الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وثمانين
فيها غزا محمّد بن مروان بن الحكم إرمينية، فأقام سنة، وأمر ببناء أردبيل، وبرذعة.
وفيها كانت وقعة بين المسلمين والروم بطوانة [1] أصيب فيها المسلمون، واستشهد نحو الألف.
وفيها توفي عبد العزيز بن مروان أبو عمر [2] ، ولي مصر عشرين سنة، وكان ولي العهد بعد عبد الملك، عقد لهما أبوهما كذلك، فلما مات عقد عبد الملك من بعده لولده، وبعث إلى عامله على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي ليبايع له النّاس، فامتنع سعيد بن المسيّب، وصمّم، فضربه هشام ستين سوطا [3] وطيف به، وروى عبد العزيز، عن أبي هريرة، وغيره.
[1] قال الحميري: الطوانة: مدينة ببلاد الروم على فم الدرب مما يلي طرسوس. «الروض المعطار» ص (400) ، وانظر «معجم ما استعجم» للبكري (3/ 897) ، و «معجم البلدان» لياقوت (4/ 45) .
[2]
يعني: أبو عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل رحمه الله، وكنيته: أبو الأصبغ، أمير مصر، وأخو الخليفة عبد الملك بن مروان. انظر «تهذيب التهذيب» لابن حجر (6/ 356)«والتقريب» (1/ 512) .
[3]
في الأصل: «صوطا» وهو خطأ، والمثبت من المطبوع.
وتوفي واثلة بن الأسقع الليثي، أحد فقراء الصّفّة [1] ، وله ثمان وتسعون سنة، وكان شجاعا، ممدحا، فاضلا، شهد غزوة تبوك.
وعمرو بن حريث المخزومي، له صحبة ورواية، ومولده قبل الهجرة [2] .
وعمرو بن سلمة الجرميّ البصري، الذي صلّى بقومه في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم في صغره [3] ويقال: له صحبة.
وأسير [4] بن جابر بالعراق، وله أربع وثمانون سنة.
وعمرو بن سلمة الهمداني، سمع عليا وابن مسعود، ولم يخرّجوا له في الكتب الستة شيئا، وهو مقلّ.
وعبد الله بن عامر بن ربيعة العنزيّ، حليف آل عمر بن الخطّاب، روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم حديثا ليس بمتصل خرجه أبو داود [5] ، وله رواية عن الصحابة رضي الله عنهم.
وفيها مات خالد بن يزيد بن معاوية الأمويّ، كان له معرفة بالطّب،
[1] قال ابن منظور: أهل الصّفّة هم فقراء المهاجرين، ومن لم يكن له منزل يسكنه، فكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنونه. «لسان العرب» «صفف» (4/ 2463) .
[2]
انظر «سير أعلام النبلاء» ، للذهبي (3/ 417- 419) .
[3]
في المطبوع: «في صفره» وهو تحريف.
[4]
ويقال: يسير. انظر «تقريب التهذيب» لابن حجر (2/ 374) .
[5]
رقم (4991) في الأدب، باب في التشديد في الكذب، وفي سنده جهالة، عن عبد الله بن عامر أنه قال: دعتني أمى يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«وما أردت أن تعطيه؟» قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة» . وله حديث آخر في «موطأ مالك» في ترك الوضوء مما مسته النار (1/ 27) .
والكيمياء، وفنون من العلم، وله رسائل حسنة أخذ الصّنعة عن راهب روميّ [1]، ومن قوله في زوجته رملة بنت الزّبير:
تجول خلاخيل النّساء ولا أرى
…
لرملة خلخالا يجول ولا قلبا [2]
أحبّ بني العوّام من أجل حبّها
…
ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا
جرى بينه وبين عبد الملك شيء، فقال له عبد الملك: ما أنت في العير ولا في النّفير، فقال خالد: ويحك من العير والنّفير غيري، وجدّي أبو سفيان صاحب العير، وجدّي عتبة صاحب النّفير، ولكن لو قلت: غنيمات الطائف يرحم الله عثمان لصدقت، وأشار بذلك إلى جدّه الحكم، نفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، فردّه عثمان رضي الله عنه.
[1] قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (4/ 383) : وهذا لم يصح.
[2]
القلب: السوار من الفضة. انظر «تاج العروس» «قلب» (4/ 71) .