الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدنيا والآخرة بما ورد، وبما لم يرد1.
رأسه. ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها، ويكبر حين يقوم من المثنى بعد الجلوس. ثم يقول أبو هريرة: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
2-
أخرج مسلم في صحيحه "4/ 195- بشرح النووي" عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: "اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
- أخرج مسلم "1/ 536 رقم203/ 772" وغيره عن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم: ذات ليلة
…
وفيه: ثم ركع، فجعل يقول: $"سبحان ربي العظيم"، ثم سجد فقال:"سبحان ربي الأعلى".
- أخرج الترمذي "1/ 530 رقم 850" وأبو داود "2/ 76 رقم 284" وابن ماجه "1/ 290 رقم 898" وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين في صلاة الليل: "رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني وارفعني" وهو حديث صحيح.
1 لعموم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم "1/ 301 رقم 402" من حديث عبد الله بن مسعود: "
…
ثم يتخير من المسألة ما شاء". وفي لفظ البخاري "2/ 320 رقم 835": "
…
يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو". فقد جعل صلى الله عليه وسلم للمصلي الاختيار في الدعاء بما شاء.
[الباب الخامس: متى تبطل الصلاة وعمن تسقط]
[الـ] فصل [الأول: مبطلات الصلاة]
وتبطل الصلاة بالكلام1،
1 للحديث الذي أخرجه البخاري "3/ 72 رقم 1200" ومسلم "1/ 383 رقم 35/ 539" عن زيد بن أرقم، قال: كنا نتكلم في الصلاة: يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة. حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام".
أما من لم يعلم بأن الكلام في الصلاة ممنوع، لا تبطل صلاته ولا يؤمر بالإعادة. للحديث الذي أخرجه مسلم "1/ 381 رقم 33/ 537" عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم. فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: واشكل أمياه، ما شأنكم؟ تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كَهَرَني، ولا ضربني ولا شتمني. قال:"إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس؛ إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن". كهرني: قالوا: القهر والكهر والنهر، متقاربة. أي ما قهرني ولا نهرني.
وأما من تكلم ناسيًا أو ساهيًا فصلاته صحيحة ولا يؤمر بالإعادة؛ للحديث الذي أخرجه البخاري "2/ 205 رقم 714" ومسلم "1/ 404 رقم 573". عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أصدق ذو اليدين"؟ فقال الناس: نعم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اثنتين أخريين، ثم سلم ثم كبر، فسجد مثل سجوده أو أطول".
وبالاشتغال بما ليس منها1،
1 وذلك مقيد بأن يخرج به المصلي عن هيئة الصلاة. وفي الأحاديث الآتية بعض ما صدر منه صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه أثناء الصلاة:
1-
أخرج البخاري "3/ 81 رقم 1211" عن الأزرق بن قيس قال: كنا بالأهواز نقاتل الحرورية -الخوارج- فبينا أنا على جرف نهر إذا رجل يصلي، وإذا لجام دابته بيده، فجعلت الدابة تنازعه، وجعل يتبعها -قال شعبة: هو أبو برزة الأسلمي- فجعل رجل من الخوارج يقول: اللهم افعل بهذا الشيخ، فلما انصرف الشيخ قال: إني سمعت قولكم، وإني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات وثمانيًا، وشهدت تيسيره، وإني إن كنت أن أرجع مع دابتي أحب إلي من أن أدعها ترجع إلى مألفها فيشق علي".
2-
أخرج مسلم "1/ 390 رقم 58/ 554" عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبيه، قال: صليت مع رسول الله فرأيته تنخَّع، فدلكها بنعله".
3-
أخرج البخاري "1/ 590 رقم 516" ومسلم "1/ 385 رقم 41/ 543" عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي العاص ابن الربيع، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها، قال يحيى: قال مالك: نعم.
4-
أخرج أبو داود "1/ 566 رقم 921" والترمذي "2/ 233 رقم 390" وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم "1/ 256" وصححه ووافقه الذهبي، والنسائي "3/ 10 رقم 1202" وابن ماجه "1/ 394 رقم 1245" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب" وهو حديث صحيح.
5-
أخرج النسائي "2/ 229 رقم1141" عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال: "كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" وهو حديث صحيح.
6-
أخرج أبو داود "1/ 566 رقم 922" والترمذي "2/ 497 رقم 601" وقال: حسن غريب. والنسائي "3/ 11 رقم 1206". عن عائشة قالت: "جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت، والباب عليه مغلق، فمشى حتى فتح لي، ثم رجع إلى مكانه، ووصفت الباب في القبلة" وهو حديث حسن.=
وبترك شرط1 أو ركن عمدًا2
= 7- أخرج البخاري "1/ 491 رقم 382" ومسلم "1/ 367 رقم 272/ 512". عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي. وإذا قام بسطتهما. قالت: والبيوت يومئذ ليس بها مصابيح.
8-
أخرج البخاري "1/ 486 رقم 377" ومسلم "1/ 386 رقم 44/ 544". عن أبي حازم قال: سألوا سهل بن سعد من أي شيء المنبر؟ فقال: ما بقي في الناس أعلم مني، هو من أثل الغابة، عمله فلان مولى فلانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عمل ووضع فاستقبل القبلة، كبر وقام الناس خلفه، فقرأ وركع وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ثم ركع ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض. فهذا شأنه. قال أبو عبد الله: قال علي بن عبد الله: سألني أحمد بن حنبل رحمه الله عن هذا الحديث، قال: فإنما أردت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث. قال: فقلت: إن سفيان بن عيينة كان يسأل عن هذا كثيرًا فلم تسمعه منه؟ قال: لا.
1 كالوضوء؛ فلأن الشرط يؤثر عدمه في عدم المشروط.
2 كالركوع أو السجود، وإذا ترك الركن فما فوقه سهوًا فعله، وإن كان قد خرج عن الصلاة كما وقع منه صلى الله عليه وسلم في حديث ذي اليدين، فإنه سلم على ركعتين ثم أخبر بذلك، فكبر الركعتين المتروكين. انظر هامش "ص56"، ومن مبطلات الصلاة:
- الضحك: قال ابن المنذر في الإجماع ص40 رقم "48": "وأجمعوا على أن الضحك يفسد الصلاة".
- الأكل والشرب عمدًا: قال ابن المنذر في الإجماع ص40 رقم "47": "وأجمعوا على أن من أكل وشرب في صلاته الفرض عامدًا أن عليه الإعادة".
قلتُ: وكذلك في صلاة التطوع عند الجمهور؛ لأن ما أبطل الغرض يبطل التطوع.
[الـ] فصل [الثاني: على من تجب الصلوات الخمس، وعمن تسقط]
ولا تجب على غير مكلف1
1 وحَدُّ التكليف: الإسلام والبلوغ والعقل، ودل على شرط الإسلام ما أخرجه البخاري"2/ 544 رقم 1425" ومسلم "1/ 50 رقم 29/ 19". عن ابن عباس رضي الله عنه أن معاذًا قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك. فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة
…
".
ودل على اشتراط العقل والبلوغ ما أخرج أبو داود "4/ 558 رقم 4398" والنسائي "6/ 156 رقم 3432" وابن ماجه "1/ 657 رقم 2041" عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رفع =