الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وأربعين
في ربيع الأول منها توفّي سيّد شباب أهل الجنة، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم [وريحانته، أبو محمد][1] الحسن بن عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه، والأكثر [2] على أنه توفي سنة خمسين بالمدينة عن سبع وأربعين سنة، ومناقبه كثيرة.
روي أنه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا، والنجائب [3] بين يديه، وخرج عن ماله ثلاث مرات، وشاطره مرّتين، وأعطى إنسانا يسأله خمسين ألف درهم، وخمسمائة دينار، وأعطى حمّال ذلك طّيلسانه [4]، وقال: يكون كراؤه من عندي، ومرّ بصبيان معهم كسر خبز فاستضافوه، فنزل عن فرسه،
وفيها مات خزيمة الأسدي، كما ذكر الذهبي في «تاريخ الإسلام» (2/ 215) ولم أقف على اسمه عند غيره فيما بين يديّ من كتب التاريخ والتراجم.
[1]
قوله: «وريحانته أبو محمد» سقط من الأصل، وأثبتناه من المطبوع.
[2]
تحرفت هذه اللفظة في الأصل إلى «وأكثر» .
[3]
في الأصل والمطبوع: «والجنائب بين يديه» وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. والنجائب، جمع نجيبة. وهي الناقة، يقال: ناقة نجيب ونجيبة، والمعنى حج ماشيا والنوق بين يديه.
[4]
قال ابن منظور: الطّيلسان: ضرب من الأكسية
…
وحكي عن الأصمعي أنه قال: الطيلسان ليس بعربي، قال: وأصله فارسيّ، إنما هو تالسان فأعرب. «لسان العرب» «طلس» (4/ 2689) .
وأكل معهم، ثم حملهم إلى منزله، فأطعمهم، وكساهم، وقال: البدء لهم، لأنهم لم يجدوا إلا ما أطعموني، ونحن نجد أكثر منه، وبلغه أن أبا ذرّ قال:
الفقر أحبّ إليّ من الغنى، والسّقم أحبّ إليّ من الصّحة، فقال: يرحم الله أبا ذر أنا أقول: من اتكل على حسن اختيار الله، لم يحبّ غير ما اختاره [1] .
[1] قلت: وفيها قتل زياد بن أبيه بالبصرة الخطيم الباهلي الخارجي أحد بني وائل واسمه زياد بن مالك. انظر «تاريخ خليفة بن خياط» ص (209) ، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (2/ 211) .
وفيها حج بالناس سعيد بن العاص. انظر «تاريخ خليفة» ص (209) ، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (2/ 212) ، و «تاريخ الطبري» (5/ 233) .