الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغير ذلك من الصفات التي استدلت بها الباحثة سميرة عبد الله من نصوص العهد القديم (1) ثم ذكرت التحريف الذي وقع في الأسماء والصفات على حدة.
انحراف اليهود في عقيدة توحيد الأسماء:
لقد حرف اليهود أسماء الإله وأطلقوا عليه ألفاظًا لا تليق في حقه سبحانه كما يلي:-
1 -
ألوهيم أو إيلوهيم: بين د/ المسيري التصور اليهودي لأسماء الإله وذكر عدة أسماء منها إلوهيه وقال: إنها كلمة من أصل كنعاني وهي حسب التصور اليهودي أحد أسماء الإله وهي صيغة الجمع من كلمة "إيلوَّه" أو و"إله" أو"إيل" وهو ما يدل على أن العبرانيين كانوا في مراحل تطورهم الأولى يؤمنون بالتعددية ولم ترد كلمة "إلَّوه" إلا في سفر أيوب أما "إلوهم" فترد ما يزيد على ألفى مرة في العهد القديم، وبأداة التعريف "ها إلوهيم" وللكلمة معنيان:
أولًا: فهي تدل على الجمع فتكون بمعنى الآلهة (الوثنية) ككل.
ثانيًا: أو تدل على المفرد فتعد اسما من أسماء الإله. ويعامل الاسم أحيانا باعتباره صيغة جمع وأحيانا أخرى باعتباره صيغة مفرد وإلوهيم إله رحيم يراعى في أعماله القواعد الأخلاقية (2).
2 -
يهوه (3)"يهوفاه": بين د/ المسيري أصل هذه الكلمة وكيف حرف اليهود في هذا الاسم فيقول: "يهوفاه" كلمة عبرية وهي سامية قديمة ويقال أنها مشتقة من مصدر الكينونة في العبرية "أهييه آشر أهييه"(خروج 30/ 14) أي أكون الذي أكون، وقد تكون الكلمة من أصل عربي، ويذهب البعض إلى أن الاسم مشتق من الفعل "هوى" بمعنى سقط أي يهوه هو مسقط المطر والصواعق ويتم الربط بين معني هذا الاشتقاق وبين الصفات التي عرفت عن يهوه كإله للعواصف والبرق والقوى الطبيعية أي هوى بمعني وقع أو حدث وما يحدث يكون (4).
(1) جهود الإمامين ص 112، 113.
(2)
موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية د/ عبد الوهاب المسيري (5/ 70).
(3)
يهود فعل مضارع هيه أو هوه ومعناه كان أو حدث أو وجد وبعبارة أخرى هو الذي كان والذي أعلن ذاتة وصفاته ومنذ عهد الله مع موسى على جبل حوريب يطلق عليه يهوه ويطلقون هذا الاسم على الله (قاموس الكتاب المقدس ص (1096، 1097)).
(4)
موسوعة اليهود (5/ 70).
وأما عن بداية استعمالها علمًا على الذات الإلهية يقول د/ محمود مزروعة:
هي لفظة قديمة مهملة قبل موسى عليه السلام فأحياها سيدنا موسى عليه السلام وتمسك بها علمًا على الذات الإلهية وأهمل ما عداها وسبب هذه التسمية:
ذهب البعض إلى أن اسم "يهوا" لا يعرف اشتقاقه على التحقيق فيصح أنه من مادة الحياة ويصح أنه نداء لضمير غائب أي "يا هو" لأن موسى- عليه السلام علم بني إسرائيل أن يتقوا الرب توقيرًا له وأن يكتفوا بالاشارة إليه.
والبعض الآخر يرى أن هناك احتمالًا لاتجاه آخر هو أنه الكلمة المماثلة لكلمة لورد أي: سيد هى: "يهوا" وكانت اللغة العبرية تُكتب بدون حروف علة حتى سنة 500 م ثم دخلت هذه الحروف فأصبحت كلمة "يهوا""يا هوفا" ومعناها "سيد أو إله"(1). ويقول د/ المسيري عن استخدام هذا الاسم:
(ولا يرد اسم يهوه في المصدرين الإلوهيمي أو الكهنوتي إلى أن يسفر الإله لموسى عن نفسه فتقول التوراة: هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله ابائكم، إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم (2) ولكن المصدر اليهوى يستخدم الاسم في سفر التكوين: (2/ 4) مفترضًا بذلك أنه يعود إلى أيام إبراهيم ولكن يبدو أن هذا إسقاط من محررى العهد القديم لمصطلحات مرحلة لاحقة على مرحلة سابقة وقد جاء في سفر الخروج: أن الرب كلم موسى وقال: أنا الرب وأنا ظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب يأتي الإله القادر على كل شىء وأما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم (3). (4)
ثم يقول: يأتى ذكر "يهوه" أكثر من ستة آلاف مرة في العهد القديم وهو أكثر أسماء الإله شيوعًا وقداسة وكان يتفوه به الكاهن الأعظم فقط داخل قدس الأقداس في يوم الغفران
…
وقد نسب إليه العهد القديم صورًا عديدة من القسوة والوحشية (5).
3 -
"إيل": اسم من أسماء الله في العبرية فقد كان اليهود يسمون الله بـ (إيل) وكثيرًا ما تستعمل التوراة اسم "إيل" مع صيغة صفات الله مثل "إيل عليون" كما جاء في الأصل العبري أي "الله العلى" إيل شداي أي "الله القدير"(6)
(1) دراسات في اليهودية أ. د/ محمود مزروعة ص 164 ط - دار الطباعة المحمدية- القاهرة ط 1/ 1407 هـ/ 1987م.
(2)
خروج (3/ 15) موسى والعليقة المشتعلة
(3)
الاصحاح: (6/ 2 - 3) بدون.
(4)
موسوعة اليهودية واليهود ص (5/ 70).
(5)
المرجع السابق ص (5/ 70).
(6)
تكوين: (35/ 11) عودة يعقوب إلى بيت "إيل"، جهود الإمامين ص (114، 115).
وإيل الاسم السامي للإله وهي مفرد كلمة "إيليم" الكنعانية يُراد بها الجمع والتعداد (1).
ويقول د/ محمود مزروعة. عن بداية استعمال لفظة "إيل" وإطلاقه على الذات الإلهية أنه:
ورد استعمالها قبل بعثة سيدنا موسى عليه السلام فكان "إيل" هو اسم الإله في فترة ما قبل سيدنا موسى عليه السلام وإليه ينسب كثير من أسمائهم الشخصية والمكانية ومن الأسماء الشخصية عندهم المنسوبون إلى هذا الاسم: إسماعيل، إسرائيل، بتوئيل وفي سفر التكوين توضيح لهذه التسمية فحين هربت هاجر من وجه سارة وهي حُبلى في إسماعيل قابلها "ملاك الرب" وقال لها "ملاك الرب": ها أنت حُبلي فتلدين ابنًا وتدعين اسمه إسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك" (2) وحينئذ تنسب هاجر اسم المكان إلى اسم الله فتسمى المكان باسم "إيل رئى" لأنها رأت الرب في هذا المكان (3) "(4)
4 -
"بعل": وهو في اللغة السامية يعني "الرب" أو "السيد" وهو إله كان يعبده الكنعانيون وكان اليهود أحيانا يعتبرون اسم البعل مرادفًا لاسم "الله" أو"الرب" فكان بعل بريث إلهًا أي "رب العهد" وهو الاسم الذي يتعبد به اليهود في شكيم في زمن القضاة ويستدل من هذين الاسمين على تعلق اليهود بآلهة الوثنيين في إطلاق هذه المفردات لاسم الله وهي أسماء لا تليق بجلاله وعظمته (5).
وعلى ضوء العرض التقويمى السابق يتبين انحراف اليهود في إطلاق أسماء من وحى بيئتهم على الله عز وجل ولا تليق في حقه سبحانه وتعالى مما يدل على تأثرهم الكبير بما مروا به في تاريخ تنقلهم بين البلاد المختلفة.
(1) موسوعة اليهود واليهودية ص (5/ 66).
(2)
تكوين: (16/ 11) هاجر وإسماعيل.
(3)
تكوين: (16/ 3) السابق.
(4)
دراسات في اليهودية ص 163.
(5)
قاموس الكتاب المقدس ص 142، قضاة:(8/ 33) موت جدعون، (9/ 4) أبيمالك.