الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ستين
فيها توفي معاوية بن أبي سفيان بدمشق في رجب وله ثمان وسبعون سنة، ولي الشّام لعمر، وعثمان عشرين سنة، وتملكها بعد عليّ عشرين [أخرى] إلّا شهرا، وسار بالرعية سيرة جميلة، وكان من دهاة العرب وحلمائها، يضرب به المثل، وهو أحد كتبة الوحي، وهو الميزان في حب الصحابة، ومفتاح الصحابة، سئل الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أيهما [1] أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز، فقال: لغبار لحق بأنف جواد معاوية بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز [2] رضي الله تعالى عنه، وأماتنا على محبته.
وفيها توفي سمرة بن جندب الفزاري، في أولها، نزيل البصرة.
وبلال بن الحارث المزنيّ.
[1] في الأصل، والمطبوع:«أيما» ، وما أثبتناه يقتضيه السياق.
[2]
قلت: إن صح هذا من كلام الإمام أحمد رحمه الله، فإن فيه انتقاصا من قدر الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز الذي عدّ عند الكثيرين من أئمة المسلمين في مقام الخلفاء الراشدين، والذي له من المكارم ما لا يعد ولا يحصى، ومن أهم تلك المكارم أنه منع الكثير من البدع التي كانت سائدة في عصور من سبقه من خلفاء بني أمية في الشام، ولو لم يكن له من المكارم سوى الأمر بتدوين الحديث النبوي الشريف لكفاه فخرا، فكيف وقد كان عهده عهد أمان واطمئنان ورخاء للمسلمين قاطبة، رحمه الله برحمته الواسعة، وجمعنا به يوم القيامة في الجنة تحت لواء سيد المرسلين.
وعبد الله بن مغفّل المزنيّ، نزيل البصرة، من أهل بيعة الرضوان.
وفيها، أو في التي قبلها، أبو حميد السّاعديّ، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وفيها عزل الوليد بن عتبة عن المدينة، واستعمل عليها عمرو بن سعيد الأشدق، فقدمها في رمضان، فدخل عليه أهل المدينة، وكان عظيم الكبر، واستعمل على شرطته عمرو [1] بن الزّبير لما كان بينه وبين أخيه عبد الله [من البغضاء، فأرسل إلى نفر من أهل المدينة، فضربهم ضربا شديدا لهواهم في أخيه عبد الله][2] منهم أخوه المنذر بن الزّبير، ثم جهز عمرو بن سعيد عمرو [3] بن الزّبير في جيش نحو ألفي رجل إلى أخيه عبد الله بن الزّبير، فنزل بالأبطح [4] ، وأرسل إلى أخيه برّ يمين يزيد [5] وكان حلف ألّا يقبل بيعته إلا أن يؤتى به في جامعة، ويقال: حتى أجعل في عنقك جامعة من فضة لا ترى، ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فإنك في بلد حرام، فأرسل إليه [6] أخوه عبد الله من فرّق جماعته وأصحابه، فدخل دار ابن علقمة [7] ، فأتاه أخوه
[1] في المطبوع: «عمر» وهو خطأ. وانظر خبر «عمرو بن الزبير» في «الكامل» لابن الأثير (4/ 18) .
[2]
زيادة من المطبوع، و «تاريخ الطبري» (5/ 344) .
[3]
في المطبوع: «عمر» وهو خطأ.
[4]
الأبطح: كل مسيل فيه دقاق الحصى فهو أبطح، وقال ابن دريد: الأبطح، والبطحاء: الرمل المنبسط على وجه الأرض، وقال أبو زيد: الأبطح أثر المسيل ضيقا كان أو واسعا، والأبطح يضاف إلى مكة، وإلى منى، لأن المسافة بينه وبينها واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو المحصّب. «معجم البلدان» لياقوت (1/ 74) .
[5]
وهكذا أيضا عبارة «الكامل» لابن الأثير (4/ 19)، وفي «تاريخ الطبري» (5/ 344) :«برّ يمين الخليفة، واجعل في عنقك جامعة من فضة لا ترى، لا يضرب الناس بعضهم بعضا، واتق الله فإنك في بلد حرام» .
[6]
في الأصل: «إلى» وهو خطأ، وأثبتنا ما في المطبوع.
[7]
في «تاريخ الطبري» : «دار علقمة» .
عبيدة فأجاره، ثم أتى عبد الله فقال له: قد أجرت عمرا، فقال: أتجير [1] من حقوق الناس! هذا ما لا يصح، أو ما أمرتك أن لا تجير هذا الفاجر الفاسق المستحلّ لحرمات الله، ثم أقاد عمرا بكل من ضربه إلّا المنذر، وابنه، فإنهما أبيا أن يستقيدا، ومات تحت السّياط.
[1] في الأصل، والمطبوع:«تجير» ، وما أثبتناه من «تاريخ الطبري» ، و «الكامل» لابن الأثير.