الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمسين
فيها توفي عبد الرّحمن بن سمرة العبشميّ من مسلمة الفتح، قال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:«لا تسأل الإمارة» [1] الحديث، افتتح سجستان، وكابل أميرا لعبد الله بن عامر.
وفيها توفي كعب بن مالك الأنصاريّ السّلمي مؤاخي طلحة بن عبيد الله، وهو أحد الثلاثة الذين خلّفوا وتاب الله عليهم، وأحد شعراء النبيّ صلى الله عليه وسلم المجيبين عنه عدّوه، وشهد المشاهد غير تبوك، ذهب بصره في آخر عمره وهو القائل:
[1] قطعة من حديث رواه البخاري رقم (6622) في الإيمان والنذور: باب قول الله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ الله بِاللَّغْوِ في أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ من أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ، كَذلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 5: 89 [المائدة: 89]، و (6722) في كفارات الأيمان: باب الكفارة قبل الحنث وبعده، و (7146) في الأحكام: باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها، (7147) باب من سأل الإمارة وكل إليها، ومسلم رقم (1652) في الأيمان: باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها، أن يأتي الذي هو خير، ويكفر عن يمينه، وأبو داود رقم (2929) في الخراج والإمارة: باب ما جاء في طلب الإمارة، والترمذي رقم (1529) في النذور والأيمان: باب ما جاء فيمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، وأحمد في «المسند» (5/ 63) .
جاءت سخينة [كي][1] تغالب ربّها
…
فليغلبنّ مغالب الغلّاب [2]
فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لقد شكرك الله يا كعب على قولك هذا» [3] . وفيها مات المغيرة بن شعبة الثقفيّ، أسلم عام الخندق، وولي العراق لعمر، وغيره، وكان من رجال الدّهر حزما، وعزما، ورأيا، ودهاء، يقال: إنه أحصن ثلاثمائة امرأة، وقيل ألف امرأة، ولّاه عمر البصرة ثم الكوفة.
وفيها توفّيت أمّ المؤمنين صفيّة بنت حيي بن أخطب الإسرائيليّة، الهارونيّة، وكانت جميلة فاضلة، كفاها فضلا ونبلا زواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأوتيت أجرها مرّتين، جاءت جاريتها عمر فقالت: إن صفيّة تحبّ السّبت، وتصل اليهود، فبعث إليها عمر يسألها عن ذلك، فقالت: أمّا السّبت فلم أحبّه، وقد أبدلني الله يوم الجمعة، وأمّا اليهود، فإنّ لي فيهم رحما، وقالت للجارية:
ما حملك على هذا؟ قالت: الشيطان، قالت: اذهبي فأنت حرّة لوجه الله تعالى [4] .
وفيها غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية، وقيل: في سنة إحدى وخمسين [5] .
[1] لفظة «كي» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[2]
البيت في «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 261) ، وجاء في حاشيتها، سخنية: لقب قريش في الجاهلية، وذكروا أن قصيا كان إذا ذبح ذبيحة أو نحر نحيرة بمكة أتى بعجزها فصنع منه خزيرة- وهو لحم يطبخ ببر- فيطعمه الناس، فسميت قريش بها سخينة. وقيل: إن العرب كانوا إذا أسنتوا أكلوا العلهز، وهو الوبر والدم، وتأكل قريش الخريزة، فنفست عليهم ذلك، فلقبوهم سخينة.
[3]
انظر «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 261) .
[4]
جملة: «لوجه الله تعالى» سقط من المطبوع.
[5]
لفظة «وخمسين» سقطت من المطبوع.