الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع عشرة
فيها استسقى عمر بالعباس رضي الله عنهما فسقوا، ثم خرج عمر إلى الشام فرجع [1] لما سمع بالطاعون بعد اختلاف بين الصحابة في الرجوع والقدوم على ما هو مقرر [2] .
[1] في المطبوع: «ورجع» .
[2]
وذلك «أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد- أبو عبيدة وأصحابه- فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر:
ادع لي المهاجرين الأولين، فدعوتهم، فاستشارهم، وأخبر أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا، فقال بعضهم: خرجت لأمر، ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقيّة الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس، ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة ابن الجراح: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة؟ - وكان عمر يكره خلافه- نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كانت لك إبل، فهبطت واديا له عدوتان: إحداهما خصبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف- وكان متغيّبا في بعض حاجاته- فقال: إن عندي في هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إذا سمعتم به بأرض: فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها: فلا تخرجوا فرارا منه» قال: فحمد الله عمر بن الخطاب، ثم انصرف، وانظر:«جامع الأصول» لابن الأثير (7/ 577، 578) ، و «الموطأ» للإمام مالك (2/ 894- 896) .
وفي سقياهم بالعباس يقول العباس بن عتبة بن أبي لهب:
بعميّ سقى الله الحجاز وأهله
…
عشيّة يستسقي بشيبته عمر
توجّه بالعبّاس في الجدب راغبا
…
إليه فما إن رام [1] حتى أتى المطر
ومنّا رسول الله فينا تراثه
…
فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر [2]
وفيها زاد عمر في المسجد النّبويّ.
وافتتح أبو موسى الأشعري [3] الأهواز [4] .
وفيها كانت وقعة جلولاء [5] ، وقتل من المشركين مقتلة عظيمة، وبلغت الغنائم ثمانية عشر ألف ألف، وقيل: ثمانين ألف ألف.
وتزوج عمر أمّ كلثوم بنت فاطمة الزهراء رضي الله عنهم.
[1] في الأصل، والمطبوع:«فما إن زال» وما أثبتناه من «تاريخ مدينة دمشق» لابن عساكر (عبادة ابن أوفى- عبادة بن ثوب) ص (187) ، و «الكامل» لابن الأثير (2/ 558) .
[2]
في الأصل، والمطبوع:«فهل أحد هذي المفاخر مفتخر» وما أثبتناه من «تاريخ دمينة دمشق» لابن عساكر، و «الكامل» لابن الأثير.
والأبيات في «تاريخ مدينة دمشق» منسوبة للعباس بن عتبة بن أبي لهب كما في كتابنا، وأما في «الكامل فقد نسبها ابن الأثير للفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب.
[3]
هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب الأشعري رضي الله عنه.
[4]
الأهواز إقليم يعرف أيضا بخوزستان، وهو إقليم واسع كبير، ولعل أبا موسى رضي الله عنه لم يفتح الإقليم بكامله، وإنما فتح قاعدة الإقليم سوق الأهواز. وانظر «معجم البلدان» لياقوت (1/ 384- 287) ، و «الروض المعطار» للحميري ص (61، 62) .
[5]
في «تاريخ الطبري» (4/ 24) ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (2/ 519) ، و «البداية والنهاية» لابن كثير (7/ 69) ، و «معجم البلدان» لياقوت (2/ 156) أنها جرت في سنة (16) .
وفي «تاريخ خليفة بن خياط» ص (136) أنها جرت في سنة (17) .