الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويحرم أكل طعام الغير بغير إذنه1، ومن ذلك حلب ماشيته وأخذ ثمرته وزرعه لا يجوز إلا بإذنه2، إلا أن يكون محتاجًا إلى ذلك، فليناد صاحب الإبل أو الحائط فإن أجابه وإلا فليشرب وليأكل غير متخذ خبنة3.
1 لقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188] .
2 للحديث الذي أخرجه البخاري "5/ 88 رقم 2435" ومسلم "3/ 1352 رقم 13/ 1726" وغيرهما. عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه، أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته، فتكسر خزانته فينتقل طعامه؟ إنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعمتهم، فلا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه".
3 للحديث الذي أخرجه أحمد "3/ 7-8" و"3/ 85-86" وابن ماجه "2/ 771 رقم 2300" وأبو يعلى في المسند "2/ 439 رقم 230/ 1244" والحاكم "4/ 132" وصححه ووافقه الذهبي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أتيت على راعٍ فناده ثلاث مرار، فإن أجابتك وإلا فاشرب في غير أن تفسد، وإذا أتيت على حائط بستان، فناد صاحب البستان ثلاث مرات، فإن أجابك وإلا فكل في أن لا تفسد" وهو حديث صحيح.
وللحديث الذي أخرجه الترمذي "3/ 583 رقم 1287" وقال: حديث غريب وابن ماجه "2/ 772 رقم 2301" وغيرهما، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من دخل حائطًا فليأكل ولا يتخذ خبنة" وهو حديث صحيح.
الخبنة: معطف الإزار، وطرف الثوب: أي لا يأخذ منه في ثوبه، يقال: أخبن الرجل إذا خبأ شيئًا في خبن ثوبه أو سراويله. "النهاية: 2/ 9".
[الباب الخامس] : باب آداب الأكل
تشرع للآكل التسمية1، والأكل باليمين2، ومن حافتي الطعام
1 للحديث الذي أخرجه أبو داود "4/ 139 رقم 3767" والترمذي "4/ 288 رقم 1858" وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه "2/ 1086 رقم 3264" وغيرهم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره" وهو حديث صحيح.
2 للحديث الذي أخرجه مسلم "3/ 1598 رقم 105/ 2020" وغيره عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله".
لا من وسطه1، ومما يليه2، ويلعق أصابعه والصحفة3، والحمد عند الفراغ والدعاء4، ولا يأكل متكئًا5.
1 للحديث الذي أخرجه ابن ماجه "2/ 1090 رقم 3777" والترمذي "4/ 260 رقم 1805" وقال: حديث حسن صحيح، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافته، ولا تأكلوا من وسطه". وهو حديث صحيح.
2 للحديث الذي أخرجه البخاري "9/ 521 رقم 5376" ومسلم "3/ 1599 رقم 2022" وغيرهما. عن عمر بن أبي سلمة، قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك، فما زالت تلك طعمتي بعد".
3 للحديث الذي أخرجه مسلم "3/ 1607 رقم 136/ 2034" وغيره عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث، قال: وقال: "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان"، وأمرنا أن نسلت القصعة؛ قال:"فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة". نسلت: معناه نمسحها ونتتبع ما بقي من الطعام.
4 للحديث الذي أخرجه البخاري "9/ 580 رقم 5458" عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا رفع مائدته قال: "الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربَّنا".
وللحديث الذي أخرجه الترمذي "5/ 508 رقم 3458" وقال: حديث حسن غريب، وأبو داود "4/ 310 رقم 4023" وابن ماجه "2/ 1093 رقم 3285" وغيرهم، عن معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه"، وهو حديث حسن.
5 للحديث الذي أخرجه البخاري "9/ 540 رقم 5399": عن أبي جحيفة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده: "لا آكل وأنا متكئ".
قال ابن القيم في "زاد المعاد""4/ 202": "وقد فسر الاتكاء بالتربع، وفسر الاتكاء على الشيء، وهو الاعتماد عليه، وفسر بالاتكاء على الجنب، والأنواع الثلاثة من الاتكاء: فنوع يضر بالأكل وهو الاتكاء على الجنب؛ فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته ويعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة، وأما النوعان الآخران فمن جلوس الجبابرة المنافي للعبودية" اهـ.