الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال السمعاني: مات في شوّال سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ودفن ببست في الصّفّة التي ابتناها بقرب داره التي هي اليوم مدرسة لأصحابه، ولهم جرايات يستنفقونها.
قلت: وقد قامت شهرته عند أهل العلم على كتابه «المسند الصحيح» الذي رتبه الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي المتوفى سنة (739) هـ، وهو الذي يطبع في مؤسسة الرسالة في بيروت، وقد صدر المجلد الأول منه بتحقيق الأستاذ حسين سليم الأسد، والشيخ شعيب الأرناؤوط.
وعلى كتابه الآخر «مشاهير علماء الأمصار» المطبوع بعناية المستشرق الألماني الدكتور مانفريد فلايشهمر، وهي طبعة سقيمة تفتقر إلى الضبط، والتحقيق، وجمال الإخراج، وقد صدرت في مصر.
15- أبو نعيم الأصبهاني
هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني، أبو نعيم، الإمام الحافظ المؤرّخ الكبير، صاحب «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» ، و «دلائل النبوة» ، و «معرفة الصحابة» ، وغير ذلك من المصنفات المفيدة النافعة.
ولد في أصبهان سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وأخذ العلم عن جمهرة كبيرة من العلماء الأعلام، وأخذ العلم عنه طائفة كبيرة من أهل العلم.
وقد تضاربت الآراء فيما يتصل بتوثيقه وضعفه عند أصحاب السّير والتراجم، وإليك البعض مما قالوه:
قال ابن ناصر الدّين: لا يلتفت إلى قول من تكلم فيه لأنه صدوق عمدة.
وقال الخطيب البغدادي: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير أبي نعيم، وأبي حازم.
وقال مردويه: لم يكن في أفق من الآفاق أحفظ ولا أسند منه.
وقال ابن العماد: تفرّد في الدّنيا بعلو الإسناد، مع الحفظ والاستبحار في الحديث وفنونه.
وقال ابن كثير: قال الخطيب البغدادي: كان أبو نعيم يخلط المسموع له بالمجاز، ولا يوضّح أحدهما من الآخر.
وقال أيضا: قال عبد العزيز النّخشبي: لم يسمع أبو نعيم «مسند الحارث بن أبي أسامة» من أبي بكر بن خلّاد بتمامه، فحدّث به كله.
وقال ابن الجوزي: سمع الكثير، وصنّف الكثير، وكان يميل إلى مذهب الأشعري في الاعتقاد ميلا كثيرا.
توفي في الثامن والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة.
قلت: وقد قامت شهرة الرجل على كتابه الكبير الشهير «حلية الأولياء» الذي قال فيه ابن ناصر الدّين: لما صنّف [أبو نعيم] كتاب «الحلية» حملوه إلى نيسابور، فبيع بأربعمائة دينار.
وقال ابن كثير: دلّت «حلية الأولياء» على اتساع روايته، وكثرة مشايخه، وقوة اطّلاعه على مخارج الحديث، وشعب طرقه.
وقد طبعت «الحلية» منذ عهد بعيد طبعة تجارية تفتقر إلى التحقيق والتخريج والإخراج اللائق بها، وقد صوّرت تلك الطبعة مرات كثيرة فيما بعد.
وأما كتابه «دلائل النبوّة» فقد طبع مرتين، الأولى طبعة تجارية في مجلد واحد، والثانية علمية جيدة، تولى تحقيقها الدكتور محمد رواس قلعجي، وخرّج أحاديثها الأستاذ عبد البرّ عباس، وقد صدرت مصوّرة جديدة عن هذه الطبعة عن دار ابن كثير بدمشق، والمكتبة العربية بحلب.
وأما كتابه «معرفة الصحابة» فهو مخطوط، قال الزركلي: بقيت منه مخطوطة في مجلدين، عليها قراءة سنة (551 هـ) في مكتبة أحمد الثالث بطوبقبو سراي باستانبول رقم (497) كما في مذكرات الميمني.