الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - في: الرقى
قال البغوي في شرح السنة:
والمنهي من الرقي ما كان فيه شرك، أو كان بذكر مردة الشياطين، أو ما كان منها بغير لسان العرب، ولا يدرى ما هو، ولعله يدخله سحر، أو كفر، فأما ما كان بالقرآن، وبذكر الله عز وجل، فإنه جائز مستحب. أهـ.
قال الشوكاني في نيل الأوطار:
قال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: لا بأس أن ترقى بكتاب الله وبما تعرف من ذكر الله. قلت: أيرقي أهل الكتاب المسلمين؟ قال: نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وذكر الله. أهـ.
أقول: وللشافعي فيما ذهب إليه من جواز رقية أهل الكتاب للمسلمين ما يستدل به كما سنرى، وإذا حدث شفاء فإن ذلك ليس من باب الكرامة للراقي، وإنما هو من باب المعجزة لرسوله.
1493 -
* روى مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب" قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون"، فقام عكاشة فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال:"أنت منهم"، فقام رجل فقال: يا نبي الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال:"سبقك بها عكاشة".
وفي رواية (1) نحوه، وزاد فيه "ولا يتطيرون" ولم يذكر فيها قول عكاشة إلى آخره.
1493 - مسلم (1/ 198) 1 - كتاب الإيمان، 94 - باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب.
(1)
مسلم: الموضع السابق.
1494 -
* روى أحمد عن عبد الله بن مسعود قال التزمنا الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ثم غدونا إليه فقال: "عرضت على الأنبياء الليلة بأتمها فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة والنبي يمر ومعه العصابة، والنبي يمر ومعه النفر، والنبي ليس معه أحد، حتى مر على موسى رضي الله عنه معه كبكبة من بني إسرائيل فأعجبوني فقلت: من هؤلاء؟ فقيل هذا أخوك موسى معه بنو إسرائيل" قال: "فقلت فأين أمتي؟ فقيل: لي: انظر عن يمينك فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال فقيل لي أرضيت؟ فقلت: رضيت رب" قال: "فقيل لي إن مع هؤلاء سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فدى لكم أبي وأمي وإن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فافعلوا، فإن قصرتم فكونوا من أهل الضراب، فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق فأني قد رأيت ثم ناسًا يتهاوشون": فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين، فدعا له، فقام رجل آخر فقال: ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم فقال: "سبقك بها عكاشة". ثم تحدثنا فقلنا: من ترون هؤلاء السبعين الألف؟ فقال: قوم ولدوا في الإسلام ثم لم يشركوا بالله شيئًا حتى ماتوا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
1495 -
* روى البخاري عن عامر عن عمران بن حصين قال: لا رقية إلا من عين أو حمة، فذكرته لسعيد بن جبير، فقال: حدثنا ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرضت على الأمم، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم، فقلن: ما هذا؟ أمتى هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد عظيم قد ملأ الأفق، ثم
1494 - أحمد (1/ 401).
والمعجم الكبير (10/ 6).
وكشف الأستار (4/ 203).
مجمع الزوائد (10/ 405). وقال: رواه أحمد بأسانيد، والزار أتم منه، والطبراني وأبو يعلي باختصار كثير، وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح.
1495 -
البخاري (10/ 155) 76 - كتاب الطب، 17 - باب من اكتوى أو كوى غيره، وفضل من لم يكتو.
قيل لي: انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفًا بغير حساب" ثم دخل ولم يبين لهم، فأفاض القوم، وقالوا: نحن الذين آمنا بالله، واتبعنا رسوله، فنحن هم، أم أولادنا الذين ولدوا في الإسلام، فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج فقال: "هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون"، فقال عكاشة بن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ فقال: "نعم"، فقال آخر: أمنهم أنا؟ فقال: "سبقك بها عكاشة".
وللبخاري في أخرى (1) على ابن عباس قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال:"عرضت على الأمم، فجعل يمر النبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد، ورأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فرجوت أن تكون أمتي، فقيل: هذا موسى، ثم قيل: انظر، فرأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب" فتفرق الناس، ولم يبين لهم، فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أما نحن فولدنا في الشرك، ولكنا آمنا بالله ورسوله، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون" فقام عكاشة ابن محصن، فقال: أمنهم أنا يا رسول الله؟ فقال: "نعم"، فقال آخر: أمنهم أنا؟ فقال: "سبقك بها عكاشة".
أقول: الرقية في حق بعض الناس ليست هي الأكمل؛ لأن لهم قدمًا عظيمًا في التوكل، والإشارة في هذه الأحاديث إلى فضل ترك الاسترقاء من أمثال هؤلاء لا ينفي جواز الرقية فقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال البغوي عند قوله: "لا رقية إلا من عين أو حمة أو نملة"
(1) البخاري (10/ 211) الموضع السابق.
ولم يرد به نفي جواز الرقية في غيرهما، بل تجوز الرقية بذكر الله سبحانه وتعالى في جميع الأوجاع.
ومعنى الحديث: لا رقية أولى وأنفع منهما. أهـ.
1496 -
* روى الترمذي عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اكتوى أو استرقى، فقد برئ من التوكل".
أقول: التقدير: فقد برئ من التوكل الكامل بدليل ما سيأتي من أن بعض الصحابة قد استرقوا وبعضهم قد اكتوى ففعلهم لا ينفي أن أصل التوكل موجود عندهم لكن كمال التوكل يقتضي عدم الاكتواء والاسترقاء وهو مقام أصحابه في الأمة الإسلامية قلة.
1497 -
* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لأهل بيت من الأنصار في الرقية من كل ذي حمة.
وفي رواية (1) قال: سألت عائشة عن الرقية من الحمة؟ فقالت: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من كل ذي حمة.
أقول: لقد رأينا كلام العلماء أكثر من مرة: في أن الترخيص في الرقية المقيدة لا ينفي الإطلاق بدليل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة كما سنرى.
1498 -
* روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لآل بيت من الأنصار أن يرقوا من الحمة والأذن، قال أنس: كويت من ذات الجنب
1496 - الترمذي (4/ 393) 29 - كتاب الطب، 14 - باب ما جاء في كراهية الرقية. وقال: حديث حسن صحيح. وأحمد (4/ 249).
وابن ماجه (2/ 1154) 31 - كتاب الطب، 23 - باب الكي.
وابن حبان (7/ 629)
1497 -
البخاري 010/ 205) 76 - كتاب الطب، 27 - باب رقية الحية والعقرب.
مسلم (4/ 1724) 29 - كتاب السلام، 21 - باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة.
(1)
البخاري: الموضع السابق.
1498 -
البخاري (10/ 172) 76 - كتاب الطب، 26 - باب ذات الجنب.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، وشهدني أبو طلحة، وأنس بن النضر، وزيد بن ثابت، وأبو طلحة كواني.
قال ابن الأثير:
(الحمة) بالتخفيف: سم العقرب ونحوها، كالزنبور وغيره، وقد تسمى إبرة العقرب والزنبور حمة.
1499 -
* روى أبو داود عن الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال:"ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟ ".
1500 -
* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال بإصبعه هكذا - وضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها- وقال:"بسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى به سقيمنا، بإذن ربنا".
1501 -
* روى الترمذي عن أبي سعيد الخضري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ ويقول: "أعوذ بالله من الجان، ومن عين الإنسان" فلما نزلت المعوذتان، أخذ بهما، وترك ما سواهما.
1502 -
* روى البخاري عن عبد العزيز بن صهيب قال: دخلت أنا وثابت على أنس ابن مالك، فقال ثابت يا أبا حمزة، اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله
1499 - أبو داود (4/ 11) كتاب الطب، باب ما جاء في الرقى.
(النملة): قروح في الجنب.
1500 -
البخاري (10/ 206) 76 - كتاب الطب، 38 - باب رقية النبي.
مسلم (4/ 1724) 39 - كتاب السلام، 21 - باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة.
1501 -
الترمذي (4/ 395) 29 - كتاب الطب، 16 - باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين. وقال: حديث حسن غريب، قال محقق الجامع، وهو كما قال.
1502 -
البخاري (10/ 206) 76 - كتاب الطب، 38 - باب رقية النبي.
وأبو داود (4/ 11) كتاب الطب، باب كيف الرقى. =
صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال:"اللهم رب الناس، مذهب الباس، أشف، أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقمًا".
1503 -
* روى البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول:"اللهم رب الناس، مذهب الباس، أشف، أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقمًا".
وفي رواية (1): فلما مرض صلى الله عليه وسلم وثقل، أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي، ثم قال:"اللهم اغفر لي، واجعلني مع الرفيق الأعلى، " فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى.
1504 -
* روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، اشتكيت؟ فقال:"نعم". قال: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك.
1505 -
* روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل، يقول: باسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، ومن شر كل ذي عين.
1506 -
* روى مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي الطائفي رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له: "ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: باسم الله، ثلاث مرات، وقل سبع مرات: أعوذ بالله
= والترمذي (3/ 303) 8 - كتاب الجنائز، 4 - باب ما جاء في التعوذ للمريض. وقال حديث حسن صحيح.
1503 -
البخاري (10/ 206) 76 - كتاب الطب، 38 - باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم.
مسلم (4/ 1722) 39 - كتاب السلام، 19 - باب استحباب رقية المريض.
(1)
مسلم (4/ 1722) الموضع السابق.
1504 -
مسلم (4/ 1718) 39 - كتاب السلام، 16 - باب الطب والمرض والرقى.
والترمذي (3/ 303) 8 - كتاب الجنائز، 4 - باب ما جاء في التعوذ للمريض. وقال حديث حسن صحيح.
1505 -
مسلم (4/ 1718) 39 - كتاب السلام، 16 - باب الطب والمرض والرقى.
1506 -
مسلم (4/ 1728) 39 - كتاب السلام، 24 - باب استحباب وضع يده على موضع الألم، مع الدعاء.
وقدرته من شر ما أجد وأحاذر".
وعند الموطأ (1)"بعزة الله وقدرته من شر ما أجد" قال: فقلت ذلك، فاذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم.
وفي رواية الترمذي (2) وأبي داود (3) مثل الموطأ، وأول حديثهما: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"امسح بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته" .. الحديث.
1507 -
* روى الترمذي عن محمد بن سالم الربعي البصري قال: قال لي ثابت البناني: يا محمد، إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي، ثم قل:"باسم الله، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا"، ثم ارفع يدك، ثم أعد ذلك وترًا، فإن أنس بن مالك حدثني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك.
1508 -
* روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ- أو سليم - فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل منكم من راق، فإن في الماء رجلًا لديغًا أو سليمًا؟ فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، قبرًا، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرًا، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله".
1509 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا في مسير
(1) الموطأ (2/ 942) 50 - كتاب العين، 4 - باب التعوذ والرقية في المرض.
(2)
الترمذي (4/ 408) 26 - كتاب الطب، 29 - باب حدثنا إسحاق بن موسى، وقال: حديث حسن صحيح.
(3)
أبو داود (4/ 12) 27 - كتاب الطب، باب كيف الرقى.
1507 -
الترمذي (5/ 574) 49 - كتاب الدعوات، 126 - باب في الرقية إذا اشتكى.
وقال حسن غريب من هذا الوجه، قال محقق الجامع: وهو كما قال.
1508 -
البخاري (10/ 198) 76 - كتاب الطب، 34 - الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب.
1509 -
البخاري (9/ 54) 66 - فضائل القرآن، 9 - باب فضل فاتحة الكتاب.
مسلم (4/ 1728) 39 - كتاب السلام، 23 - باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار.
لنا، فنزلنا منزلًا، فجاءت جارية، فقالت: إن سيد الحي سليم، وغن نفرنا غيب، فهل منكم راق، فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنًا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية؟ أو: كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئًا حتى نأتي - أو نسأل - رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي، فقال:"وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا، واضربوا لي بسهم".
وفي رواية (1) قال: انطلق نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا علي حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا بكم، لعلك عندهم بعض شيء؟ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحدكم منكم من شيء؟ فقال بعضهم: إني والله لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيقونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلًا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فكأنما أنشط من عقال، فانطلق يمشي، وما به قلبه، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، وقال بعضهم: اقتسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، فننظر الذي يأمرنا به، فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال:"وما يدريك أنها رقية؟ " ثم قال: "قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهمًا"، وضحك النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية الترمذي (2) قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية
…
وكذر نحوه، وفيه "أن أبا سعيد هو الذي رقاه، وفيه: أنه قرأ {الْحَمْدُ} سبع مرات، وأن الغنم كانت ثلاثين شاة.
(1) البخاري (4/ 453) 27 - كتاب الإجارة، 16 - باب ما يعطي في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب.
(2)
الترمذي (4/ 398) 29 - كتاب الطب، 20 - باب ما جاء في أخذ الأجرة على التعويذ.
وقال هذا حديث حسن.
قال ابن الأثير:
(سليم) السليم: اللديغ: سمي به تفاؤلًا له بالسلامة.
(النفر) هاهنا: الرجال خاصة، أرادت: أن رجالنا غيب، والغيب: الغائبون عن الحي، جمع غائب.
(نأبنه) أبنه بكذا يأبنه ويأبنه: إذا اتهمه به.
(جعلًا) الجعل: الأجرة التي تجعل لك على أمر تفعله.
(يتفل) التفل: أكثر من النفث، فإن النفث لا يكون معه بزاق يرى، والتفل لابد له من ذلك.
(أنشط من عقال) العقال: الحبل الذي تشد به ركبة البعير لئلا يسرح، وأنشطت البعير" إذا حللت عقاله، ونشطته: إذا شددته، وقد جاء في بعض الروايات: "كأنما نشط من عقال، والمعروف: أنشط.
(قلبة) ما به قلبة، أي: ما به علة، قيل: هو مأخوذ من القلاب وهو داء يأخذ البعير، فيشتكي منه قلبه، فيموتا من يومه.
1510 -
* روى أبو داود عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه علاقة بن صحار قال: أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من العرب، فقالوا: إنا قد أنبئنا أنكم قد جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم من دواء، أو رقية، فإن عندنا معتوهًا في القيود؟ قال: فقلنا: نعم، قال: فجاؤوا بمعتوه في القيود، فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، كلما ختمتها أجمع بزاقي، ثم أتفل، قال: فكأنما أنشط من عقال، فأعطوني جعلًا، فقلت: لا، حتى أسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"كل، فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق".
1510 - أبو داود (4/ 14) كتاب الطب، باب كيف الرقى؟.
(معتوه): المعتوه: المجنون.
وفي رواية (1) عن عمه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله: إنا حدثنا أن صاحبكم هذا جاءكم بخير، فهل عندك شيء تداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب، فبرأ، فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته قال:"هل إلا هذا؟ "- وفي رواية (2): "هل قلت غير هذا؟ "- قلت: لا، قال:"خذها، فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق".
1511 -
* روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقية الحية لبني عمرو بن حزم، قال أبو الزبير: فسمعت جابر بن عبد الله يقول: لدغت رجلًا منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله، أرقي؟ قال:"من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل".
وفي رواية (3) قال: رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس:"مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة، تصيبهم الحاجة"، قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، قال:"ارقيهم"، قالت: فعرضت عليه، فقال:"ارقيهم".
وفي أخرى (4) قال جابر: كان لي خال يرقي من العقرب، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، قال: فأتاه، فقال، يا رسول الله، إنك نهيت عن الرقى، وإني أرقي من العقرب؟ فقال:"من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل".
وفي أخرى (5) قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب، وإنك نهيت
(1) أبو داود (4/ 13) الموضع نفسه.
(2)
أبو داود (4/ 13) الموضع نفسه.
1511 -
مسلم (4/ 1726) 29 - كتاب السلام، 21 - باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة.
(3)
مسلم: الموضع السابق.
(ضارعة): رجل ضارع الجسم، أي: ضعيف الجسم، ناحل الجسم.
(4)
مسلم: الموضع السابق.
(ضارعة): رجل ضارع الجسم، أي: ضعيف الجسم، ناحل الجسم.
(5)
مسلم: الموضع السابق.
(ضارعة): رجل ضارع الجسم، أي: ضعيف الجسم، ناحل الجسم.
عن الرقى، قال: فعرضوها عليه، فقال:"ما أرى بأسًا، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل".
1512 -
* روى ابن ماجة عن أبي هريرة؛ قال: لدغت عقرب رجلًا فلم ينم ليلته. فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلانًا لدغته عقرب فلم ينم ليلته. فقال: "أما إنه لو قال، حين أمسى: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ما ضره لدغ عقرب حتى يصبح".
قال في النهاية:
(أعوذ بكلمات الله التامات): إنما وصف كلامه بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب. كما يكون في كلام الناس. وقيل: معنى التمام ههنا أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه.
1513 -
* روى ابن ماجة عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث في الرقية.
1514 -
* روى الترمذي عن أبي خزامة عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله أرأيت رقاة نسترقي بها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها: هل ترد من قدر الله شيئًا؟ قال: "هو من قدر الله".
1515 -
* روى مالك عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي أبو بكر ويهودية ترقيني، فقال: ارقيها بكتاب الله.
أخرجه الموطأ عن عمرة: أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها
…
1512 - ابن ماجة (2/ 1162) 31 - كتاب الطب، 35 - باب رقية الحية والعقرب.
في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات.
1513 -
ابن ماجة (2/ 1166) 31 - كتاب الطب، 38 - باب النفث في الرقية. وإسناده صحيح.
1514 -
الترمذي (4/ 399) 29 - كتاب الطب، 21 - باب ما جاء في الرقى والأدوية، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(تقاة): التقاة: ما يتقي ويحذر.
1515 -
الموطأ (2/ 943) 50 - كتاب العين، 4 - باب التعوذ والرقية في المرض، ورجاله إسناده ثقات.
1516 -
* ابن ماجة عن شقيق بن سلمة قال: سمعت عبد الله يقول: عليكم بالشفاءين: القرآن، والعسل.
1517 -
* روى أحمد عن محمد بن حاطب قال: دنيت إلى قدر وهي تغلي، فأدخلت يدي فيها فاحترقت، أو قال فورمت. فذهبت بي أمي إلى رجل بالبطحاء فقال شيئًا ونفث، فلما كان في إمرة عثمان قلت لأمي: من كان ذلك الرجل؟ قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه الطبراني بنحوه (1)، إلا أنها قالت: يا محمد احترقت يد محمد.
وفي رواية (2) عنده: فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس في الجبانة فقالت: يا رسول الله، فقال: يا لبيك وسعديك، ثم أدنتني منه، فجعل ينفث ويتكلم بكلام لا أدري ما هو، فسألت أمي بعد ذلك ما كان يقول؟ قالت: كان يقول: "أذهب الباس رب الناس أشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت".
1518 -
* روى أحمد عن محمد بن حاطب قال: انصب على يدي شيء من قدر، فذهب بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكان: قال: فقال كلامًا فيه: "أذهب الباس رب الناس" أحسبه قال: "وأشف أنت الشافي" قال: وكان يتفل.
1519 -
* روى الطبراني عن علي قال: لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فلما فرغ قال: "لعن الله العقرب لا تدع مصليًا ولا غيره" ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها
1516 - ابن ماجة (2/ 1142) 31 - كتاب الطب)، 7 - باب العسل.
في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات.
والحاكم (3/ 300) وصححه، ووافقه الذهبي.
وفيض القدير (4/ 342) وقال المناوي: قال البيهقي في "شعب الإيمان": الصحيح موقوف على ابن مسعود.
1517 -
أحمد (3/ 418)،
ومجمع الزوائد (5/ 112). وقال ورجال أحمد، ورجال هذا الطريق رجال الصحيح.
(1)
مجمع الزوائد (5/ 113).
(2)
أحمد: الموضع السابق.
1518 -
أحمد (4/ 259)، (3/ 418).
مجمع الزوائد (5/ 112). وقال: رجال أحمد رجال الصحيح.
1519 -
الروض الداني (2/ 87).
مجمع الزوائد (5/ 111)، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن.
ويقرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} .
1520 -
* روى مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ قال:"اعرضوا على رقاكم"، ثم قال:"لا بأس بما ليس فيه شرك".
1521 -
* روى الطبراني عن عبادة بن الصامت قال: كنت أرقي من حمة العين في الجاهلية، فلما أسلمت ذكرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"اعرضها علي" فعرضتها عليه فقال: "أرق بها فلا بأس بها" ولولا ذلك ما رقيت بها إنسانًا أبدًا.
1522 -
* روى أبو داود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قالت زينب امرأته قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك"، قالت: قلت: لم تقول هذا؟ والله، لقد كانت عيني تقذف، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي فيرقيني، فإذا رقاني سكنت، فقال عبد الله: إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقاها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أذهب الباس، رب الناس، أشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا".
قال البغوي في شرح السنة:
والتولة: ضرب منن السحر. قال الأصمعي: وهو الذي يحبب المرأة إلى زوجها، وهو بكسر التاء، فأما التولة بضم التاء: فهو الداهية أهـ.
1520 - مسلم (4/ 1727) 29 - كتاب السلام، 32 - باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك.
وأبو داود (4/ 10) كتاب الطب- باب ما جاء في الرقى.
1521 -
مجمع الزوائد (5/ 111) وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن.
1522 -
أبو داود (4/ 6) كتاب الطب - بباب في تعليق التمائم.
(التولة): بكسر التاء وفتح الواو: ما يحبب المرأة إلى زوجها من أنواع السحر، وقيل: التولة: بكسر التاء وضمها- شبيه بالسحر.
1523 -
* روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنه، رفعه:"من عاد مريضًا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات": أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه من ذلك المرض".
1524 -
* روى الطبراني عن رافع بن خديج قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن نعيمان فقال: "أذهب الباس رب الناس إله الناس".
* * *
1523 - أبو داود (3/ 187) كتاب الجنائز- باب الدعاء للمريض عند العيادة.
والترمذي (4/ 410) 21 - كتاب الطب، 2 - باب حدثنا محمد بن المثنى
…
وقال: حديث حسن غريب.
والمستدرك: (3/ 213) وصححه، ووافقه الذهبي.
1524 -
معجم الزوائد (5/ 114) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.