الوالدة.
الشيخ: لأني أنا سمعت هنا كلمة كان عبارة الأخ هنا جيدة أنهم يخافوا على صحة الأم النفسية، قلت هكذا أم لا؟
مداخلة: نعم مضبوط.
الشيخ: أنا هذه ليس كثيراً أرفع رأسي إليها، خاصة عندما تكون المرأة مثلما يقول الأخ مؤمنة يعني، ما هو صحتها النفسية؟ اليوم أنتم تشوفوا بعض النساء مشعرانية.
مداخلة: نعم.
الشيخ: وبعضهن آخر يمكن ينبت لها لحية يقولوا مثلاً أبوها أمها إلى آخره .. أن هذه يصيبها كبت من الناحية النفسية فهذا نحن نزيل هذا الكبت بماذا؟ بمعصية الرب تبارك وتعالى حيث أنطق نبيه عليه السلام بقوله: لعن الله النامصات
والمتنمصات .. إلى آخر الحديث، وفي آخره: المغيرات لخلق الله للحسن، فحينئذ لا نوافق على هذه النظريات الطبية أنه محافظة على صحتها النفسية لأن هذه المعالجة ليست معالجة شرعية لهذه المشكلة إنما هي معالجة على طريقة أبي نواس.
مداخلة: نعم.
الشيخ: على مذهب أبي نواس الذي كان يقول: وداوني بالتي كانت هي الداء فمداواة الأمراض النفسية ما تكون بمخالفة النصوص الشرعية وإنما بالتزامها أولاً وبتربية النفوس على كما قلنا آنفاً الاستسلام لقضاء الله وقدره، فهذه المرأة التي خلقها الله عز وجل مشعرانية أو أنبت لها لحية في ذقنها، فهي لا يعجبها خلق الله فهي تتعاطى كل وسيلة لإزالة هذا الخلق من الله في وجهها، فهذا ليس هو الإصلاح بل هذا هو عين الإفساد، ولذلك لما أنت أو غيرك بيطرح هذا السؤال فهو يطرحه كما سمعه من أطباء، فيجب أن نلاحظ ما قلناه آنفاً من تصنيف الأطباء إلى أقسام، فلا ينبغي لنا نحن أن نستسلم لقول طبيب أو اثنين أو أكثر أن هذه يُخشى على صحتها، بدنا نتصل مع أطباء مسلمين ملتزمين أولاً بدينهم فيعرفوا الحرام ويجتنبوه ويعرفوا الحلال فيواقعوه، وثانياً هم ماهرين في اختصاصهم في طبهم ومهنتهم؛ لأن اليوم أنا أسمع كثير من مثل هذه الكلمات يقع الرجال والنساء في معاصي لله لمجرد قول طبيب ما نعرف أصله ولا فصله، مجرد قال طبيب: يخشى عليها، إذاً بيجهضها ولو بعد نفخ الروح في الجنين، وهذه بلا شك.
مداخلة: قتل نفس.
الشيخ: قتل نفس.
مداخلة: الإيمان يتفاوت بين إنسان لآخر قد هذا الإيمان لا يسمو بصاحبه إلى درجة أنه ينضبط نفسياً ويتكل ويؤمن بالقضاء
…
الشيخ: هذا صحيح .. هذا صحيح لكن نحن لا يجوز أن نقول لا نؤمن أو ليس بمؤمن، لكن الواقع هو الذي ينبئنا، هذا الواقع بالنسبة لزينب من النساء ما صار
واقعاً لكن يخشى صح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: فكيف نعالج الأمر؟ نعالج الأمر بتقوية الإيمان وبتحميل هذه المرأة على أن ترضى بقضاء الله وقدره مهما كانت النتائج، لماذا؟ أنا أردت أن أقول قبل أن أطرح هذه الفرضية أن هناك آية في القرآن الحقيقة أكثر الناس من الرجال فضلاً عن النساء عنها غافلون، وكأنهم لم يسمعوا بها هي قوله تعالى:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: 68].
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص: 68] ربنا عز وجل بحكمته الحكيمة الأزلية قضى أن جعل الذكر والأنثى، ولكي لا يكون للناس الحجة على الله وتكون العكس الحجة لله على خلقه أوجد لهم جنساً ثالثاً حتى ما يقول الناس هذه الطبيعة ذكر وأنثى، يقول ربنا هناك موجود لا ذكر ولا أنثى وهو ما يسمى بالخنثى خلق الذكر والأنثى، خلق الذكر وطبعه على لحية ميزه على النساء بهذه اللحية، وعلى العكس تماماً خلق المرأة جرداء لا شعر في وجهها لتنسجم وينسجم الجنس مع الجنس إلى آخره، ولكي لا يعتاد الناس على هذا الخلق ويقولوا كما قلنا بالنسبة للذكر والأنثى فربنا يخلق جنساً بل جنسين آخرين، يخلق ذكراً بدون لحية وامرأة بلحية لماذا؟ حتى يقيم الحجة على عباده وأنه هو الفعال لما يريد {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: 68] الزوجين ما يملك من الخلق شيئاً إلا ابتداءاً إن شاء الله .. ابتداءاً هو الاتصال الجنسي إن شاء الله انعقد الماء هناك الفلسفة الطبية المعروفة إلى آخره .. لكن إذا ما شاء الله مش ممكن أبداً، إذا اتصل الرجل مع زوجته فهو لا يدري ولا الأطباء يدرون ما هو نوعية هذا الحوين .. الحوين الصغير هذه قطرة من رأس الدبوس من ماء شيء يحير العقول من ملايين، مهما الأطباء وصل علمهم لا يدرون ما هو الحوين الصغير هذا مع التعاقب والتطور ما التي ستكون نتيجته ومصيره ذكر أم أنثى، أو خنثى؟ ذكر كالعادة يطلع له لحية أو لا يطلع له لحية إلى آخره .. ؟ ربنا عز
وجل أيضاً أخيراً كما سمعنا من بعض الحوادث آنفاً يريد أن يري الناس خلقاً من النساء لا هو رجل ولا هو امرأة قول عنه حيوان، ماذا قلت عنه أنت أطَّه أم ماذا؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب أيضاً هذه آية لازم الناس يشوفوا الآية هذه وتنعرف الآية منسوبة أبوها فلان وأمها فلانة، هذه تكون آية لكن الناس كفروا بربهم ما عاد بدهم يشوفوا أشياء تدل على قدرة الله عز وجل وعظمته، بل ما عاد يريدوا أن يشوفوا شيء يدل على شيء اسمه موت، ولذلك الآن من بدع الكفار التي تأثر بها المسلمون تحويط القبور وزرعها بالأشجار بحيث ترى ظلها وخضرتها ولا ترى ما تحتها من الأجداث، فأصبحت القبور نزهة وأنت شايف اليوم في العيدين ما الذي يعملوا؟ يعملوا مقاهي هناك .. المقاهي، بدها خضار وبدها جمال وبدها إلى آخره، بينما المفروض أن القبور يمر بها الناس ويتعظون بها كما قال عليه السلام: كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة، الآن لا يريدون شيء يذكرهم بالموت لأنهم يخافوا منه، فهذه المقابر سورت وهذه المقابر زرعت، والنعش هذه زخرفت وأدخل النعش في سيارة ويالله .. إلى أين؟ إلى المقبرة لا يريدوا أن يشوفوا هذه المظاهر التي تذكر بالموت وتذكر بعاقبة التقوى وعاقبة الفجور وو إلى آخره .. ولذلك هذه القضايا في الواقع أنا أرى أنه يجب أن تترك كما يريدها الله تبارك وتعالى لأنه هو كما قال عز وجل في تفسير المعروف {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} [الملك: 3] فعندما ترى امرأة لها لحية ما تظن أن هذه خلقة طبيعية .. ! أعوذ بالله {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [لقمان: 11] هذا خلق الله .. ما عاد لنؤمن بهذه القضايا مع أنها جوهرية جداً ويتقوى الإنسان ويؤمن به ويعرف ربه أنه فعال لما يريد.
مداخلة: معنى هذا الكلام أستاذ أن الإنسان إذا كانت المسألة أنه أخذ زوجته إلى طبيب أو طبيبة وهذا الطبيب أخبر زوجها أنه لا بد من الإجهاض لأن الجنين في