الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى وستين
استشهد فيها في يوم عاشوراء أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن أبي طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته بكربلاء [1] عن ست وخمسين سنة، ومن أسباب ذلك أنه كان قد أبى من البيعة ليزيد حين بايع له أبوه النّاس [2] ، رابع أربعة عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزّبير، وعبد الرّحمن بن أبي بكر، فلما مات معاوية جاءت كتب أهل العراق إلى الحسين يسألونه القدوم عليهم، فسار بجميع أهله حتى بلغ كربلاء موضعا بقرب الكوفة، فعرض له عبيد الله [3] بن زياد، فقتلوه، وقتلوا معه ولديه عليّا الأكبر، وعبد الله، وإخوته جعفرا، ومحمّدا، وعتيقا، والعبّاس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمه محمّدا، وعونا ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وابنيه عبد الله، وعبد الرّحمن. ومختصر ذلك أن يزيد لما بويع له بعد موت أبيه، وكان أبوه بايع له الناس، فأرسل يزيد إلى عامله بالمدينة الوليد بن عتبة يأخذ له البيعة، فأرسل إلى الحسين، وعبد الله بن الزّبير، فأتياه ليلا وقالا له: مثلنا لا يبايع سرا بل على رؤوس الأشهاد، ثم
[1] كربلاء: موضع قرب الكوفة. انظر «معجم البلدان» لياقوت (4/ 445) .
[2]
أي حين أخذ له أبوه معاوية بن أبي سفيان البيعة من الناس قهرا.
[3]
في الأصل: «عبد الله» وهو خطأ.
رجعا، وخرجا من ليلتهما في بقية من رجب، فقدم الحسين مكّة، وأقام بها، وخرج منها يوم التروية إلى الكوفة فبعث عبيد الله [1] بن زياد لحربه عمر بن سعد بن أبي وقّاص، وقيل: أرسل عبد الله [2] ابن الحارث التميميّ، أن جعجع بالحسين، أي احبسه [3] .
والجعجاع المكان الضيق [3] .
ثم أمر معمر بن سعيد في أربعة آلاف، ثم صار عبيد الله بن زياد يزيد في العسكر إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفا، وأميرهم عمر بن سعد ابن أبي وقّاص، واتفقوا على قتله يوم عاشوراء، قيل: يوم الجمعة، وقيل: السبت، وقيل: الأحد، بموضع يقال له: الطّفّ [4] ، وقتل معه اثنان وثمانون رجلا فيهم الحارث بن يزيد التّميميّ، لأنه تاب آخرا، حين رأى منعهم له من الماء، وتضييقهم عليه، قيل: ووجد بالحسين رضي الله عنه ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقتل معه من الفاطميين سبعة عشر رجلا.
وقال الحسن البصريّ: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته، ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى ابن زياد وهو يقول:
أوقر ركابي فضّة وذهبا
…
إني [5] قتلت الملك المحجّبا
قتلت خير النّاس أمّا وأبا
…
[وخيرهم إذ ينسبون نسبا][6]
[1] في الأصل، والمطبوع:«عبد الله» وهو خطأ.
[2]
في المطبوع: «عبيد الله» .
[3]
في المطبوع: «أحبه» وهو خطأ، وانظر «لسان العرب» «جعع» (1/ 636) .
[4]
الطف: أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية
…
وهي أرض بادية قريبة من الريف، فيها عدة عيون ماء جارية. انظر «معجم البلدان» لياقوت (4/ 36) .
[5]
في «تاريخ الطبري» : «أنا» .
[6]
البيتان في «تاريخ الطبري» (5/ 454) منسوبان إلى سنان بن أنس، وما بين حاصرتين زيادة منه.
فغضب لذلك، وقال: إذا علمت أنه كذلك فلم قتلته؟ والله لألحقنك به، وضرب عنقه، وقيل: إن يزيد هو الذي قتل القائل.
ولما تم قتله [1] حمل رأسه، وحرم بيته، وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا، قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه، ومن أمر به، أو رضيه.
قيل: قال لهم عند ذلك بعض الحاضرين: ويلكم إن لم تكونوا أتقياء في دينكم، فكونوا أحرارا في دنياكم [2] .
والصحيح أن الرأس المكرّم دفن بالبقيع إلى جنب أمه فاطمة، وذلك أن يزيد بعث به إلى عامله بالمدينة عمرو بن سعيد الأشدق، فكفّنه ودفنه [3] .
والعلماء مجمعون على تصويب قتال عليّ لمخالفيه لأنه الإمام الحق،
[1] أي قتل الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه.
[2]
أقول: لا شك أن قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وأهل بيته في كربلاء كان كارثة عظيمة يتفطر لها قلب كل مسلم ويحزنه قتله رضي الله عنه، فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة، وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته، وقد كان عابدا وشجاعا وسخيا، ولكن لا يجوز ما يفعله بعض الناس في يوم عاشوراء من ضرب لأنفسهم، وبكاء وصراخ، واتخاذ ذلك اليوم مأتما، لأنه قتل فيه الحسين رضي الله عنه، وقد كان أبوه أفضل منه وقد قتل يوم الجمعة (17) رمضان وهو خارج إلى صلاة الفجر، ولم يتخذوا يوم قتله مأتما.
وعثمان بن عفان رضي الله عنه قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من ذي الحجة ولم يتخذوا يوم قتله مأتما، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر، ولم يتخذوا ذلك اليوم مأتما، ولم يتخذوا يوم وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه مأتما، كما لم يتخذوا يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة مأتما، كما لا يجوز ما يفعله بعض الناس في يوم عاشوراء، من الاختضاب والاغتسال والاكتحال والتطيب، وزيادة المأكولات، فإن ذلك من البدع التي ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه، وإن كان بعض الناس يستشهدون بحديث «من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته» فإن أسانيده كلها ضعيفة، ولم يثبت في يوم عاشوراء إلا فضيلة صيامه، وذلك لأن الله تعالى نجى فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وجنده وقد صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه (ع) .
[3]
قال ابن كثير في «البداية والنهاية» (8/ 204) : وأما رأس الحسين رضي الله عنه،
ونقل الاتفاق أيضا على تحسين خروج الحسين على يزيد، وخروج ابن الزّبير، وأهل الحرمين على بني أمية، وخروج ابن الأشعث [1] ومن معه من كبار التابعين وخيار المسلمين على الحجّاج.
ثم [إن] الجمهور رأوا جواز الخروج على من كان مثل يزيد، والحجّاج، ومنهم من جوّز الخروج على كل ظالم، وعدّ ابن حزم خروم الإسلام أربعة:
قتل عثمان، وقتل الحسين، ويوم الحرّة، وقتل ابن الزّبير، ولعلماء السلف في يزيد وقتلة الحسين خلاف في اللعن والتوقّف.
قال ابن الصّلاح [2] : والنّاس في يزيد ثلاث فرق، فرقة تحبّه وتتولّاه، وفرقة تسبّه وتلعنه، وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولّاه ولا تلعنه، قال: وهذه الفرقة هي المصيبة، ومذهبها هو اللائق لمن يعرف سير الماضين، ويعلم قواعد الشريعة الظاهرة. انتهى كلامه.
ولا أظن الفرقة الأولى توجد اليوم، وعلى الجملة، فما نقل عن قتلة الحسين والمتحاملين عليه يدل على الزندقة وانحلال الإيمان من قلوبهم،
فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية، ومن الناس من أنكر ذلك، وعندي أن الأول أشهر، والله أعلم. ثم اختلفوا في المكان الذي دفن فيه الرأس، فروى محمد بن سعد أن يزيد بعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد نائب المدينة، فدفنه عند أمه بالبقيع (ع) .
[1]
هو عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، مات سنة (84 هـ) . انظر الصفحة (347) من هذا المجلد، و «الأعلام» للزركلي (3/ 323- 324) .
[2]
هو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشّهرزوري، أبو عمرو، المعروف بابن الصّلاح، لأن أباه عرف بلقبه «صلاح الدين» ، كان إماما، حافظا، قدم دمشق وولي دار الحديث الأشرفية فيها، وتخرج به عدد كبير من طلبة العلم، وكان من علماء الدين الأعلام، وأحد فضلاء عصره في التفسير، والحديث، والفقه، مشاركا في عدة فنون، متبحرا في الأصول، والفروع، يضرب به المثل، سلفيا زاهدا حسن الاعتقاد، وافر الجلالة، صنف عددا من الكتب منها «علوم الحديث» ومات سنة (643 هـ) . انظر «طبقات الحفاظ» للسيوطي ص (500) ، و «الأعلام» للزركلي (4/ 207، 208) . وسوف يترجمه المؤلف.
وتهاونهم بمنصب النّبوّة، وما أعظم ذلك، فسبحان من حفظ الشريعة حينئذ وشيّد أركانها حتى انقضت دولتهم، وعلى فعل الأمويين وأمرائهم بأهل البيت حمل قوله صلى الله عليه وسلم:«هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش» [1] . قال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت، ومثل فعل يزيد فعل بسر بن أرطاة [2] العامري أمير معاوية في أهل البيت من القتل والتشريد، حتى خدّ لهم الأخاديد، وكانت له أخبار شنيعة في عليّ وقتل ولدي عبيد الله [3] بن عبّاس وهما صغيران على يدي أمّهما، ففقدت عقلها، وهامت على وجهها، فدعا عليه عليّ أن يطيل الله عمره، ويذهب عقله، فكان كذلك، خرف في آخر عمره، ولم تصح له صحبة، وقال الدّارقطني [4] :
كانت [له][5] صحبة ولم تكن له استقامة بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال التّفتازاني [6] في «شرح العقائد النسفية» : اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين، أو أمر به، أو أجازه، أو رضي به، قال: والحق إن رضى [7] يزيد بقتل
[1] رواه أحمد في «المسند» (2/ 520) ولفظه فيه: «هلاك هذه الأمة على يدي أغيلمة من قريش» ، ورواه بنحوه البخاري رقم (3605) في المناقب و (7058) في الفتن، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[2]
في الأصل، والمطبوع:«بشر بن أرطاة» ، وهو خطأ، والتصحيح من كتب التراجم التي بين أيدينا.
[3]
في الأصل: «عبد الله» وهو خطأ.
[4]
هو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني، أبو الحسن، إمام عصره في الحديث، وأول من صنف القراءات وعقد لها أبوابا، وصنف مصنفات مختلفة منها:«السنن» وعليه تدور شهرته، مات سنة (385 هـ) . انظر «طبقات الحفاظ» للسيوطي ص (393، 394) ، و «الأعلام» للزركلي (4/ 314) .
[5]
لفظة «له» التي بين حاصرتين سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[6]
هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني، سعد الدين، من أئمة العربية، والبيان، والمنطق، من كتبه «تهذيب المنطق» ، و «المطول» ، و «المختصر» اختصر به شرح تلخيص المفتاح، و «مقاصد الطالبين» مات سنة (793 هـ) . انظر «الأعلام» للزركلي (7/ 219) .
[7]
في المطبوع: «رضا» وهو خطأ.
الحسين، واستبشاره بذلك، وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مما تواتر معناه، وإن كان تفصيله آحادا، قال: فنحن [لا][1] نتوقف في شأنه، بل في كفره وإيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه [2] .
وقال الحافظ ابن عساكر نسب إلى يزيد قصيدة منها:
ليت أشياخي ببدر شهدوا
…
جزع الخزرج من وقع الأسل
لعبت هاشم بالملك بلا
…
ملك جاء ولا وحي نزل [3]
فإن صحت عنه، فهو كافر بلا ريب. انتهى بمعناه.
وقال الذّهبيّ فيه: كان ناصبيا، فظّا، غليظا، يتناول المسكر ويفعل المنكر، افتتح دولته بقتل الحسين، وختمها بوقعة الحرّة، فمقته النّاس، ولم يبارك في عمره، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين، وذكر من خرج عليه، وقال فيه في «الميزان» [4] إنه مقدوح في عدالته ليس بأهل أن يروى عنه.
وقال رجل في حضرة عمر بن عبد العزيز: أمير المؤمنين يزيد، فضربه عمر عشرين سوطا.
واستفتي الكيا الهرّاسي [5] فيه فذكر فصلا واسعا من مخازيه حتى نفدت الورقة، ثم قال: ولو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي مخازي هذا الرجل.
[1] لفظة «لا» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[2]
قلت: لا يجوز لعن المسلم وتكفيره وإن كان فاسقا وعاصيا.
[3]
البيت الأول من قصيدة لعبد الله بن الزّبعري ذكرها ابن هشام في «السيرة» (2/ 137) ، وأورد البيت مفردا ابن عبد ربه في «العقد الفريد» (5/ 344) ، وانظر «المؤتلف والمختلف» للآمدي ص (132) طبعة الدكتور ف. كرنكو، و «الأعلام» للزركلي (4/ 87) .
[4]
انظر «ميزان الاعتدال» للحافظ الذهبي (4/ 440) .
[5]
هو علي بن محمد بن علي الطبري، أبو الحسن، الملقب بعماد الدّين، والمعروف
وأشار الغزالي [1] إلى التوقّف في شأنه، والتنزّه عن لعنه، مع تقبيح فعله.
وذكر ابن عبد البرّ [2] ، والذّهبيّ وغيرهما مخازي مروان بأنه أول من شق عصا المسلمين بلا شبهة، وقتل النّعمان بن بشير أول مولود من الأنصار في الإسلام، وخرج على ابن الزّبير بعد أن بايعه على الطاعة، وقتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل، وإلى هؤلاء المذكورين، والوليد بن عقبة، والحكم بن أبي العاص، ونحوهم، الإشارة بما ورد في حديث المحشر وفيه: «فأقول:
يا ربّ أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» [3] ولا يرد على ذلك ما ذكره العلماء من الإجماع على عدالة الصحابة، وأن المراد به الغالب وعدم الاعتداد بالنادر، والذين ساءت أحوالهم ولابسوا الفتن بغير تأويل ولا شبهة، وقال اليافعي [4] : وأما حكم من قتل الحسين أو أمر بقتله ممن استحلّ
ب الكيا الهراسي، فقيه شافعي، ومفسر، مات سنة (504 هـ) . والكيا بالعجمية: الكبير القدر المقدم بين الناس. انظر «إعجام الأعلام» ص (174) ، و «الأعلام» (4/ 329) .
[1]
هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد، حجة الإسلام، الإمام المشهور.
[2]
هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي، أبو عمرو، من كبار حفاظ الحديث، يقال له: حافظ المغرب، له مصنفات كثيرة متنوعة، منها «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» وغيره من الكتب النافعة، مات سنة (463 هـ) . انظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (15/ 498) ، و «الأعلام» للزركلي (9/ 316) وسوف ترد ترجمته في المجلد الخامس.
[3]
رواه البخاري في صحيحه رقم (6526) في الرقاق، باب الحشر، وفي فرض الخمس، باب قوله تعالى: وَاتَّخَذَ الله إِبْراهِيمَ خَلِيلًا 4: 125 من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) .. إلى قوله (الحكيم) » قال: «فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم» .
[4]
تقدم التعريف به في الصفحة (65- 66) .
ذلك، فهو كافر، وإن لم يستحلّ فهو فاسق [1] فاجر [2] ، والله أعلم.
وفيها توفي حمزة بن عمرو الأسلميّ، وله صحبة ورواية.
وأمّ المؤمنين هند المعروفة بأمّ سلمة، وقيل: توفيت سنة تسع وخمسين، وهي آخر أمهات المؤمنين موتا، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سنتين من الهجرة، وحين خطبها اعتذرت بكبر السّنّ والأولاد وكونها غيورا [3] فذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه كبير أيضا وذو أولاد، وأما الغيرة، فأدعو الله عز وجل أن يذهبها عنك، فكان أزوّاج النبيّ صلى الله عليه وسلم يتحاكمن إليها، لعلمهنّ ببراءتها من الغيرة، وهي صاحبة المشورة المباركة يوم الحديبية، ورأت جبريل عليه السلام في صورة دحيّة الكلبيّ.
[1] في المطبوع: «وإن لم يستحل ففاسق» .
[2]
«مرآة الجنان» (1/ 168) ، والمؤلف ينقل عنه بتصرف.
[3]
في الأصل: «غيرور» وهو خطأ، وأثبتنا ما في المطبوع.