الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السنة [1] العاشرة
فيها حجة الوداع [2] ، ولم يحج صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة سواها [3] ، ولم ينضبط عدد حجّاته قبلها، لكن كان نفلا، إذ فرض الحج كان في السنة السادسة كما تقدم [4] .
وفيها توفي إبراهيم بن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو ابن سنة ونصف، وكسفت الشمس يوم مات [5] .
ذكر بعض الشافعية أن كسوفها يوم مات إبراهيم يردّ على أهل الفلك، لأنه مات في غير يوم الثامن والعشرين، والتاسع والعشرين، وهم يقولون لا تنكسف إلا فيهما.
قال اليافعي [6] : وهذا يحتاج إلى نقل صحيح، فإن العادة المستقرة المستمرة كسوفها في اليومين المذكورين.
[1] لفظة «السنة» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[2]
سميت حجة الوداع لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فيها خطبا كثيرة ودع المسلمين بها، ومات بعدها بقليل، ولم يحج بعد ما فرض الحج سواها.
[3]
وهو الصواب.
[4]
انظر التعليق على حوادث السنة السادسة ص (124) .
[5]
قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وصلوا وتصدقوا» . انظر نص الحديث وتخريجه في «عمدة الأحكام» للمقدسي بتحقيقي ص (111) .
[6]
هو عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي، عفيف الدين، مؤرخ باحث، متصوف، من شافعية
وفيها أسلم جرير [1] ، وظهر الأسود العنسيّ [2] ، وكان له شيطان يخبره بالمغيّبات فضلّ به كثير من النّاس، وكان بين ظهوره وقتله نحو من أربعة أشهر، ولكن استطارت فتنته استطارة النار، وتطابقت عليه اليمن والسواحل، كجاد عثر [3] ، والشّرجة [4] ، والحردة [5] ، وغلافقة [6] ، وعدن، وامتد إلى الطائف، وبلغ جيشه سبعمائة فارس، وكان عكّ [7] بتهامة اليمن معترضين عليه، وقد كانوا أول مرتدّ [8] بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجمّعوا على غير [9] رئيس بالأعلاب [10] وأوقع [11] بهم الطاهر بن أبي هالة [12] ، ومعه
اليمن، نسبته إلى يافع من حمير، من كتبه «مرآة الجنان وعبرة اليقظان في حوادث الزمان» وقد نقل المؤلف عنه (1/ 51- 52) بتصرف. انظر «الأعلام» للزركلي (4/ 72) .
[1]
هو جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه. انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (2/ 530- 537) .
[2]
انظر «إعلام السائلين» لابن طولون ص (110- 111) بتحقيقي.
[3]
كذا الأصل، والمطبوع، وفي «تاريخ الطبري» (3/ 230) :«حاز عثر» ولعل الصواب «حازّة عثر» والله أعلم. انظر «معجم البلدان» (2/ 205) و (4/ 85) لأن «حازّة» أقرب بلدة إلى «عثر» ولعلها من أعمالها.
[4]
في الأصل والمطبوع: «الشريحة» وهو خطأ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» (3/ 230) .
وانظر «معجم البلدان» لياقوت (3/ 334) ، و «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (1/ 203) .
[5]
قال ياقوت: حردة: بالفتح: بلد باليمن له ذكر في حديث العنسي، وكان أهله ممن سارع إلى تصديق العنسي. «معجم البلدان» (2/ 240) .
[6]
غلافقة: بلد على ساحل بحر اليمن مقابل زبيد. انظر «معجم البلدان» (4/ 208) .
[7]
عك: اسم قبيلة تنسب إلى عك بن عدثان بالثاء المثلثة ابن عبد الله بن الأزد، وليس ابن عدنان أخا معد. انظر «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (3/ 324) .
[8]
في المطبوع: «وقد كانوا أول مرشد» وهو تحريف، وفي المصادر التي بين أيدينا أن ذلك وقع في السنة الحادية عشرة من الهجرة. انظر على سبيل المثال:«تاريخ الطبري» (3/ 227- 230) و (3/ 320- 322) ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (2/ 374، 375) .
[9]
في الأصل، والمطبوع:«غمير» وهو خطأ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» (3/ 320) .
[10]
في الأصل، والمطبوع:«الأغلاب» وهو خطأ، والأعلاب: أرض لعك بين مكة والساحل، لها ذكر في حديث الردة. انظر «معجم البلدان» لياقوت (1/ 222) .
[11]
في الأصل: «ووقع» وما أثبتناه من المطبوع.
[12]
قال الطبري: وقال في ذلك الطاهر بن أبي هالة رضي الله عنه:
«وو الله لولا الله لا شيء غيره
…
لما فضّ بالأجراع جمع العثاعث
مسروق العكّي وبدّدهم، وسمّاهم أبو بكر رضي الله عنه الأخابث [1] .
وكثرت الوفود فيها، وقيل: في التاسعة، وكانت غزواته صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين، وقيل: سبعا وعشرين، وسراياه ستا وخمسين، وقيل: غير ذلك، والله أعلم.
فلم تر عيني مثل يوم رأيته
…
بجنب صحار في جموع الأخابث
قتلناهم ما بين قنّة خامر
…
إلى القيعة الحمراء ذات النبائث
وفئنا بأموال الأخابث عنوة
…
جهارا ولم نحفل بتلك الهثاهث»
«تاريخ الطبري» (3/ 321) ، وانظر «الإصابة» لابن حجر (5/ 218) ، و «أسد الغابة» لابن الأثير (3/ 73) .
[1]
في المطبوع: «الأخابت» وهو تصحيف.