الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وثلاثين
في شعبان منها قتلت الخوارج عبد الله بن خبّاب، فأرسل إليهم عليّ ابن عباس، فناظرهم بالتحكيم في إتلاف المحرم الصيد، والتحكيم بين الزوجين، وبغير ذلك كما يأتي قريبا مفصلا، فرجع بعضهم وأصر الأكثر، فسار إليهم عليّ، فكانت وقعة النهروان، وقيل: إنها في العام القابل.
وفي شوال منها توفي صهيب بن سنان الروميّ، أحد السّبّاق الأربعة، وكان فيه دعابة، يقال: إنه كان بأحد عينيه رمد، وكان يأكل مع النبيّ صلى الله عليه وسلم رطبا، فأمعن، فقال له [صلى الله عليه وسلم] ما معناه:«إنه يضر الرّمد» فقال: آكل بالعين السليمة، وفضائله عديدة، وتوفي بالمدينة رضي الله عنه، وفيه يقول عمر:
نعم الرّجل صهيب، لو لم يخف الله لم يعصه.
معناه لو لم يكن فيه خوف الله لمنعته قوة دينه من معصية الله فكيف وهو خائف.
وفيها توفي سهل بن حنيف الأوسي في الكوفة، شهد بدرا وما بعدها، واستخلفه عليّ على المدينة حين خرج إلى العراق، وولاه فارس، وشهد معه صفّين، وتكلم بكلام عجيب مروي في «البخاري» [1] .
[1] انظر الحديث رقم (6934) في استتابة المرتدين: باب من ترك قتال الخوارج للتألف، ولئلا ينفر الناس عنه.
وفيها قتل محمد بن أبي بكر الصّدّيق، وكان عليّ ولّاه على مصر، وكان عليّ قد تزوّج بأمه أسماء بنت عميس، ولما استقرّ في مصر، جهّز معاوية جيشا وأمّر عليهم معاوية بن حديج [1] الكندي، والتقيا [2] فانهزم عسكر محمد، واختفى هو في بيت امرأة، فدلّت عليه، فقتل وأحرق، وقيل: قتله عمرو بن العاص، أو عمرو بن عثمان.
وفيها مات الأشتر النّخعي، وكان من الشجعان، بعثه عليّ إلى مصر فسمّ في شربة عسل.