الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى عشرة وثلاثمائة
فيها دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنّابي القرمطي البصرة في الليل، في ألف وسبعمائة فارس. نصبوا السلالم على السور ونزلوا، فوضعوا السيف في البلد، وأحرقوا الجامع، وهرب خلق إلى الماء فغرقوا، وسبوا الحريم، واستمروا سبعة عشر يوما يحملون ما أرادوا من الأموال والحريم، والله المستعان [1] .
وفيها توفي أبو جعفر أحمد بن حمدان بن عليّ بن سنان الحيريّ النيسابوريّ [2] ، الحافظ الزاهد المجاب الدّعوة. والد المحدّث أبي عمرو بن حمدان.
روى عن عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم وطبقته، وصنّف «الصحيح» على شرط مسلم، وكان يحيي الليل.
وفيها أبو بكر الخلّال أحمد بن محمد بن هارون البغداديّ [3] الفقيه الحبر الذي أنفق عمره في جمع مذهب الإمام أحمد وتصنيفه. تفقه على
[1] انظر الخبر في «العبر» للذهبي (2/ 153) ، و «الكامل» لابن الأثير (8/ 143- 144) و «غربال الزمان» العامري ص (275) .
[2]
انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 299- 303) .
[3]
انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 297- 298) .
المرّوذي [1] . وسمع من الحسن بن عرفة وأقرانه. وروى عنه تلميذه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر، يعرف بغلام الخلّال، ومحمد بن المظفّر الحافظ، وغير واحد.
قال ابن ناصر الدّين: هو رحّال، واسع العلم، شديد الاعتناء بالآثار.
له «كتاب السنّة» ثلاث مجلدات كبار، و «كتاب العلل» في عدّة أسفار، و «كتاب الجامع» وهو كبير جليل المقدار. انتهى.
وتوفي في ربيع الأول.
وفيها عبد الله بن إسحاق المدائني الأنماطي [2] ببغداد. روى عن عثمان بن أبي شيبة وطبقته، وكان ثقة محدّثا.
وعبد الله بن محمود السّعديّ أبو عبد الرّحمن [3] محدّث مرو.
وعبد الله بن عروة الهرويّ [4] الحافظ أبو محمد. كان من الأثبات الثقات. صنّف. وسمع أبا سعيد الأشجّ وطبقته. وروى عنه أبو منصور اللّغوي، وأبو منصور الهروي، وآخرون.
وفيها الحافظ الكبير، أبو حفص، عمر بن محمد بن بجير الهمذانيّ السّمرقنديّ [5] صاحب «الصحيح» و «التفسير» وذو الرّحلة الواسعة. روى عن عيسى بن حمّاد زغبة، وبشر بن معاذ العقدي، وطبقتهما. وعنه محمد بن محمد بن صابر، وأعين بن جعفر السّمرقندي، وعاش ثمانيا وثمانين سنة، وكان صدوقا.
[1] يعني شيخ الإسلام أحمد بن محمد بن الحجّاج المرّوذي. انظر ترجمته في المجلد الثالث ص (313) .
[2]
انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 437- 438) .
[3]
انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 399- 400) .
[4]
انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 294) .
[5]
انظر «العبر» (2/ 155) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 402- 404) وفيه «الهمداني» فتصحح.
وفيها تقريبا [1] ، محمد بن إبراهيم بن شعيب، أبو الحسين، الغازي [2] كان رحّالا ثقة.
قال ابن ناصر الدين في «بديعة البيان» :
وبعد بضع عشرة المجازي
…
محمد الجرجاني ذاك الغازي
انتهى.
وفيها إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السّلميّ النيسابوريّ [3] الحافظ. صاحب التصانيف. شيخ الإسلام. ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وروى عن عليّ بن حجر، وابن راهويه، ومحمود بن غيلان، وخلق. وعنه البخاريّ ومسلم خارج «صحيحيهما» ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبو علي النيسابوري. قاله ابن بردس.
وهو حافظ ثبت إمام. رحل إلى الشام، والحجاز، والعراق، ومصر.
وتفقّه على المزني وغيره.
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: لم أر مثل محمد بن إسحاق [4] .
وقال أبو زكريا العنبري: سمعت ابن خزيمة يقول: ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قول إذا صحّ الخبر عنه.
وقال أبو علي الحافظ: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيّات من حديثه كما يحفظ القارئ السورة.
وقال ابن حبّان: لم ير مثل ابن خزيمة في حفظ الإسناد والمتن.
وقال الدارقطنيّ: كان إماما معدوم النظير.
[1] في «طبقات الحفّاظ» للسيوطي ص (320) : «مات سنة بضع عشرة وثلاثمائة» .
[2]
انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 407) .
[3]
انظر «العبر» (2/ 155) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 365- 382) .
[4]
يعني ابن خزيمة.
وقال الإسنويّ في «طبقاته» [1] : صار ابن خزيمة إمام زمانه بخراسان، رحلت إليه الطلبة من الآفاق.
قال شيخه الرّبيع: استفدنا من ابن خزيمة أكثر مما استفاد منا، وكان متقلّلا، له قميص واحد دائما، فإذا جدّد آخر، وهب ما كان عليه.
نقل عنه الرافعي في مواضع، منها: أنه إن رجّع في الأذان، ثنّى الإقامة، وإلّا أفردها.
ومنها أن الركعة لا تدرك بالركوع. انتهى ملخصا.
وفيها أبو العبّاس محمد بن شادل [2] النيسابوري [3] سمع ابن راهويه، وأبا مصعب [4] وخلقا. وكان يختم القرآن في كلّ يوم.
ومحمد بن زكريّا الرّازي [5] الطبيب العلّامة، صاحب المصنّفات في الطب والفلسفة، وإنما اشتغل بعد أن بلغ الأربعين. وكان في صباه مغنيّا بالعود. قاله في «العبر» [6] .
وقال ابن الأهدل: هو الطبيب الماهر، أبو بكر، محمد بن زكريا الرّازي، المشهور، وله في الطب كتاب «الحاوي» [7]
[1] هو عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعي أبو محمد جمال الدين، فقيه أصولي و «طبقاته» هي «طبقات الشافعية» وسوف ترد ترجمته في المجلد الثامن إن شاء الله.
[2]
في المطبوع: «محمد بن شاذل» وهو تصحيف. وانظر «القاموس المحيط» (3/ 422) .
[3]
انظر «العبر» (2/ 156) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 263- 264) .
[4]
يعني قاضي المدينة وفقيهها أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري. انظر ترجمته في المجلد الثالث ص (192) .
[5]
انظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 354- 355) .
[6]
(2/ 156) .
[7]
قال ابن أبي أصيبعة: وهو أجلّ كتبه وأعظمها في صناعة الطب. انظر «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» ص (421) .
و «الأقطاف» [1] وكتاب «المنصوري» [2] وحجمه صغير جمع فيه بين العلم والطب والعمل.
ومن قوله: مهما أمكن العلاج بالأغذية فلا يعالج بالأدوية، والمفرد أولى من المركب.
وكان شغله بالطب بعد أربعين من عمره. انتهى.
وفيها حامد بن العبّاس [3] الوزير. كان يخدمه ألف وسبعمائة حاجب. قاله ابن الجوزي في «الشذور» .
وقال علي بن العباس المجوسي في كتابه «كامل الصناعة الطبية» : ذكر فيه ما يحتاج إليه من حفظ الصحة ومداواة الأمراض، ولم يغفل في ذكر شيء إلا أنه لم يستقص شرح شيء مما يحتاج إليه الطبيب من تدبير الأمراض والعلل. ثم إن رشيد الدّين أبا سعيد بن يعقوب المسبحي القدسي المتوفي سنة (646) هـ. علق عليه تعاليق. انظر «كشف الظنون» (1/ 628) قلت: واختصر «الحاوي» عبد الرحيم بن علي بن حامد المعروف ب «الدّخوار» المتوفى سنة (628) هـ. انظر «الأعلام» للزركلي (3/ 347)
[1]
كذا في الأصل والمطبوع: «الأقطاف» وفي «مرآة الجنان» لليافعي (2/ 263) : «كتاب الأقطاب» ولعله محرّف من «الأعصاب» والله أعلم.
[2]
في الأصل والمطبوع: «المنصور» وأثبت ما في «عيون الأنباء» ص (423) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 354) .
[3]
انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» للزركلي (2/ 161) .