الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وتسعين
فيها توفي سعيد بن مرجانة صاحب أبي هريرة رضي الله عنه.
وقاضي المدينة طلحة بن عبد الله بن عوف الزّهريّ أحد الطّلحات الموصوفين بالجود، روى عن عثمان، وغيره.
وفيها، أو في سنة ثمان توفي قيس بن أبي حازم الأحمسيّ البجليّ الكوفيّ وقد جاوز المائة، سمع أبا بكر، وطائفة من البدريّين، وكان أحد علماء المدينة [1] .
وفيها، أو في سنة ست محمود بن لبيد الأنصاريّ الأشهليّ.
قال البخاريّ: له صحبة [2] .
وذكره مسلم وغيره في التّابعين، وله عدّة أحاديث، قال بعض المحدّثين حكمها الإرسال [3] .
وفيها حجّ بالناس خليفتهم سليمان بن عبد الملك بن مروان، فتوفي معه بوادي القرى [4] أبو عبد الرّحمن موسى بن نصير الأعرج، الأمير الذي
[1] على هامش الأصل: «الكوفة» .
[2]
قلت: ذكر البخاري حديثا له في «تاريخه» (7/ 402) ولم يصرح بصحبته فراجعه.
[3]
انظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (3/ 485) ، و «الإصابة» لابن حجر (9/ 139) .
[4]
قال ياقوت: وادي القرى: واد بين الشام والمدينة، وهو بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة وبها سمي وادي القرى. قال أبو المنذر: سمي وادي القرى لأن الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة، وكانت من أعمال البلاد، وآثار القرى إلى الآن بها ظاهرة إلّا أنها في وقتنا هذا كلها
افتتح الأندلس وأكثر المغرب، ولم يهزم له جيش قطّ، وكان من رجال العالم حزما، ورأيا، وهمّة، ونبلا وشجاعة، وإقداما، وكان والده نصير على جيوش معاوية، وكان الوليد بن عبد الملك أرسل إلى عمّه وعامله على مصر عبد الله بن مروان: أن أرسل موسى بن نصير إلى إفريقية ففعل، فقدمها معه جماعة من الجند وخرج عليه [1] خارجة من البربر، فوجّه إليهم ولده عبد الله [2] ، فسبى منهم ما لم يسمع بمثله، بلغ الخمس ستين ألف رأس، وفي بعضها مائة وستين ألفا، ووقع قحط شديد، فخرج بالناس مستسقيا بشروط الاستسقاء، وخطب النّاس فقال له قائل: ألا تدعو لأمير المؤمنين الوليد؟ فقال: هذا مقام لا يذكر فيه غير الله، فسقوا، وانتهت، فتوجّه إلى السّوس [3] الأدنى ونزل بقية البربر بالطّاعة، وولّى عليهم واليا، وولّى على طنجة وأعمالها مولاه طارق ابن زياد البربريّ، ومهّد البلاد، ولم يبق منازع من البربر ولا من الرّوم، وترك خلقا كثيرا من العرب يعلّمون النّاس القرآن وفرائض الإسلام، ولما تقرّرت القواعد كتب إلى طارق بطنجة يأمره بغزو بلاد الأندلس، فركب البحر من سبتة إلى الجزيرة الخضراء، وصعد على جبل يعرف اليوم بجبل طارق، ورأى النبيّ صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم يبشّرونه بالفتح وهم يمشون على الماء، وأمره النبيّ صلى الله عليه وسلم بالوفاء بالعهد والرّفق
خراب ومياهها جارية تتدفق ضائعة لا ينتفع بها أحد. وانظر تتمة كلامه في «معجم البلدان» (4/ 338) ، و (5/ 345) .
[1]
في المطبوع: «عليها» ، وهو تحريف.
[2]
في «الروض المعطار» للحميري ص (330) : أن الذي افتتحها هو عقبة بن نافع.
[3]
قال الحميري: السوس في أقصى بلاد المغرب، وهي مدينة جليلة حاضرة جامعة لكل خير وفضل، وأهلها أخلاط، وهي بلاد السكر، ويصنع بها منه كل شيء كثير، ويتجهز منه إلى الآفاق، ويصل فاضله إلى أقصى خراسان، ويصنع بها من الخز العتيق كل جليلة، وبها فواكه كثيرة. «الروض المعطار» ص (329) ، وانظر «معجم البلدان» لياقوت (3/ 280، 281) .
بالمسلمين [1] فجاءه ملك طليطلة في سبعين ألفا ومعه العجل تحمل الأموال والمتاع، فأمر طارق جيش المسلمين بالثبات، والصّبر، والصّدق، والعدوّ أمامهم، وكان النّصر للمسلمين، وافتتحوا إلى ساحل البحر المحيط ولله الحمد.
[1] قلت: إن صح هذا النقل الذي لم يذكر المؤلف قائله فيكون طارق بن زياد رحمه الله رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة في المنام، وإلّا فإن هذا لم يكن لمن هو أفضل من طارق بن زياد تدينا وأثرا من القادة المسلمين الذين تقدموا عليه أو لحقوا به!!.