الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما أرى؟ قال: لا أدري، قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك [هذه][1]، قال: فنخر [2] كأشدّ نخير حمار سمعت. رواه مسلم [3] .
وعن محمّد بن المنكدر [4] قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أنّ ابن الصيّاد الدّجال، قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلم ينكره النبيّ صلى الله عليه وسلم، متفق عليه [5] .
الفصل الثاني
عن نافع قال: كان ابن عمر يقول: والله ما أشكّ أنّ المسيح الدّجال [6] ابن صيّاد. رواه أبو داود، والبيهقي في كتاب «البعث والنشور» [7] .
وعن جابر قال: فقدنا ابن صيّاد يوم الحرّة [8] رواه أبو داود [9] .
[1] لفظة «هذه» سقطت من الأصل، والمطبوع، و «مشكاة المصابيح» ، وأثبتناها من «صحيح مسلم» .
[2]
النخير: صوت الأنف.
[3]
رواه مسلم رقم (2932)(99) في الفتن: باب ذكر ابن صياد.
[4]
في المطبوع: «محمد بن المكندر» وهو تحريف.
[5]
رواه البخاري رقم (7355) في الاعتصام: باب من رأى ترك النكير من النبيّ صلى الله عليه وسلم حجة، ومسلم رقم (2929) في الفتن: باب ذكر ابن صيّاد، ورواه أيضا أبو داود رقم (4331) في الملاحم: باب في خبر ابن صائد.
[6]
سمي الدجال مسيحا لأن عينه ممسوحة كأنها عنبة طافية.
[7]
رواه أبو داود رقم (4330) في الملاحم، باب في خبر ابن صائد.
[8]
انظر كلام المؤلف عن هذه الوقعة الأليمة في حوادث سنة (63) من كتابنا هذا.
[9]
رواه أبو داود رقم (4332) في الملاحم: باب في خبر ابن صائد، وإسناده صحيح.
وعن أبي بكرة [1] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمكث أبوا الدّجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد، ثم يولد [لهما] [2] غلام أعور أضرس [3] وأقلّه منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه، ثم نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال: «أبوه طوّال، ضرب اللحم، كان أنفه منقار، وأمّه امرأة فرضاخيّة [4] طويلة اليدين» ، فقال أبو بكرة: فسمعنا بمولد في اليهود بالمدينة [5] ، فذهبت أنا والزّبير بن العوام، حتى دخلنا على أبويه فإذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما، فقلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما، لا يولد لنا ولد، ثمّ ولد لنا غلام أعور أضرس، وأقلّه منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه، قال: فخرجنا من عندهما، فإذا هو منجدل [6] في الشّمس في قطيفة وله همهمة، فكشف عن رأسه، فقال: ما قلتما؟ قلنا:
وهل سمعت ما قلنا؟ قال: نعم، تنام عيناي ولا ينام قلبي. رواه الترمذي [7] .
وعن جابر، أن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه،
[1] هو نفيع بن الحارث بن كلدة، وقيل: إن اسمه نفيع بن مسروح، تدلى في حصار الطائف ببكرة، وفر إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأسلم على يده، وأعلمه أنه عبد، فأعتقه، رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
[2]
لفظة: «لهما» سقطت من الأصل، والمطبوع، وقد أثبتناها من «مشكاة المصابيح» (3/ 44) .
[3]
أي عظيم الضرس.
[4]
أي ضخمة عظيمة.
[5]
لفظة: «المدينة» سقطت من «مشكاة المصابيح» للتبريزي، فتستدرك فيه.
[6]
أي ملقى على وجه الأرض.
[7]
رواه الترمذي رقم (2248) في الفتن: باب ما جاء في ذكر ابن صائد، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف كما قال الحافظ في «التقريب» .
طالعة نابه، فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدّجّال، فوجده تحت قطيفة يهمهم [1]، فآذنته أمّه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم، فخرج من القطيفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما لها قاتلها الله؟ لو تركته لبيّن» . فذكر مثل معنى حديث ابن عمر، فقال عمر ابن الخطاب: ائذن لي يا رسول الله فأقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن يكن هو فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى بن مريم، وإلّا يكن هو فليس لك أن تقتل رجلا من أهل العهد» ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشفقا أنه [2] هو الدّجال، رواه في «شرح السنة» [3] . انتهى ما ذكره في «مشكاة المصابيح» بلفظه.
وقال أبو عبد الله الذهبي في كتابه «تجريد الصحابة» ما لفظه: عبد الله ابن صيّاد، أورده ابن شاهين وقال: هو ابن صائد، وكان أبوه يهوديا فولد له عبد الله أعور مختونا، وهو الذي قيل إنه الدّجّال، ثمّ أسلم، فهو تابعيّ له رؤية [4] .
قال أبو سعيد الخدري: صحبني ابن صيّاد إلى مكّة فقال: لقد هممت
[1] في المطبوع: «يهمم» وهو خطأ.
[2]
في المطبوع: «أن يكون» ، وما في الأصل الذي بين أيدينا موافق لما في «مشكاة المصابيح» .
[3]
«مشكاة المصابيح» للتبريزي (3/ 45) ، وكتاب «شرح السنة» الذي أحال عليه صاحب «المشكاة» هو للإمام البغوي، وقد حققه زميلي الأستاذ الشيخ شعيب الأرناؤوط، وطبعه المكتب الإسلامي بدمشق، ولكن الجزء الذي فيه الحديث ليس بين أيدينا.
وقد روى الحديث أيضا البخاري ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وانظر:«جامع الأصول» لابن الأثير (10/ 364- 368) بتحقيقي.
[4]
في المطبوع: «له رواية» ، وفي الأصل:«له رؤيا» بالألف، وكلاهما محرف، وما أثبتناه من «تجريد أسماء الصحابة» للذهبي (1/ 319) .
أن آخذ حبلا فأوثقه [1] إلى شجرة ثم أختنق مما يقول النّاس في، وذكر الحديث، وهو في مسلم [2] .
انتهى ما قاله الذهبي [3][4] .
[1] في «صحيح مسلم» : «فأعلّقه» .
[2]
رواه مسلم رقم (2927)(91) في الفتن: باب ذكر ابن صيّاد. وانظر لفظ الحديث فيه.
[3]
«تجريد الصحابة» للذهبي (1/ 319) .
[4]
قال ابن الأثير في «جامع الأصول» (10/ 362- 364) بتحقيق والدي الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: قال الخطابي: قد اختلف الناس في أمر ابن صيّاد اختلافا شديدا، وأشكل أمره، حتى قيل فيه كل قول، فيقال: كيف بقّى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدّعي النبوة كاذبا، وتركه بالمدينة في داره يجاوره؟ وما معنى ذلك؟ وما وجه امتحانه إياه بما خبأ له من آية الدخان؟ وقوله بعد ذلك:«اخسأ، فلن تعدو قدرك؟» قال: والذي عندي، أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنته صلى الله عليه وسلم اليهود وحلفاءهم، وذلك: أنه بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتابا صالحهم فيه على أن لا يهاجروا، وأن يتركوا على أمرهم، وكان ابن صياد منهم- أو دخيلا في جملتهم- وكان يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره، وما يدّعيه من الكهانة ويتعاطاه من الغيب، فامتحنه النبيّ صلى الله عليه وسلم ليبرز أمره ويختبر شأنه، فلما كلمه علم أنه مبطل، وأنه من جملة السحرة أو الكهنة، أو ممن يأتيه رئي الجن، أو يتعاهده الشيطان، فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به، فلما سمع قوله:«الدخ» زجره، فقال:«اخسأ فلن تعدو قدرك» يريد أن ذلك شيء اطلع عليه الشيطان، فألقاه إليه وأجراه على لسانه، وليس ذلك من قبيل الوحي السماوي إذا لم يكن له قدر الأنبياء الذين يوحى إليهم على الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون الغيب فيصيبون بنور قلوبهم، وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها، ويخطئ في البعض، وذلك معنى قوله: يأتيني صادق وكاذب، فقال له صلى الله عليه وسلم عند ذلك:«قد خلط عليك» والجملة من أمره: أنه كان فتنة امتحن الله به عباده المؤمنين: لِيَهْلِكَ من هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَحْيى من حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ 8: 42 [الأنفال: 42] كما امتحن الله قوم موسى بالعجل، فافتتن به قوم وهلكوا، ونجا من هداه الله وعصمه، وقد اختلفت الروايات في كفره، وفيما كان من شأنه بعد كبره، فروي أنه تاب عن ذلك القول، ثم إنه مات بالمدينة، وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه، كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس، وقيل لهم: اشهدوا، وروي غير ذلك، وأنه فقد يوم الحرة فلم يجدوه، والله أعلم.
وانظر «فتح الباري» لابن حجر (13/ 325- 329) .