الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثالثة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد:
فإنني لم أتوقع يوم ظهرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب أن تنفد نسخها في هذه المدة اليسيرة، وأن تجد ما وجدته من القبول في مختلف البلاد، والأفراد على اختلاف مستوياتهم العلمية، واتجاهاتهم الفكرية
…
ولا غرو في ذلك؛ لأن الشباب المسلم اليوم صار يبحث عن الدليل لكل مسألة أو قضية من القضايا
…
كما حرص على سهولة الأسلوب، وبساطة العبارة، ووضوح الكلام
…
وكذلك نفر من التعقيد والغموض التي تشتمل عليها بعض كتب الفقه.
كما وجد الشباب المسلم بغيته المنشودة، وغايته المقصودة، في هذا الكتاب الذي يشتمل على جميع أبواب الفقه الإسلامي، مقرونة بالدليل ومعروضة بسهولة ويسر، دون التقليد لمذهب من المذاهب بل خضوعًا للدليل الصحيح، واتباعًا للقول الراجح، من غير تعصب لطائفة على طائفة، بل أوافق كل طائفة على ما عندها من الحق، وأخالفها إذا جانفت الصواب، هذا مع حفظ مراتب العلماء وموالاتهم، وحسن الظن بهم، وأن الخطأ الذي وقع فيه إمام منهم ما كان عن سوء نية ولا قبح طوية، واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه
…
وما أروع ما قاله أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي في كتاب "جامع بيان العلم وفضله": "2/ 172-173": "فعليك يا أخي بحفظ الأصول والعناية بها، واعلم أن من عني بحفظ السنن والأحكام المنصوصة في القرآن، ونظر في أقاويل الفقهاء، فجعله عونًا له على اجتهاده، ومفتاحًا لطرائق النظر، وتفسيرًا لجمل السنن المحتملة للمعاني؛ ولم يقلد أحدًا منهم تقليد السنن التي يجب الانقياد إليها على كل حال دون نظر، ولم يرح نفسه مما أخذ العلماء به أنفسهم من حفظ السنن وتدبرها، واقتدى بهم في البحث والتفهم والنظر،
وشكر لهم سعيهم فيما أفادوه ونبهوا عليه، وحمدهم على صوابهم الذي هو أكثر أقوالهم، ولم يبرئهم من الزلل كما لم يبرئوا أنفسهم منه، فهذا هو الطالب المتمسك بما عليه السلف الصالح، وهو المصيب لحظه، والمعاين لرشده، والمتبع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته رضي الله عنهم، ومن أعف نفسه من النظر وأضرب عما ذكرنا، وعارض السنن برأيه ورام أن يردها إلى مبلغ نظره فهو ضال مضل، ومن جهل ذلك كله أيضًا وتقحم في الفتوى بلا علم فهو أشد عمى وأضل سبيلًا" ا. هـ.
وكذلك وفر الكتاب على الشباب المسلم الوقت والجهد، والمتاعب النفسية، وفتح أمامهم آفاقًا واسعة، وأخذ بأيديهم إلى الصواب. رغم ما في الكتاب من أخطاء مطبعة كثيرة بلغت قرابة 200 خطأ، حتى الغلاف لم يسلم من الخطأ في اسم الكتاب من "الأدلة الرضية" إلى "الأدلة الرصينة". وزاد الطين بلة -كما يقولون- إنهم نسبوا الكتاب إلى الإمام الشوكاني، والناظر في مؤلفات الشوكاني المطبوعة والمخطوطة لم يجد هذا العنوان، فما أدري ما السبب في هذا الفعل؟!!
كما فوجئت بعد فترة وجيزة بأن الكتاب في الأسواق وعليه "دار الندى" ببيروت، بدون إذن من المؤلف أو الناشر، وإذا هو صورة عن الطبعة الأولى سوى تغيير اسم الكتاب من الخطأ إلى الصواب والباقي كما هو، فتعجبت من هذا الفعل، وكم تمنيت لو أخبرت لقمت بتقديم التصويبات والاستدراكات ولكن قدر الله وما شاء فعل
…
ثم تقدمت "دار الفكر" ببيروت لشراء الكتاب شراءً قطعيًّا؛ لتقوم بطبعه الطبعة الثالثة. وتم لها ذلك
…
فعندها قدمت ما عندي من تصويبات واستدراكات، رغبة في إخراج هذا الكتاب النافع والمطلوب من جميع الشباب المسلم على اختلاف أعمارهم، خاليًا من كل خطأ
…
فأرجو الله العلي القدير أن يسدد خطانا على الحق، وأن يلهمنا الرشد وأن يرزقنا الإخلاص، وأن يجعل ما كتبناه في ميزان حسناتي يوم العرض إنه سميع مجيب.
المؤلف
محمد صبحي بن حسن حلاق
أبو مصعب
الموافق في 4/ صفر/ 1414هـ 23 تموز / 1939م