الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
ثالثًا: المناسبات التي تقدم فيها القرابين:
تنوعت هذه المناسبات التي تقدم فيها القرابين وقد ذكرها د/ بدران، د/ رفقى زاهر كعيد الفصح الذي يرتبط بذكرى خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة موسى عليه السلام ويقع في اليوم الرابع عشر من شهر أبيب (يوليو) ويستمر سبعة أيام يأكل فيه اليهود فطيرًا غير مخمر تذكيرًا بما كانوا يأكلونه أيام الخروج ولا يعملون فيه عملًا ويقربون القرابين إلى الهيكل كما يرفعون فيه الصلوات إلى الرب (1)، ويوم التكفير (2)، ويوم التنظيف (3)، ويوم السبت (4)، ويوم الباكورة (5)، ويوم الإذلال (6) ولم تكن هذه القرابين تطوعًا وتقربًا اختياريًا بل كانت بناءً على أوامر إله إسرائيل نفسه حتى يباركهم وبعد أن قدم بنو إسرائيل هذه القرابين دخل موسى خيمة الاجتماع فوجد إله إسرائيل داخلها فتكلما معًا (7).
بعد كل هذا طلب إله إسرائيل من موسى أن يكلم قومه بأن يصنعوا بوقين من الفضة الخالصة لينادى بهما علي بني إسرائيل: "وكلم الرب موسى قائلًا: اصنع لك بوقين من فضة مسحولين -أي منحوتين- تعملهما فيكونان لك لمناداة الجماعة (بني إسرائيل) ولارتحال المحلات .. فإذا ضربوا بهما يجتمع إليك كل الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع وإذا ضربوا بواحد يجتمع إليك الرؤساء رؤوس ألوف إسرائيل (8) "(9).
(1) لاويين: (23/ 4 - 8) الفصح الفطير.
(2)
وهو: يوم في العام يحاول فيه اليهودي أن يعبد الله لا كإنسان بل كملك والملك لا يأكل ولا يشرب ويمضى وقته كله في العبادة وتعظيم الله وتقع أيامه في الشهر السابع من شهور السنة اليهودية. انظر: اليهودية د/ أحمد شلبى ص 305.
(3)
وهو: ثمانية أيام يسرجون في الليلة الأولى سراجًا وفي الثانية اثنين وهكذا في الثامنة ثمانية سرج وذلك احتفالا باليوم الذي قتل فيه أحد ملوك اليونان الذي كان يدخل علي بنات إسرائيل قبل زواجهم. قصة الأديان ص 93.
(4)
وهو: اليوم الذي تدعى التوراة فيه أن الله خلق الكون في ستة أيام واستراح في اليوم السابع وعلى هذا تحتم التوراة على بني إسرائيل ألا يمارسوا أي عمل من الأعمال في يوم السبت. سفر التثنية 5.
(5)
انظر: عدد (26/ 28 - 31) عيد الباكورة.
(6)
وهو: اليوم العاشر من الشهر السابع. انظر: (عدد 29/ 7 - 11) يوم الكفارة.
(7)
عدد: (7/ 89) تقدمات عند تكريس خيمة الاجتماع.
(8)
عدد: (10/ 1 - 9) البوقان الفضيان.
(9)
انظر: التوراة د/ بدران، انظر: قصة الأديان د/ رفقى زاهر ص 90 - 94.
وبعد أن انتهي د/ بدران من سرد أنواع القرابين والمناسبات المختلفة التي تقدم فيها هذه القرابين بين يدي إله إسرائيل علق عليها منتقدًا فقال:
(إن التوراة تحوي أشياء لا تليق إلا بعبادة الأوثان حيث يبتكر كهان الأوثان أشياءً باهظة يأمرون بها كافة الشعب ويقولون إنها أوامر الآلهة ليستمتعوا ويعيش الشعب حياة الفاقة والعوز، ذلك كان حال بني هارون يأمرون الشعب بأشياء عجيبة ذهب وفضة وثيران وكباش وخراف وتيوس ودقيق وزيت وبخور
…
و
…
إلخ كل هذا مقابل الكهانة وليزيدوا من أهمية طلباتهم يزيدوا الأمور تعقيدًا ولا مانع من حرق ثور أو كبش مقابل أن يأخذوا كباشًا وثيرانًا) (1).
وبذلك يتضح مدى ما وصل إليه الكهنة من سلطان علي بني إسرائيل إنه الخواء العقائدي والاضطراب التشريعي لأنه من وضع بشر، ألم يتفكر أحد فيما يطلبه الكهان؟ لماذا هذه المراسيم ولماذا هذه القرابين؟ إنها عملية خداع ومكر يستعملها الكهان لإرهاب شعب بني إسرائيل حتى يحصلوا منهم على المال الوفير ليعيشوا في رفاهية ونعيم دائم يا له من شعب ضعيف يخاف الكهنة وشعوذتهم ويرضي بالذلة والمهانة تحت سلطانهم، هذا أمر.
الأمر الثاني: يبدو أن هذه المراسيم والطلبات الذهبية التي يطلبها إله إسرائيل- كما يزعمون- رافدًا أساسيًا من الروافد الاقتصادية التي تكدس وراء تكدس الثروات والتضخم المالي لدي اليهود.
الأمر الثالث: وحين تتضخم الثروات اليهودية يتمكن اليهود من الهيمنة والسيطرة على باقى الشعوب سياسيًا واقتصاديًا، وبالتالي التحكم في مجريات الأحداث، التي تخص غيرهم من الشعوب الأخرى غير اليهودية.
الأمر الرابع: تحيط بالتشريعات الخاصة بالكهنة والقرابين التي تقدم في المناسبات المختلفة من الخطاة والمذنبين، علامات استفهام كثيرة، ولا يسلم لها العقل، فهي تتعارض مع المسلمات البديهية، وتتناقض مع الحقائق العلمية الثابتة.
(1) التوراة ص 168 مرجع سابق.