الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وأربعين
في ذي الحجة منها، توفي أبو موسى الأشعري، اليمني، المقرئ، الأمير، نسب إلى الأشعر أخي حمير بن سبأ، وكان من أهل السابقة والسبق في الإسلام، هاجر من بلده زبيد [1] في نحو اثنين وخمسين رجلا، ورجع، فركب البحر، فألقتهم الريح إلى النّجاشي [2] بالحبشة، فوقف مع جعفر وأصحابه حتى قدم معهم في سفينته، وجعفر وأصحابه في سفينة أخرى، وأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفينتهم ولمن جاء معهم، ولم يسهم لمن غاب غيرهم، واستعمله النبيّ صلى الله عليه وسلم على عدن، واستعمله عمر على الكوفة، والبصرة، وفتحت على يده عدة أمصار، وقال علي فيه: صبغ بالعلم صبغة.
وفيها افتتح عبد الرّحمن بن سمرة كابل [3] .
وغزا المهلّب بن أبي صفرة أرض الهند، وهزم العدو.
[1] قال ياقوت: زبيد: اسم واد به مدينة يقال لها: الحصيب، ثم غلب عليها اسم الوادي فلا تعرف إلا به، وهي مدينة مشهورة باليمن أحدثت في أيام المأمون. «معجم البلدان» (3/ 131) . وانظر «الروض المعطار» للحميري ص (284، 285) .
[2]
تقدم التعريف به ص (128) . من هذا المجلد.
[3]
هي عاصمة أفغانستان المعاصرة سلّمها الله تعالى. انظر خبرها في «معجم البلدان» لياقوت (4/ 426) .
وفيها توفيت أمّ المؤمنين أمّ حبيبة رملة بنت أبي سفيان الأموية، هاجرت [إلى][1] الحبشة مع زوجها عبيد الله [2] بن جحش، فتنصّر هناك ومات، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أميّة الضّمري وكيلا في زواجها [3] ، فلما بشّرت بذلك نثرت سوارين كانا في يدها، وأصدقها النجاشيّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار، أو أربعة آلاف درهم [4] ، وحضر عقدها جعفر وأصحابه.
[1] لفظة «إلى» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[2]
في الأصل والمطبوع: «عبد الله بن جحش» ، وهو خطأ، لأن زوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الذي تنصّر، هو عبيد الله بن جحش، تنصر بالحبشة ومات بها نصرانيا، وأما عبد الله بن جحش، فإنه هاجر إلى المدينة، وشهد بدرا وقتل يوم أحد رضي الله عنه، ودفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم في قبر واحد.
[3]
قلت: وهو الذي حمل إلى النجاشي أيضا رسالة النبيّ صلى الله عليه وسلم. انظر «إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين» لابن طولون، بتحقيقي ص (47- 54)، وفي الأصل:«عمرو بن أمية الضميري» وهو تحريف.
[4]
في الأصل: «وأربعة آلاف درهم» ، والصواب ما في المطبوع.