الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويعلق د/ على خليل، على هذه الحادثة البشعة بقوله: إنه انحطاط كبير في القيم الأخلاقية، جريمة بشعة جدًا، وسلوك شائن ومرعب جدًا قام به اليهود ببساطة ويقرأ عنه أطفالهم اليوم بافتخار ويقتدون به ويستحضرونه في سلوكهم اليومي الديني والمدني (1).
2 - المثال الثاني: الصراع بين شاول وداود:
وفي سفر صموئيل الأوّل حوادث تتعلّق ببني إسرائيل تفوح منها رائحة الانحلال الخلقي
…
واللا إنسانية فنقرأا عن سلوك كل من "شاول"(2) وداود أثناء الصراع بينهما على السلطة وكيف كان كل طرف يسعى لدفع الآخر عنه بطرق وأساليب غير مشروعة محورها عمومًا المرأة والغدر (3).
إن شاول لكي يتخلص من داود قرر أن يزوجه ابنته الكبرى "ميرب"(4) علمًا أنها كانت قد تزوجت من رجل يدعي "عدرئيل المحولي"(5) لم يكن ليهتم بمسألة الأخلاق ابنته متزوجة وهو يريد أن يطلقها من زوجها ليعطيها لرجل آخر نظرًا لأنّ مصلحته تقتضي ذلك (6).
داود كان يميل إلى "ميكال"(7) الفتاة الأصغر للملك شاول وهي كانت تميل إليه وقد وافق شاول أن يزوجها لداود، ليس لأنه يريد أن يكون داود صهره ويُسعد ابنته بل من أجل أن تكون شركًا له ويقتله الفلسطينيون (8) حيث نقرأ: "ميكال ابنة شاول أحبت داود فأخبروا شاول فحسن الأمر في عينيه، وقال شاول أعطيه إياها فتكون له شركًا وتكون يد الفلسطينيين عليه (9).
(1) التعاليم الدينية ص 26.
(2)
شاول هذا غير شاول العهد الجديد الذي هو بولس (قاموس الكتاب المقدس، ص 503).
(3)
التعاليم الدينية ص 26.
(4)
هى: ابنة شاول البكر وكان شاول قد وعد أن يعطيها لداود امرأة إلا أنه أعطاها لعدرائيل المحولي وأعطي داود ميكال أختها (قاموس الكتاب المقدس ص 939).
(5)
هو: عدرائيل بن برزلاى المحولي. زوجه شاول ابنته البكر، ميرب التى كان قد وعد داود بها (صموئيل الأوّل 18/ 19)(قاموس الكتاب المقدس ص 612).
(6)
الإصحاح: (18/ 17 - 19) غيرة شاول من داود.
(7)
هى: ابنة شاول الثانية أمهرها داود بمائتى غلفة من الفلسطينيين فأخذها امرأة له، (قاموس الكتاب المقدس ص 940).
(8)
التعاليم الدينية ص 26.
(9)
الإصحاح: (18/ 20 - 22) غيرة شاول.
لقد طلب شاول مهر ابنته ميكال مائة غُلفةٍ من الفلسطينيين كما يرد في سفر صموئيل الأوّل: "فقال شاول هكذا تقولون لداود ليست مسرة الملك بالمهر بل. بمائة غلفةٍ من الفلسطينيين للانتقام من أعداء الملك وكان شاول يتفكر أن يوقع داود بيد الفلسطينيين (1).
وفي نهاية هذه الانتقادات اللاذعة لما في التوراة من انحلال أخلاقي يقول أ/ عبد الله التل، مؤكدًا غرابة هذا السلوك المشين الذي تروج له التوراة وتدعو له عبر نصوصها:
(ما اكتسب العهر والفجور والفسق والدعارة قداسة كما اكتسب في توراة اليهود، ونظمت التوراة بمهارات لم يسبق لدين من الأديان أن أباحها أو عالجها بالشكل الذي عولجت به في دين اليهود، وتعد التوراة بحق الكتاب الأوّل في التاريخ كله الذي قدَّم للإنسانية الدروس الأولى في الانحلال الخلقي والإباحية (2).
وتحت عنوان الفسق والدعارة ساق أ/ عبد الله التل نصوصًا كثيرة تبيّن مدى ما وصل إليه السلوك اليهودي من خلال التوراة إلى الانحراف والانحلال (3).
(1) الإصحاح: (18/ 25) غيرة شاول، بالمعني.
(2)
جذور البلاء أ/ عبد الله التل، ص 38.
(3)
انظر: المرجع السابق، ص 38 - 44.