الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمع من: هشيم بن بشير، وابن عيينة، وأبي معاوية، وابن أبي فديك، ووكيع، وأنس بن عياض، وغيرهم.
وحدّث عنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، والحارث بن أبي أسامة، والحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم، وغيرهم.
رحل إلى بغداد وأقام فيها ملازما لأستاذه الواقدي يكتب له، حتى عرف ب «كاتب الواقدي» ، وكانت له رحلة إلى المدينة، والكوفة، ولا ريب في أن رحلته إلى المدينة تمّت قبل سنة (200) هـ، فهو يذكر أنه لقي فيها بعض الشيوخ عام (189) هـ كما أن أكثر الذين روى عنهم من أهلها أدركتهم المنيّة قبل مطلع القرن الثالث، وفي أثناء حلّه وترحاله كان شغله الشاغل هو لقاء الشيوخ، وكتابة الحديث، وجمع الكتب، ولذلك اتصل بأعلام عصره من المحدّثين، فروى عنهم، وقيد مرويّاته، وأفاد منها في تصنيف كتبه.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن ابن سعد فقال: صدوق، رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدّثه.
وقال الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» : محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة، وحديثه يدلّ على صدقه، فإنه يتحرّى في كثير من مرويّاته.
مات ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة (230) هـ، وهو ابن اثنتين وستين سنة.
قلت: وقد قامت شهرته على كتابه «الطبقات الكبرى» المعروف أيضا ب «طبقات ابن سعد» ، وقد نشر هذا الكتاب على أيدي مجموعة من المستشرقين الألمان، ولكن هذه النشرة تفتقر إلى التحقيق ودراسة الأسانيد الواردة فيها.
5- خليفة بن خيّاط
هو خليفة بن خياط العصفري البصري، أبو عمرو، المقلب ب «شباب»
الإمام المؤرخ العلّامة، صاحب «التاريخ» و «الطبقات» .
نشأ في البصرة في بيت علم، فقد كان جده أبو هبيرة خليفة بن خياط من أهل الحديث، سمع الحديث من عمرو بن شعيب، وحميد الطويل، وروى عنه محدّثون كبار، مثل: عمرو بن منصور، ووكيع بن الجراح، وأبي الوليد الطيالسي، وذكر البخاري أن مسلما حدّث عنه، ولعلّه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي البصري، أحد شيوخ البخاري المتوفى سنة (222) هـ.
وذكر خليفة في «الطبقات» أن جدّه خليفة مات سنة (160)[1] .
وقد سمع خليفة المترجم من أبيه، ويزيد بن زريع، وزياد بن عبد الله البكّائي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
وحدّث عنه: البخاريّ بسبعة أحاديث أو أزيد في «صحيحه» ، وبقيّ بن مخلد، وحرب الكرماني، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وغيرهم.
وكان صدوقا، نسّابة، عالما بالسّير، والأيام، والرجال كما قال الذهبي.
وقال ابن عدي: هو صدوق من متيقظي الرواة.
وقال ابن حبّان: كان متقنا عالما بأيام الناس وأنسابهم.
وقال ابن خلّكان: كان حافظا عارفا بالتواريخ وأيام الناس، غزير الفضل.
ووصفه ابن كثير بأنه أحد أئمة التاريخ.
مات سنة (240) هـ.
قلت: وقد قامت شهرته على كتابيه «التاريخ» و «الطبقات» ، وكلاهما قام بتحقيقه الأستاذ الدكتور سهيل زكّار، ثمّ الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري، وهما من الكتب الرائدة في التاريخ والرجال، ولقد عرفت لهذا المؤرّخ الكبير فضله لدى رجوعي إلى كتابة «التاريخ» أثناء تحقيقي لهذا المجلد من الكتاب،
[1] انظر «مشاهير علماء الأمصار» لابن حبّان ص (157) .