المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌النصوص الحديثية 1107 - * روى الترمذي عن أبي عزة، يسار - الأساس في السنة وفقهها - العقائد الإسلامية - جـ ٣

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌الفقرة العشرونفي:صفة المسيح ابن مريم عليه السلام ونزوله

- ‌مقدمة

- ‌نصوص

- ‌مسائل وفوائد

- ‌جدول ما ثبت بالقرآن والسنة من أمارات المسيح عيسى عليه السلام

- ‌بعض ما ورد من أحوال أمه عليهما السلام

- ‌محل ولادته عليه السلام وكيفية ذلك

- ‌أحوال مريم بعد ولادته عليه السلام

- ‌وجاهة عيسى عليه السلام

- ‌خصائص عيسى المسيح عليه السلام

- ‌حليته عليه السلام وقت نزوله

- ‌بعض أحواله عليه السلام وقت نزوله

- ‌محل نزوله عليه السلام ووقت نزوله

- ‌أحوال الحاضرين في المسجد وقت نزوله عليه السلام

- ‌بعض أحواله بعد نزوله عليه السلام

- ‌المشروعات التي يقوم بها بعد نزوله عليه السلام

- ‌البركات الظاهرة والباطنة في زمنه عليه السلام

- ‌أحوال العرب في ذلك الزمان

- ‌وفاته عليه السلام وبعض الأحوال قبل وفاته

- ‌أحوال المسلمين بعد وفاته عليه السلام

- ‌الفقرة الحادية والعشرونفي:يأجوج ومأجوج

- ‌مقدمة

- ‌القبائل المنغولية واليواشية:

- ‌منغوليا، مهد الشعوب القديمة:

- ‌نصوص

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة الثانية والعشرونفيلا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق

- ‌مقدمة

- ‌الفقرة الثالثة والعشرونفي:نار عدن

- ‌مقدمة

- ‌النصوص

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الوصل الثانيفيالموت والحياة البرزخية

- ‌المقدمة

- ‌بعض النصوص القرآنية

- ‌النصوص الحديثية

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الوصل الثالثفيالساعة وما يأتي بعدها

- ‌المقدمة

- ‌الفقرات

- ‌الفقرة الأولىعرض إجمالي

- ‌الفقرة الثانيةفي:النفختين وفي: يوم القيامة

- ‌1 - النصوص القرآنية

- ‌2 - النصوص الحديثية

- ‌3 - بعض ما يكون بالنفخة الأولى

- ‌4 - بعض ما يكون بالنفخة الثانية

- ‌الفقرة الثالثةفيالحشر

- ‌1 - النصوص القرآنية

- ‌2 - نصوص حديثية

- ‌الفقرة الرابعةفي:مشاهد من القرآن الكريم فيما يجري فياليوم الآخر من حوار

- ‌الفقرة الخامسةفي:أحاديث تصف بعض ما في الموقف وما بعده

- ‌تعليق وتأكيد:

- ‌الفقرة السادسةفيالحوض

- ‌النصوص

- ‌فوائد

- ‌الفقرة السابعةفي:الحساب والميزانعرض إجمالي

- ‌النصوص

- ‌الفقرة الثامنةفي:الصراطعرض إجمالي

- ‌النصوص

- ‌الفقرة التاسعةفي:الشفاعات

- ‌النصوص

- ‌الفقرة العاشرةفي:الجنة والنار:

- ‌1 - المقدمة

- ‌2 - مشاهد من القرآن الكريم

- ‌2 - نصوص حديثيه في النار

- ‌4 - نصوص حديثيةفي ما وصف به أهل الجنة وبعض نعيم أهلها

- ‌5 - في بعض ما ورد في آخر أهل النار خروجًا منه

- ‌6 - رؤية الله تعالى في الآخرة

- ‌مقدمة

- ‌النصوص

- ‌7 - في ذبح الموت

- ‌8 - في متفرقاتفي الجنة والنار وبعض صفات أهلهماوبعض ما يحصل لأهل كل منهما

- ‌9 - الجنة والنار مخلوقتان موجودتان

- ‌الفقرة الحادية عشر{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ}

- ‌خاتمة الباب الثاني

- ‌الباب الثالثفي:مباحث عقدية

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأولفي:بعض المشوشات الزائفة على النبوةالسحر والكهانة والتنجيم

- ‌المقدمة

- ‌نُقولفي:السحر والكهانة والتنجيم

- ‌نصوصفي:السحر والكهانة والتنجيم

- ‌الفصل الثانيفي:نسبة الحادثات إلى الأسبابمقطوعة عن الله عز وجل

- ‌مقدمة

- ‌النصوص

- ‌الفصل الثالثفي:الطيرة والفأل والشؤم والعدوىوما يجري مجراها

- ‌المقدمة

- ‌النصوص

- ‌الفصل الرابعفي:العين والتمائم والرقي

- ‌المقدمة

- ‌النصوص

- ‌1 - في: العين

- ‌2 - في: التمائم

- ‌3 - في: الرقى

- ‌الفصل الخامسفيالنذر

- ‌عرض إجمالي

- ‌الفقرات

- ‌الفقرة الأولىفي:حكم النذر ومتى يجب الوفاء به

- ‌الفقرة الثانيةفي:النذر فيما لا يطيق

- ‌الفقرة الثالثةفي:حكم مراعاة المكان في النذر

- ‌الفقرة الرابعةفي:قضاء الحي نذر الميت

- ‌الفقرة الخامسةفي:نذر الجاهلية إذا وافق عبادة إسلامية

- ‌الفقرة السادسةفي:متى يكون للنذر حكم اليمين

- ‌الفقرة السابعةفي:نذر صيام يوم النحر

- ‌الفقرة الثامنةفي:نذر المقيم بمكة أو بالمدينة المنورة الصلاة ببيت المقدس

- ‌الفقرة التاسعةفي:موضوعات متعددة

- ‌نقول ومسائل وفوائد

- ‌الفصل السادسفي:اليمين

- ‌عرض إجمالي

- ‌الفقرات

- ‌الفقرة الأولى:في:بعض أقوال العلماء في اليمين

- ‌الفقرة الثانيةفي:بعض ما ورد في القرآن الكريم في اليمين

- ‌الفقرة الثالثةفي:بعض ما ورد في الحلف بغير الله

- ‌الفقرة الرابعةفي:اليمين الغموس

- ‌الفقرة الخامسةفي:أن الاستثناء في اليمين يلغي اليمين

- ‌الفقرة السادسةفيمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها

- ‌الفقرة السابعةفي:متفرقات في الإيمان

- ‌اليمين على نية المستحلف:

- ‌بعض ما حلف به رسول الله صلى الله عليه وسلم أو حلف:

- ‌هل للحلف مكان

- ‌الترهيب من اقتطاع الحقوق بالإيمان وفي أن البينة على المدعي واليمين على من أنكر:

- ‌كفارة الأيمان المنعقدة:

- ‌المسائل والفوائد

- ‌خاتمة قسم العقائدمؤمنون لا فلاسفة

الفصل: ‌ ‌النصوص الحديثية 1107 - * روى الترمذي عن أبي عزة، يسار

‌النصوص الحديثية

1107 -

* روى الترمذي عن أبي عزة، يسار بن عبد، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضي الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، [أو بها حاجة] ".

1108 -

* روى النسائي عن عبد الله بن عمرو: مات رجل بالمدينة ممن ولد بها فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "يا ليته مات بغير مولده" قالوا ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: "إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس من مولده إلى منقطع أثره في الجنة".

1109 -

* روى رزين عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها".

1110 -

* روى أبو يعلى عن يحيى بن طلحة قال: رأى عمر طلحة بن عبيد الله حزيبا فقال مالك؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني لأعلم كلمات لا يقولهن عبد عند الموت إلا نفس الله عنه وأشرق له من لونه ما يسره"، قال فما يمنعني أن أسأله

1107 - الترمذي (4/ 453) 33 - كتاب القدر، 11 - باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها.

وقال: هذا حديث صحيح.

1108 -

النسائي (4/ 7) كتاب الجنائز، 8 - باب الموت بغير مولده. وإسناده حسن

وابن ماجة (1/ 515) 6 - كتاب الجنائز، 61 - باب ما جاء فيمن مات غريبًا.

1109 -

أخرجه رزين، كما في الجامع. وقد رواه أبو نعيم في "الحلية" من حديث أبي أمامه، وابن حيان والحاكم وابن ماجه من حديث جابر، والحاكم من حديث ابن مسعود، والبزار من حديث حذيفة، وابن حيان والبزار والطبراني عن أبي الدرداء، وأبو يعلي عن أبي هريرة، وابن ماجة عن أبي حميد الساعدي مطولًا ومختصرًا، وهو حديث صحيح، وانظر فيض القدير (2/ 405).

(روح القدس): القدس: الطهارة، وروح القدس: اسم جبريل عليه السلام أي: الروح المقدسة الطاهرة.

(نفث في روعي): النفث: النفخ بالفم، والروع: النفس، يقول: نفث في روعي، أي: ألقى في قلبي، وأوقع في نفسي، وألهمني.

1110 -

مجمع الزوائد (2/ 324) وقال: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح.

ص: 1163

عنها إلا القدرة عليها، فقال عمر: إني لأعلم ما هي، قال طلحة: ما هي؟ قال: هل تعلم كلمة أفضل من كلمة دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه عند الموت؟ قال طلحة: هي والله هي: لا إله إلا الله.

1111 -

* روى ابن ماجه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها حميم لها يخنقه الموت فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما بها قال لها: "لا تبتئسي على حميمك فإن ذلك من حسناته".

1112 -

* روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رفعه قال: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإن نفي المؤمن تخرج رشحا ونفس الكافر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار".

1113 -

* روى البزار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تبارك وتعالى للنفس اخرجي قالت لا أخرج إلا كارهة قال اخرجي وإن كرهت".

1114 -

* روى الطبراني عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله إذا أمتنا صلى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمين ما أعلم عن الموت يا بنت زمعة علمت أنه أشد مما تقدرين".

1111 - ابن ماجه (1/ 467) 6 - كتاب الجنائز، 5 - باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع.

وفي الزوائد: هذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات.

(حميم): قريب، عزيز.

1112 -

المعجم الكبير (10/ 233).

مجمع الزوائد (2/ 323) وقال: رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن.

1113 -

كشف الأستار (1/ 371).

مجمع الزوائد (2/ 325) وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات.

1114 -

المعجم الكبير (24/ 34).

مجمع الزوائد (2/ 219) وقال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.

أقول: لقد مات عثمان بن مظعون مبكرًا بالنسبة لسودة ولذلك قالت هذا الكلام.

ص: 1164

1115 -

* روى أحمد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يلق ابن آدم شيئًا قط منذ خلقه الله أشد عليه من الموت" قال: "ثم إن الموت لأهون مما بعده".

1116 -

* روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر".

1117 -

* روى الترمذي عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن يموت بعرق الجنين".

وفي أخرى (1) للنسائي: "موت المؤمن بعرق الجبين".

1118 -

* روى رزين عن عبيد بن خالد السلمي- رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "موت الفجاءة: أخذة أسف للكافر ورحمة للمؤمن".

وفي رواية (2) عن عبيد قال مرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال مرة: عن عبيد "موت

1115 - أحمد (3/ 154).

مجمع الزوائد (2/ 319) وقال: رواه أحمد ورجاله موثقون.

1116 -

الترمذي (3/ 386) 8 - كتاب الجنائز، 72 - باب ما جاء فيمن مات يوم الجمعة. وقال: هذا حديث غريب. وأحمد (2/ 169).

1117 -

الترمذي (2/ 310) 8 - كتاب الجنائز، 10 - ما جاء أن المؤمن يموت بعرق الجبين. وقال: هذا حديث حسن. وهو كما قال.

والنسائي (4/ 5) 21 - كتاب الجنائز، 5 - باب علامة موت المؤمن.

(1)

النسائي (4/ 6) الموضع السابق.

وأحمد (5/ 357).

وابن ماجه (1/ 4679) 6 - كتاب الجنائز، 5 - باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع.

والإحسان بترتيب ابن حيان (5/ 6).

والحاكم (1/ 361) وقال حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

1118 -

رواه رزين: انظر جامع الأصول بتحقيق محمد حامد الفقي (11/ 397، 398).

وأحمد نحوه في المسند (6/ 136) عن عائشة وإسنادها ضعيف.

ورواه أيضًا البيهقي في سنته. وذكره الحافظ في الفتح ونسبه لابن أبي شيبة في مصنفه من حديث عائشة وابن مسعود، فالمرجو أن ترتقي إلى رتبة الحسن عند ابن حجر إن شاء الله.

(2)

أحمد (3/ 424).

ص: 1165

الفجاءة: أخذة أسف".

1119 -

* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة".

1120 -

* روى البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" زاد البخاري في رواية (3) من طريق همام عن قتادة: فقالت عائشة- أو بعض أزواجه-: إنا لنكره الموت، قال:"ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، كره لقاء الله، وكره الله لقاءه".

= وأبو داود (3/ 188) كتاب الجنائز، باب موت الفجأة. وإسنادها صحيح.

(اسفًا): الأسف: الغضبان.

1119 -

البخاري (3/ 243) 23 - كتاب الجنائز، 89 - باب الميت يعرض على مقعده بالغداة والعشي.

مسلم (4/ 2199) 51 - كتاب الجنة، 17 - باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه.

والنسائي (4/ 107) 21 - كتاب الجنائز، 116 - باب وضع الجريدة على القبر.

وابن ماجه (2/ 1427) 37 - كتاب الزهد، 32 - باب ذكر القبر والبلي.

1120 -

البخاري (11/ 357) 81 - كتاب الرقاق، 41 - باب من احب لقاء الله أحب الله لقاءه.

مسلم (4/ 2065) 48 - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، 5 - باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن

إلخ.

والترمذي (3/ 379) 8 - كتاب الجنائز، 67 - باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.

وقال: حديث حسن صحيح.

والنسائي (4/ 10) 21 - كتاب الجنائز، 10 - باب فيمن أحب لقاء الله.

(1)

البخاري (11/ 357) 81 - كتاب الرقاق، 41 - باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.

(حضر): الإنسان، واحتضر: إذا نزل به الموت.

ص: 1166

1121 -

* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنهما، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" فقلت: يا نبي الله، أكراهية الموت، فكلنا نكره الموت؟ قال:"ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته: أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه، كره لقاء الله، فكره الله لقاءه".

ولمسلم (1) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، والموت قبل لقاء الله".

وفي رواية (2): قال شريح بن هانئ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" قال شريح: فأتيت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين، سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا، إن كان كذلك، فقد هلكنا، فقالت: إن الهالك من هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ذاك؟ قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الذي تذهب إليه، ولكن إذا شخص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنجت الأصابع، فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.

1122 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم

1121 - البخاري (11/ 357) 81 - كتاب الرقاق، 41 - باب من احب لقاء الله أحب الله لقاءه.

مسلم (4/ 2065) 48 - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، 5 - باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن

إلخ.

(1)

مسلم: الموضع السابق.

(2)

مسلم: الموضع السابق.

(شخص): شخوص البصر: امتداده إلى السماء، والميت إذا أشرف على مفارقة الدنيا شخص بصره إلى السماء.

(حشرج): الحشرجة: الغرغرة عند الموت وتردد النفس.

(تشنجت): تشنج الأصابع: اجتماعها وانقباضها متقلصة.

1122 -

مسلم (2/ 635) 11 - كتاب الجنائز، 5 - باب في شخوص بصر الميت يتبع نفسه ..

ص: 1167

تروا إلى الإنسان: إذا مات شخص بصره"؟ قالوا: بلى، قال: "فذلك حين يتبع بصره نفسه".

1123 -

* روى مسلم عن أم سلمة رصي الله عنهما، قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة- وقد شق بصره- فأغمضه، ثم قال:"إن الروح إذا قبض تبعه البصر" فضج ناس من أهله، فقال:"لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون" ثم قال: "اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في القبور، ونور له فيه".

وفي رواية (1)"واخلفه في تركته" وقال: "اللهم أوسع له في قبره" ودعوة أخرى سابعة نسيتها.

وفي أخرى (2) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حضرتم المريض- أو الميت- فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون" قالت: فلما مات أبو سلمة، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أبا سلمة قد مات، قال:"قولي: اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبي حسنة" قالت:: فقلت، فأعقبني الله من هو خير لي منه: محمد صلى الله عليه وسلم.

1124 -

* روى النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن بني الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا حضر المؤمن، أتت ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء، فيقولون: اخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح من الله وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك. حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا، حتى يأتوا به أبواب السماء، فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض، فيأتون به أرواح

1123 - مسلم (2/ 634) 11 - كتاب الجنائز، 4 - باب في إغماض الميت والدعاء له، إذا حضر.

(1)

مسلم: الموضع السابق.

(2)

مسلم (2/ 633) الموضع السابق.

1124 -

والنسائي (4/ 8) 21 - كتاب الجنائز، 9 - باب ما يلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه.

ص: 1168

المؤمنين، فلهم أشد فرحا من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنه كان في غم الدنيا، فيقول: قد مات، أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية، وإن الكافر إذا حضر أتته ملائكة العذاب بمسح، فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله عز وجل، فتخرج كأنتن ريح جيفة، حتى يأتون به باب الأرض فيقولون: ما أنتن هذه الريح، حتى يأتون به أرواح الكفار".

1125 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها" قال حماد في روايته: فذكر من طيب ريحها، وذكر المسك- قال:"فيقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض، صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه، فينطلق به إلى ربه، ثم يقول: انطلقوا به إلى آخر الأجل" قال: "وإن الكافر إذا خرجت روحه" قال حماد: وذكر من نتنها- فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه- هكذا- وذكر لعنا "ويقول أهل السماء: روح خبيثة جاءت من قبل الأرض، فيقال: انطلقوا به إلى آخر الأجل".

1126 -

* روى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الميت تحضره الملائكة. فإذا كان الرجل صالحا، قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة! كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان. فلا يزال يقال لها، حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء. فيفتح لها. فيقال: من هذا؟ فيقولون فلان. فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب. ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل. وإذا كان الرجل السوء قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة! كانت في

1125 - مسلم (4/ 2202) 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 17 - باب عرض مقعد الميت من الجنة أالنار

إلخ.

(الريطة): كل ملاءة لا تكون لفقين.

1126 -

ابن ماجه (2/ 1433) 37 - كتاب الزهد، 31 - باب ذكر الموت والاستعداد له. وإسناده صحيح.

ص: 1169

الجسد الخبيث. اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق. وآخر من شكله أزواج. فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج. ثم يعرج بها إلى السماء. فلا يفتح لها. فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان. فيقال: لا مرحبا بالنفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة. فإنها لا تفتح لك أبواب السماء. فيرسل بها من السماء، ثم تصير إلى القبر".

1127 -

* روى أبو داود عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ عن دفن الميت وقف عليه، وقال:"استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الأن يسأل".

1128 -

* روى النسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هذا [يعني سعد بن معاذ رضي الله عنه] الذي تحرك له العرش، وفتحت أبواب السماء، وشهده سبعون ألف من الملائكة، لقد ضم ضمة، ثم فرج عنه".

1129 -

* روى الطبراني عن أبي أيوب أن صبيا دفن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو ألفت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي".

1130 -

* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد إذا وضع في قبر، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم، إذا انصرفوا: أتاه الملكان، فيقعدانه، فيقولان له: ما كنت في هذا الرجل، محمد؟ فأما المؤمن، فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعدًا من الجنة" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فيراهما جميعًا" قال قتادة: وذكر لنا أنه يفسح له في قبر- ثم رجع إلى حديث أنس: "وأما الكافر- أو- المنافق" وفي رواية "وأما الكافر والمنافق- فيقول: لا أدري، كنت

1127 - أبو داود (3/ 215) كتاب الجنائز، باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف. وإسناده صحيح.

1128 -

النسائي (4/ 100) 21 - كتاب الجنائز، 113 - باب ضمة القبر وضغطته.

1129 -

مجمع الزوائد (3/ 47) وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

1130 -

البخاري (3/ 232) 23 - كتاب الجنائز، 86 - باب ما جاء في عذاب القبر"

إلخ ..

مسلم (4/ 2200) 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 17 - باب عرض مقعد الميت .. إلخ.

ص: 1170

أقول ما يقول فيه- فيقال لا دريت، ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من جديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين".

ولمسلم (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا وضع في قبره" ثم ذكر نحو ما تقدم إلى قوله: لنا أنه "يفسح له في قبره سبعون ذراعًا، ويملأ عليه خضرًا إلي يوم يبعثون" لم يزد على هذا.

وفي رواية أبي داود (2): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك، فيقول له: ما كنت تعبد؟ فإن الله هداه، قال: كنت أعبد الله، فيقول: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شيء بعدها، فينطلق به إلى بيت كان له في النار، فيقال له: هذا كان لك، ولكن الله عصمك، فأبدلك به إلى بيتًا في الجنة، فيراه، فيقول: دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي، فيقال له: اسكن".

قال: "وإن الكافر، أو المنافق إذا وضع في قبره: أتاه ملك فينهضه، فيقول له: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليت، فيقال له: ماكنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنت أقول ما يقول الناس، فيضربه بمطراق بين أذنيه، فيصيح صيحه يسمعها الخلق غير الثقلين".

وفي رواية أبي داود (3) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دخل نخلا لبني النجار فسمع صوتًا، ففزع، فقال:"من أصحاب هذه"؟ قالوا: يا رسول الله، ناس ماتوا في الجاهلية، قال:"تعوذوا بالله من عذاب القبر، ومن فتنة الدجال" قالوا: ومم ذاك يا رسول الله" قال: "إن

(1) مسلم: الموضع السابق.

(2)

أبو داود (4/ 338) كتاب السنة، باب في المسألة في القبر، وعذاب القبر.

(ولا تليت): يقال: لا دريت ولا تليت، أي: لا تبعت الناس بأن تقول شيئا يقولونه، وقيل: هو من قولهم: تلا فلان تلو غير عاقل: إذا عَمِلَ عَمَلَ الجُهال، يعني: هلكت فخرجت من القبيلتين، وقيل: معناه: ولا قرأت، وقلبت الواو ياء للازدواج.

(3)

أبو داود: الموضع السابق.

ص: 1171

المؤمن إذا وضع في قبره

" وذكر نحو ما تقدم أولاً.

1131 -

* روى أحمد عن أم مبشر قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور منهم قد ماتوا من الجاهلية، فسمعهم يعذبون فخرج وهو يقول:"استعيذوا بالله من عذاب القبر" قالت: قلت: يا رسول الله وإنهم ليعذبون في قبورهم؟ قال: "نعم عذابا تسمعه البهائم".

1132 -

* روى أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: أخبرني من لا أتهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال يمشيان بالبقيع إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بلال هل تسمع ما أسمع"؟ قال: والله يا رسول الله ما أسمعه، قال:"ألا تسمع أهل هذه القبور يعذبون" يعني قبور أهل الجاهلية.

1133 -

* روى أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل لأبي طلحة يبرز لحاجته قال وبلال يمشي وراءه يكرم نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يمشي إلى جنبه، فمر نبي الله صلى الله عليه وسلم بقبر فقام حتى تم إليه بلال فقال:"ويحك يا بلال هل تسمع ما أسمع"؟ قال: ما أسمع شيئًا؛ قال: "صاحب القبر يعذب" فسأل عنه فوجده يهوديا.

1134 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما غربت الشمس، فسمع صوتًا، فقال:"يهود تعذب في قبورها".

1131 - أحمد (6/ 362)

مجمع الزوائد (3/ 56) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

1132 -

أحمد (3/ 259)

مجمع الزوائد (3/ 56) وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

1133 -

أحمد (3/ 151).

مجمع الزوائد (3/ 56) وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

1134 -

البخاري (3/ 241) 23 - كتاب الجنائز، 87 - باب التعوذ من عذاب القبر.

مسلم (4/ 2200) 51 - ككتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 17 - باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه.

والنسائي (4/ 102) 21 - كتاب الجنائز، 114 - باب عذاب القبر.

ص: 1172

1135 -

* روى مسلم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به، فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة، أو خمسة، فقال:"من يعرف أصحاب هذه الأقبر"؟ قال رجل: أنا، قال:"فمتي ماتوا"؟ قال: في الشرك، فقال:"إن هذه الأمة تبتلي في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه" ثم أقبل علينا بوجهه، فقال:"تعوذوا بالله من عذاب القبر" قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال:"تعوذوا بالله من عذاب النار" قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، قال:"تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن" قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر ومنها وما بطن قال: "تعوذوا بالله من فتنة الدجال" قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال.

أقوال:

لقد مر معنا من قبل أن أهل الجاهلية إذا بلغهم شيء من الدين الحق عن طريق صحيح كأن بلغهم شيء من دين إبراهيم عن طريق صحيح فإن الحجة قائمة عليهم ويستأهلون العذاب، واليهود مكلفون بالشريعة الحقة، ومكلفون بالإيمان بعيسى عليه السلام ثم بمحمد عليه الصلاة والسلام بعد بلوغهم بعثته فإذا لم يؤمنوا استحقوا العذاب، وهذا في فهمنا هو السر الذي استحق به العذاب من ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الروايات الآنفة الذكر، وهذا التخريج يمشي على مذهب الأشاعرة الذين يرون أنه لا تكليف بأصول وفروع إلا بعد التبليغ من رسول مرسل، أما على قول الماتريدية الذين هم من أهل السنة والجماعة الذين يرون أن الإنس والجن مكلفون بمعرفة الله بمحض العقل وعلى قدر استطاعتهم فإن كل إنسان لم يعرف وجود الله وصفاته التي يتوصل إليها بمحض العقل فإنه معذب ولو لم تبلغه دعوة رسول، وعلى هذا فلا إشكال في تعذيب بعض أهل الجاهلية، ويشهد لاتجاه الماتريدية الحديث الصحيح الذي يخبر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن "الله تعالى يقول لآدم: أخرج

1135 - مسلم (4/ 2199) 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 17 - باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه.

(حادت): حاد عن الطريق: إذا مال عنه، حادت به: أي مالت به.

ص: 1173

بعث النار. فيخرج من كل ألف تسعمائة وتسعين".

1136 -

* روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قبر الميت" أو قال: "أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول، هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال له: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقًا قال: سمعت الناس يقولون قولا، فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك".

1137 -

* روى الترمذي عن مولى عثمان بن عفان قال: كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى، حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه" قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما رأيت منظرا قط إلا القبر أفظع منه".

1138 -

* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: مرّ

1136 - الترمذي (3/ 383) 8 - كتاب الجنائز، 70 - باب ما جاء في عذاب القبر.

وقال: حسن غريب. وهو كما قال.

1137 -

الترمذي (4/ 553) 37 - كتاب الزهد، 5 - باب حدثنا هناد وحدثنا يحيى بن معين.

وقال: حديث حسن غريب، وإسناده حسن.

(أفظع): الفظيع الشديد الشنيع.

1138 -

البخاري (1/ 322) 4 - كتاب الوضوء، 56 - باب جاء في غسل البول.

مسلم (1/ 240) 2 - كتاب الطهارة، 34 - باب الدليل على نجاسة البول، ووجوب الاستبراء منه. =

ص: 1174

رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال:"أما إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير" ثم قال: "يلى، أما أحدهما: فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر: فكان لا يستتر من بوله" قال: فدعا بعسيب رطب، فشقه باثنين، ثم غرس على هذا واحدًا، وعلى هذا واحدًا، ثم قال:"لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا"

وفي رواية (1)"لا يستبرئ من البول".

وفي أخرى (2)"لا يستنزه عن البول".

أقول: في الحديث إشارة إلى أهمية وجود النبات على القبر ومن ذلك نأخذ أن من أداب المسلمين مع المقابر أن يجعلوها خضرة بل لو جعلوها كالحدائق لكان لذلك وجه.

1139 -

* روى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر فقال: "ائتوني بجريدتين" فجعل إحداهما على رأسه والأخرى عند رجليه فقيل: يل رسول الله أينفعه ذلك؟ قال: "لن يزال يخفف عن بعض عذاب القبر ما دام فيهما ندو".

1140 -

* روى النسائي عن عبد الله بن دينار، قال: كنت جالسًا وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة، فذكروا أن رجلا توفي، مات ببطنه، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهيدا جنازته، فقال أحدهما للأخر: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يقتله بطنه

= (وما يعذبان في كبير): أي: لم يعذبا في أمر كان يكبر عليهما، أو يشق فعله لو أراد أن يفعلاه، وهو التنزه عن البول وترك النميمة، ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة.

(بعسيب): العسيب من سعف النخل: ما بين الكرب ومنبت الخوص وما عليه الخوص، فهو سعف، والجريد: السعف أيضًا.

(1)

النسائي (4/ 106) 21 - كتاب الجنائز، 166 - باب وضع الجريدة على القبر.

(2)

مسلم (1/ 240) 2 - كتاب الطهارة، 34 - باب الدليل علة نجاسة البول

إلخ.

1139 -

أحمد (2/ 441).

مجمع الزوائد (2/ 57) وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

(ندو): يريد نداؤه.

1140 -

النسائي (4/ 98) 21 - كتاب الجنائز، 111 - كتاب من قتله بطنه. =

ص: 1175

لم يعذب في قبره؟ " فقال الآخر: بلى.

واختصره الترمذي (1): أن سليمان بن صرد قال لخالد بن عرفطة- أو خالد لسليمان- أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قتله بطنه لم يعذب في قبره"؟ فقال أحدهما لصاحبه: نعم.

1141 -

* روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضي عنه".

1142 -

* روى البزار عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله تبتلى هذه الأمة في قبورها فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة؟ قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} .

1143 -

* روى الطبراني عن عبد الله قال إذا حدثتكم بحديث أنبئكم بتصديق ذلك: إن المؤمن إذا مات جليس في قبره فيقال: من ربك ما دينك من نبيك فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فيوسع له في قبره ويفرح له فيه، ثم قرأ عبد الله {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} .

1144 -

* روى البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) الترمذي (3/ 377) 8 - كتاب الجنائز، 65 - باب ما جاء في الشهداء من هم.

وقال: حديث حسن. غريب. وهو حديث صحيح.

1141 -

الترمذي (3/ 389) 8 - كتاب الجنائز، 76 - باب ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "نفس المؤمن

"

وقال: هذا حديث حسن. وإسناده حسن.

1142 -

كشف الأستار (1/ 410).

مجمع الزوائد (3/ 53) وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.

1143 -

المعجم الكبير (3/ 266).

مجمع الزوائد: (3/ 54) وقال: رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.

1144 -

البخاري (3/ 232) 23 - كتاب الجنائز، 86 - باب ما جاء في عذاب القبر .. إلخ.

مسلم (4/ 2201) 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 17 - باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه.

وأبو داود (4/ 228) كتاب السنة، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر. =

ص: 1176

قرأ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} (1) قال: "نزلت في عذاب القبر".

وفي رواية (2): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} ".

وفي أخرى (3) قال: " {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}. "نزلت في عذاب القبر، يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، وبني محمد صلى الله عليه وسلم".

1145 -

* روى البخاري عن أم خالد بنت سعيد بن العاص رضي الله عنهما: إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتعوذ من عذاب القبر.

1146 -

* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، قالت عائشة: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر؟ فقال: "نعم، عذاب القبر حق"، قالت: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.

وفي رواية (4) لها قالت: دخلت على عجوزان من عجوز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قالت: فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله إن عجوزين من عجوز يهود المدينة دخلتا علي فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فقال: "صدقتا، إنهم يعذبون عذابا تسمعه

=والترمذي (5/ 295) 48 - كتاب تفسير القرآن، 15 - باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام.

وقال: حديث حسن.

(1)

إبراهيم: 27.

(2)

البخاري: الموضع السابق.

(3)

مسلم: الموضع السابق.

1145 -

البخاري (3/ 241) 23 - كتاب الجنائز، 87 - باب التعوذ من عذاب القبر.

1146 -

البخاري (3/ 232) 23 - كتاب الجنائز، 86 - باب ما جاء في عذاب القبر .... إلخ.

مسلم (1/ 410) 5 - كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 24 - باب استحباب التعوذ من عذاب القبر.

(4)

مسلم: الموضع السابق.

ص: 1177

البهائم"، ثم ما رأيته بعد في صلاته إلا يتعوذ من عذاب القبر.

وفي رواية النسائي (1): أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال: "نعم، عذاب القبر حق"، قالت عائشة: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة بعد إلا تعوذ من عذاب القبر.

وفي أخرى (2) له قالت: دخلت علي امرأة من اليهود، فقالت: إن عذاب القبر من البول، فقلت: كذبت، فقالت: بلى، إنا لنقرض منه الجلد والثوب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقد ارتفعت أصواتنا، فقال: ما هذا؟ فأخبرته بما قالت، فقال:"صدقت"، قالت: فما صلى بعد يومئذ إلا قال في دبر الصلاة: "رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، أعذني من حر النار، وعذاب القبر".

وفي أخرى (3) قالت: دخلت يهودية عليها، فاستوهبتها شيئًا، فوهبت لها عائشة، فقالت: أجارك الله من عذاب القبر، قالت عائشة: فوقع في نفسي من ذلك، حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له فقال:"إنهم ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم".

1147 -

* روى البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا، فذكر فتنة القبر التي يفتن فيها المرء، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة.

وزاد النسائي (4): حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سكت ضجتهم، قلت لرجل قريب مني: أي بارك الله لك، ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قوله؟ قال:"قد أوحي إلي، أنكم تفتنون في القبور قريبًا من فتنة الدجال".

(1) النسائي (3/ 56) 13 - كتاب السهو، 63 - باب التعوذ في الصلاة.

(2)

النسائي (3/ 72) 13 - كتاب السهو، 88 - باب نوع آخر من الذكر والدعاء بعد التسليم.

(3)

النسائي (4/ 105) 21 - كتاب الجنائز، 115 - باب التعوذ من عذاب القبر.

1147 -

البخاري (3/ 232) 23 - كتاب الجنائز، 86 - باب ما جاء في عذاب القبر .. إلخ.

(4)

النسائي (4/ 105) 21 - كتاب الجنائز، 115 - باب التعوذ من عذاب القبر.

ص: 1178

1148 -

* روى ابن ماجه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره، غير فزع ولا مشعوف. ثم يقال له: فيم كنت: فيقول: كنت في الإسلام. فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله؛ فيفرج له فرجة قبل النار. فينظر إليها يحطم بعضها بعضا. فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله. ثم يفرج له قبل الجنة. فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: هذا مقعدك. ويقال له: على اليقين كنت. وعليه مت، وعليه تبعث، أن شاء الله. ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا. فيقال له: فيم كنت؟ فيقولك لا أدري. فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولًا فقلته. فيفرج له قبل الجنة. فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك. ثم يفرج له فرجة قبل النار. فينظر إليها. يحطم بعضها بعضا. فيقال له: هذا مقعدك. علي الشك كنت. وعليه مت، وعليه بعثت، إن شاء الله تعالى".

1149 -

* روى أحمد عن أبي سعيد الخدري قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال

1148 - ابن ماجه (2/ 1426) 37 - كتاب الزهد، 32 - باب ذكر القبر والبلي. وفي الزوائد: إسناده صحيح.

(ولا مشعوف): الشغف شدة الفزع حتى يذهب بالقلب.

(فيم كنت): أي في أي دين.

(ها هذا الرجل): أي الرجل المشهور بين أظهركم. ولا يلزم منه الحضور. وترك ما يشعر بالتعظيم لئلا يصير تلقينا. وهو لا يناسب موضع الاختبار.

(يحطم بعضها بعضا): من شدة المزاحمة.

(على اليقين كنت): يدل على أن من كان على اليقين في الدنيا، يموت عليه عادة وكذا في جانب الشك.

(إن شاء الله): للتبرك لا للشك.

(سمعت الناس): يريد أنه كان مقلدًا في دينه للناس، ولم يكن منفردا عنهم بمذهب.

(على الشك): أي خلاف اليقين اللائق بالإنسان.

1149 -

أحمد (2/ 3).

وكشف الأستار 01/ 412). =

ص: 1179

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن الأمة تبتلي في قبورها فإذا الإنسان دفن فتفرق عن أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده قال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. فيقول له: صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقول هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذا أمنت بربك فهذا منزلك فيفتح له باب من الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له اسكن ويفسح له في قبره. وإن كان كافرًا أو منافقًا يقول له ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا. فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول: هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت بربك فإن الله عز وجل أبدلك هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه مقمعه بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين" فقال بعض القوم: يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} " وزاد البزار: "{فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} ".

1150 -

* روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم تسمع أصواتهم".

1151 -

* روى أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتان القبر فقال عمر أترد عقولنا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم كهيئتكم اليوم" فقال عمر: بفيه الحجر.

1152 -

* روى أبو داود عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله

=مجمع الزوائد (3/ 47). وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح.

1150 -

المعجم الكبير (10/ 247).

مجمع الزوائد (3/ 56) وقال: رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.

1151 -

أحمد (2/ 172).

مجمع الزوائد (3/ 47). وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح.

1152 -

أبو داود (4/ 239) كتاب الجنائز، باب في المسألة في القبر، وعذاب القبر. وإسناده حسن.

ص: 1180

صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد بعد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، وبيده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه فقال:"تعوذوا بالله من عذاب القبر" مرتين، أو ثلاثا.

زاد في رواية (1): وقال: "أن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له: يا هذا، من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ ".

وفي رواية (2): "ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فبقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله، آمنت به، وصدقت".

زاد في رواية (3)"فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} ثم اتفقنا: "فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، وفسح له في قبره مد بصره، وإن الكافر

" فذكر موته، قال: "فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فينادي مناد من السماء: أن كذب، فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه".

= (ينكث): نكت في الأرض بيده وبقضيب: إذا أثر فيها بذلك

(1)

أبو داود: الموضع السابق.

(2)

أبو داود: الموضع السابق.

(3)

أبو داود: الموضع السابق.

(هاه هاه): من عادة المشدوه الحائر إذا خوطب أن يقول: هاه هاه، كأنه يستفهم عما يسأل عنه.

ص: 1181

زاد في رواية (1): "ثم يقيض له أعمى أبكم، معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا، فيضربه بها ضربة يسمعها من بيت المشرق والمغرب، إلا الثقلين، فيصيرا ترابًا، ثم تعاد فيه الروح".

1153 -

* روى أحمد عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر" مرتين أو ثلاثا، ثم قال:"إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال في الآخرة نزل الله ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجهوهم شمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفره من الله ورضوان قال: فتخرج فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان" قال: "فتخرج عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض" قال "فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون لهم فيشيعهم من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول اله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان: من ربك؟ فيقول ربي الله فيقولان: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذى بعث فيكم؟ فيقول: رسول الله. فيقولان له: ما عملك؟ فيقول:

(1) أبو داود: الموضع السابق.

(أبكم): الأبكم: الذي خلق أخرس.

1153 -

أحمد (4/ 287).

مجمع الزوائد (3/ 49) وقال: هو في الصحيح وغيره باختصار، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. =

ص: 1182

قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته فينادي منادي من السماء: أن صدق عبدي فافرشوا له من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال: "فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره" قال: "ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي بشرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن جيفة على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الريح الخبيثة فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمي بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ثم تطرح روحه طرحًا" ثم تلا: "{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} فيعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء: أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابًا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول: من أنت؟ فوجهك الذي يأتي بالشر فيقول: أنا عملك الخبيث فيقول: رب لا تقم الساعة".

= (السفود): الحديدة التي يشوى بها اللحم.

ص: 1183

وفى رواية عنه (1) أيضًا نحو هذا وزاد فيه "فيأتيه آت قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بهوان من الله وعذاب مقيم فيقول: فبشرك الله بالشر من أنت؟ فيقول: أنا عملك الخبيث كنت بطيئا عن طاعة الله سريعًا في معصيته فجزاك الله شرًا ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابًا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله ما كان فيضربه ضربه أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين". قال البراء ثم يفتح له باب إلى النار ويمهد له من فراش النار.

1154 -

* روى أحمد عن أسماء، أنها كانت تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت:"إذا دخل الإنسان قبره فإن مؤمنًا أحف به عمله الصلاة والصيام" قال: "فيأتيه الملك من نحو الصلاة فيرده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه اجلس" قال: "فيجلس فيقول له: ما تقول في هذا الرجل"؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم "قال من؟ قال: محمد، قال: أشهد أنه رسول الله" قال: "يقول: على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث". قال: "وإن كان فاجرًا أو كافرًا" قال: "جاء ملك ليس بينه وبينه شيء يرده". قال "فأجلسه قال: اجلس ماذا تقول عن هذا الرجل؟ قال أي رجل؟ قال: محمد، يقول: ما أدري والله سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته. قال له الملك: على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث وتسلط عليه دابة في قبره معها سوط ثمرته جمرة مثل البعير تضربه ما شاء الله صماء لا تسمع صوته فترحمه".

1155 -

* روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإذا كان مؤمنًا

(1) أحمد: الموضع السابق.

مجمع الزوائد (2/ 49) وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

1154 -

احمد (6/ 252).

والمعجم الكبير (24/ 105).

مجمع الزوائد (3/ 51) وقال: رواه أحمد وروى الطبراني منه طرفا في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح.

1155 -

مجمع الزوائد (3/ 51) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، ولأبي هريرة في الأوسط أيضًا رفعه =

ص: 1184

كانت الصلاة عند رأسه، والزكاة عن يمينه، والصوم عن شماله وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس من قبل رجليه، فيؤتي من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ليس قبلي مدخل، فيؤتي عن يمينه، فتقول الزكاة: ليس قبلي مدخل، ويؤتي من قبل شماله فيقول الصوم: ليس قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه: فيقول فعل الخيرات إلى الناس: ليس من قبلي مدخل فيقال له أجلس فيجلس وقد مثلت له الشمس للغروب فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان قبلكم يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقناه واتبعناه، فيقال له: صدقت وعلى هذا حييت وعلى هذا مت وعليه تبعث إن شاء الله ويفسح له قبره مد بصره فذلك قول الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} ويقال: افتحوا له بابا إلى النار فيقال: هذا كان منزلك لو عصيت الله عز وجل فيزداد غبطة وسرورا. ويقال: افتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح له فيقال: هذا منزلك وما أعده الله لك فيزداد غبطةٌ وسروراً، فيعاد الجلد إلى ما بدا منه، ويجعل روحه في نسم طير يعلق في شجر الجنة، وأما الكافر فيؤتي من قبل رأسه فلا يوجد شيء، فيؤتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء، فيجلس خائفًا مرعوبًا فيقال له: ما تقول في هذا الرجل كان فيكم وما تشهد به؟ فلا يهتدي لاسمه فيقال: محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: سمعت الناس يقولون شيئًا فقلت كما قالوا فيقال له: صدقت على هذا حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ويضيق عليه قبره حتي تختلف أضلاعه فذلك قول الله عز وجل: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} فيقال: افتحوا له بابا إلى الجنة فيقال له: هذا كان منزلك وما أعد الله لك لو أطعته، فيزاد حسرة وثبورا ثم يقال: افتحوا له بابا إلى النار فيفتح له إليها فيقال: هذا

= قال: يؤتي الرجل في قبره فإذا أتى من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن وإذا أتى من قبل يديه رفعته الصدقة وإذا أتى من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد والصبر حجره فقال: أما إني لو رأيت خليلًا كنت صاحبه.

وروى البزار طرفاً منه. (كشف الأستار 1/ 413).

(ويجعل روحه): الروح تذكر وتؤنث.

ص: 1185

منزلك وما أعد الله لك فيزداد حسرةً وثبوراً". قال أبو عمر يعني الضرير قلت لحماد ابن سلمة كان هذا من أهل القبلة؟ قال: نعم: قال أبو عمر كأنه يشهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه كأن يسمع الناس يقولون شيئًا فيقوله.

1156 -

* روى ابن ماجه عن سالم عن أبيه، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان، فأين هو؟ قال:"في النار" قال فكأنه وجد من ذلك فقال: يا رسول الله فأين أبوك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار" قال فأسلم الأعرابي بعد وقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار.

1157 -

* روى الطبراني عن قتادة أن أنسا دفن ابنا له فقال: اللهم جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وأبدله داراً خيراً من داره.

1158 -

* روى أحمد عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يأكل التراب كل الإنسان إلا عجب ذنبه" قيل: وما مثله يا رسول الله؟ قال: "مثل حبة الخردل منه تنبتون".

1159 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

1156 - ابن ماجه (1/ 501) 6 - كتاب الجنائز، 48 - باب ما جاء في زيارة قبور المشركين.

وقال في الزوائد: إسناد هذا الحديث صحيح.

1157 -

المعجم الكبير (1/ 244).

مجمع الزوائد (3/ 44) وقال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات.

1158 -

أحمد (3/ 28)

مجمع الزوائد (10/ 332) وقال رواه أحمد، وإسناده حسن.

1159 -

مسلم (2/ 1255) 25 - كتاب الوصية، 3 - باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته.

وأبو داود (3/ 117) كتاب الصيد، باب ما جاء في الصدقة عن الميت.

والترمذي (2/ 660) 13 - كتاب الأحكام، 36 - باب في الوقف.، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي (6/ 251) 30 - كتاب الوصايا، 8 - فضل الصدقة عن الميت.

(صدقة جارية): الصدقة الجارية: هي الدارة المتصلة، كالوقف وما يجري مجراه.

ص: 1186

1160 -

* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يتبع الميت ثلاث: أهله، وماله، وعمله، فيرجع اثنان، ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى عمله".

1161 -

* روى الطبراني عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن كعب، قال: لما حضرته الوفاة أتته أم مبشر فقالت اقرأ على النبي السلام. فقال لها: أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "روح المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يبعث يوم القيامة" قالت: بلى ولكن ذهلت.

1162 -

* روى مالك بن كعب بن مالك رضي الله عنه، كان يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم:"إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة يرجعه الله في جسده يوم يبعثه".

أقول: الظاهر أن هذا ليس عامًا في كل مؤمن بل هو خاص بالشهداء وبمن يكرمه الله عز وجل من أهل خاصته.

1163 -

* روى مسلم عن مسروق رحمه الله قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (1) فقال: أما إن قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى

1160 - البخاري (11/ 362) 81 - كتاب الرقاق، 42 - باب سكرات الموت

مسلم (4/ 2273) 53 - كتاب الزهد والرقائق، حديث (5).

والترمذي (4/ 589) 37 - كتاب الزهد، 46 - باب ما جاء مثل ابن آدم وأهله وولده وماله وعمله.

وقال: حديث حسن صحيح.

1161 -

مجمع الزوائد (2/ 229) وقال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.

1162 -

الموطأ (1/ 240) 16 - كتاب الجنائز، 16 - باب جامع الجنائز.

والنسائي (4/ 108) 21 - كتاب الجنائز، 117 - باب أرواح المؤمنين.

(النسمة): الروح والنفس، و"يعلق" أي يأكل.

1163 -

مسلم (3/ 1502) 33 - كتاب الإمارة، 33 - باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.

(1)

آل عمران: 169.

ص: 1187

تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعه، فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لم يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب، نريد أن ترد علينا أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا".

وفي رواية الترمذي (1): أنه سئل عن قوله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك؟ فأخبرنا أن: "أرواحهم في طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، فاطلع ربك اطلاعه، فقال: هل تستزيدون شيئا، فأزيدكم؟ قالوا: ربنا، وما نستزيد ونحن في الجنة نسرح حيث شئنا؟! ثم اطلع إليهم الثانية، فقال: هل تستزيدون شيئا، فأزيدكم؟ فلما رأوا أنهم لا يتركون، قالوا: تعيد أرواحنا في أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا فنقتل في سبيلك مرة أخرى".

وللترمذي (2) في رواية أخرى- مثله- وزاد: "وتقرئ نبينا السلام، وتخبره أن قد رضينا، ورضي عنا".

1164 -

* روى أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا".

(1) الترمذي (5/ 231) 48 - كتاب تفسير القرآن، 4 - باب ومن سورة آل عمران. وقال: حديث حسن صحيح.

(سرحت): الماشية: إذا ذهبت للرعي، فاستعاره الطير.

(2)

الترمذي الموضع السابق. وقال: حديث حسن.

1164 -

أحمد (1/ 266).

والمعجم الكبير (10/ 405).

مجمع الزوائد (5/ 294) وقال: رواه أحمد وإسناده رجاله ثقات، ورواه الطبراني في الكبير والأوسط.

ص: 1188

1165 -

* روى أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهداء على باب بارق نهر بباب الجنة يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا".

* * *

1165 - أحمد (1/ 266).

والمعجم الكبير (10/ 405).

مجمع الزوائد (5/ 298) وقال: رواه أحمد، والطبراني ورجال أحمد ثقات.

ص: 1189