المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نصوصفي:السحر والكهانة والتنجيم - الأساس في السنة وفقهها - العقائد الإسلامية - جـ ٣

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌الفقرة العشرونفي:صفة المسيح ابن مريم عليه السلام ونزوله

- ‌مقدمة

- ‌نصوص

- ‌مسائل وفوائد

- ‌جدول ما ثبت بالقرآن والسنة من أمارات المسيح عيسى عليه السلام

- ‌بعض ما ورد من أحوال أمه عليهما السلام

- ‌محل ولادته عليه السلام وكيفية ذلك

- ‌أحوال مريم بعد ولادته عليه السلام

- ‌وجاهة عيسى عليه السلام

- ‌خصائص عيسى المسيح عليه السلام

- ‌حليته عليه السلام وقت نزوله

- ‌بعض أحواله عليه السلام وقت نزوله

- ‌محل نزوله عليه السلام ووقت نزوله

- ‌أحوال الحاضرين في المسجد وقت نزوله عليه السلام

- ‌بعض أحواله بعد نزوله عليه السلام

- ‌المشروعات التي يقوم بها بعد نزوله عليه السلام

- ‌البركات الظاهرة والباطنة في زمنه عليه السلام

- ‌أحوال العرب في ذلك الزمان

- ‌وفاته عليه السلام وبعض الأحوال قبل وفاته

- ‌أحوال المسلمين بعد وفاته عليه السلام

- ‌الفقرة الحادية والعشرونفي:يأجوج ومأجوج

- ‌مقدمة

- ‌القبائل المنغولية واليواشية:

- ‌منغوليا، مهد الشعوب القديمة:

- ‌نصوص

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة الثانية والعشرونفيلا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق

- ‌مقدمة

- ‌الفقرة الثالثة والعشرونفي:نار عدن

- ‌مقدمة

- ‌النصوص

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الوصل الثانيفيالموت والحياة البرزخية

- ‌المقدمة

- ‌بعض النصوص القرآنية

- ‌النصوص الحديثية

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الوصل الثالثفيالساعة وما يأتي بعدها

- ‌المقدمة

- ‌الفقرات

- ‌الفقرة الأولىعرض إجمالي

- ‌الفقرة الثانيةفي:النفختين وفي: يوم القيامة

- ‌1 - النصوص القرآنية

- ‌2 - النصوص الحديثية

- ‌3 - بعض ما يكون بالنفخة الأولى

- ‌4 - بعض ما يكون بالنفخة الثانية

- ‌الفقرة الثالثةفيالحشر

- ‌1 - النصوص القرآنية

- ‌2 - نصوص حديثية

- ‌الفقرة الرابعةفي:مشاهد من القرآن الكريم فيما يجري فياليوم الآخر من حوار

- ‌الفقرة الخامسةفي:أحاديث تصف بعض ما في الموقف وما بعده

- ‌تعليق وتأكيد:

- ‌الفقرة السادسةفيالحوض

- ‌النصوص

- ‌فوائد

- ‌الفقرة السابعةفي:الحساب والميزانعرض إجمالي

- ‌النصوص

- ‌الفقرة الثامنةفي:الصراطعرض إجمالي

- ‌النصوص

- ‌الفقرة التاسعةفي:الشفاعات

- ‌النصوص

- ‌الفقرة العاشرةفي:الجنة والنار:

- ‌1 - المقدمة

- ‌2 - مشاهد من القرآن الكريم

- ‌2 - نصوص حديثيه في النار

- ‌4 - نصوص حديثيةفي ما وصف به أهل الجنة وبعض نعيم أهلها

- ‌5 - في بعض ما ورد في آخر أهل النار خروجًا منه

- ‌6 - رؤية الله تعالى في الآخرة

- ‌مقدمة

- ‌النصوص

- ‌7 - في ذبح الموت

- ‌8 - في متفرقاتفي الجنة والنار وبعض صفات أهلهماوبعض ما يحصل لأهل كل منهما

- ‌9 - الجنة والنار مخلوقتان موجودتان

- ‌الفقرة الحادية عشر{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ}

- ‌خاتمة الباب الثاني

- ‌الباب الثالثفي:مباحث عقدية

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأولفي:بعض المشوشات الزائفة على النبوةالسحر والكهانة والتنجيم

- ‌المقدمة

- ‌نُقولفي:السحر والكهانة والتنجيم

- ‌نصوصفي:السحر والكهانة والتنجيم

- ‌الفصل الثانيفي:نسبة الحادثات إلى الأسبابمقطوعة عن الله عز وجل

- ‌مقدمة

- ‌النصوص

- ‌الفصل الثالثفي:الطيرة والفأل والشؤم والعدوىوما يجري مجراها

- ‌المقدمة

- ‌النصوص

- ‌الفصل الرابعفي:العين والتمائم والرقي

- ‌المقدمة

- ‌النصوص

- ‌1 - في: العين

- ‌2 - في: التمائم

- ‌3 - في: الرقى

- ‌الفصل الخامسفيالنذر

- ‌عرض إجمالي

- ‌الفقرات

- ‌الفقرة الأولىفي:حكم النذر ومتى يجب الوفاء به

- ‌الفقرة الثانيةفي:النذر فيما لا يطيق

- ‌الفقرة الثالثةفي:حكم مراعاة المكان في النذر

- ‌الفقرة الرابعةفي:قضاء الحي نذر الميت

- ‌الفقرة الخامسةفي:نذر الجاهلية إذا وافق عبادة إسلامية

- ‌الفقرة السادسةفي:متى يكون للنذر حكم اليمين

- ‌الفقرة السابعةفي:نذر صيام يوم النحر

- ‌الفقرة الثامنةفي:نذر المقيم بمكة أو بالمدينة المنورة الصلاة ببيت المقدس

- ‌الفقرة التاسعةفي:موضوعات متعددة

- ‌نقول ومسائل وفوائد

- ‌الفصل السادسفي:اليمين

- ‌عرض إجمالي

- ‌الفقرات

- ‌الفقرة الأولى:في:بعض أقوال العلماء في اليمين

- ‌الفقرة الثانيةفي:بعض ما ورد في القرآن الكريم في اليمين

- ‌الفقرة الثالثةفي:بعض ما ورد في الحلف بغير الله

- ‌الفقرة الرابعةفي:اليمين الغموس

- ‌الفقرة الخامسةفي:أن الاستثناء في اليمين يلغي اليمين

- ‌الفقرة السادسةفيمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها

- ‌الفقرة السابعةفي:متفرقات في الإيمان

- ‌اليمين على نية المستحلف:

- ‌بعض ما حلف به رسول الله صلى الله عليه وسلم أو حلف:

- ‌هل للحلف مكان

- ‌الترهيب من اقتطاع الحقوق بالإيمان وفي أن البينة على المدعي واليمين على من أنكر:

- ‌كفارة الأيمان المنعقدة:

- ‌المسائل والفوائد

- ‌خاتمة قسم العقائدمؤمنون لا فلاسفة

الفصل: ‌نصوصفي:السحر والكهانة والتنجيم

‌نصوص

في:

السحر والكهانة والتنجيم

1436 -

* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه فعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال: "أشعرت يا عائشة، أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ " قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ فقال: "جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي، من بني زريق، قال: فماذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان- ومن الرواة من قال: في بئر ذروان، قال: في بئر ذروان، قال: وذروان: بئر في بني زريق- فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها، وعليها نخل، قال: ثم رجع إلى عائشة، فقال: "والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين" قلت: يا رسول الله، أفأخرجته؟ قال:"لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثور على الناس منه شرًا، وأمر بها فدفنت".

وفي رواية (1): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر، حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.

وفيها: رجل من بني زريق حليف ليهودي وكان منافقًا.

قال محقق الجامع: قال النووي في شرح مسلم: قال القاضي عياض: كل ما جاء في

1436 - البخاري (10/ 225) 76 - كتاب الطب، 50 - باب السحر.

مسلم (4/ 1719) 29 - كتاب السلام، 17 - باب السحر.

(1)

البخاري (10/ 1719) 76 - كتاب الطب، 49 - باب هل يستخرج السحر؟.

(مطبوب) المطبوب: السحور، سمي بذلك تفاؤلا بالطب الذي هو العلاج، كما قيل المديغ: سليم تفاؤلا بالسلامة.

(جف طلعة) الجف: وعاء الطلع وغشاؤه الذي يكنه.

(أثور) بمعنى: أثير، أي: أظهر وأهيج.

ص: 1471

الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء لم يفعله ونحوه فمحمول على التخيل بالبصر، لا لخلل تطرق إلى العقل، وليس في ذلك ما يدخل لبسا على الرسالة ولا طعنًا لأهل الضلالة، قال: وقد جاء روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه، لا على عقله وقلبه واعتقاده.

1437 -

* روى النسائي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود، فاشتكى لذلك أيامًا، فأتاه جبريل فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدًا في بئر كذا وكذا، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجها فحلها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما أنشط من عقال، فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط.

أقول: والظاهر أن هذه حادثة أخرى غير التي ذكرتها الرواية السابقة.

1438 -

* روى مالك عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أعتقت جارية لها عن دبر منها، ثم إن عائشة مرضت، فدخل عليها سندي، فقال: إنك مطبوبة، فقالت: من طببني؟ قال: امرأة من نعتها كذا وكذا، وقد بال في حجرها صبي، فقالت عائشة: ادع لي فلانة، لجارية لها تخدمها، فوجدوها في بيت جيران لها، في حجرها صبي قد بال، فقالت: حتى اغسل بول هذا الصبي، فغسلته: ثم جاءت فقالت لها عائشة: أسحرتيني؟ فقالت: نعم، فقالت: لم؟ قالت: أحببت العتق، قالت عائشة: والله لا تعتقي أبدًا، فأمرت ابن أخيها أن يبيعها من الأعراب ممن يسيئ ملكتها، ثم اتبع بثمنها رقبة حتى أعتقها، ففعلت. قالت عمرة: فلبثت عائشة ما شاء الله من الزمان، ثم إنها رأت في النوم أن اغتسلي من ثلاث أبور يمد بعضها بعضا، فإنك تشفين فاغتسلت، فشفيت".

1437 - النسائي (7/ 112) 27 - كتاب تحريم الدم، 20 - سحرة أهل الكتاب.

وإسناده صحيح.

1438 -

رواه مالك وإسناده صحيح.

قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على شرح السنة للبغوي (12/ 189): وهو مما انفرد بروايته أبو مصعب الزهري العوفي قاضي المدينة أخذ رواه الموطأ عن مالك، وقد قالوا: إن في موطئه زيادة نحو مائة حديث عن سائر الموطآت، وهو من آخر الموطآت التي عرضت على مالك رحمه الله.

ص: 1472

أقول: إن كلام السندي لعائشة يدل على أن هناك ناسًا يكتشفون السحر والساحر، وقد وجد في البيئات الإسلامية من يحلون السحر إذا وقع بطريق مشروع، مثل هذا لا حجر عليه ولا إنكار فيه، وهناك فارق بين الساحر وبين من يحل السحر أو يكتشفه.

1439 -

* روى أبو داود عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد".

1440 -

* روى البخاري عن قتادة بن دعامة قال: خلق الله هذه النجوم لثلاث، جعلها الله زينة السماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات نهتدي بها، فمن تأول فيها غير هذا، فقد أخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا يعنيه، وما لا علم له به، وما عجز عن علمه الأنبياء والملائكة، صلوات الله عليهم أجمعين.

وعن الربيع مثله، وزاد: والله ما جعل الله في نجم حياة أحدٍ ولا رزقة ولا موته، وإنما يفترون على الله الكذب، ويتعللون بالنجوم.

قال محقق الجامع:

ذكره البخاري تعليقًا 6/ 211 في بدء الخلق، باب في النجوم إلى قوله: ولا علم له به، قال الحافظ في "الفتح": وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه به، وزاد في آخره: و'ن ناسًا جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة، من غرس بنجم كذا كان كذا، ومن سافر بنجم كذا كان كذا، ولعمري ما في النجوم نجم إلا ويولد به الطويل والقصير، والأحمر والأبيض، والحسن والدميم، وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر شيء من هذا الغيب. أهـ.

أقول: إنما ترمى الشياطين بالشهب، والشهب جزء من عالم النجوم، فأطلق هنا الكل وأريد الجزء وذلك من باب قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ

1439 - أبو داود (4/ 15) كتاب الطب 220 - باب في النجوم.

وابن ماجه (3/ 1228) 32 - كتاب الأدب، 28 - باب تعلم النجوم.

وهو حديث حسن.

1440 -

البخاري (6/ 295) 59 - كتاب بدء الخلق، 2 - باب في النجوم.

ص: 1473

فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} (1).

قال ابن الأثير:

(الرجوم) جمع رجم، وهو مصدر سمي به ما يرجم به، ومعنى كونها رجومًا لهم: أن الشهب التي تنقض لرمي الشياطين، منفصلة من نار الكواكب، لا أنهم يرجمون بالكواكب أنفسها، لأنها ثابتة في الفلك على حالها، وما ذاك إلا كقيس يؤخذ من نار، والنار ثابتة في مكانها. أهـ.

أقول: ليس شرطًا أن تكون الشهب منفصلة عن الكواكب المرئية، بل قد تكون قطعًا من كواكب منفجرة، والمعروف أن في مجموعتنا الشمسية كوكبًا متفجرًا أضحت أجزاؤه مبعثرة، وموقعه بين المريخ والمشتري.

1441 -

* روى مسلم عن صفية بنت أبي عبيد رحمها الله عن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقة/ لم تقبل له صلاة أربعين يومًا".

1442 -

* روى الطبراني عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافًا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة".

1443 -

* روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهنًا فصدقة بما يقول، أو أتى امرأة في دبرها- في رواية: امرأة حائضًا- فقد برئ مما أنزل على محمد".

(1) آل عمران: 172.

1441 -

مسلم (4/ 1751) 29 - كتاب السلام، 25 - باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان.

(غراقًا) العراف كالكاهن، وقيل: هو الساحر.

1442 -

مجمع الزائد (5/ 118) وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات.

1443 -

أبو داود (4/ 15) كتاب الطب، باب الكاهن.

وأحمد (2/ 408).

والترمذي (1/ 243) كتاب الطهارة، 102 - باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض. =

ص: 1474

أقول: هناك ناس لهم صلة بجن مؤمنين، فهؤلاء يمكن أن يعرفوا بواسطة هؤلاء الجن بعض أحداث وقعت، فإذا ثبت صدقهم فإن هؤلاء لا يدخلون في باب الكهانة والعرافة وما يقدمونه من خدمات ليس بمستنكر إذا كانوا لا يلبسون على الناس، ولا يقربون محرمًا، وأمرهم ولا يستعملون وسيلة حركها الشارع.

1444 -

* روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضي الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع- ومسترقو السمع هكذا، بعضه فوق بعض- ووصف سفيان بكفه، فحرقها، وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيان الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركها الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء" وذكر في رواية: قراءة من قرأ (فرغ) وقال سفيان عن عمرو: (فزع) قال: وهي قراءتنا.

أقول: إن الناقل إلى الكاهن هو شيطان من الشياطين، وهو غير مؤتمن على النقل عن الملائكة أو غيرهم، وهذا فارق كبير بين وحي الأنبياء وكهانة الكهان، وحي الأنبياء معصوم، لأنه يصل إلينا بواسطة معصومين من الملائكة والنبيين، وغير ذلك محله الاتهام

= وابن ماجه (1/ 201) 1 - كتاب الطهارة، 122 - باب النهي عن إتيان الحائض.

والدرامي (1/ 251) كتاب الصلاة والطهارة، باب من أتى امرأته في دبرها.

وهو حديث صحيح.

1444 -

البخاري (8/ 527) 65 - كتاب التفسير، 1 - باب {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا

}.

والترمذي (5/ 362) 48 - كتاب التفسير، 35 - باب ومن سورة سبأ- وقال حديث حسن صحيح.

(خضعانًا) الخاضع: المطيع المنقاد الذليل، وخضعانًا جمعه.

(صفوان) الصفوان: الحجر الأملس.

(فزع عن قلوبهم) أي: كشف عنها الفزع، ومن قرأ (فزع) بالراء والغين المعجمة، أراد: فرغت قلوبهم من الخوف.

(فحرفها) حرفها: أي أمالها عن جهتها المستقيمة.

ص: 1475

والتكذيب، وقد يصدق الكذوب.

1445 -

* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال: "ليسوا بشيء" قالوا: يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانًا بالشيء، فيكون حقًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقذفها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة".

زاد في رواية (1): "فيرقوها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة".

وفي رواية (2): "فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة".

وفي رواية (3)، قالت: سألت أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وذكرت مثله.

وللبخاري في رواية (4)، قال: "الملائكة تحدث في العنان- والعنان: الغمام- بالأمر يكون في السماء، فتسمع الشياطين الكلمة، فتقرها في أذن الكاهن كما تقر

1445 - البخاري (10/ 216) 76 - كتاب الطب، 46 - باب الكهانة.

مسلم (4/ 1750) 29 - كتاب السلام، 25 - باب تحريم الكهانة.

(الكهان): جمع كاهن، وهو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضًا ويخطئ أبعاضًا، برغم أن الجن تخبره بذلك كما كان يفعله في الجاهلية شق وسطيح، وغيرهما من الكهان، وهو ما أبطله الإسلام وحرمه، ونهى عن الذهاب إليه، واستماع كلامه وتصديقه بما يخبر به.

(يخطفها): أي: يسلبها بسرعة.

(فيقذفها) يقذفها: أي يلقيها إليه.

(1)

البخاري (13/ 252) 97 - كتاب التوحيد، 57 - باب قراءة الفاجر والمنافق.

(كقرقرة الدجاجة) القرقرة: ترديدك الكلام في أذن الأضم حتى يفهم كما يستخرج ما في القارورة شيئًا بعد شيء إذا أفرغت، ومن رواه كقر الدجاجة، أراد: صوتها إذا قطعته، يقال: قرت الدجاجة تقر قرا وقريرا: إذا قطعت صوتها، فإن رددته قيل: قرقرت قرقرة، ومنه ضر الباب: إذا صوت، وصرصر البازي، لما في صوته من الترديد، والمعنى: أن الجني يقذف تلك الكلمة إلى وليه الكاهن فيتسامع به الشياطين، كما تؤذن الدجاجة بصوتها صاحباتها فتتجاوب، ومن شأنها: أن الواحدة منهن إذا صاحت صاح سائرهن. قال الخطابي: ويجوز أن تكون الرواية "كقر الزجاجة" بالزاي، وتغضدها الرواية الأخرى "كما تقر القارورة" والقارورة: الزجاجة.

يقول: فيقره في أّن الكاهن، كما يقر الشيء في القارورة وفي الزجاجة، والله علم.

(2)

مسلم (4/ 1750) 29 - كتاب السلام، 35 - باب تحريم الكهانة.

(3)

مسلم: نفس الوضع السابق.

(4)

البخاري (6/ 338) 59 - كتاب بدء الخلق، 11 - باب صفة إبليس وجنوده.

ص: 1476

القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة".

وفي أخرى له نحوه، وزاد في آخره، "من عند أنفسهم".

قال البغوي في شرح السنة في تفسير الخطف: يخطفها الجني. أي: يأخذها ويستلبها بسرعة، كما قال الله سبحانه وتعالى:{إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} (1) أي استرق السمع بسرعة أهـ.

أقول: لابد من التفريق بين ما هو إخبار عن المستقبل وبين ما هو إخبار عن حاصل، وبين صلة إنسان مسلم بجني مسلم، وبين صلة بالشياطين، فصلة الإنسان المسلم بجني مسلم ثابتة وواقعة، وقد يترتب عليها شيء من نفع.

1446 -

* روى مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار: أنهم بينا هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجم واستنار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فإنها لا يرمى بها لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكن ربنا- تبارك اسمه- إذا قضى أمرًا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبروهم ما قال، فيستخير بعض أهل السموات بعضًا، حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا، فيخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم، ويرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يفرقون فيه ويزيدون".

(1) الصافات: 10.

1446 -

مسلم (4/ 1750) 39 - كتاب السلام، 35 - باب تحريم الكهانة.

والترمذي: (5/ 362) 48 - كتاب التفسير، 35 - باب ومن سورة سبأ.

وقال: حديث حسن صحيح.

ص: 1477

وفي رواية (1): رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" وزاد "وقال الله: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} (2).

وللترمذي (3) في أخرى: أن ابن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس

وذكر الحديث، ولم يذكر فيه: عن رجل من الأنصار.

1447 -

* روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال: من أتى كاهنا أو عرافًا وتيقن بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

* * *

(1) مسلم (4/ 751) 39 - كتاب السلام، 35 - باب تحريم الكهانة.

(2)

سبأ: 32.

(3)

الترمذي (5/ 363) 48 - كتاب التفسير، 35 - باب "ومن سورة نبأ". وقال: حديث حسن صحيح.

1447 -

المعجم الكبير: (10/ 93).

مجمع الزوائد: (5/ 118) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال فصدقه. وكذلك رواية البزار ورجال الكبير والبزار ثقات.

ص: 1478