الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ: لا هذا غناء مباح.
مداخلة: أضيف فائدة حتى تجمعها إلى هذه الأسباب، في أثناء اللعبة لا يخرجون اللاعبين إلا وقلوبهم متشاحنة فيما بينهم.
الشيخ: بغضاء يعني.
مداخلة: وقد يتضاربون وقد يضرب بعضهم بعضاً بالورقة.
الشيخ: هذا إذا كان هذا سبب آخر، وحينئذ يلحق اللعب بهذا الورق بالخمر.
مداخلة: نعم.
الشيخ: لأن الآية تقول: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [المائدة: 91].
هذا هنا إذا وقفت اللعبة بدون قمار، قلنا قد يوصل إلى الميسر، لكن مع ذلك ليس هناك ميسر، هل تصل إلى البغضاء؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: إذاً يجب الابتعاد عنها قولاً واحداً.
مداخلة: جزاك الله خير.
الشيخ: وإياك.
(الهدى والنور /410/ 15: 07: 00)
حكم البلياردو والدومينو والورق
مداخلة: بعض الألعاب العصرية نريد أن نعرف حكمها عندنا نسميه الكيرم والدومينو والبلياردوا، ما حكم الإسلام في اللعب، أو تعرفون الورق ..
الشيخ: نعم، هذه الألعاب بلا شك هي أنواع، مثلًا: الشدة هذه لعبة الورق،
هذه بلا شك لعبة الكفار المشركين الذين مثلوا عقيدتهم وشركهم في بعض الصور التي طبعوها على بعض الأوراق، ففيها الشاب وفيها البنت ونحو ذلك، فاللعب بهذا النوع من الورق كما تعلمون البحث الآن ليس للمقامرة، لكن اللعب بهذا النوع من الورق من باب التسلية، وكما يقولون تقطيع الوقت وتضييع وقت، وهذا من جهل المسلمين اليوم حيث لا يذكرون الحكمة العربية القديمة: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وهذا مما يعيشه المسلمون اليوم فيضيعون ما قيمته أغلى من الذهب والفضة ألا وهو الوقت.
الشاهد: فاللعب بهذا الورق بدون قمار لا يخلو من [كراهة] على الأقل لما فيها من استعمال هذه [الصور] والإقبال والانكباب عليها باهتمام باللعب فيها، كما هو مشاهد من اللاعبين، وهذا يذكرني بأثر روي عن علي، وأنا أعني ما أقول حينما أقول: روي؛ لأن كلمة روي كناية عن التضعيف، فروي عن علي رضي الله عنه أنه مر بقوم يعلبون الشطرنج وهم منكبون عليه، فقال لهم:{مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} [الأنبياء: 52] فنزع عليهم بهذا الآية، لماذا؟ لأن فعلًا الشطرنج فيه تماثيل، فيه الفرس .. فيه الفيل .. فيه الملك إلى آخره، وهؤلاء منكبون عليه فاستدل عليهم منكرًا هذا الاهتمام وهذا الانكباب، وهم بلا شك لا يقصدون التماثيل، يقصدون اللعب وشحن الذاكرة والحافظة ونحو ذلك، لكن هذه الهيئة قبيحة الانكباب على التماثيل من هذا الجانب أرى كراهة اللعب بهذه الأوراق لما فيها من الصور التي يتمثل فيها كفر أولئك الذين ابتدعوا هذا الورق.
ثم اللعب بهذا الورق له أنواع، بعضهم قائم على تشغيل الحافظة والذاكرة، وبعضه قائم على ما يسمونه بالحظ، فهذا النوع الأخير في شبه بينه وبين النرد الذي جاء النص الصحيح الصريح في تحريمه فقد جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أن الذي يلعب بالنرد فمثله كمثل الذي يغمس يده في لحم خنزير ودمه.
كذلك نهى في حديث أبي موسى الأشعري .. نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النرد،
فالنرد قائم على الحظ، ولذلك تجد اللاعبين به ينادي أحدهم يا زهر .. يا حظ .. هذا النوع من اللعب بالورق هو حكمه كحكم اللعب بالنرد المحرم نصًا، أما ما كان منه من باب تشحيذ الذاكرة فحكمه حكم الشطرنج باستثناء .. فأقول: حكمه حكم الشطرنج من حيث أن فيه إعمال العقل، لكن استثنينا هذه الصور وأنه لا يجوز الانكباب عليها ولذلك ننصح من كان مبتلًا بهذا اللعب أحيانًا أن تقطع رؤوس هذه التماثيل الصغيرة حتى يجوز المحافظة عليها في هذا اللعب، وهكذا البحث هذا له صور وله تفاصيل قد يطول الوقت في الخوض فيها، وإنما الضابط أن أي لعب فيه تماثيل .. فيه صور فيجب الابتعاد عنه، أما ما ليس فيه شيء من ذلك فيجوز اللعب به أحيانًا من باب الترويح عن النفس، أما أن يتخذ ذلك ديدنًا بحيث أنه يأخذ كل وقته وكل تفكيره وربما ينسى صلاته وعبادته، وربما ينسى أهله وأولاده فهذا حينئذٍ يعتبر كالخمر، التي تصد عن الصلاة وعن ذكر الله، ففي بعض الأحيان تعاطي هذه اللعب من باب التسلية والترويح عن النفس لا مانع من ذلك، أما في بعض [الألعاب] ففي الواقع أنا أجهل مسمياتها لأني ما سمعتها إلا الآن، فإذا كان هذا يكفي في الجواب كقاعدة يمكن أن يتضح من هذه الوصفة، ما كان من الألعاب فيها صور وتماثيل فيجب الابتعاد عنها، وما لم يكن فيها شيء من ذلك وكان اللعب ليس مبنيًا على الحظ واليانصيب، وإنما على الذاكرة واستعمال العقل فيجوز بالشرط الأخير وهو ألا يصد عن الصلاة وعن ذكر الله.
(أسئلة وفتاوى الإمارات - 5/ 00: 46: 33)