الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسائل وفوائد
(1)
قال ابن كثير بمناسبة الكلام عن نار عدن:
"فهذه السياقات تدل على أن هذا الحشر هو حشر الموجودين في آخر الدنيا، من أقطار [إلى] محلة المحشر، وهي أرض الشام،
…
، وهي [أي: هذه النار] التي تخرج من قعر عدن، فتحيط بالناس، من ورائهم، تسوقهم من كل جانب، إلى أرض المحشر، ومن تخلف منهم أكلته النار، وهذا كلة مما يدل على أن هذا في آخر الدنيا،
…
، وحيث يهلك المتخلفون منهم بالنار، ولوكان هذا بعد نفخة البعث، لم يبق موت
…
ولا أكل ولا شرب، ولا لبس في العرصات". أهـ (النهاية في القتن والملاحم).
(2)
علق الشيخ عبد الفتاح حفظه الله على الأحاديث التي تذكر أن النار تخرج من عدن أو من المشرق بما يلي:
(قال الحافظ بن حجر: ووجه الجمع بين هذه الأخبار أن كون النار تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها من المشرق إلى المغرب، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها. والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم:"تحشر الناس من المشرق إلى المغرب": إرادة تعميم الحشر، لا خصوص المشرق والمغرب، وأما جعل الغاية إلى المغرب فلأن الشام بالنسبة إلى المشرق: مغرب". انتهى بزيادة وتصرف.
وقد تضمنت هذه الأحاديث بيان مكان خروج النار، وبيان وقت خروجها، وكيفية سوقها للناس، ومنتهاها بهم. وجاء في حديث آخر بيان حال الناس حين يساقون إلى المحشر في الشام:
روى البخاري في "صحيحة" 11: 326 ومسلم في "صحيحة" أيضًا 17: 194 عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الناس -أي إلى الشام قبل قيام الساعة
وهم أحياء -على ثلاث طرق- أي غلى ثلاث أحوال- راغبين وراهبين، واثناء على بعير- هذا معطوف على محذوف تقديره: واحد على بعير، واثنان على بعير- وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير- أي أنهم يتعاقبون على ركوب البعير الواحد، فيركب بعضهم ويمشي بعضهم- وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا" أي تلازمهم كل الملازمة إلى ان يصلوا إلى مكان الحشر، نسأل الله السلامة والعون). أهـ (التصريح).
* * *