الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإبادة الشاملة لأعدائهم:
ومما يزيد الأمر وضوحًا فقد أشار د/ عابد الهاشمى، إلى نصوص في العهد القديم تحمل أوامر مفتراة على الرب تأمر اليهود بالإبادة الشاملة لأعدائهم. بمختلف الوسائل الوحشية فيقول:
(إن حروبهم كما تصفها توراتهم- إبادات شاملة- وما أكثر ما تتردد هذه العبارة في وصف حروبهم "أبادوهم، ولم يبقوا منهم شاردًا ولا منفلتًا" ويزعم اليهود أن هذه المجازر الرهيبة هى بأمر من إلههم، كما تفتري عليه التوراة "أبادوهم لم يبقوا نسمة كما أمر الرب موسى عبده هكذا أمر موسى يشوع وهكذا فعل يشوع، لم يهمل شيئًا من كل ما أمر به الرب موسى (1)"وإن من وصايا الرب المفتراة عليه، أن الرحمة لا تنزل عليهم إلا من خلال كثرة القتل والذبح والحرق لأعدائهم"(2) "فضربًا تضرب سكان تلك المدينة- أريحا- بحد السيف،
…
وتحرق المدينة بالنار،
…
، فتكون رحمة ترحمك ويكثرك كما حلف لآبائك" (3).
وذكر د/ عابد، أيضًا أن الرب أمر موسى عليه السلام في سفر العدد أن يصلب جميع رؤساء الأعداء الأسرى ويقتل منهم الألوف ليصالح هذه المجازر البشعة ربه" وقال الله لموسى: انطلق برؤساء الشعب كلهم وصلّبهم قدام الله تلقاء الشمس فترتد شدّة غصبي عن إسرائيل" (4). "وكان من مات من أعدائهم 24000 مصالحة لربهم" (5).
وقال د/ عابد أيضًا: ومن الوصايا المفتراة على الرب ألا يستبقي نسمة واحدة من الشعوب التى يحاربها حين يقتحم مدنها"
…
وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تستبق منها نسمة بل تحرمها تحريمًا، كما أمر الرب إلهك" (6).
وكان موسى يسأل القواد الذين يرجعون إليه من تلك المجازر الرهيبة: "هل أبقيتم أنثى حية"(7). وذكر نصوصًا تحض على إبادة عشرات المدن واضربوها بحد السيف مع ملكها وكل مدنها وكل نفس بها، لم يبق شاردًا فحرمَّها وكل نفس بها،
…
وإحراقها بالنار" (8).
(1) يشوع: (11/ 5 - 17).
(2)
انظر: التربية في التوراة د/ عابد الهاشمى ص 125 مؤسسة الرسالة الطبعة 14201 هـ 2000 م.
(3)
تثنية: (13/ 15 - 18) العبد لآلهة أحرى مع الحذف.
(4)
عدد: (25/ 4) موآب يعثر إسرائيل وانظر: التربية في التوراة ص 125.
(5)
عدد: (25/ 9، 10) السابق.
(6)
تثنية: (20/ 16 - 17) الخروج للحرب.
(7)
عدد (31/ 15) الانتقام من المديانيين.
(8)
يشوع: (10/ 37 - 38) غزو المدن الجنوبية.
"بالسيف يسقطون، تحطم أطفالهم، والحوامل تشق" وما أكثر ما يتردد الأمر بشق بطون الحوامل" (1). وغير ذلك من نصوص.
وفي تقويمه لهذه النصوص يقول د/ عابد: إن ما نسبته التوراة للخالق من أوامر في إزهاق الأرواح وإفناء المخالفين
…
ذلك مجرد افتراء تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا .. وذلك كله من فكر من صاغوا التوراة وحرَّفوها
…
فهم لدمويتهم لم يرحموا حتى الحوامل، فدعوا إلى بقر بطونهن (2).
ويقول: إن ما جاء بالتوراة من الأمر بسفك دماء الأعداء يوضح الأسباب الخلقية الظاهرة التي يستند إليها اليهود حاليًا في شدة عدائهم للمسلمين خاصة في فلسطين، فقد قتلوا عشرات الآلاف منهم، ودمروا المنازل حتى بعد استشهاد الشهداء وحطموا كثيرًا من مقومات الأرض المحتلة صلفًا وعدوانًا وبغيًا، بل إن هذه الخلفية الحاقدة هي التي كانت وراء بطشهم بالأبرياء في دير ياسين وصبرا وشاتيلا .. ومجزرة الحرم الابراهيمي، وما يزال اليهود يوالون غاراتهم الوحشية على جنوب لبنان على مدي عشرين عامًا (3).
ويذكر د/ محمَّد سيد ندا في كتابه أن: سفك الدماء وإشاعة العداوة والبغضاء بين الخلائق من جنايات بني إسرائيل التي تدل على البشاعة والعدوانية في أخلاقهم وينتقد هذه السلوكيات الخاطئة قائلًا:
(لقد تشبعت الأرض بدماء الأبرياء التي سفكوها ظلمًا وعدوانًا في سبيل مصالحهم ومآربهم الذاتية وفي كتابهم المقدس ما يسجل عليهم جريمة بشعة لا تصدر إلا ممن خلت قلوبهم من معالم الرحمة والشفقة لبني الإنسان خصص لهذه الجريمة سفرًا خاصًا من أسفارهم المزيفة يسمي سفر "أستير" يقع في عشرة إصحاحات فصولًا تحكي أدوار هذه الجريمة البشعة وما أستير هذه إلا امرأة منحها الله من الجمال قسطًا وافرًا مكن اليهود من استغلاله لقتل الآلاف المؤلفة من البشر الأبرياء)(4).
(1) التربية في التوراة: ص 125، 126.
(2)
المرجع السابق: ص 126 بتصرف يسير.
(3)
المرجع السابق: ص 129 بتصرف يسير.
(4)
جنايات بني إسرائيل على الدين والمجتمع: د/ محمَّد سيد ندا، ص 252، انظر: القصة في سفر أستير.
ويفند د/ عبد الغني عبود، هذه القصة مشيرًا إلى أن المسألة الأخلاقية التي استغلت في قصة أستير لتحقيق هدف يهودي ليست هي المسألة الحيوية هنا وإنما الدم غير اليهودي الذي سأل في القصة هو الذي دفع بأستير لتحتل هذه المكانة الدينية عند اليهود بالاضافة إلى الضياع اليهودي الذي تحول على يديها إلى مكان وإمكان (1).
(فكل ما يؤدي إلى رفع شأن اليهود وإذلال خصومهم أو القضاء عليهم هو مثل أعلى أخلاقى من وجهة نظر اليهود حتى ولو كان ذلك كذبًا أو إفسادًا أو تدميرًا وقتلًا فالفساد في الأرض عند غير اليهود هو المثل الأعلى الأخلاقى عند اليهود، بل إن- هذه الأخلاق اليهودية تقترب من كمالها كلما زادت من العنف والتدمير والقسوة قربًا حتى إن الدم المراق يحتل في الفكر الديني اليهودي منزلة خاصة)(2).
(1) انظر: اليهود واليهودية والإِسلام، د/ عبد الغني عبود، ص 78 بتصرف.
(2)
المرجع السابق نفس الصفحة.