الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثالث
13 -
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما، قَالَ: رَقِيْتُ يَوْماً عَلَى بَيْتِ حَفْصَةَ ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ ، مُسْتَدْبِرَ الْكَعْبَةِ». (1).
(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (145)، كتاب: الوضوء، باب: من تبرز على لبنتين، و (147، 148)، كتاب: الوضوء، باب: التبرز في البيوت، و (2935)، كتاب: أبواب الخمس، باب: ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وما نسب من البيوت إليهمن، ومسلم (266)، (1/ 224 - 225)، كتاب: الطهارة، باب: الاستطابة، وعنده:«القبلة» بدل «الكعبة» ،.
ورواه أيضا: أبو داود (12)، كتاب: الطهارة، باب: الرخصة في ذلك، والنسائي (23)، كتاب: الطهارة، باب: الرخصة في ذلك في البيوت، والترمذي (11)، كتاب: الطهارة، باب: ما جاء من الرخصة في ذلك، وابن ماجه (322)، كتاب: الطهارة، باب: الرخصة في ذلك في الكنيف، وإبحاته دون الصحارى.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
«معالم السنن» للخطابي (1/ 16)، و «الاستذكار» لابن عبد البر (2/ 440)، و «عارضة الأحوذي» =
* التعريف:
عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، القرشي، العدوي.
كنيته: أبو عبد الرحمن، كان من فقهاء الصحابة ومفتيهم، وزهادهم، ومتورعيهم (1)، وممن اعتزل الفتنة، فلم (2) يقاتل مع أحد من (3) الفريقين تورعا لما أشكل عليه الأمر، ثم ندم على ترك القتال مع علي رضي الله عنه لما تبينت له الفئة الباغية، وقال لمن سأله: عففت يدي فلم أقاتل، والمقاتل على الحق أفضل (4).
وقال عند موته: لا آسى على شيء من الدنيا إلا تركي لقتال الفئة الباغية (5).
= لابن العربي (1/ 26)، و «إكمال المعلم» للقاضي عياض (2/ 66)، و «المفهم» للقرطبي (1/ 522)، و «شرح مسلم» للنووي (3/ 155)، و «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (1/ 56)، و «التوضيح» لابن الملقن (1/ 110)، و «فتح الباري» لابن حجر (1/ 247)، و «عمدة القاري» للعيني (2/ 279)، و «كشف اللثام» للسفاريني (1/ 194)، و «نيل الأوطار» للشوكاني (1/ 98).
(1)
في (خ): متورعوهم).
(2)
في (خ): ولم.
(3)
منليست في (ق).
(4)
رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 164)، والحاكم في «المستدرك» (6360)، وعندهمما: كففت يدي ....».
(5)
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى» (4/ 187)، وغيره.
ولم يكن يتخلف عن سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أولع بالحج في الفتنة، وبعدها، وكان من أعلم الناس بالمناسك.
وهو شقيق حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أمهما زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة الجمحية.
وقيل: إنه أسلم قبل أبيه، قالوا: ولا يصح، بل كان ينكر ذلك، والصحيح أنه هاجر قبل أبيه، وقيل: بل هاجر معه، ولم يكن حينئذ بالغا، واستصغره النبي صلى الله عليه وسلم عام أُحُد، وهو ابن أربع عشرة، وأجازه في الخندق، وهو ابن خمس عشرة سنة.
وقال الواقدي: استصغر (1) عام بدر، وأجازه عام أحد.
والأول أصح.
وُفتحت مكة وله عشرون سنة، وقيل: إنه أول من بايع بالحديبية بيعة الرضوان تحت الشجرة، ولم يصح.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأخته حفصة: «إن أخاك رجل صالح لو أنه يقوم من الليل» ، فلم يترك قيام الليل بعدها (2).
قال جابر: ما منا إلا من نال من الدنيا، ونالت منه، إلا عمر وابنه (3).
(1) في (ق): "ستصغره.
(2)
رواه البخاري (1070)، كتاب: التهجد، باب: فضل قيام الليل، ومسلم (2479)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(3)
رواه الحاكم في «المستدرك» (6369)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (31/ 108).
روي أنه رئي ساجدا في الكعبة، وهو يقول: اللهم إنك تعلم أنه لا يمنعني من مزاحمة قريش على هذه الدنيا إلا خوفك (1).
وكان كثير الصدقة، ومن عادته إذا استحسن شيئًا من ماله، تصدق به، وكان رقيقه قد عرفوا منه ذلك، فكانوا يقبلون على الطاعة (2)، ويلازمون المسجد فيعتقهم، فقيل: إنهم يخدعونك، فقال: من خدعنا بالله، انخدعنا له (3).قال نافع: ما مات ابن عمر حتى أعتق (4)
ألف إنسان، أو أزيد. روى ابن وهب عن مالك: أنه قال: بلغ ابن عمر ستا وثمانين سنة، وأفتى (5) في الإسلام ستين سنة، وروى عنه نافع علما جما.
وروى ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: اجتمع في الحجر مصعب، وعروة، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، فقالوا: تمنوا، فقال عبد الله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة، وقال عروة: أما أنا، فأتمنى الخلافة، وقال عروة: أما أنا، فأتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب: أما
أنا، فأتمنى إمرة العراق،
(1) رواه الحاكم في «المستدرك» (6370)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (31/ 191).
(2)
«على الطاعة» ليس في «ق» .
(3)
رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 167).
(4)
في «ق» : «عتق» .
(5)
في «ق» : «وأوفى» .
والجمع بين عائشة بنت طلحة، وسكينة بنت الحسين، وقال ابن عمر:
أما أنا، فأتمنى المغفرة، فنالوا كلهم ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غُفر له (1).
وذكر غير واحد منالعلماء: أنه توفي بمكة سنة ثلاث وسبعين بعد ابن الزبير بثلاثة أشهر، وقيل: بستة (2) أشهر، وأوصى أن يدفن في الحل، فلم يقدر على ذلك من أجل الحجاج، فدفن بذي طوى.
وكان ابن عمر يتقدم الحَجاج في المواقف وغيرها، وقال له
-وقد خطب فأخر الصلاة-: إن الشمس لا تنتظرك، فقال: لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك، فقال: إن تفعل، فإنك سفيه مسلط، فعز ذلك عليه، فأمر رجلاً فسم زج رمحه وزحمه، في الطواف، فوضع الزج على قدمه، فمرض منها أياما، فدخل عليه الحجاج، فقال: من فعل بك يا أبا عبد الرحمن؟! فقال (3): وما تصنع به؟ قال: قتلني الله إن لم أقتله، قال: لست بفاعل، قال: ولم؟ قال: لأنك الذي أمرت به (4).
وروي عنه أنه قال: قتلني الذي أمر بإدخال السلاح الحرم، ولم يكن يدخل به. ومات، فصلى عليه الحجاج.
(1) رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (1/ 309)، ومن طريقه: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (40/ 267).
(2)
في «خ» : «ستة» .
(3)
في «ق» : «قال» .
(4)
انظر: «الإستيعاب» لإبن عبد البر (2/ 952).
روى عنه: أولاده: سالم، وحمزة، وعبد الله، وبلال، وابن ابنه
محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وابن أخي حفص بن عاصم بن عمر، ونافع مولاه، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وطاوس بن كيسان اليماني، ومجاهد بن جبر - بفتح الجيم وسكون الباء الموحدة وراء مهملة -، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعمرو بن دينار، وخلْق سواهم.
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف حديث، وست مئة وثلاثون حديثًا، اتفقا على مئة وسبعين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بأحد وثلاثين حديثًا (1)، والله أعلم.
* ثم الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: (رقي) - بكسر القاف- يرقى- بفتحها-: إذا صعد منبرا، أو سُلَّمًا، ونحو ذلك، وعكسه من الرقية، يقال: رقيت
(1) وانظر ترجمته في: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (3/ 142)، و «التاريخ الكبير» للبخاري (5/ 2)، و «الثقات» لابن حبان (3/ 209)، و «المستدرك» للحاكم (3/ 641)، و «الإستيعاب» لابن عبد البر (3/ 950)، و «تاريخ دمشق» لابن عساكر (31/ 79)، و «صفة الصفوة» لابن الجوزي (1/ 563)، و «أسد الغابة» لابن الأثير (3/ 336)، و «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (1/ 261)، و «تهذيب الكمال» للمزي (15/ 180)، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (3/ 203)، و «تذكرة الحفاظ» له أيضا (1/ 37)، و «الإصابة في تمييز الصحابة» لابن حجر (4/ 181)، و «تهذيب التهذيب» له أيضا (5/ 287).
الرجل أرقيه (1).
الثاني: قد تقدم الكلام في حديث أبي أيوب رضي الله عنه على الجمع بينه وبين هذا الحديث، وقد تقدم أيضا ذكر اختلاف مذاهب العلماء في ذلك بما يغني عن الإعادة،
وتقدم أيضا الكلام على الشام.
وأما الكعبة - شرفها الله تعال -، فهي البيت الحرام.
قال الجوهري: سمي بذلك؛ لتربيعه (2).
قلت: وأصل التكعب في اللغة: الارتفاع، ومنه الكاعب، وهي الجارية التي بدا ثديها للنهود، وكعوب الرمح: النواشر في أطراف الأنابيب، ومنه أيضا: الكعبان، وهما الناتئان عند ملتقى الساق والقدم.
وأنكر الأصمعي قول الناس: إنه في ظهر القدم (3)، وقد أوضحت ذلك في شرح «الرسالة» ، أعان الله على إكماله.
* * *
(1) انظر: «الصحاح» للجوهري (6/ 2361)، (مادة: رقي).
(2)
انظر: «الصحاح» للجوهري (1/ 213)، (مادة: كعب).
(3)
انظر: «تهذيب اللغة» للأزهري (1/ 211)، و «مشارق الأنوار» للقاضي عياض (1/ 343).