الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - الجنة والنار مخلوقتان موجودتان
قال ابن كثير في كتاب النهاية رادًا على من زعم أن الجنة والنار ستخلقان وليستا موجودتين الآن:
قال تعالى:
وقال تعالى:
وقال تعالى:
{وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (3).
وقال في حق آل فرعون:
وقال تعالى:
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (5).
وثبت في الصحيحين (6) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على
(1) آل عمران: 13.
(2)
الحديد: 21.
(3)
آل عمران: 131.
(4)
غافر: 46.
(5)
السجدة: 17
(6)
البخاري (8/ 515/516) 65 - كتاب التفسير، تفسير سورة السجدة. =
قلب بشر ذخرًا بله ما أطلعتم عليه". ثم قرأ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} . الآية
[بله: تأتي هنا بمعنى فضلًا عما أطلعتم عليه، ومعناها في الأصل: دع].
وفي الصحيحين (1)، من حديث مالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن أحدكم إذا مات. عرض عليه مقعده بالغداة والعشي. إن كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار، فمن أهل النار، فقيل: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة".
وفي صحيح مسلم (2)، عن أبي مسعود:"أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقةٍ في العرش".
وروينا من حديث الإمام أحمد بن حنبل (3)، حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، عن مالك، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب مالك، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنما نسمة المؤمن في طائر معلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله إلى جسده يوم يبعثه".
وتقدم الحديث المتفق عليه (4): من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات".
وذكر الحديث المروي (5) من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن
= مسلم (4/ 2175) 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث 4.
(1)
البخاري (3/ 243) 33 - كتاب الجنائز، 89 - باب الميت يعرض عليه مقعده.
…
مسلم (4/ 2199) 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 17 - باب عرض مقعد الميت .... إلخ
(2)
مسلم (3/ 1502) 33 - كتاب الإمارة، 33 - باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة .... إلخ.
وهو مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
أحمد (3/ 455).
(4)
البخاري (11/ 320) 81 - كتاب الرقاق، 28 - باب حجبت النار بالشهوات.
مسلم (4/ 2174) 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث 1.
(5)
الترمذي (4/ 693، 694) 39 - كتاب صفة الجنة، 21 - باب ما جاء حفت الجنة بالمكاره .... إلخ. =
أبي هريرة مرفوعًا: "لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها" الحديث.
وتقدم الحديث الآخر (1): "لما خلق الله الجنة، قال لها تكلمي: فقالت: قد أفلح المؤمنون".
وفي الصحيحين (2): عن أبي هريرة، وعند مسلم: عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تحاجت الجنة والنار". الحديث.
وفيهما (3) عن ابن عمر، مرفوعًا:"الحمى من فحيح جهنم".
وفيهما (4): عن أبي ذر، مرفوعًا:"إذا أشتد فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم".
وفي الصحيحين (5): "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار".
وقد ذكرنا في حديث الإسراء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأي الجنة والنار ليلتئذ.
وقال الله تعالى (6): {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} .
= وقال: حديث حسن صحيح.
والنسائي (7/ 3/4) 35 - كتاب الإيمان والنذور، 3 - باب الحلف بعزة الله تعالى.
(1)
مجمع الزوائد (10/ 397)
(2)
البخاري (8/ 595) 65 - كتاب التفسير، سورة "ق".
مسلم (4/ 2186، 2187) 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 13 - باب النار يدخلها الجبارون
…
الخ"
(3)
البخاري (6/ 230) 59 - كتاب بدء الخلق، 10 - باب صفة النار وأنها مخلوقة.
مسلم (4/ 1731) 39 - كتاب السلام، 26 - باب لكل داء دواء واستحباب التداوي.
(4)
البخاري (2/ 18) 9 - كتاب المواقيت، 9 - باب الإبراد بالظهر في شدة الحر.
مسلم (1/ 431) 5 - كتاب المساجد، 32 - باب استحباب الإبراد بالظهر
…
الخ.
(5)
البخاري (4/ 112) 30 - كتاب الصوم، 5 - باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان .... الخ.
مسلم (2/ 758) 13 - كتاب الصيام، 1 - باب فضل شهر رمضان.
(6)
النجم: 13 - 15.
وفي الصحيحين (1)"ثم أدخلت الجنة، فإذا جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك".
[جنابذ اللؤلؤ: قباب اللؤلؤ واحدتها جنبذة].
وفي صحيح (2) مسلم: من طريق قتادة: عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ".
وفي مناقب عمر: أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أدخلت الجنة فرأيت جارية تتوضأ عند قصرٍ، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لعمر بن الخطاب. فأردت أن أدخله، فذكرت غيرتك". فبكى عمر وقال: أو عليك أغار يا رسول الله؟!.
والحديث في الصحيحين (3)، عن جابر.
وقال لبلال (4): "دخلت الجنة فسمعت خشف نعليك بين يدي في الجنة، فأخبرني بأرجى عملٍ عملته في الإسلام" فقال: ما عملت عملًا في الإسلام أرجى عندي منفعة من إني لا أتطهر طهورًا تامًا في ساعةٍ من ليل ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي.
وأخبرني عن الرميصاء أنه رآها في الجنة.
أخرجاه (5) عن جابر بن عبد الله.
(1) البخاري (6/ 375) 60 - كتاب الأنبياء، 5 - باب ذكر إدريس عليه السلام
…
إلخ.
مسلم (1/ 149) 1 - كتاب الإيمان، 74 - باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم
…
إلخ.
(2)
وهو في البخاري (11/ 464) 81 - كتاب الرقاق، 53 - باب في الحوض
…
إلخ.
وأحمد (3/ 191).
(3)
البخاري (9/ 320) 67 - كتاب النكاح، 107 - باب الغيرة.
مسلم (4/ 1862) 44 - كتاب فضائل الصحابة، 2 - باب من فضائل عمر رضي الله عنه.
(4)
مسلم (4/ 1910) 44 - كتاب فضائل الصحابة، 21 - باب من فضائل بلال رضي الله عنه.
أحمد (2/ 323).
(5)
البخاري (7/ 10) 62 - كتاب فضائل الصحابة، 6 - باب مناقب عمر بن الخطاب.
مسلم (4/ 1908) 44 - كتاب فضائل الصحابة، 19 - باب من فضائل أم سليم.
[الرميصاء: قال ابن الأثير: (يقال غمصت العين ورمصت، من الغمص والرمص، وهو البياض الذي تقطعه العين ويجتمع في زوايا الأجفان، والرمص: الرطب منه، والغمص: اليابس، والغمص والرمص: جمع أغمص وأرمص، وانتصبا على الحال لا على الخبر، لأن أصبح تامة، وهي بمعنى الدخول في الصباح. قاله الزمخشري) أهـ من النهاية].
وأخبر في يوم صلاة الكسوف (1)، أنه عرضت عليه الجنة والنار، وأنه دنت منه الجنة، وأنه هم أن يأخذ منها قطفًا من عنب.
وفي الصحيحين (2): من طريق الزهري: عن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم": رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي
…
يجر قصبة في النار".
[قصبه: القصب: المعى].
وقال في الحديث الآخر (3): "ورأيت فيها صاحب المحجن".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (4)"دخلت امرأة النار، في هرة حبستها حتى ماتت، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض""ولقد رأيتها تخمشها".
وأخبر (5) عن الرجل الذي ينحي غصن شوكٍ عن طريق المارة، فقال:"فلقد رأيته يستظل به في الجنة".
وفي الحديث في صحيح مسلم (6): عن أبي هريرة، بلفظ آخر.
(1) البخاري (2/ 540) 16 - كتاب الكسوف، 9 - باب صلاة الكسوف.
ومسلم (2/ 626) 10 - كتاب الكسوف، 3 - باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف
…
الخ.
وابن ماجه (1/ 402) 5 - كتاب إقامة الصلاة، 152 - باب ما جاء في صلاة الكسوف.
والنسائي (3/ 137/139) 16 - كتاب الكسوف، 14 - باب نوع آخر.
(2)
البخاري (6/ 547) 61 - كتاب المناقب، 9 - باب قصة خزاعة.
مسلم (4/ 2192) 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 13 - باب النار يدخلها الجبارون
…
الخ.
(3)
النسائي (3/ 139) 16 - كتاب الكسوف، 14 - باب نوع آخر
(4)
البخاري (5/ 41) 42 - كتاب المساقاة، 9 - باب فضل سقي الماء
(5)
مسند أحمد (3/ 154).
(6)
مسلم (4/ 2021) 45 - كتاب البر والصلة، 36 - باب فضل إزالة الأذى عن الطريق.
وفي الصحيحين (1): عن عمران بن حصين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها النساء".
وفي صحيح مسلم (2): من طريق المختار بن فلفل المخزومي: عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفسي بيده، لو رأيتم ما رأيت، لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا" قالوا: يا رسول الله فما رأيت؟ قال: "رأيت الجنة والنار".
وأخبر (3) أن المتوضئ إذا تشهد بعد وضوئه فإنه تفتح له أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء.
وفي صحيح البخاري (4): من حديث شعبة، عن عدي بن ثابتٍ، عن البراء بن عازبٍ، قال: لما توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن له لمرضعًا في الجنة".
وقال البيهقي (5): أخبرنا الحاكم .... [وساق سنده].
عن أبي هريرة (6)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولاد المؤمنين في جبل الجنة، يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة".
وكذا رواه وكيع: عن سفيان-وهو الثوري-والأحاديث في هذه كثيرة جدًا.
وقال الله تعالى (7): {وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} .
والجمهور على أن هذه جنة المأوى أهـ (النهاية في الفتن والملاحم).
(1) البخاري (9/ 298) 67 - كتاب النكاح، 88 - كفران العشير.
ومسلم (4/ 2096) 48 - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، 36 - باب أكثر أهل الجنة الفقراء.
وهو عند مسلم عن ابن عباس، وليس عن عمران.
(2)
مسلم (1/ 320) 4 - كتاب الصلاة، 25 - باب تحريم سبق الإمام.
(3)
مسلم (1/ 210) 2 - كتاب الطهارة، 6 - باب الذكر المستحب عقب الوضوء.
(4)
البخاري (6/ 320) 59 - كتاب بدء الخلق، 8 - باب ما جاء في صفة الجنة.
(5)
السنن الكبرى (4/ 9) كتاب الجنائز، باب السقط يغسل ويكفن.
(6)
أحمد (2/ 326).
والمستدرك (1/ 384) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(7)
البقرة: 35.