الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أرسل إلىّ أوريا الحثي
…
فأتي أوريا إليه
…
وقال له: أنزل إلى بيتك
…
فنام أوريا على باب بيت الملك ولم ينزل إلى بيته
…
فقال داود لأوريا: لماذا لم تنزل إلى بيتك؟ فقال أوريا لداود: "إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يوآب عبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب
…
لا أفعل هذا الأمر" ثم دبر داود حيلة لقتل أوريا (1).
3.
زعموا: أن الله غضب عليه ومنعه من بناء الهيكل -بيت الله- (2).
وغير ذلك من النصوص التي ذكرها د/ الهاشمي، الباحثة / سميرة عبد الله وغيرهما.
ج - جهود العلماء في نقد هذه الافتراءات والرد عليها:
وحول القصة الملفقة لسيدنا داود عليه السلام وأوريا الحثي وزوجته وقف العلماء أمامها وانتقدوها كما انتقدوا غيرها من القصص ولهم عليها علامات استفهام ومآخذ كثيرة الأمر الذي يؤدي إلى بطلانها واختلاقها.
ويتُبع د/ بدران هذه القصة بعد أن ذكرها بطولها بعدة أسئلة تعجبية تثبت كذب الكتاب المقدس في تصوره عن الأنبياء وما يفتريه على داود عليه السلام فيقول: (تُري من تكون المرأة التي زنا بها داود؟ إنها "بتشبع" (3) أم سليمان الحكيم .. سليمان بن داود والنبي والملك وهكذا يقول الكتاب المقدس نبي يزنى وينجب من الزانية نبيًا، هل هذه حقيقة أخلاق داود الذي قال الله عنه في نفس الكتاب المقدس "أنا أكون له أبًا .. وهو يكون لي ابنًا" (4) كما تقول المزامير على لسان داود:"قال لي (الله) أنت ابني أنا اليوم ولدتك"(5) فهل أبناء الله يزنون؟) (6).
ولكن العلامة رحمة الله الهندي وقف مع هذه القصة وقفة متأنية مستخرجًا ما فيها من أخطاء وقع فيها الكتاب المقدس وبيَّن تلك الافتراءات التي ألصقها الكتاب المقدس بنبي الله داود عليه السلام وهو لا شك برئ منها وفى تفنيده لتلك القصة يقول: صدر عن داود ثمان خطيئات أذكرها باختصار نقلًا عنه:
الأولى: أنه نظر إلى امرأة أجنبية بنظر الشهوة وقد جاء في إنجيل متى "إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه"(7).
(1) انظر: صموئيل الثايى: (2/ 9 - 11)، (11/ 2 - 28) داود وبتشبع
(2)
انظر: أخبار الأيام الأول: (22/ 8، 28/ 3) الإعداد لبناء الهيكل.
(3)
هى: ابنة اليعام وامرأد أوريا الحثي (صموئيل الثاني 11) شغف داود بها الملك -في زعمهم- واحتال على زوجها فقتل، فتزوجها وجعل ابنها سليمان وريث ملكه (ملوك الأول:(1/ 11 - 53)، (قاموس الكتاب المقدس ص 162).
(4)
صموئيل الثاني: (7/ 14) وعد الله لداود.
(5)
مزمور: (2/ 7).
(6)
التوراة: د/ بدران ص، 97.
(7)
الإصحاح: 5/ 28، الزنا.
الثانية: أنه ما اكتفى بالنظر ولكنه طلبها وزنى بها وحرمة الزنا قطيعة ومن الوصايا العشرة "لا تزن"(1).
الثالثة: أن هذا الزنا كان بزوجة الجار، وهو أشد أنواع الزنا كما ورد في الوصايا العشر.
الرابعة: ما أجرى حد الزنا لا على نفسه، ولا على هذه المرأة وقد ورد في التوراة ما يدل على أن حد الزنا القتل: "وإذا زنى رجل مع امرأة
…
فإنه يُقتل الزانى والزانية" (2).
الحأمسة: لم يذهب أوريا إلى بيته مراعيًا لديانته أما حال أنبياء بني إسرائيل ارتكاب الفواحش هكذا ولم يراعوا ديانتهم متل مراعاة العوام لديانتهم.
السادسة: أمر داود بقتل أوريا وفي التوراة ما يدل على حرمة قتل البريء: "ولا تقتل البريء والبار"(3).
السابعة: أنه لم يتنبه على خطئه، ولم يتب ما لم يعاتبه ناثان النبي عليه السلام.
الثامنة: أنه وصل إليه حكم الله بأن هذا الولد الذي ولد من زنا يموت ومع هذا دعا لأجل عافيته، وصام وبات على الأرض (4).
ويعلق د/ أحمد شلبي على هذه القصة بقوله: إن هذه القصة فيها أحداث موغلة في القسوة وبعيدة عن العفة (5).
ويرد د/ السقا: نظرة التوراة إلى داود عليه السلام وبقية الأنبياء إلى وجهة نظر اليهود والنصارى في الأنبياء التي تقول: إن الأنبياء معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالات، وليسوا بمعصومين فيما عدا ذلك من شئون حياتهم الخاصة والعامة، بل هم كسائر البشر يجوز عليهم الصواب والخطأ ويجوز أن يفعلوا الخير والشر، ويجوز عليهم أن يذنبوا ذنوبًا كبيرة أو صغيرة عمدًا أو سهوًا (6). وما تقدم ذكره أمثلة تؤكد هذه الوجهة التي ذكرها د/ أحمد حجازي وقولهم هذا تبرير لما ورد في التوراة من جرائم أخلاقية وغير ذلك من أمور مخالفة تصدر عنهم فيما عدا تبليغ الرسالات.
(1) تثنية: (5/ 18) الوصايا العشر.
(2)
لاويين: (20/ 10) عقوبات الخطية.
(3)
خروج: (23/ 7) أحكام العدل والرحمة.
(4)
انظر: إظهار الحق (2/ 568، 566).
(5)
اليهودية د/ أحمد شلبي ص 173.
(6)
نقد التوراة: د/ أحمد حجازي السقا ص 193.