الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - النصوص القرآنية
أقول: إن الحديث الصحيح الذي يتحدث عن عذاب من لا يؤدي زكاة الأنعام يذكر صراحة أن يوم القيامة مدته خمسون ألف سنة وذلك صريح في مدة يوم القيامة كما نصت عليه سورة المعارج.
(1) المعارج: 1 - 18.
(المعارج): مصاعد الملائكة.
(المهل): المعدن المذاب.
(العهن): الصوف المصبوغ ألوانًا.
(الحميم): الصديق أو القريب المشفق.
(الفصيلة): العشيرة.
(الشوى): جلد الرأس.
(أوعى): أمسك ماله في وعاء وربط عليه.
(2)
المعارج: 42 - 44.
(نصب): أحجار عظموها في الجاهلية.
(يوفضون): يسرعون.
(ترهقهم ذلة): تغشاهم مهانة شديدة.
أقول: وللمفسرين أكثر من اتجاه في فهم الآية فبعض المفسرين ذهب إلى أن هذا يحدث لهم بعد الموقف حيث يؤمر بهم إلى النار، وبعضهم حملها على أنهم يحشرون بعد نشرهم إلى أرض المحشر هكذا، وبعضهم حملها محامل أخرى والكلام يراد به الكافرون والظاهر أن الكافر يوم القيامة تكون له أكثر من حالة بالنسبة للعمى والصم والبكم، ففي بعض المواقف يكون أعمى وأصم وأبكم وفي بعض المواقف يكون بصيرًا سميعًا متكلمًا وفي بعض المواقف قد يسلب منه السمع أو البصر أو الكلام. والله أعلم.
أقول: وهذا الحوار يكون بين المشركين وبين ما كانوا يعبدون من دون الله أو بينهم وبين ما يصورون لهم ممن كانوا يعبدون من دون الله وهذا يكون بعد شفاعة فصل الخطاب إذ تؤمر كل أمة أن تتبع ما كانت تعبد من دون الله.
{وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (4) {يَوْمَ
(1) الإسراء: 67.
(البكم): الخرس.
(2)
يونس: 28 - 30.
(فزيلنا بينهم): أي فرقنا بينهم وقطعنا الوصل التي كانت بينهم.
(3)
يونس: 45.
(4)
يونس: 54.
يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا} (1).
{يَدْعُوكُمْ} أي يبعثكم {فَتَسْتَجِيبُونَ} أي: فتنبعثون للمحاسبة والجزاء. وقوله {بِحَمْدِهِ} : حامدين الله على كمال قدرته، والظاهر أن هذا يقوله الكافر والمؤمن بعد إذ انكشف الغطاء فليس أمام الكافر إلا إعلان الولاء والحمد لله ولا ينفعه ذلك.
إن لكل نبي أمته وبعض أمم الأنبياء منهم مسلمون ومنهم كافرون، وبعض الأمم كلهم كافرون، والمراد بالآية والله أعلم أن الكافرين من أمة كل رسول يحشرون مع بعضهم بعضًا، وقوله تعالى (يوزعون) أي يحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا جميعًا، وتكون المخاطبة والمحاسبة والظاهر أن الخطاب يكون بعد الشفاعة لفصل الخطاب، وتميز كل أمة كانت تعبد شيئًا سوى الله عن غيرها، ومواقف القيامة متعددة وفي كل موقف قد توجد حال لا تكون في موقف آخر.
الظاهر أن هذا المشهد يكون بعد إذ يخاطب المشركون مجتمعين مع ما أشركوا به بعد شفاعة فصل الخطاب، فيغيب عنهم شركاؤهم بعد إذ يجمعون بهم أو بما يخيل لهم أنهم شركاؤهم، ويحدث الجدال فيما بينهم فيخاطبون بعد غيب الشركاء، ويحلفون كاذبين أنهم لم يكونوا مشركين والمراد بالفتنة في الآية كذبهم الذي هو مظهر خبثهم كما أن النار تفتن الذهب فتخلص زيفه من جوهره.
(1) الإسراء: 52.
(2)
النمل: 83 - 85.
(3)
الأنعام: 22 - 24.
من مواقف يوم القيامة أن يعرض الكافرون على النار وحدهم، ومن المواقف أن تجثو الأمم كلها حول النار كما سنرى، ولكن الموقف الذي يتحدث عنه هذا النص خاص بعرض الكافرين وحدهم على النار ليندموا على ما فعلوا ثم يعرضون بعد ذلك على ربهم ليعترفوا بأن ما بعث به الرسل عليهم السلام كان حقًا.
يتحدث هذا المشهد عما يكون من تقريع وتوبيخ من الله عز وجل للشياطين ولأتباعهم من الإنس إذ استمتع الشياطين بطاعة الإنس واستمتع أتباعهم من الإنس بالملذات والشهوات التي دعاهم إليها الشياطين. والظاهر أن هذا الخطاب للفريقين يكون في إحدى العرضتين اللتين تكونان بعد الشفاعة لفصل الخطاب.
(1) الأنعام: 27 - 29.
(2)
الأنعام: 30، 31.
(3)
الأنعام: 128 - 130.
بعد الموقف الطويل والشفاعة لفصل الخطاب والجدال والمعاذير وبعد تطاير الصحف فإن أحد مشاهد يوم القيامة أن تجثو الأمم على ركبها كل منهم معه صحيفته.
وهناك الكتاب الذي يجمع ما كتبته الملائكة عن فعل كل مكلف من الأمم ليكون ذلك بيد يدي الحساب والميزان، ومن المعلوم أنه من أنواع العذاب أن يجلس الإنسان على ركبتيه وأطراف أصابعه فذلك لا يتحمله الإنسان في الدنيا كثيرًا، والظاهر أن هناك أكثر من موقف من مواقف القيامة يجثو الناس على ركبهم من الهول كما سنرى.
قوله تعالى {وَرَاءَ ظَهْرِهِ} : أي بشماله من وراء ظهره، وذلك يكون عند تطاير الصحف وبعد الشفاعة لفصل الخطاب وبعد عرضتين من عرضات ثلاث يكون في كل منها إقامة حجة.
(1) الجاثية: 27 - 35.
(2)
الانشقاق: 6 - 15.
وقوله تعالى: {لَنْ يَحُورَ} : لن يرجع أي كان غير مؤمن باليوم الآخر.
قوله تعالى: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ} : إشارة إلى رؤيتهم الملائكة عند الموت والضمير في قوله تعالى {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} قد يرجع إلى الكفار وقد يرجع إلى الملائكة فإن رجع إلى الكفار فالمراد أنهم يطلبون أن يحال بينهم وبين لقاء الله وإن رجع الضمير على الملائكة فالمراد أن الملائكة تقول لهم: حرامًا محرمًا عليكم الجنة والبشرى. وقوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} أي أبطلنا أعمالهم فلا قيمة لها ولا وزن لأن شرط قبول العمل هو الإيمان، وقوله تعالى:{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} فيه إشارة إلى غمام يكون بعد شفاعة فصل الخطاب وعند تطاير صحف الأعمال وعندئذ يكون نزول الملائكة مع أن للملائكة نزولًا ووجودًا قبل ذلك وهذه الآية تشبه قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} (2).
{وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ * أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا
(1) الفرقان: 21 - 29
(2)
البقرة: 210
اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ} (1).
قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} المراد به على رأي بعض المفسرين الموقف الذي ينفصل فيه أهل الإيمان عن أهل الكفر ذلك يكون بعد شفاعة فصل الخطاب إذ يأمر الله عز وجل كل أمة أن تتبع ما كانت تعبد من دون الله، وقوله تعالى {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ} هذا يكون يوم القيامة في أكثر من موقف يكون عند الحساب وعند الميزان ويكون قبل ذلك عندما ينكرون ما كانوا عليه من الشرك، وهذا الموقف قد يتعدد والله أعلم بتفصيلاته وإنما استأنسنا لما ذكرناه استئناسًا ببعض النصوص.
وفي تميز أهل الإيمان عن أهل الكفر قال ابن كثير في النهاية:
فإذا نصب كرسي فصل القضاء انماز الكافرون عن المؤمنين في الموقف إلى ناحية الشمال، وبقي المؤمنون عن يمين العرش، ومنهم من يكون بين يديه، قال الله تعالى:
{وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} (2).
وقال تعالى: {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} (3). اهـ. (النهاية في الفتن والملاحم).
قوله تعالى عن الكاذبين على الله بأن وصفوه بما هو منزه عنه أو لم يعطوا الألوهية حقها وجوههم مسودة ذكر البيضاوي في تفسيرها: مسودة مما ينالهم من الشدة أو مما يتخيل عليها من ظلمة الجهل. أقول ولا مانع من حملها على ظاهرها بأن يعاقبهم الله بأن تكون وجوههم سوداء مظلمة. والظاهر أن الكافرين تصيبهم تلونات قبيحة متعددة يوم القيامة فإنهم يحشرون زرقًا وإذا رأوا صحائفهم سوداء اسودت وجوههم ومن قبل ذلك تسود
(1) يس: 59 - 67.
(2)
يس: 59.
(3)
يونس: 28.
(4)
الزمر: 60 - 61.
وجوهم، وهكذا سواد على سواد وظلمة على ظلمه، ولعل الذين يفتخرون ببياض الألوان في هذه الدنيا وينتقصون من كانت خلقتهم سوداء ويعاقبون بما عابوا عليه غيرهم في الدنيا إذا كانوا من أهل الإيمان، والمعروف أن المسلم لا عبرة عنده للسواد الخلقي وأن الكافرين وحدهم هم الذين يعطون لهذا الأمر وضعه المقيت في الدنيا. والمفازة هي الفلاح.
(1) الكهف: 47 - 49.
قوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا} أي مصطفين كالجند في وقفة هيبة وخوف.
وقوله تعالى {كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي عراه غير مختونين لا شيء معكم ..
وقوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ} أي صحائف الأعمال وذلك يكون قبل الحساب وبعد مواقف متعددة تكون يوم القيامة.
(2)
إبراهيم: 42 - 45.
قوله تعالى: {لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} محلقين مقبلين بأبصارهم لا تطرف هيبة وخوفًا.
قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ} مسرعين إلى الداعي. {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} : رافعيها.
{لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} تبقي شاخصة لا تطرف أو لا يرجع إليهم نظرهم فينظرون إلى أنفسهم.
{وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} : أي خالية عن الفهم لفرط الدهشة والحيرة أو هي من الخوف كأنها غير موجودة.
(3)
هود: 18.
{الْأَشْهَادُ} : الملائكة والنبيون والجوارح.
قوله تعالى {يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ} أي في أحد مشاهد الموقف بعد شفاعة الخطاب بأن يحسبوا وتعرض أعمالهم.
هذا يدل على أن الكافرين لا تنفعهم شفاعة، وأنهم يكونون يوم القيامة في غاية الخوف.
{أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ} عمله المقدر له. {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا} أي كتاب أعماله وهذا يكون قبيل الحساب والميزان. وفي الآية دليل على أنه لا يدخل النار أحد إلا بحساب على خلاف من قال: كما أن بعض أهل الجنة يدخلون الجنة بلا حساب فبعض أهل النار يدخلون النار بلا حساب.
أقول: إنما ينتفع الوالد بالولد والولد بالوالد يوم القيامة إذا كانا مؤمنين وأراد لله ذلك أما من سوى أهل الإيمان فلا ينتفع أحد بأحد.
(1) غافر: 18.
(الآزفة): يوم القيامة لقربها. (كاظمين) ممسكين على الغم الممتلئين منه (الحميم): القريب المشفق أو الصديق القريب.
(2)
غافر: 32، 33.
(يوم التناد) يوم القيامة للنداء فيه إلى المحشر. (يوم تولون مدبرين): ذاهبين هاربين.
(3)
الإسراء: 13، 14.
(4)
لقمان: 33.
(المعيشة الضنك): المعيشة الضيقة، وحملها بعضهم على الشقاء النفسي والجسدي في الدنيا لغير أهل الإيمان، وحملها بعضهم على الحياة البرزخية، وقوله تعالى {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} دليل لمن ذهب أن أول ما يحشر الكافر يوم القيامة يحشر وهو أعمى وهناك اتجاه يقول: إن هذا الحشر يكون بعد إذ يؤمر بالكافرين إلى النار فيحشرون عمياً بكماً صماً ليدخلوا النار وهم كذلك.
قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} هذه صفة للكيفية التي يذهب بها الكفار إلى النار وهى أنهم يساقون كما تساق البهائم وتدفع دفعا ويدخلون النار وهم عطاش.
(1) طه: 123 - 126.
(2)
مريم: 85 - 87.
(3)
الأحقاف: 20.
(4)
الأحقاف: 34.
(5)
النساء: 69.
في هذه الآية دليل على أن أهل الإيمان يحشرون مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين فهم معهم في المواقف وهم معهم في الجنة، ولذلك فإن على أهل الإيمان أن يطيعوا الله والرسول وأن يحبوا الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين فإن المرء يحشر مع من أحب.
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} يدل على أن هناك أئمة ضلال كما أن هناك أئمة هداية وكما أن المؤمن يحشر مع أئمته فإن الكافر يحشر مع أئمته ويدخل النار معهم.
قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} أي بنبيهم أو بمقدمهم في الدين ويحتمل النص معاني أخرى وعلى المعنى المذكور فالآية تدل على أنه في موقف من مواقف يوم القيامة يدعى كل إمام لقوم فأئمة الهدى يكرمون ويرجعون إلى أتباعهم مبشرين وأئمة الضلال يهانون ويرجعون إلى أتباعهم يائسين موئيسين بائسين مبئسين.
قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ} : أي إلى النار كما كان يقدمهم في الدنيا إلى الضلال وهذا دليل على أن إمام القوم في الهدى أو في الضلالة يكون معه أتباعه إما إلى جنه إن كان من
(1) القصص: 41، 42.
(2)
الإسراء: 71، 72.
(الفتيل). أدنى شيء وأقله.
(3)
هود: 96 - 99.
أهل الهداية وإما إلى نار إن كان من أهل الضلال وهذا يجعلنا نؤكد على أن يحب الإنسان الصالحين وأن يكون له إمام في الخير ينتسب إليه ويتعاون معه على ما يرضي الله ويطيعه في المعروف.
قوله تعالى: {فَهُمْ يُوزَعُونَ} يحبس أولهم على آخرهم. وشهادات الأعضاء على الإنسان من زيادة إقامة الحجة.
والشهادة تكون عند الحساب والميزان وتكون في مواقف أخرى، ولا يدخل احد النار إلا أن تقول عليه الحجة كاملة بشهادة الملائكة والأنبياء والأعضاء.
وقوله تعالى {يَسْتَعْتِبُوا} أي يطلبوا العتبى وهي الرجوع إلى ما يحبون.
{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ * فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً
(1) فصلت: 47، 48.
(آذناك): أخبرناك وأعلمناك.
(محيص): مهرب ومفر من العذاب.
(2)
فصلت: 19 - 24.
بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (1).
قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا} : أي وقدرنا.
قوله تعالى {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} : الداع هنا: إسرافيل إذ ينفخ في الصور. {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} : فظيع تنكره النفوس لأنها لم تعهد مثله وهو هول القيامة، {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} مسرعين مادين أعناقهم إليه أو ناظرين إليه، ويحتمل أن يكون الداعي هنا إسرافيل ويحتمل أن يكون ملكا آخر يدعو الناس إلى مركز الحشر.
{لِيَوْمِ الْجَمْعِ} هو اليوم الذي يجمع الله عز وجل فيه الملائكة والإنس والجن والوحوش والأنعام، {الْجَمْعِ ذَلِكَ} أي اليوم الذي يغبن فيه الناس بأن يأخذ المؤمنون منازلهم في الجنة ويأخذ الكافرون منازل المؤمنين في النار لو كانوا كفارا.
في الآية دليل على أن موقفًا من مواقف يوم القيامة يكون للرسل عليهم الصلاة والسلام اجتماع بأمر الله فيسألهم ربهم عما أجابتهم به أقوامهم توبيخًا لهذه الأقوام فينفون العلم إما لهول الموقف أو ينفون العلم المحيط قال البيضاوي: أي لا علم لنا بما كنت تعلمه إنك أنت علام الغيوب فتعلم ما نعلمه مما أجابونا وأظهروا لنا وما لا نعلم مما أضمروا في قلوبهم.
(1) فصلت: 25 - 29.
(2)
القمر: 4 - 8.
(3)
التغابن: 9، 10.
(4)
المائدة: 109.
وقيل: لا علم لنا إلى جنب علمك أو لا علم لنا بما احدثوا بعدنا وإنما الحكم للخاتمة اهـ. (تفسير البيضاوي).
{إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} (2).
قوله تعالى {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} المراد بالشهيد هنا: نبي الأمة فهو يشهد عل إجابة أمته، {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمراد بكلمه هؤلاء إما أمته وإما الأنبياء جميعا وإما المؤمنون ممن استجاب له فإنه يشهد لهم وإما الكفرة. والآية تدل على أن للأنبياء عليهم الصلاة والسلام شهادة على أقوامهم أنهم بلغوهم رسالات الله.
{وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} (4).
{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} ] (5).
قوله تعالى {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} أي على النار {خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ} متذللين متقاصرين مما يحلقهم من الذل {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} أي يبتدئ نظرهم إلى النار من تحريك لأجفانهم ضعيف، وقد رأينا وسنرى أن النار يؤتى بها إلى المحشر كما رأينا أن الكافرين يعرضون على النار في أحد مواقف يوم القيامة والآيات التي تدل على أن هناك حالات يبصر بها الكافرون يوم القيامة تشير إلى أن للكافرين بالنسبة للإبصار والصم البكم حالات يوم القيامة فتارة ينطقون ويسمعون ويبصرون وأخرى لا يكون لهم ذلك، ويوم
(1) المجادلة: 18.
(2)
الإنسان: 37.
(3)
النساء: 41، 42.
(4)
الشورى: 44.
(5)
الشورى: 45.
القيامة طويل وأحواله كثيرة.
قوله تعالى {وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ} إنكار لما اقترفوه لأنه مدون في صحائف أعمالكم تشهد عليه جوارحكم.
هناك بياض وسواد خلقيان في الدنيا فهذا وهذا لا يقربان من الله او يبعدان بل العبرة في الدنيا والآخرة للتقوى، وأما السواد الذي يصيب الكافرين يوم القيامة فإنه عقوبة لهم والبياض إكرام لأهل الإيمان وجعل بعضهم النص على ظاهره لكن البيضاوي في تفسيره قال البياض والسواد كنايتان عن ظهور بهجة السرور وكآبة الخوف فيه وقيل يوسم أهل الحق ببياض الوجه والصحيفة وإشراق البشرة وسعى النور بين يديه ويمينه وأهل الباطل بأضداد ذلك ا. هـ (تفسير البيضاوي).
(1) الشورى: 45 - 47.
(2)
آل عمران: 106، 107.
(3)
آل عمران: 30.
(4)
الأنبياء: 38 - 40.
قوله تعالى {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} : دليل على أن من عبد من دون الله مآله النار إلا من عبد وهو كاره فهذا تحدثت عنه الآية اللاحقة {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} ، و {حَصَبُ جَهَنَّمَ} وهو ما يرمى به إليها وتهيج به وهذه الآية تشبه الآية {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (2).
في هذا المشهد ثلاثة خطابات للكافرين من الله تعالى خطاب يسألهم فيه عما أشركوا وخطاب يسألهم فيه عما أجابوا المرسلين وخطاب يسألهم فيه مرة أخرى عما أشركوا وفي الخطاب الأول يتبرأ الشياطين والمعبودون ممن أشرك بهم وفي الخطاب الثاني يتحير الكافرون بماذا يجيبون وفى الخطاب الثالث يطلب من الأنبياء أن يشهدوا على أقوامهم وعلى تبليغهم رسالات الله وهذه الخطابات تكون بعد شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم لفصل الخطاب وبعد أن تتميز
(1) الأنبياء: 97 - 100.
(2)
البقرة: 24.
(3)
الأنبياء: 101 - 103.
(4)
القصص: 62 - 66.
(5)
القصص: 74، 75.
الأمم عن بعضها بعضا والله أعلم.
قوله تعالى {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} أي قربت بحيث يرونها {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} أي أظهرت حتى يروها والمعروف أن النار يؤتى بها إلى المحشر وكذلك الجنة ولكن الجنة تكون بعد النار والعبور إليها يكون على الصراط، والجنة والنار مرئيتان لأهل الموقف.
وقوله تعالى {فَكُبْكِبُوا فِيهَا} أي في النار (هم والغاوون) أي الضالون والمراد بالكبكبة تكرير الكب حتى يستقروا في قعرها. والضمير (هم) يعود عل الآلهة المعبودة من دون الله فهم وعبادهم يكبكبون في النار هذه الكبكبة الهائلة.
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ
(1) طه: 74 - 76.
(2)
البروج: 10، 11.
(3)
الشعراء: 90 - 102.
الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} (1). من المعلوم أنه بعد الشفاعة بفصل الخطاب وبعد العرضتين اللتين يكون فيها جدال ومعاذير تطير صحف الأعمال فالمؤمنون يأخذونها بأيمانهم والكافرين يأخذونها بشمالهم وقوله تعالى {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} أي اجعلوا الأغلال في عنقه ويديه {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} أي أدخلوه أو احرقوه فيها، {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} قال البيضاوي:"أي أدخلوه فيها بأن تلفوها على جسده وهو فيها بينها مرهق لا يقدر على حركه"، والغسلين: صديد أهل النار.
الآية الأولى تدل على أن أهل الإيمان آمنون مما يصيب الكافرين من هلع وفزع وجزع وإهانة وسوء مصير.
قوله تعالى {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} أي إلى النار {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} أي إلى ظل دخان جهنم وهو يتشعب لعظمه وهو كقوله تعالى: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} (4)، وللتأكيد على أن ظل الدخان فيه مزيد من العذاب قال {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} ، وقوله تعالى عن النار {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} الشرر هو ما تطاير من النار متفرقاً، كالقصر: كالبناء المشيد في العظم والارتفاع {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} كأن الشرر إبل سود في الكثرة والتتابع وسرعة الحركة واللون.
-وتطلق العرب على الجمل الأسود الأصفر (الجمالة) جمع جمل.
(1) الحاقة: 25 - 37.
(2)
النمل: 89 - 90.
(3)
المرسلات: 29 - 34.
(4)
الواقعة: 43 - 44.
قوله تعالى {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ} معناه أي بما لا ينفع أو لا ينطقون أصلا {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} لأنه لا محل لاعتذارهم بعد ما فعلوه. والظاهر أن عدم النطق وعدم السماح بالاعتذار يكون في بعض المواقف وإلا فقد أخبرنا الله عز وجل أن كل نفس تجادل عن نفسها: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} (2)، ولكن هناك مرحله في الموقف لا محل فيها لنطق أو اعتذار لهيبة الموقف وهناك مرحلة ينتهي فيها النطق والاعتذار لأن الحجج قد قامت على أهل النار من جهات متعددة فلا فائدة في نطق ولا اعتذار.
{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} أي بين الحق والمبطل.
يرى المؤمنون الله عز وجل في عرصات القيامة كما يرونه في الجنة والظاهر أن الآية تتحدث عن رؤيته في عرصات القيامة بدليل ما بعد ذلك وقوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} أي بهية متهللة، {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} أي شديدة العبوس. {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} أي تتوقع داهية تكسر فقار الظهور.
{الصَّاخَّةُ} أي النفخة، {مُسْفِرَةٌ} أي مضيئة {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} أي
(1) المرسلات: 35 - 37.
(2)
النحل: 111.
(3)
المرسلات: 38 - 40.
(4)
القيامة: 20 - 25.
(5)
عبس: 33 - 42.
غبار وكدورة {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} أي يغشاها سواد وظلمه.
وقوله تعالى {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ} أي لنحشرن كل كافر مع شيطانه مقرونا به. {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} الظاهر أن هذا يكون لجميع الخلق ليزداد السعيد سعادة بأن أنجى من هذه النار ويزداد الكافر هولا بما يرى من مال {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ} أي من كل أمة {أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} أي أكثر عصيانا فنطرحهم فيها {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} أي أولى بالعذاب بالنار {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} الكافرون يردونها مسجونين فيها أبدًا وعصاة المؤمنين يسجنون فيها مؤقتا والمؤمنون يردون عليها فوق الصراط في طريقهم إلى الجنة، {كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} كان ورودهم واجبًا أوجبه الله على نفسه وقضى بأن وعد به وعدًا لا يمكن خلفه وقيل أقسم عليه. {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} بأن يعبروا إلى الجنة {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} أي باركين على الكرب كما كانوا جاثين حولها والظاهر أن الآيات تتحدث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة وذلك بعد الحساب والميزان فإن الجميع يؤخذ بهم حتى يجثوا حول النار فيشاهدوها عن قرب.
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) (3).
هذا المشهد يكون بعد أن تميز الأمم عن بعضها بعضًا ويرى المؤمنون ربهم ويتعرفون عليه فعندئذ يسجد أهل الإيمان ويريد أهل النفاق أن يسجدوا فلا يستطيعون وذلك بعد
(1) الفرقان: 34.
(2)
مريم: 68 - 72.
(3)
ن: 42، 43.
الشفاعة لفصل الخطاب.
{نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ} أي من الحياء والخزي قائلين: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} أي أبصرنا ما وعدتنا وسمعنا منك تصديق رسلك والظاهر أن هذا المشهد يكون بعد أن تقوم عليهم الحجة بشهادة الملائكة والنبيين والأعضاء.
(1) السجدة: 12.