الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثالثًا: الجزء المدهون بالعطر: فقد قال مرقس ومتى إنها دهنت رأس المسيح بالطيب وخالفه لوقا ويوحنا فقالا أنها دهنت قدميه، فهل من شأن الوحي أن لا يفرق بين الرأس والقدم؟ (1).
ورابعًا: تحديد زمن هذه الواقعة: فقد ذكرها مرقس ومتى قبل عيد الفصح والإفطار بيومين وسكت عنها لوقا، وحددها يوحنا قبل الفصح بستة أيام، فهل هذه الأخطاء من الوحى؟
وخامسًا: ثمن الطيب: فيوحنا بين ثمن الطيب ثلاثمائة دينار ومرقس قال بأكثر من ثلاثمائة دينار ومتي أبهم الثمن وقال بثمن كثير (2). كل علامات الاستفهام هذه وكل هذه المتناقضات تجزم بأن هذا الكتاب ليس مقدسًا أي أنه ليس من وحى الله، بل إنه من صنع بشر، غير وبدل عن قصد (3).
والملاحظ على مقدمة الأحداث أنه يوجد اضطراب واضح في نصوص الأناجيل وعدم اتفاق ملحوظ بينها في مفردات قصة مسح جسد المسيح بالطيب فإذا كان هناك اختلاف واضطراب واضح في مقدمة الأحداث فما بالنا بالأحداث نفسها .. لا شك أنهاا أكثر اضطرابًا واختلافًا.
2 - العشاء الأخير:
ذكر جميع من تكلم في الصلب من علمائنا النص الذي يستدل به النصارى على العشاء الأخير أو الرباني كما يقولون وهو: "وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطي التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا اشربوا منها كلكم، لأنّ هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا"(4).
(1) انظر: إظهار الحق: 1/ 133، المسيحية الحقة: ص 219.
(2)
المرجع السابق: 1/ 133، الفارق: ص 346.
(3)
المسيحية الحقه: ص 222.
(4)
متى: (26/ 26 - 28) عشاء الرب.
وفيما يلي الجدول الذي أعده أ/ علاء أبو بكر، لبيان ما وقع في قصة العشاء الرباني من تناقضات واختلافات، وهذه العقيدة هي أساس القربان المقدس الذي يأتي بيانه في شرائع النصارى الفصل القادم:
مرقص - لوقا - متى - يوحنا
مرقس: العشاء الأخير: هو اليوم الأول من الفطير (14 - 12).
لوقا: العشاء الأخير: هو يوم الفطير (22/ 8).
متى: العشاء الأخير: هو يوم الفطير (26 - 17).
يوحنا: يكون بعد موت يسوع (18 - 28).
=
مرقس: وعلى ذلك يكون ميعاد القبض عليه يوم الخميس.
لوقا: يكون ميعاد القبض عليه يوم الخميس.
متى: قُبض عليه مساء الخميس.
يوحنا: حيث قُبض عليه مساء الأربعاء.
=
مرقس: ويكون الصلب إذن يوم الجمعة.
لوقا: ويكون الصلب يوم الجمعة.
متى: ويكون الصلب يوم الجمعة.
يوحنا: يكون الصلب يوم الخميس.
=
مرقس: أعد العشاء اثنين فقط لم يذكر اسمهما (14 - 13).
لوقا: أرسل بطرس ويوحنا (22 - 8) مع العلم أن يوحنا لم يذكر العشاء إلا بعد صلب يسوع.
متى: شارك التلاميذ كلهم في إعداد العشاء (26 - 18).
يوحنا: لو يذكر هذه المعجزة.
=
مرقس: دخل الشيطان في يهوذا قبل مجيء يوم الفطر (14 - 10).
لوقا: دخل الشيطان في يهوذا قبل يوم الفطر (22 - 3).
متى: دخل الشيطان يهوذا قبل مجيء يوم الفطر (26 - 14).
يوحنا: دخل الشيطان فيه أثناء تناولهم الطعام بعد أن غمس لقمة وأعطاها يهوذا (13 - 27).
=
مرقس: وعدوا يهوذا بفضة - لم يذكر الكم (14 - 11).
لوقا: أعطوه فضة (لم يذكر الكم)
(22 - 5).
متى: ثلاثين من الفضة أعطى مقدمًا (26 - 15) انظر زكريا (11 - 12).
يوحنا: لا توجد مساومة.
=
مرقس: الذي يسلمني الآكل معي (14 - 18).
لوقا: الذي يسلمني على المائدة (22 - 21).
متى: الذي يغمس يده معي في الصفحة هو يسلمني (26 - 23).
يوحنا: الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه (13 - 27).
=
مرقس: حامل الجرة يقودهم إلى مكان إقامة الفصح - أي لا يعرف التلاميذ صاحب البيت (14 - 13).
لوقا: حامل الجرة يقودهم إلى مكان إقامة الفصح - أي لا يعرف التلاميذ صاحب البيت (22 - 10).
متى: لم يذكر حامل الجرة حيث كان يعرف التلاميذ هذا الفلان (26 - 18).
يوحنا: لم تذكر الواقعة عنده.
=
مرقس: السؤال أتى من التلاميذ بشأن الفصح (14 - 12).
لوقا: المسيح أرسل بطرس ويوحنا من غير اقتراح وسؤال من التلاميذ (22 - 8).
متى: السؤال أتى ابتداء من التلاميذ فأرسل كلهم إلى فلان (26/ 17 - 18).
يوحنا: أغمض يوحنا عن ذكر هذا.
=
مرقس: هذا هو دمي الذي يُسفك من أجل كثيرين (14 - 24).
لوقا: ومن الذي يسفك عنكم - عن التلاميذ (22 - 20).
متى: يسفك من أجل كثيرين (26 - 28).
يوحنا: يسفك عن كافة الناس (من أجل حياة العالم)(6 - 51).
=
مرقس: المعلم يقول أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي (14 - 14).
لوقا: أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي (22 - 11).
متى: المعلم يقول: إن وقتي قريب عندك أصنع الفصح مع تلاميذ (26 - 11).
يوحنا: لم توح إليه.
وعند النظر في الجدول السابق الخاص بالعشاء الرباني نجد التناقض والتعارض بين الروايات واضحًا ويؤخذ على هذه القصة تناقضات كثيرة منها:
1 -
اتفاق الأناجيل الثلاثة في وقت العشاء الأخير وخالفهم في تحديد هذا الوقت "يوحنا".
2 -
اتفاقهم في تحديد موعد القبض على يسوع وهو أنه يوم الخميس مسًاء وخالفهم في ذلك "يوحنا" وقال إنه مساء الأربعاء.
3 -
اتفقوا على أن الصلب كان يوم الجمعة وخالفهم "يوحنا" وقال إنه يوم الخميس وغير ذلك من المخالفات الموضحة في الجدول.
وقد وقف العلامة رحمة الله الهندي والبغدادي، أ/ عبد الله الترجمان وأ/ علاء أبو بكر وغيرهم مع هذه القصة ونقدوها من وجوه متعددة أقواها الوجوه التي استخرجها العلامة رحمة الله الهندي يليه في القوة ما انتقده عليها العلامة البغدادي ثم الترجمان ثم علاء أبو بكر من هذه الوجوه ما يلي:
1 -
أن الكنيسة الرومانية تزعم أن الخبز وحده يتحول إلى جسد المسيح ودمه ويصير مسيحًا كاملًا وللرد عليهم نجد العلامة الهندي يرد ردًا عقليًا منطقيًا علميًا فيقول: (إذا تحول مسيحًا كاملًا حيًّا بلاهوته وناسوته الذي أخذه من مريم عليها السلام فلا بد أن يشاهد فيه عوارض الجسم الإنساني ويوجد فيه الجلد والعظام والدم وغيرها من الأعضاء لكنها لا توجد فيه؛ بل جميع عوارض الخبز باقية بعد نطق الكاهن كما كانت من قبل نطقه بكلمات التقديس، بدليل أنه إذا نظر أحد أو لمسه أو ذاقه لا يحس شيئًا غير الخبز، وإذا حفظه يطرأ عليه الفساد الذي يطرأ على الخبز لا الفساد الذي يطرأ على الجسم الإنساني)(1).
2 -
(لو كان العشاء الرباني الذي كان قبل صلبه يصير نفس الذبيحة التي حصلت على الصليب لزم أن يكون كافيًا لخلاص العالم، فلا حاجة إلى أن يصلب على الخشبة من أيدي اليهود مرة أخرى لأنّ المسيح ما جاء إلى العالم في زعمهم إلا ليخلص الناس بذبيحة مرة واحدة، وما أتى لكي يتألم مرارًا كما تدل عليه عبارة آخر الإصحاح التاسع من الرسالة العبرانية صراحة)(2).
(1) إظهار الحق: 1/ 326.
(2)
المرجع السابق: 1/ 327.
3 -
وفي نقد العلامة البغدادي لهذه القصة ذكر الروايات المتعددة لأصحاب الأناجيل ثم بين ما وقع بينها من تفاوت .. وأذكر مثالًا مما ذكر وهو ورودها في لوقا حيث يقول: "ثم تناول كأسًا وشكر وقال: خذوا هذه واقتسموها بينكم لأني أقول لكم: إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله
…
وكذلك الكأس بعد العشاء قائلًا: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم" (1).
فقال في نقده: (ذكر الكأس ثانيًا من زيادات لوقا ويؤخذ عليه اعتراض في قوله: "الذي يُسفك عنكم" وذلك إما أن يكون المراد عموم النصارى أو التلاميذ المخاطبين خاصة. وأيًا ما كان فهو مناقض لقول يوحنا: أنه صلب نفسه عن كافة الناس ومخالف لقول مرقس ومتي، لأنهما قالا: "الذي يسفك من أجل كثيرين" أي لبعض النصارى وزاد المترجم من عندياته على مرقس "لمغفرة الخطايا" ومعلوم أن بين هذه العبارات الأربعة تفاوتًا بعيدًا، والنصارى اتخذوا هذه القصة أساس دينهم فقد أسس هذا الدين على شفا جرفٍ هارٍ)(2).
(1) لوقا: (22/ 20).
(2)
الفارق بين المخلوق والخالق: ص 353، ولمزيد من التفصيل، انظر: المسيحية الحقة، من ص 228 - 233.