الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وستين
فيها كان طاعون الجارف [1] بالبصرة، قال المدائني [2] : حدثني من أدرك الجارف قال: كان ثلاثة أيام فمات في كل يوم نحو من سبعين ألفا، ومات لأنس بن مالك نحو سبعين ابنا، ومات فيه عشرون ألف عروس، وأصبح النّاس في اليوم الرابع ولم يبق إلّا اليسير من الناس، وصعد ابن عامر [3] المنبر يوم الجمعة فلم يجتمع معه إلّا سبعة رجال وامرأة، فقال: ما ما فعلت الوجوه؟ فقالت المرأة: تحت التراب أيها الأمير.
وفيه مات قاضي البصرة أبو الأسود الدّؤلي [4] الذي أسس النحو
[1] قال ابن منظور: «والطاعون الجارف الذي نزل بالبصرة كان ذريعا فسمي جارفا، جرف الناس كجرف السّيل. «لسان العرب» «جرف» (1/ 602) .
[2]
هو علي بن محمد بن عبد الله المدائني، العلّامة الحافظ الصادق الأخباري، المصدق فيما ينقله، قال ابن تغري بردي: تاريخه أحسن التواريخ وعنه أخذ الناس تواريخهم. مات سنة (225 هـ) . انظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (10/ 400- 402) و «الأعلام» للزركلي (4/ 323) ، وسوف ترد ترجمته في الجزء الثالث من كتابنا هذا.
[3]
كذا في الأصل، والمطبوع، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (2/ 383)، وفي «دول الإسلام» للذهبي (1/ 52) :«فلما كان يوم الجمعة بقي الجامع يصفر لم يحضر للصلاة سوى سبعة رجال وامرأة، فقال الخطيب ما فعلت تلك الوجوه؟ فقالت المرأة: تحت التراب» وهو الصواب، وأما ذكر «ابن عامر» في الخبر في كتابنا هنا، وفي «تاريخ الإسلام» فأظن أنه مقحم على النص، والله تعالى أعلم.
[4]
هو ظالم بن عمرو على الأشهر، ولد في أيام النبوة، وحدّث عن عمر، وعلي، وأبيّ بن
بإشارة عليّ إليه.
وفيها قتل نجدة الخارجي الحروري، قتله أصحابه واختلفوا عليه، وقيل: ظفر به أصحاب ابن الزّبير.
وفيها مات قبيصة بن جابر الأسدي [1] ، وكان فصيحا [2] مفوّها، روى عبد الملك بن عمير عنه قال: قال لي عمر: إني أراك شابا فصيح اللسان فسيح الصدر.
وفيها أعاد ابن الزّبير أخاه مصعبا وعزل ابنه حمزة، وقصد هو وعبد
كعب، وأبي ذر، وعبد الله بن مسعود، والزّبير بن العوام، وطائفة، وحدث عنه ابنه، ويحيى بن يعمر، وابن بريدة، وعمر مولى غفرة، وآخرون، وقرأ القرآن على عثمان، وعلي، قال محمد بن سلّام الجمحي: أبو الأسود هو أول من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف. وحرف الرفع والنصب والجر والجزم، فأخذ ذلك عنه يحيى بن يعمر، وقال أبو عبيدة: أخذ أبو الأسود عن عليّ العربية، وقال المبرد: حدثنا المازنيّ قال: السبب الذي وضعت له أبواب النحو أن بنت أبي الأسود قالت له: ما أشد الحرّ! فقال: الحصباء بالرمضاء، قالت: إنما تعجب من شدته، فقال: أوقد لحن الناس؟ فأخبر ذلك عليا رضي الله عنه، فأعطاه أصولا بنى منها، وعمل بعده عليها، وهو أول من نقط المصاحف، وأخذ عنه النحو عنبسة الفيل، وأخذ عن عنبسة ميمون الأقرن، ثم أخذه عن ميمون عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وأخذه عنه عيسى بن عمر، وأخذه عنه الخليل بن أحمد، وأخذه عنه سيبويه، وأخذه عنه سعيد الأخفش. وقال الجاحظ: أبو الأسود مقدّم في طبقات الناس، كان معدودا في الفقهاء، والشعراء، والمحدّثين، والأشراف، والفرسان، والأمراء، والدّهاة، والنحاة، والحاضري الجواب، والشيعة، والبخلاء، والصّلع الأشراف.
له شعر جيد أشهره أبيات يقول فيها:
«لا تنه عن خلق وتأتي مثله
…
عار عليك إذا فعلت عظيم»
انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (4/ 1- 86) و «شرح أبيات المغني» للبغدادي (4/ 229، 230) ، و «الأعلام» للزركلي (3/ 236) و (6/ 112، 113) .
[1]
في الأصل، والمطبوع:«قبيصة بن خالد الأسدي» وهو تحريف، والتصحيح من المصادر التي بين يدي، وهو تابعي كبير.
[2]
في المطبوع: «نصيحا» وهو خطأ.
الملك بن مروان كل منهما الآخر، ثم فصل بينهما الشتاء، فوثب على دمشق في غيبة عبد الملك عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق، وأراد الخلافة، فجاء عبد الملك وجرى بينهما قتال وحصار، ثم نزل إليه بالأمان.
وفيها كان بين الأزارقة، وبين المهلّب [1] حرب شديد، ودام القتال أشهرا [2] بسولاف [3] .
[1] هو المهلب بن أبي صفرة. انظر ترجمته في الصفحة (334) من هذا المجلد.
[2]
في الأصل: «أشهر» ، وفي المطبوع:«شهرا» .
[3]
قال ياقوت: سولاف قرية في غربي دجيل من أرض خوزستان قرب مناذر الكبرى. انظر «معجم البلدان» (3/ 285) .