الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وسبعين
فيها توفي السّيّد الجليل الفقيه العابد الزّاهد أبو عبد الرّحمن عبد الله بن عمر بن الخطّاب العدويّ، وكان قد عيّن للخلافة يوم التّحكيم، مع وجود عليّ والكبار رضي الله عنهم.
وقال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنّ عبد الله رجل صالح» [1] . وقال: «نعمّ الرّجل عبد الله لو كان يصلّي من الليل» فكان بعدها لا يرقد من الليل إلّا قليلا [2] ، وكان من زهّاد الصحابة وأكثرهم اتّباعا للسّنن،
[1] رواه البخاري في التعبير: باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام، ومسلم رقم (2478) في فضائل الصحابة، من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قال: رأيت في المنام كأن في يدي قطعة إستبرق، وليس مكان أريد من الجنة، إلّا طارت إليه، قال:
فقصصته على حفصة، فقصته حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن أخاك رجل صالح» أو «إن عبد الله رجل صالح» .
[2]
رواه البخاري في التهجد: باب فضل قيام الليل، ومسلم رقم (2479) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. قال: كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأي رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
وكنت غلاما شابا عزبا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وأذاقها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال: فلقيهما ملك فقال لي: لم ترع (أي لا روع عليك) فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل» فكان بعد لا ينام من الليل إلّا قليلا.
وأعزفهم [1] عن الفتن، وتمّ له ذلك إلى أن مات.
قيل: اعتمر قريبا من ألف عمرة.
قال مالك: بلغ ابن عمر ستا وثمانين سنة، أفتى في ستين منها، ولما مات أمرهم أن يدفنوه ليلا ولا يعلموا الحجّاج لئلا يصلّي عليه، ودفن في ذات أذاخر [2] يعني فوق القرية التي يقال: لها العابدة، وبعضهم يزعم أنها في الجبل الذي فوق البستان على يمين الخارج من مكّة إلى المحصّب [3] .
وتوفي بعده في تلك السنة أبو سعيد الخدريّ سعد بن مالك الأنصاريّ، وكان من أعيان الصحابة وفقهائهم، شهد الخندق، وبيعة الرّضوان، وغيرهما.
وفيها توفي بالمدينة سلمة الأكوع الأسلميّ، وكان ممن بايع النبيّ صلى الله عليه وسلم على الموت يوم الحديبية، وكان بطلا شجاعا راميا، يسبق الفرس عدوا [4] ، وله سوابق ومشاهد محمودة.
وفيها توفّي بالكوفة أبو جحيفة [5] السّوائيّ، ويقال له: وهب الخير، له
[1] في المطبوع: «أعرفهم» وهو خطأ.
[2]
قال الزبيدي: ثنيّة أذاخر بالفتح: قرب مكة بينها وبين المدينة، وكأنها مسماة بجمع الإذخر.
«تاج العروس» «ذخر» (11/ 364) . وانظر «معجم ما استعجم» للبكري (1/ 128) ، و «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (2/ 35) .
[3]
قال الزبيدي: المحصّب اسم الشّعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكّة ومنى، يقام فيه ساعة من الليل، ثم يخرج إلى مكّة، سمي به للحصباء الذي فيه، وكان موضعا نزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن سنّه للناس، فمن شاء حصّب، ومن شاء لم يحصّب. وانظر تتمة كلامه في «تاج العروس» «حصب» (2/ 284، 285) .
[4]
في الأصل، والمطبوع:«شدا» وهو خطأ، والتصحيح من «دول الإسلام» للذهبي (1/ 54) .
[5]
واسمه وهب بن عبد الله السّوائي. انظر «أسد الغابة» (6/ 48) ، و «تهذيب الأسماء واللغات» (2/ 202) ، و «سير أعلام النبلاء» (3/ 202)، وقال النووي: ويقال: وهب بن وهب.
صحبة ورواية، وكان صاحب شرطة عليّ رضي الله عنه، وكان يقوم تحت منبره يوم الجمعة، وقيل: تأخر إلى بعد الثمانين [1] .
وفيها توفّي محمّد بن حاطب بن الحارث الجمحيّ، له صحبة ورواية، وهو أوّل من سمّي في الإسلام محمّدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورافع بن خديج الأنصاريّ الصحابيّ، أصابه سهم يوم أحد فبقي النّصل إلى أن مات في جسمه.
وأوس بن ضمعج الكوفيّ العابد.
وخرشة بن الحرّ [2] ، وقد ربّي يتيما في حجر عمر، ونزل الكوفة.
وعاصم بن ضمرة [3] السّلولي.
ومالك بن أبي عامر الأصبحيّ، جدّ الإمام مالك، له رواية عن عمر وعثمان.
وعبد الله بن عتبة بن مسعود الهذليّ بالمدينة له رواية ورؤية [4] ، وكان كثير الحديث والفتوى.
وعبد الله بن عمير الليثيّ.
[1] وفي «أسد الغابة» و «تهذيب الأسماء واللغات» توفي سنة (72 هـ) . قال الذهبي: والأصح موته في سنة أربع وسبعين. وهو ما جزم به ابن حبان في «مشاهير علماء الأمصار» ص (46) .
[2]
في الأصل، والمطبوع:«خرسة بن الحرة» وهو خطأ. والتصحيح من «مشاهير علماء الأمصار» لابن حبان ص (106) ، و «أسد الغابة» لابن الأثير (2/ 127) ، و «الإصابة» لابن حجر (3/ 88) ، و «الاستيعاب» لابن عبد البر على هامش «الإصابة» (3/ 192) .
[3]
في المطبوع: «عاصم بن حمزة» وهو خطأ.
[4]
في المطبوع: «له رؤية ورواية» .