الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - في بعض ما ورد في آخر أهل النار خروجًا منه
1376 -
* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولًا الجنة: رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله له: أذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل: أذهب فادخل الجنة" قال: " فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل: أذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا، وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا، وعشرة أمثالها، أو إن لك عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي- أو أتضحك بي-وأنت الملك؟ " قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة.
قال محقق الجامع:
قال الحافظ في "الفتح": قائل "وكان يقال" هو الراوي، وأما قائل المقالة المذكورة، فهو النبي صلى الله عليه وسلم، ثبت ذلك في أول حديث أبي سعيد عند مسلم، ولفظه:"أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار"
…
وساق القصة.
ولمسلم (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، يخرج منه زحفًا، فيقال له: انطلق فادخل الجنة" قال: "فيذهب فيدخل الجنة، فيجد الناس قد أخذوا المنازل، فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول نعم، فيقال له: تمن، فيتمنى، فيقال له: لك الذي تمنيت، وعشرة أضعاف الدنيا، فيقول: أتسخر بي وأنت الملك؟ " قال: فلقد رأيت رسول الله يضحك حتى بدت نواجذه.
أقول: بالنسبة لآخر أهل الجنة دخولًا إليها هناك آخرية مطلقة، وهناك آخرية
1376 - البخاري (11/ 418) 81 - كتاب الرقاق، 51 - باب صفة الجنة والنار.
…
مسلم (1/ 173) 1 - كتاب الإيمان، 83 - باب آخر أهل النار خروجًا.
(1)
مسلم: الموضع السابق.
نسبية، فالآخرية المطلقة يراد بها آخر من يبقى من أهل الإيمان في النار ثم يخرج منها، والآخرية النسبية متعددة فهناك آخر من يحاسب ممن يستأهل دخول الجنة، وهناك آخر من يعبر الصراط من أهل الجنة، وهناك آخر من يدخل ممن استحقوا دخولها وسبقهم غيرهم، وهناك آخر من يدخل الجنة بالشفاعات. وقد مرت من قبل نصوص في شأن آخر من يدخل الجنة وههنا نصوص وبعضها محمول على آخرية مطلقة وبعضها محمول على آخرية نسبية والتفصيل في ذلك مظنة الخطأ ومظنة الخلط بين المواقف والعبرة الحاصلة بدون هذا التفصيل وإنما أشرنا هذه الإشارة ليعرف القارئ أن من أسباب اختلاف الروايات في هذا الشأن هو ما ذكرناه.
1377 -
* روى مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا جاوزها التفت إليها، فقال تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: يا رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول: لا، يارب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها" قال: "وربه عز وجل يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرةً هي أحسن من الأولى، فيقول: أي رب، أدنني من هذه لأشرب من مائها واستظل بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه تعالى يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة، وهي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب، أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها،، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن
1377 - مسلم (1/ 174) 1 - كتاب الإيمان، 83 - باب آخر أهل النار خروجًا.
(ما يصريني): منك، أي: مالذي يرضيك ويقطع مسألتك، وأصل التصرية: القطع والجمع، ومنه الشاة المصراة، وهي التي جمع لبنها وقطع حلبه.
=
لا تسألني غيرها؟ قال: بلى، يارب، هذه لا أسألك غيرها- وربه عز وجل يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم، ما يصريني منك، أيرضيك أن اعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال يارب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين" فضحك ابن مسعود، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مما تضحك؟ فقال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ فقال: "من ضحك رب العالمين، حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر".
1378 -
* روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أدنى أهل الجنة منزلة، رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة، ومثل له شجرةً ذات ظل، فقال: أي ورب، قربني من هذه الشجرة لأكون في ظلها
…
" وساق الحديث بنحو حديث ابن مسعود، ولم يذكر: فيقول: "يا ابن آدم، ما يصريني منك؟
…
" إلى آخر الحديث.
وزاد فيه "ويذكره الله، سل كذا وكذا، إذا انقطعت به الأماني، قال الله: هو لك وعشرة أمثاله" قال: "ثم يدخل بيته، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فيقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا، وأحيانا لك"، قال:"فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت".
1379 -
* روى مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولًا الجنة، وآخر أهل النار خروجًا منها: رجل يؤتى به يوم القيامة، فيقال أعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه
1378 - مسلم (1/ 175) 1 - كتاب الإيمان، 84 - باب أدنى أهل الجنة منزلة.
1379 -
مسلم (1/ 177) 1 - كتاب الإيمان، 84 - باب أدنى أهل الجنة منزلة.
…
والترمذي (4/ 713) 40 - كتاب صفة جهنم، 10 - باب حدثنا هناد
…
إلخ.
كبارها، فيعرض عليها صغارها، فيقال له: عملت يوم كذا وكذا، وكذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا، وكذا وكذا؟ فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول: رب، قد عملت أشياء لا أراها ههنا" قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه.
1380 -
* روى مسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سأل موسى عليه السلام ربه: ما أدنى اهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أما ترضى أن يكون لك مثل ملك ملكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقول هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك، فيقول: رضيت رب، قال رب، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر"، قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
…
} (1) ".
1380 - مسلم (1/ 176) 1 - كتاب الإيمان، 84 - باب أدنى أهل الجنة منزلة.
…
والترمذي (4/ 347) 48 - كتاب التفسير، 23 - باب "ومن سورة السجدة".
وقد أخرجه إلى قوله: "فيقول رضيت رب" في الثالثة.
(1)
السجدة 17.
قال ابن الأثير:
(أخذاتهم): أخذ الناس أخذاتهم، أي نزلوا منازلهم المختصة بهم، زاد الحميدي في غريبه: واستوفوا مراتبهم.
والإخاذة: الأرض يأخذها الرجل لنفسه يحوزها، قاله ابن فارس. أهـ.